الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-انفلات إعلامي- أم منهجية مدروسة؟!

وسام الفقعاوي

2013 / 7 / 17
القضية الفلسطينية



ليس "بانفلات إعلامي أو عفوية إعلامية" ذلك الذي تبثه بعض وسائل الإعلام المصرية وما يتناوله بعض إعلامييها، وما تَخُطه بعض أقلام مثقفيها وسياسييها وأكاديمييها، خاصة وأن ما يُبث أو يتم تناقله أو يُكتب عبرها، لا يستند إلى حقائق أو اتهامات مُثبتة قضائياً، أو مبني على معايير موضوعية ومهنية تحترم ذهنية المشاهد أو القارئ، والأمر الأخطر أن المسألة تعدت عند البعض التحريض والتشويه وبث الأخبار والشائعات الكاذبة بحق الشعب الفلسطيني وتدخله في الشأن المصري، حتى وصل إلى النيل من صورة الفلسطيني وقيمه الإنسانية والأخلاقية والنضالية، وحقوقه التاريخية في أرض وطنه، من خلال تبرير العدوان الإسرائيلي على شعبنا وأرضنا، عندما يصل أن يُحَيي أحدهم جيش العدو الإسرائيلي، وتلك تكتب مدعمةً حق إسرائيل في وجودها على أرض فلسطين، وتصوير وكأننا نحن المُعتدين عليها، وآخر لم تنفك أجهزة الاستخبارات من نقل "معلومات خطيرة" له تفيد بالتدخل الفلسطيني في الشؤون المصرية وَيُلحقها "بأيّمَان مغلظة" دون أن يُسمعنا أيِّ من "معلوماته الخطيرة"، وآخرين غيرهم على ذات المنوال.
صحيح أن حركة حماس تلتقي في الأيديولوجية والأهداف والسياسات مع حركة الإخوان المسلمين – كونها فرع منها وبرزت وكأنها جزء من المشهد الرسمي المصري – التي حكمت مصر على مدار عام كامل، وأسقطتها الشرعية الشعبية الثورية في 30 يونيو من الشهر المنصرم، وصحيح أن تعقيدات الوضع الداخلي المصري، وحجم المخاطر والتحديات التي تنتصب أمامه إستراتيجياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً وأمنياً كبيرة جداً، وعليه قد "نتفهم" الشعور لدى البعض "بتهديد ما أو خطر ما أو لحظة انفعالية هنا أو هناك أو انشداد/انغلاق قطري" يفرض نفسه. لكن أن تصل المسألة ببعض وسائل الإعلام وإعلامييها والمثقفين والكتاب والأكاديميين لأن يؤسسوا لشرعية المحتل الإسرائيلي وجوداً وعدواناً على حساب شرعية وحق الشعب الفلسطيني التاريخي في أرض وطنه، وتشويه نضاله وكفاحه الوطني. هنا لا تصبح المسألة "انفلات إعلامي" بل منهجية مدروسة، ترمي لتزييف الوعي المصري ومن خلاله العربي حول الوجود والصراع العربي والفلسطيني - الصهيوني، تأسيساً لشرعية جديدة مبنية على أسس اتفاقية كامب ديفيد، هذه الشرعية التي لا يمكن أن تتأسس إلا من خلال النيل من القضية الفلسطينية والنضال الوطني الفلسطيني في ظل ما تحظى به القضية الفلسطينية من مكانة مركزية في الوعي الشعبي المصري، وهذا ما تناولته بمقالة سابقة بعنوان (فلسطين في الوعي الشعبي المصري).
قناعتنا أن هذه المنهجية، وعلى الرغم من كل "تحبيكاتها"، لن تؤثر كثيراً على الشعب المصري وارتباطه المصيري والوجداني بالقضية والشعب الفلسطيني انطلاقاً من الأهداف والمصالح المشتركة لشعبينا، والعداء التاريخي للمشروع والوجود الصهيوني في بلادنا، وأهدافه وأطماعه في التوسع والسيطرة ونهب ثروات وموارد الشعوب العربية، واستمرار زرع بذور وتحريك كل عوامل الفُرقة والتجزئة والانقسامات المذهبية والطائفية والإثنية.
إن مراهنتنا على الشعب المصري وارتباطه المصيري بالقضية الفلسطينية ليست إرادوية أو رَغبَوية فمن أسقط مشروع التسوية (كامب ديفيد والتطبيع الرسمي) مع العدو الصهيوني شعبياً لما يزيد عن أربعين عاماً، رغم كل ما وظفته معظم الأنظمة الرسمية العربية وأجهزتها المختلفة، من خطط ووسائل وأساليب تهدف لتمرير ذلك، لقادر على مواجهة هذه المنهجية. هذا الموقف الشعبي المطلوب تطويره من حالة الرفض إلى الفعل المنظم لإسقاط كامب ديفيد ورموزه، أصحاب تلك المنهجية.
ومما يزيد من قناعتنا ومراهنتنا تلك، ذلك الموقف الإيجابي والمُثمن الذي صدر في بيان المثقفين المصريين ووقع عليه عدد من قيادات القوى السياسية المصرية وفي مقدمتهم قوى ورموز التيار الشعبي، وكان قد سبقه ما صدر عن تسع مؤسسات حقوقية مصرية، رفضت فيه ما يُبث في وسائل الإعلام من دعوة للتحريض والكره على الفلسطينيين والمس بمكانة القضية الفلسطينية، نأمل من كل القوى الشعبية والمؤسسات الرسمية والمجتمعية والفئات والقطاعات المهنية المصرية الوطنية أن تحذو حذوهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر