الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تبا لكم أبناء إبراهيم !! أصل التوحيد بين الهوية والهوى (1)

عصام شعبان عامر

2013 / 7 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عندما كنت أقرأ تلك الآيات من كتاب الله والتى هى موجودة فى سورة البقرة عن إمامة إبراهيم عليه السلام خليل الله للناس وكيف أن الله قد ابتلاه بكلمات فأتمهن فأخذ منه العهد والميثاق شرف التوحيد الخالص لله وكيف أنه عليه السلام لما طلب الإمامة والعهد لبنيه رد الله تعالى عليه قائلا "إنى لاينال عهدى الظالمين " وكنت أتوقف عند هذه الآية طويلا كيف يكون أبناء إبراهيم ظالمين ؟!!!
كيف يكونوا ظالمين وهم أهل التوحيد وقد أرسل الله تعالى لهم رسلا وقومهم بشرائع فإنهم هم أصحاب الديانات التوحيدية الثلاث الكبرى (اليهودية – المسيحية – الاسلام ) كيف يصفهم ربهم بالظلم إذا !!! وقد اعترض الله رب إبراهيم على هذا الطلب بتلك الإجابة الاعتراضية .
(وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) سورة البقرة الآية 124
ولكى نفهم مغزى الطلب ومغزى الإجابة بهذا الشكل دعنا أولا نشرح أمرين :-
الاول :- ماذا فعل إبراهيم مختلفا عن باقى البشر حتى يصير بذاته أمة ويكون للناس إماما ؟
تلك الإمامة التى لم تكن مرتكنة على رسالة أو شريعة قائمة بذاتها ولذاتها كان عليه السلام ممثلا تلك القدوة الأخلاقية التى صارت بذاتها أمة ولذلك كان بمفرده أمة.
كل آى القرآن التى تناولت سيرة إبراهيم عليه السلام الكفاحية ضد عبادة الأصنام والأصنام هنا لم تكن تمثل فقط تلك الحجارة والأخشاب ولكن كانت تمثل تلك الأوثان الفكرية التى حالت دون إعمال العقل وإذكاء الفكر ذلك الوثن عبادة الأسلاف وعبادة ما يعبده الأسلاف أيا كان حجرا كان أو شجرا أو وثنا أو تصورا مغلوطا عن الله أو تصورا مغلوطا عن شرعة الله ومنهاجه .
تقديس السلف وكل ما يصدر عنهم هو أساس فساد الناس وأساس الإفساد فى الأرض ليس ذلك كون أن كل ما فعله السلف كان خاطئا لا !! ولكن حتى لوكان ما فعله السلف صحيحا فهو فى زمنه لا فى زمن غيره ولأنه لن يتناسب أبدا مع معطيات هذا الزمن او ذالك .
أدرك إبراهيم الخليل ذلك فطلب من الله أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام ولكن هيهات ما لبث بنوه أن عبدوا أصناما فرقتهم عن منهج أبيهم الحنيف إلى أديان وفرق وطوائف ومذهبيات متناحرة متشاجرة !!
وهكذا هم البشر يتكرر تاريخهم فى استبدال مقيت !!!
ماذا لو أن السلف أنفسهم عمرواوعاشوا لغير أزمانهم ترى! أسيكونوا هم كما هم ؟!!!
عاداتهم هى هى واعتقاداتهم ورؤاهم الفكرية والثقافية والتراثية هى هى أم كانوا سيتغيرون فى كل ذلك نتيجة للتطور ونتيجة لتغير العامل الزمنى .
ونتيجة لذلك التغير فالعامل الزمنى هو ما يحدد الهوية .
عندما تكون الحياة كدالة فى الزمن لايتم تعريفها إلا من خلال الزمن . ترى لو توقف الزمن أسيكون للحياة معنى ؟!!! لوتوقف الزمن لتوقفت الحياة ذاتها لا معنى لحياة بلا زمن والزمن يعنى تغير إذ أن الزمن ما هو إلا تغير فى أحداث الحياة والتغير فى الاحداث منشأه التطور الحادث نتيجة تولد المكان والمكان هو الهوية والهوى فالهوية ثابتة والهوى متغير الهوية هى الكينونة هى الكنه هى الماهية والهوى هو الذاتية هو الظاهرية هو رغبة أن أكون لا أكون رغبة من يريد أن أكون وبتغير الهوى تتغير الهوية شيئا فشيئا حتى تصبح شيئا آخر ومع مرور الوقت يحدث التغيرفى المكان عبر الزمان مولدا ( الزمكان ) أصل الحياة .
أدرك إبراهيم خليل الرحمن أن الاصنام الحقيقية هى أصنام اخترعناها تسمى أصنام الهوية ولأننا فى الاصل بلا هوية ولكننا من المفترض أن نكون أصحاب هوى نبحث فيه عن ذواتنا تلك الحاجة الملحة بكونى أنا أنا أنا ذاتى ثم ذاتى ثم ذاتى وكلاهما سيان الهوى والهوية إذ أن الهوية تنشأ من الهوى والهوى متغير يتغير شيئا فشيئا فتتغير الهوية بتغير الهوى وكل عبر الزمن الذى نعرفه من خلال التغير أو التطور .
والسؤال :- من أين يتأتى الفساد ؟!!
يتأتى الفساد من التوقف عن التطور عندما نقيم من الهوى والهوية أصناما نعبدها دون زحزحتها عن عامل الزمن .
هنا يتوقف التطور أساس الحياة هنا تصبح الامم بلا قيمة ولا هدف هدفها هدف اسلاف ولى وانقضى ليس وليد اللحظة الآنية الراهنة لهذا تهوى الامم فى قاع القاع حتى وإن كانت فى فترة زمنية فى أعلى الأعلى هنا يحدث التغير حقا لأنه من المفترض أن من كان أعلى يصير قاعا ومن كان قاعا يصير أعلى وتلك من سنن الله الكونية أياما يداولها بين الناس .
إنها الآفة آفة الاصنام والاسلاف الذين أقمناهم من قبورهم بيننا أصناما عثة ليس ذما فيمن سلف قدر أنه تهكم من واقع من قد خلف .
لم يفهم أبناء إبراهيم وصايا أبيهم الحقيقية حرفوها واولوها على قدر هوى أصنامهم النفسية إذ أن إبراهيم خليل الرحمان عندما حطم الاصنام كلها لم يحطمها ليقيم من الله إلاهه الواحد صنما بل حطمها لانها كانت تمثل عائقا رهيبا ضد تفكر الناس فى ملكوت السماوات والارض حطمها لأنها كانت عائقا ضد العقل والفكر والتفكر حطمها لأنها كانت سببا فى هدم كل قيمة نافعة حطمها ليقيم للعقل وزنا وللأخلاق قيما لينتشل الإنسانية من إرث السلفية العفن حطمها ليقيم للقيم والأخلاق الإنسانية أطرا عليا تتناسب وتطور الإنسان .
لم يحطم إبراهيم كل ذالك الوهم السلفى التليد ليقيم إلها ولكن حطمه لقيم قيما يمثلها الإله بذاته وليست ممثلة هى للإله فهى ليست بديلة عن الإله لأنها غير قائمة بذاتها إذ أنها تحتاج إلى علة العلل وهو الله الواحد .
فماذا فعل أبناء إبراهيم بأديانهم التوحيدية السماوية الثلاث ؟!!!
عادوا من جديد لعبادة الاصنام وبما أنهم أدمنوا عبادة الأسلاف وبما أن الأسلاف أدمنوا عبادة أسلافهم فهكذا دواليك !!!!!!
هذا ماحدث !!
فى دين إبراهيم كان من المفترض أن يكون التوحيد هو المرتكز هو حجر الزاوية فى عقيدته والتوحيد هنا هوتوحيد قيم لاتوحيد إله توحيد قيم ومثل واخلاق يمثلها إله واحد أحد .
وكان من المفترض أن نفهم المغزى من وراء التوحيد بهذا المعنى الحقيقى لا أن نقيم من الإله الواحد نفسه صنما طوبائيا نضع فيه كل هلاوسنا الفكرية العقيمة المستمدة طبعا من ضلالات السلف بل إن أبناء إبراهيم لم يكتفوا فقط بذالك الجرم الذى ارتكبوه فى حق الله بل أقاموا من الله ذالك الكل الملهم الملهب لكل جمال وعدل وحب أقاموا منه طاغوتا يعبد من دونه إذ صوروا الله بكل قبحهم ودمامتهم حتى كرهوا الناس فى الله ( أى كرهوا الناس فى كل فضيلة وقيم وأخلاق وحق وجمال وحب يمثلها الله ) حتى انحرفوا واضلوا وضللوا خلقا كثيرا تحت مسمى عقائد وأديان لم يكن الهدف منها نفسها قدر ما كان الهدف منها ما تدعوا إليه من قيم وأخلاق وفضيلة .
لقد جاءت الأديان بداهية الأثافى ما مثلته وما انبثق عنها من ملل ونحل وطوائف ومذهبيات نتيجة الخلل فى التفكير مع وجود العصبيات والتعصب تحت مسمى شرائع الصقت بالله كذب وزورا وبهتانا وجعلت من نفسها حقيقة مطلقة بديهة حلت محل القيم . تلك التصورات العصابية الفصامية حللت نفسها محل القيم فى تناقض عجيب وغريب والأدهى أنها تدعى أنها هى وهى فقط مراد الله من الناس ولكن هيهات هيهات أولما تعرف هى الله أولا ؟!!!
إذا انها المحصلة النهائية لصراع أبناء إبراهيم مع بعضهم صراعا عائليا ابن سارة السيدة اسحاق وابن هاجر الجارية اسماعيل عرب ويهود اسماعيل المنفى هو وأمه حسب الرواية الاسلامية اليهوديه نتيجة غيرة النساء هنا صراع الإمامه من يكون إماما من الذرية أيكون اليهود أم يكون العرب ؟!!! انتقل هذا الصراع إلى صراع دينى طائفى اثنى عرقى لينتقل عبر مراحل التاريخ ومع ارسال رسل ورسالات إلى يهودية ومسيحية وإسلام وهنا لا اتكلم عن الأديان كعقائد ولكن كهوية تاريخية تستجلب من أجل الصراع ووأسفاه أن من داخل كل هوية أهواء أخرى ثمثلت فى شكل طوائف ومذاهب كل يدعى امتلاك المطلق امتلاك الحقيقة وكله من أجل الصراع .
فياترى أى هذه الأديان والطوائف والمذاهب والملل والنحل هى مراد الله فعلا وإذ كانت كلها فلماذا كان لكل منها شرعة ومنهاجا ؟!!!!
ذالك هو الدليل على مدى الإنحراف الكامل عن مراد الله حقا وأن أبناء إبراهيم قد اتخذوا واستخدموا آيات الله بينهم صراعا على الماهية الهوية عن هوى كاذب مضلل متسم بصفة الثبات والأصل فيه التبدل والتغير يخادعنا فيسمى نفسه كذبا متغيرا تحت مسمى طائفة ومذهب ولكنه هو هو صراع الهوية والهوى هوية اليهود وهوية العرب ابن السيدة وابن الجارية من هم أبناء الله واحباؤه من يدخل جنة الرحمان بدون حساب .
الإستعلاء الكاذب من كلا الطرفين ومهما حاول الله من خلال الأديان أن يرشد فهيهات هيهات إذ أن الشيطان فد اتخذ من تلك الأديان فى لعبته الكبرى أكبر غطاء من الكذب والخداع من خلال أوليائه فى تحريف كلمة الله بل تحريف الله ذاته ليتحول الله المحبة إلى الله إلاه الحرب .
المقال القادم
تبا لكم أبناء إبراهيم !!
الله ليس طاغوتا (2)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا