الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتظاهرون الأتراك ... أين نحن منهم ؟

باسم محمد حسين

2013 / 6 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لن أدافع عن أردوغان ، كما لن أدافع عن الأسد و مبارك ومعمر وبن علي وصالح وحمد وسعود ونوري وغيرهم . ولن أدافع أيضاً عن فهد وسلام ومارتن لوثر والمهاتما غاندي ونيلسون مانديلا وتشي جيفارا وشريعتي وغيرهم أيضاً . ولكن الحق يجب أن يقال .
تمثل التجربة التركية في النهوض بالدولة والمجتمع أحد أهم نماذج النهوض في منطقتنا بل العالم تقريباً فقد شهدت سنوات بداية الألفية الثالثة طفرات اقتصادية واجتماعية وسياسية في دولة يقودها حزب ديني (حزب العدالة والتنمية) استطاع أن يعتلي صهوة السلطة في بلد يعتبر الأشد تطرفاً في تطبيق العلمانية بل وجعل دستور هذا البلد العسكر هم حماة العلمانية فيه .لقد نهضت تركيا اقتصادياً بشكل متسارع جداً بوتيرة لم يسبق لها مثيل وتحقق للمواطن التركي العديد من المزايا الحياتية ، وفي أدناه بعض ما تحقق لتركيا في السنوات الماضية .
1- احتلت تركيا المرتبة السادسة على المستوى الأوربي في المجال الاقتصادي .
2- تضاعف مؤشر دخل الفرد في تركيا ، فقد كان في عام 2002يقدر بمبلغ 3500 دولار أميركي ولكنه من خلال سياسة أردوغان وحكومته قفز الى 10500 دولار .
3- تضاعف حجم الإنتاج أربع مرات خلال عدة سنوات حيث بلغ حجم الإنتاج عام 2002 (180مليار دولار) وأصبح الآن أكثر من (740 مليار دولار)
4- استطاعت تركيا تحت ظل هذه الحكومة أن تسجل نمواً مقداره 11.5% وهذه النسبة تؤهلها لتحتل ثاني مركز بين دول العالم . كما استطاعت أن تحافظ على معدل نمو بحدود 6% للفترة بين عامي 2002 – 2008 بالرغم من حدوث الأزمة المالية العالمية عام 2006 .
5- تخطط تركيا لتحتل موقع في إحدى الدول العشرة الأولى في العالم ويتضح هذا من خلال خططها التنموية بتحقيق صادرات بقيمة 500 مليار دولار وذات الرقم للواردات .
6- تحتل تركيا المركز الأول في صناعة النسيج في أوربا والثالثة في العالم في صناعة الباصات وأجهزة التلفزيون .
7- من بين كل 1000 سيارة في العالم هناك 15 سيارة مصنوعة في تركيا
8- بلغت نسبة نمو التجارة الخارجية التركية بحدود 37% .
9- تضاعفت صادرات تركيا الى العالم بحدود أربع مرات حيث كانت في عام 2002 36 مليار دولار حتى وصلت 132 مليار دولار .
مع كل ما تقدم خرج الأتراك في مسيرات مليونية ضد سياسية أردوغان التي دامت أكثر من عشر سنوات وساندتهم نقابات العمال التركية ، إن الفتيل الذي أشعل النار (كما يعلم الجميع) هو حديقة غازي في منطقة تقسيم وسط اسطنبول التي أراد رئيس الوزراء أن يحولها الى مركز تجاري ومسجد فخم حيث اعترض الشباب هناك واعتصموا في الموقع ومن ثم اشتبكت الشرطة مع بعض المتظاهرين في ذات المكان وفي مدن أخرى مثل أنقرة وأزمير وهذا الأمر أدى بأردوغان الى المجيء الى اسطنبول ولقاء عدد من قادة المتظاهرين والتحدث معهم نداً لِندّ ولكنهم لم يصلوا الى نتيجة مرضية للطرفين .
هذه الفعالية الديمقراطية التي قام بها القائد التركي لم يقم بها أحد من القادة العرب الذين يدعون الديمقراطية ومنهم من وصل للمسؤولية راكباً قطارها ولكن بدون بطاقة ، بل كل منهم يعيش في برج عاجي لن يصل إليه إلاّ الراسخون في التملق وأصحاب الكروش من آكلي السحت ، ولن ينزل من هذا البرج لأمرٍ (بسيط) مثل هذه التظاهرات بل أغلب المسؤولين العرب يتعامل مع هذه الفعاليات المطلبية بالتسويف والمماطلة واستخدام القوة العسكرية وعضلات المنتفعين كما حصل في بغداد بعد تظاهرات شباط 2011 والتي طالب فيها المتظاهرون بإصلاح النظام فقط ولم يطلبوا إسقاطه أو رحيل الحاكم كما في مثالنا التركي .
إذن كم نحن خنوعين ؟ نُسرق أمام أعيننا وأكثر من 25% من شعبنا تحت خط الفقر وبدون كهرباء مستقرة وماؤنا غير صالح للاستعمال ناهيك عن شحته وشبابنا عاطل عن العمل ونظامنا المدرسي بائس مثل بنايات المدارس والأمر ذاته مع جامعاتنا حيث أن جامعة الكوفة هي الأولى في العراق بينما تسلسلها بين جامعات العالم بعد الرقم 500 ونتحمل وزر الإرهاب دون غيرنا من الساكنين في تلك البروج ونفتقد للضمان الصحي والاجتماعي وأكثر من هذا يصف مالِكنا التظاهرات بأنها مريبة ومدفوعة من خارج الحدود والمتظاهرين من فلول البعث (أي أنهم خونة) ، بينما صرفت الحكومة منذ 2006 ولغاية 2012 مبالغ قدرها 470.4 مليار دولار ولا يزال الهدر مستمراً في ميزانية هذا العام الخرافية ذات الـ 115 مليار دولار ، وسكتت عن التجاوزات الاقليمية على أراضينا وسرقة نفطنا وتجفيف منابع أنهارنا والحديث طويل . وغداً سيخرج ابناء الكنانة مطالبين برحيل فرعونهم بعد سنة واحدة فقط من الحكم . فمتى - - - ؟
البصرة 29/6/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟