الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكفر بالثورات

عصام شعبان عامر

2013 / 7 / 12
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لاحق ولا باطل ولكن طلب وغاية ومغالبة ووصاية تدافع وتنافع شعارات جعجاعة وترهات وفجاعة .
فعل ورد للفعل فر وكر هذه هي حقيقة الثورات على مر التاريخ يثور الناس من اجل أن يدفعوا عن أنفسهم الظلم ثم لا يلبثون أن يفعلوا هم الظلم نفسه الذي ثاروا من أجل أن يدفعوه عن أنفسهم فيقع ظلمهم بينهم فيدب الخلاف بينهم الذي ليس هو باختلاف .
وممارسة القتل تعطى للنفس جرأة في استرخاص الدماء والاستخفاف بالأرواح ومع وجود الخلاف يكثر التنازع وتزداد المنازعة وبمزيد من النزاع يتحول إلى صراع ومن صراع إلى قتل وسفك للدماء التي تؤدى بالضرورة إلى مزيد من القتل وسفك الدماء .
شعارات الثورات دائما تكون من أجل الحرية والعدالة والعيش فإن حدث تنازع تحولت الشعارات إلى مغالبة وإقصاء وأنا فقط والباقي يموت بالقتل المعنوي أو بالإرهاب بمزيد من الدماء والقتل
تسقط الطاغية لتنصب الطواغيت فالثورات تقوم دائما ضد طغاة فسدة مستبدون يحتكرون السلطة ويفسدون بها في الأرض فيزداد الفقر وتزيد المعاناة ويئن الناس ويضجروا من الظلم والقهر .
الإحساس بالعجز والصمت يولد رغبة داخلية في الانتقام والتشفي إن الرغبة في هذه الحالة ليست مجرد رد الظلم بل الانتقام الذي يولد الكراهية والحقد عندها لن يصير الرد مجرد رد للفعل بل هو فعل مولد لرد فعل آخر في متوالية لا تنتهي فالثورة مستبدة قد تنفع المجموع فى مجمل بدايتها لكن على الأغلب عندما ينفرد فى السلطة فيها واحد سيستبد على الجميع ليناصر ويشايع جماعته وزمرته ومؤيديه وهم على الأغلب الأعم من لهم نفس انتمائه وهواه ويرتبط معهم فى المصالح والمغانم والرغائب ثم ما يلبث المناصرون والمؤيدون ما يرتكبوا كل أفعال الاستبداد والظلم ويمارسوا القهر المعنوى والنفسى والسلطوى على عموم الناس لينتهى بذلك أن تبرز له و لهم معارضة وعندها يبدأ التسلط بالقهر فتزيد المعارضة الرافضة ولو فى الخفاء ثم ما تلبث أن تشب نيران ثورة جديدة .
لكل ثورة ظروفها وأطرها فالثورة هى فن المستحيل فى الزمن الممكن ولكى تكون هناك ثورة لابد أن تقود الظروف والعوامل للقيام بها وهى تخضع لعملية الدفق الذاتى ويمكن أن ترتد فى عملية عكسية متمثلة فى صورة ثورة مضادة ويمكن أن تخلق حالة من اللاثورة واللادولة حتى يتغلب القوى فيقهر الكل على احترام دولته ولكنها ستظل دولته هو وزمرته وليست دولة الجميع حتى ولو خلصت له على الحقيقة حتى ولو هتف الجماهير له نفاقا ولا تكون دولته دولة للكل إلا إذا استطاعوا أن يعبروا عن أنفسهم من خلالها أما وأن يستبد بها ويستفرد واختطافها سيجعلها تتلبس بثيابه ألا وأنه سيفشل حتما أن يبنى دولة للكل والمجموع لأن فساد فكرته ما تلبث أن تفسد الدولة وتحولها إلى أشتاتا ممزقة .
نواميس الحكم تفرض على الحاكم أن يقف على مسافة واحدة من جميع أطراف دولته وأن يضرب بعضهم ببعض تارة ويفصل بينهم تارة اخرى لتخلص له الدولة على الحقيقة ويكون حاكما للكل ينتصر لضعيفهم على قويهم يقرب بعيدهم ويبعد منه قريبهم لكى ليس فقط يستقيم له الامر بل من اجل الحفاظ على الدولة وهيبتها ثم يجب عليه أن يضرب بيد من حديد كل فيه اعوجاجا ليقومه ولا يجوز أن تكون له عصبة تطغى هى على الناس فيكرهه الناس هو وعصبته بل يجب عليه ان يكون الناس هم عصبيته فإن خرج عليه أحد يريد خلعه قتله الناس بأيديهم بل انقلب عليه الناس ليعيدوا حاكمهم من ارتضوه .
ثم إن الدولة لا تخلص لحاكم بأغلبية الجبر قدر ما تخلص له بأغلبية الحب فإن أحبه الناس رفعوه على رؤسهم وإن كرهوه انتعلوه حذاء بأرجلهم لذلك وجب عليه أن يكون قويا فى غير عنف لينا فى غير ضعف يمسك عصى الحكم من المنتصف فلا يغلب طرفا على طرف بل يقرب الكل ويبعد الكل بحيث يقف الكل له خاضعين ولحكمه راضين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟