الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غروب الاوثان..نيتشه --2- العقل في الفلسفه-

امير عزيز

2013 / 6 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


-1-
و تسالني عن السمات الدقيقه المميزه للفلاسفه؟..فقدانهم للحس التاريخي, كراهيتهم لفكره التحول, مصريتهم, انهم يعتقدون انهم يقومون بعمل عظيم عندما ينزعون من الشئ تاريخيته, "نوع يحيا في الابدي هؤلاء الفلاسفه"-sub species aeterni-, عندما يصنعون منه مومياء, كل هؤلاء الفلاسفه الذين نري لالف السنين هم صانعي مومياوات مفاهيميه, لا شئ حقيقي كان قد تسرب من بين يديهم حيا, يقتلون, ينمذجون, حين يقدسون, و لكنهم سرعان ما يصبحون خطرا مميتا لكل ما يقدسونه..الموت, التغير , تماما كبروز الحياه , و النمو, هي موضوعات لهم "مرفوضه غالبا", الكائن لا يتحول, و المتحول لا يكون..و الان فانهم و الي درجه اليأس يعتقدون في هذا الكائن, ولكن لانهم لا يستطيعون الامساك به, فانهم يبحثون عن الاسباب التي تجعله عصّيا عليهم, (لابد ان وهم او خداع هو ما يمنعنا من ادراك الكائن) : اين يوجد هذا المخادع؟- وجدتها, يصرخ الفيلسوف بفرح طفولي, انها الحواس, و التي هي غير اخلاقيه تماما ايضا, هي ما يخدعنا عن العالم الحقيقي "الكائن", الاخلاق هروب من خداع الحس, من السيروره , من التاريخ الذي هو ليس اكثر من ايمان بالحواس, اما الاخلاقيه فهي تاسيس لانكار الايمان بالحواس لدي النوع الانساني..كن فيلسوفا, كن كمومياء و كصانع مومياوات, و ليكن مثالك الحي هم حفاري القبور, الذين يحولون الجسد منزوع الحياه, الخالي من الحواس, الي موضوع لنشاطهم..
-2-
اثمن و بدرجه عاليه اسم هيراقليطس, فعندما كانت البقيه من الزحام الفلسفي, ترفض ادله الحس لانها تظهر, تعددا و تغيرا, فانه قد رفض ادلتهم في هذا الرفض, لانهم اظهروا الاشياء كما لو كانت تملك, مدارات ووحده, هيراقليطس ايضا كان قد اخطأ تماما في فهمه للحواس, التي لا تكمن لا في الطريقه التي راوها بها الايليون الذين رفضوا الامكانيه المنطقيه للتغير, و الحركه, و جادلوا ان الامكانيه المنطقيه الوحيده هي للوجود غير المتغير, ولا كما راها هو- لا يبرزون علي الاطلاق-. انه ما نصنعه من ادلتهم هو ما ادخل الكذب اولا اليها, علي سبيل المثال كذبه الوحده, كذبه الماديه, كذبه الجوهر, كذبه المدار.."العقل" هو سبب تخطئتنا لادله الحواس, حتي الان و كما تظهر الحواس سيروره و تراجعا و تغير فهم لا يكذبون..لكن هيراقليطس سيكون دائما علي حق في هذا, ..الوجود"being" هو خيال فارغ..العالم الظاهري هو العالم الوحيد, العالم"الحقيقي" كان دائما مضافا بشكل كاذب...
-3-
واي اله رقيقه للملاحظه نمتلك في حواسنا!..هذا الانف علي سبيل المثال الذي لم يتحدث عنه اي من الفلاسفه بتقدير و احترام, ليس اكثر من الاله الاكثر دقه التي نمتلكها تحت سيطرتنا: يمكنها ان تكشف الخلافات الدقيقه في الحركه, التي لا يستطيع حتي السبكتروسكوب ان يكتشفها, لدينا معرفه علميه اليوم جعلتنا علي وجه التحديد ان نقبل بادله الحواس- الي الدرجه التي علمتنا ان نشحذهم و نسلحهم بما يمكننا من متابعه استنتاجاتهم, مادون ذلك و ما بعده ليس علما بعد, يمكن ان نقول عنه ميتافيزيقا, لاهوت, سيكولوجيا, ابيستمولوجيا, او علم الصيغه او الاطار, نظام-العلامه, مثل المنطق و المنطق التطبيقي و الرياضيات, في هذه الحاله فان الحقيقه "الواقع" لا تظهر علي الاطلاق ولا حتي كمشكله صغيره, فقط يمكنها ان و بشكل محدود ان تحاكي العلاقه او السؤال بين القيمه او المعني و العلامه الاتفاقيه الداله عليها..
-4-
و السمه الدقيقه الاخري للفلاسفه ليست اقل خطرا, انها تتكون من تخطئه الاول لحساب ما ياتي اخرا, انهم يضعون ما ياتي بالاخير-لسوء الحظ لانه كان ينبغي الا ياتي علي الاطلاق- المفاهيم الاعلي, التي يمكن ان نقول الاكثر عموميه و تجريدا, المفاهيم الاكثر فراغا.. بخار الحقيقه الاخير..في البدايه كبدايه, مره ثانيه انها طريقتهم في ممارسه التقديس, الاعلي لا ينبغي ان ينمو من الادني, لا ينبغي ان يكون قد تكون علي الاطلاق, تاسيسه فيما هو دونه سيكون عائقا امام تشكيل قيمته, و اخلاقيا كل ما ينتمي الي مصاف العظيم ينبغي ان يكون سببا لذاته, "causa sui", كل المفاهيم العليا الكائنه ينبغي ان تكون غير مشروطه, قائمه بذاتها "الخير, الحقيقه, الاكتمال", و لكن لا ينبغي لهذه المفاهيم العليا ان تكون غير متكافئه مع بعضها ولا غير منسجمه.. وهكذا فانهم يحصلون علي مفهومهم الاكثر تجريدا و شمولا علي الاطلاق, "الله"..الاخير الارفع, و قد وُضع كاول, كسبب لذاته, الوجود الحقيقي الاكثر جوهريه, انه النوع الانساني الذي و لابد انه قد اخذ بجديه الخيالات المريضه للمهووسين بكمال نسيج بيت العنكبوت, و قد دفع ثمنا غاليا لذلك...
-5-
و دعنا نسنتنج "استخدم ضمير الجمع هنا كنايه عن التأدب" ان رؤيتنا الخاطئه للحركه و الطفره و التغير, و التي كانت قد كرسّت لثنائيه الوجود الحقيقي/الظاهري, باعتبارها علامه علي حضور شئ ما قادنا بعيدا في طريق الضلال . اننا نري انفسنا اليوم كما لوكانت مشتبكه مع الخطأ, متجهه اليه كضروره, و بدقه الي المدي الذي تاخذنا فيه تحيزاتنا الي العقل, الي افتراض , الوحده, و المدار, و الهويه, و الجوهر, و السبب, و الوجود "being", انه الموقف نفسه مع حركه الشمس , ففي هذه الحاله فان الخطأ قد اخذ باعيننا الي حيث اللغه, من حيث هي دعوه دائمه الي الاتجاه الي هذا الخطأ, اللغه التي تنتمي في اساسها الي اكثر العصور بدائيه من السيكولوجيا, حيث نجد انفسنا في منتصف حاله من الصنميه الغليظه المشبوبه بالشهوه"الفيتشيه", عندما نستحضر الي اذهاننا الافتراضات الاولي لميتافيزيقا اللغه -او كما نقول العقل-فانه باخذنا الي رؤيه كل شئ كقابليه و فعل, "العقل" الذي يؤمن بالاراده كعله بشكل عام, ذلك الذي يؤمن بالايجو, او يؤمن به كوجود , و كجوهر, و الذي يمد ايمانه بالايجو-الجوهر علي الاشياء جميعها, و هكذا فقط يخلق مفهوم"الشئ", لقد اصبح الوجود هو كل مكان مُفكر فيه , او هو اشتقاق من تداعيات فعل الايجو-الجوهر الممتد و الذي تتوالي استنتاجاته..في البدايه يقف الخطأ العظيم القائل ان الاراده هي الشئ الذي ينتج الاثر- او ان الاراده قدره, اليوم نعرف ببساطه انها مجرد كلمه. و في عالم اّمن اكثر استناره بالاف المرات, و الذي يمكن فيه "للعقل" ان يعمل بفاعليه اعلي و ان يثق بتصنيفاته و تقسيماته, فقد اتت "الحقيقه" و بشكل مفاجئ!! الي رؤوس الفلاسفه..لقد استنتجوا ان الوجود "الحقيقي" لايمكن ان يكون قد نشأ في عالمنا الامبريقي- في الحقيقه فان مجمل العالم الواقعي الامبريقي كان غير منسجم ولا متوافق بالنسبه لهم, فمن اين اذا نشأت؟..و في الهند , كما لدي الاغريق, فقد ارتكبوا نفس الخطأ, لابد و ان نكون ذات مره قد عايننا عالما ارفع"اعلي", و ذلك بدلا من عالم اقل كثيرا, و الذي كان ينبغي ان يمثل الحقيقه, لابد و اننا مقدسون لاننا نمتلك "العقل",..لا شئ حتي الان قد امتلك قدره مباشره علي الخداع, كخدعه الوجود كما تمت صياغته, و الايليون علي سبيل المثال, ففي كل كلمه و كل جمله فان خطابهم يتحدث لصالح "الوجود الحقيقي"-حتي خصوم الايليين كانوا معرضين للتاثير الخادع لمفهوم الوجود, ديمقريطس ضمن اخرين عندما اخترع ذرته..العقل يكمن في اللغه..اوووه اي امراه عجوز مخادعه, اخشي اننا لا نستطيع التخلص من الله لاننا مازلنا نؤمن بالجرامر...
-6-
دعوني اذا اقوم بصياغه نظرتي الجديده في اربعه فرضيات و بهذا اجعلها ايسر للفهم, و اتحدي التناقضات..
الفرضيه الاولي: الارضيه التي صمم عليها مفهوم العالم "الحقيقي", ارضيه غير مبرهن عليها..
الفرضيه الثانيه:السمات التي تم الحاقها بالوجود الحقيقي للاشياء, هي سمات اللاوجود, اللاشيئيه, "العالم الحقيقي", تم تشييده من خلال العالم الواقعي.. العالم "الظاهري" بمواجه عالم اخر اكثر اكتمالا ليس اكثر من خداع بصري-اخلاقي..
الفرضيه اثالثه:الحديث عن عالم اخر بمواجهه هذا العالم ليس سوي امر تافه, يعني ان غريزه الحياه ليست قويه بداخلنا, في التحليل الاخير نحن ننتقم لانفسنا من الحياه باوهام الحياه الاخري و الافضل..
الفرضيه الرابعه:لكي ما تقسم العالم الي عالم حقيقي واخر ظاهري, اما بطريقه المسيحيه او علي طريقه كانط الذي هو بالاخير مسيحي ماكر- فانه فقط اقتراح للتحلل, علامه علي الحياه المتراجعه..الفنان الذي يضع قيمه اعلي علي الظاهري بمواجهه الحقيقي, لا يشكل اي اعتراض علي هذه الحقيقه, لان الظاهري هنا يدل علي الحقيقي مرهً اخري, فقط بشكل مُختار, و مُقوي , مُصحح..الفنان التراجيدي ليس عدميا..انه من يؤكد علي كل ماهو تساؤلي و صاعق في وجوده, انه ديونيسيوسي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح