الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغضب الساطع آت

عادل الفتلي

2013 / 7 / 3
مواضيع وابحاث سياسية



لم يتوقعوا يوماً انهم سيفزون مذعورين على وقع احذية شعوبهم وهي قاب قوسين او ادنى لتطيء رؤوسهم المتعفنة والتي حان قطافها منذ زمن . فمثلما للشعوب غفلة وغفوة فها هي صحوتها ليشربوا من كأسها سماً زعافاً يزهق مافي كروشهم من سحت ولتسمع آذانهم الصماء صرخات المظلومين وهي تدك عروشهم الخاوية الاُ من دمى متهرئة ومسوخٍ لم تزدهم عمليات التجميل الا قبحاً وبشاعةً كما هي سنوات تسلطهم التي لم تعلمهم سوى خرفاً ووقاحة . فبعد ان فلتت من ايديهم زمام الامور وتبرأت من حراستهم كلاب القصور مازالوا بحبال الكذب يتأرجحون وبصلافة العهر يتبجحون عبر وسائل اعلامهم المتهاوية (ان حقوق ومطالب الجميع على رؤوسهم) وكأنهم بهذا يقرون ويعترفون انها كانت تحت اقدامهم .! فبئساً لهم ولآعذارهم التي لاتقل قبحاً ونتانة عن افعالهم وتعساً لرؤوسهم العصية على الفهم والاستيعاب واستخلاص العبر الا بعد ان تدك وتسحق , وتأبى ان تتعض ممن اوصلهم غيهم وتعنتهم وطغيانهم الى حفر الجرذان ومنافي الذل ومزابل التأريخ , فسحقاً لرؤوسهم المليئة بالغرور والعاجزة عن تدبر الامور والفارغة من أي منقبة تذكر او فكرة تشكر وليس لها القدرة على التأثر بمنجزات الخالدين من صناع الحياة ومنقذي الشعوب لتقفي آثارهم ودراسة افكارهم بل وجد حاملي هذه الرؤوس في سياسة الترغيب والترهيب مايرضي غرورهم ويشبع نفوسهم السادية ويشفي غلائلهم المريضة لضمان وديمومة تفاهاتهم السلطوية والمبررة حسب الشريعة الميكافيلية المتخذين منها اسلوباً ونهجاً مادامت تحقق لهم رغباتهم واطماعهم في البقاء لفتراتٍ اطول جاثمين على رقاب العباد والبلاد , فكل وسائلهم ومهما بلغت من استبداد واضطهاد ووحشية تبررها غاياتهم الدنيئة وعقدهم الدفينة والمكبوتة من ماضٍ مخزٍ متوغل في النفوس , استكلبوا كلما ذكروه واثبتته افعالهم مهما انكروه فشكلوا عصابات على شاكلتهم من فقراء التعليم ومنبوذي الحارات وحثالات العشوائيات والبلطجية وصنعوا منهم ادواتهم القمعية وذراعاً لسطوتهم التعسفية وطالوا بها كل من ناهض افكارهم وعارض سياساتهم حتى وان انتقدها بمجرد الرأي والكلمة , فراح ضحية استهتاراتهم الكثير من رجالات الفكر والثقافة ممن تمت تصفيتهم داخل الوطن وخارجه ومنهم من غيب واختفى وراء الشمس ليتنعم بنورها سراق الحياة والسلطة ومضطهدي الشعوب المنكوبة بهم والثكلى بشبابها الذين قدمتهم ومازالت قرابيناً لنيل حريتها المصادرة وحقوقها المغصوبة . فتباً لكم ولتوسلاتكم المهانة وطأطأة رؤوسكم المدانة , استهنتم كثيرًا واليوم يستهان بكم , فتوسلوا ليسمعكم الشهداء وارتجفوا رعباً لتستقر افئدة الثكالى من الامهات واستغيثوا باسيادكم لتزغرد السنة الارامل استهزاءً بكم وانحنوا تصاغراً وندماً لتمتطي ظهوركم اقدام اليتامى وتحطم اصنامكم وصوركم وامام انظار قواتكم الورقية المهزومة , نعم قد طال سبات الشعوب واوهنها خنوعها لكن ارادة الحياة اقوى من ان تدركها عقولكم المنتهية صلاحيتها ، فاستجابوا لاقدارهم وكسروا قيود خوفهم ومزقت صرخاتهم آذان حيطانهم الواشية بهمساتهم للظالمين..ارحلوا , فلم تعد وعود التغيير والاصلاح التي اطلقتموها خائبين خاسئين من جحوركم تنطلي على من عرفكم وخبر نواياكم وخبثها ولاتعديل دساتيركم المعدة مسبقاً باقلام اسيادكم ستشفع لكم ..ارحلوا, واحمدوا الله سبحانه الذي لم تتقوه يوماً في عباده واشكروه على انهم امروكم بالرحيل لا بالمقاضاة والقصاص الذي تستحقونه وكأنهم تنازلوا عن كل ما سلبتموه وماسفكته اياديكم من الدماء حتى لايرون وجوهكم البائسة والمتلطخة بوحل الازمات والهزائم ..فارحلوا قبل ان تطالكم ايادي الكادحين الثائرة . ارحلوا قبل ان تسحقكم عجلة الغضب العربي السائرة نحو المجد والتحرر,
فاحرار تونس الخضراء ومصر المحروسة وليبيا المختار واليمن السعيد وكل الذين يتطلعون للحرية والخلاص لم يزفوا مواكب شهدائهم لتغيير اصناما باصنام اخرى وان تسللوا عبر صناديق الاقتراع فلم تعد تشفع لهم فسحقا لهم ولديمقراطيتهم الرعناء..فاصوات الغضب هدرت من حناجر المحرومين في مصر العروبة لتسمع من به صمم ، وياليت قومي يسمعون .. الآن الآن وليس غداً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات