الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية عقل وحقوق الإنسان عواطف وأحاسيس

الحايل عبد الفتاح

2013 / 7 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


إن أحسن ما أبدعه العقل البشري للتعايش الإجتماعي وتوزيع خيرات الوطن على أحسن وجه هو فكرة الديمقراطية. وخير ما أبدعته العواطف والأحاسيس الإنسانية هو حقوق الإنسان...ومن أمثلة الديمقراطية انتخاب رئيس الدولة والمجالس البرلمانية بالإقتراع العام الشعبي...أما مثال حقوق الإنسان فهو الحق في التطبيب والسكن ووو...
وحقوق الإنسان والديمقراطية يكملان بعضهما البعض ليعيش كل البشر في أمن ورخاء...
لكن مصدر كل منهما يختلف عن الآخر. ففكرة حقوق الإنسان تجد مصدرها في العواطف والأحاسيس الإنسانية المرهفة. أما مصادر فكرة الديمقراطية فهو العقل. فالعقل أبدع الديمقراطية، والعواطف والأحاسيس الإنسانية أبدعت حقوق الإنسان...
وإذا أمعنا النظر في حقوق الإنسان وجدناها مجموعة من الحقوق والتصرفات التي أقرتها بدءا الأديان السلمية على اختلافها...فأصبحت القواعد الدينية قواعد قانونية مدنية متطورة عبر التاريخ...ومن ثم فالأديان ساهمت بطريقة أو أخرى في تطوير العواطف والأحاسيس الإنسانية...
أما الديمقراطية فتتطور بتطور العقل البشري وتطور العلم والتكنلوجية...
فالدين يخاطب أولا العواطف والحواس قبل أن يصل إلى العقل ليقنعه. فهو في اقناعه للعواطف والحواس يتكلم بلغة ما نسميه حاليا حقوق الإنسان...كالحق في المأكل والمشرب والمسكن والتنقل وو...وكلها حقوق اقرتها الأديان على اختلافها قبل أن يقرها القانون الوضعي لتدون في نصوص قانونية تسمى حقوق الإنسان ( رغم أنني أحبذ حقوق المواطنة التي يدخل في مجموعها حقوق الإنسان)...
أما الديمقراطية فتخاطب العقل قبل أن تنفذ إلى الحواس والعواطف...فكل مبدأ من مبادئ الديمقراطية لا يقتنع بها العقل لا يمكن أن تصل إلى الحواس والعواطف...
فالترابط الوثيق بين العقل والعواطف والأحاسيس يولد منظومة فكرية يطلق عليها الديمقراطية وحقوق الإنسان ( أو المواطنة)...
ومن ناحية أخرى يجب التذكير بأن العقل المبدع لفكرة للديمقراطية والعواطف والحواس المبدعة لحقوق الإنسان تتطوران حسب الزمان والمكان...
فالتطور الحاصل في فكرة الديمقراطية يظهر عبر تطوير آلياتها ووسائلها لتتفادى كل نقد أو نقيض يقوض صورتها السامية والراقية...ومع مر الزمان تحسن مفاهيم قواعد الديمقراطية بواسطة استعمال العقل... فمن الواضح أن ديمقراطية الإغريق الأقدمين ليست هي ديمقراطية أنجلترا أو فرنسا في الوقت الحاضر...ورغم تطور مفاهيمها من الحسن إلى الأحسن فهي لم تصل بعد، حتى في الدول العريقة في تطبيق الديمقراطية، إلى سقفها المجهول...
أما حقوق الإنسان فهي الأخرى تتوسع وتتشكل بحسب الحقب التاريخية...فما هو منبوذ في حقبة معينة يصبح حقا في فترة أخرى من التاريخ الإنساني...والعكس صحيح...مثلا، فزواج الطفلة القاصرة كان من الحقوق الدينية لكن العواطف الإنسانية والأحاسيس البشرية حددت عبر التشريعات المتتالية الحد الأدنى للسن القانوني الزواج في بلوغ الثامنة عشر سنة...والغاية من الإبتعاد عن العرف الديني هو درء المفاسد والظواهر الإجتماعية التي يذهب ضحيتها بفتيات قاصرات...فالأحاسيس والعواطف البشرية بعد تطورها تنبهت إلى خطورة زواج القاصرات...
وإذا كانت فكرة الديمقراطية وفكرة حقوق الإنسان تتطوران على الصعيد الوطني فهما متخلفتان على الصعيد الدولي...لأن فكرة الديمقراطية وفكرة حقوق الإنسان على الصعيد الوطني يتحكم فيهما شعب منظم وتاريخ مشترك وثقافة غالبة. أما على الصعيد الدولي ففكرة الديمقراطية ما تزال تتحكم فيها الفوضى والمصالح المتضاربة والغير الواضحة بفعل سيطرة فكرة السيادة الوطنية بالأخص...
ومن ثم فالمجتمع الدولي كله فوضى وتشردم ومن الصعب بلوغه في الوقت الحاضر لفكرة الديمقراطية الدولية أو حقوق الإنسان الدولية... فالمتتبع للواقع الدولي يرى بأن ثلثي الدول عبر العالم لا تأخذ بفكرة الديمقراطية ولا بفكرة حقوق الإنسان...لأنها دول ديكتاتورية أو ديمقراطية فترينية...
ولكي تتحقق فكرة الديمقراطية وحقوق الإنسان على الصعيد الدولي لابد من تعميم تطبيقهما في الصعيد الوطني قبل كل شيئ...وحين سيعمم الأخذ بالديمقراطية وحقوق الإنسان على الأصعدة الوطنية، حينها سيكون المجتمع الدولي مستعدا ليطبق الديمقراطية وحقوق الإنسان الدوليين...
أما العالم العربي الإسلامي فما يزال يجهل الكثير عن ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان. ومن ثم فهــو لا يعرف مزاياهما وإيجابياتهما السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية...ومصر تعد اليوم عينة يستخلص منها مدى فهم الشعب العربي لهتين الفكرتين. فما حصر بمصر اليوم يطرح أكثر من عشرة علامات استفهام...وحتى بفرضية أن واحد وخمسون في المائة من الشعب المصري يعرفون ويعون معنى الديمقراطية وحقوق الإنسان، والشرعية، فهذه النسبة غير كافية لتغليبهما وفرضهما عمليا...
وخلاصة القول أن الديمقراطية وحقوق الإنسان بالنسبة للعالم العربي لا يعتبران ولا قيمة لهما...والحديث عنهما، منذ اليوم، كالبارحة، ليس سوى عبثا في عبث ومضيعة للوقت...
فحين سيعلم ويعي غالبية الشعب العربي الإسلامي، لا قلته، مفهوم ومدلول وإيجابيات فكرة الديمقراطية وجقوق الإنسان، عندها يمكننا أن نتحاور ديمقراطيا مع من يتشدلق بهما...
وخلاصة القول أن العالم العربي الإسلامي غير مستعد لقبول الديمقراطية وحقوق الإنسان...بل هو عالم ما يزال يسوده الظلم والبطش والرشوة والمحسوبية والزبونية...
هذا وأن كل مجتمع تنتفي فيه قياسات العقل سياسيا واقتصاديا وثقافيا فهو مجتمع غير ديمقراطي. وكل مجتمع تنتفي فيه العواطف والأحاسيس الإنسانية أو تقل درجتهما فهو مجتمع لا يحترم حقوق الإنسان...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. شبكة -أي بي سي- عن مسؤول أميركي: إسرائيل أصابت موقعا


.. وزراءُ خارجية دول مجموعة السبع المجتمعون في إيطاليا يتفقون




.. النيران تستعر بين إسرائيل وحزب الله.. فهل يصبح لبنان ساحة ال


.. عاجل.. إغلاق المجال الجوي الإيراني أمام الجميع باستثناء القو




.. بينهم نساء ومسنون.. العثور جثامين نحو 30 شهيد مدفونين في مشف