الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقطة في ديالكتيك قيادة الحزب الشيوعي

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2013 / 7 / 18
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



موضوع ديالكتيك قيادة الحزب الشيوعي يتأثر بأربعة طبائع مواشجة له هي :
1- الطبيعة الثورية 2-الطبيعة السياسية 3- طبيعة الحركة الجماهيرية و4- طبيعة تكوين ونشاط كوادر وقيادة الحزب.

لم يحدث تنظير منتظم واسع لا في الأحزاب الشيوعية ولا في الأحزاب الليبرالية لمسألة القيادة وطبيعة تأهيل وتكوين هذه القيادة، كذلك في السودان لعل أخرها تم في "المناقشة العامة" قبل المؤتمر الخامس لكن بدعوات إلى المرونة في فهم المركزية الديمقراطية وممارستها، بينما كان أكثر النقاش حول طبيعة برنامج الحزب الشيوعي بعض يريده ثورة (و) (أو) بعض يريده سياسة، وبعض بين بين، فأتى جامعاً .


مما سبق يتضح أن مسألة طبيعة الحركة الجماهيرية بقيت بعيدة عن التدقيق والتنظير متروكة لأحوالها وجهودها ومحاولات الحزب للتفاعل معها سواء ببعث أساليب ومناهج قديمة(التجمع الوطني)، أو الإشتراك مع آخرين في تأسيس جمعيات (سميت منظمات) مدنية جديدة (حقوق الإنسان و ضحايا التعذيب)، أو بدعم بعض أنشطة تنظيمات ديمقراطية جماهيرية قائمة ونشطة مستقلة عن الحزب لكنها في حالة تحالف معه (إتحاد الشباب السوداني، الإتحاد النسائي السوداني، الجباه الديمقراطية) وقبل ذلك وفيه وبعده إهتمام معروف بالحركة النقابية.


في تقديري البسيط أن الأزمة الكبرى حهة مسيرة ووجود الحزب كانت ولم تزل هي تأجج الشكل الإقليمي للصراع الطبقي (حرب المركز والهامش). وهو شكل قديم وأصيل في التاريخ للصراع الطبقي بين مهمشي ومستغلي الريف وسادة مركز الدولة. لكن لأسباب ما تجد الصراع ضد التهميش منفصلاً عن الصراع ضد الإستغلال وتملك بعض الأفراد والشركات لموارد حياة المجتمع ووسائل معيشته ((الطاقة والكهرباء والمياه والتعليم والعلاج والإتصالات والمواصلات ووسائط الثقافة والترفيه والبنوك والصناعة والزراعة، وبالتالي تحكم أقلية في معيشة وحياة أغلبية الناس)). فلا يوجد إ.عتراض واضح صريح في أي برنامج ثوري أو سياسي سوداني على حرية تملك بعض الأفراد والشركات لموارد المجتمع ووسائل معيشته رغم أن هذه الحرية هي أساس ديكتاتورية السوق وعنصريتها والأشكال الدينية السياسية التابعة لها!!


إهتمام الحزب بهذا الصراع قديم وله فيه إسهامات نظرية (حسن الطاهر زروق) وله فيه إنجازات (بيان 9 يونيو 1969 صياغة جوزيف قرنق وآخرين، ثم مواثيق التجمع) وله خسائر خاصة مباشرة (إنقسامات في الحزب 1964 وإنقسام 1970، وحركة حشود 1986) وخسائر غير مباشرة (إنقسام الحركة الجماهيرية أو الشعبية في خارج مؤسسات الحزب).


إختلاط النظر إلى هذا الصراع الضاري المحتدم (4 ملايين من القتلى) إرتبط في ثقافة المركز والعاصمة بمخاوف عنصرية، وبتمايز واضح في وسائل جماعات الحركة الجماهيرية لتغيير شكل الحكم حتى صارت تلك الحركة كتلتين 1- جمعيات وأحزاب محصورة ومحاصرة في العاصمة وبعضها مدجن 2- تنظيمات مسلحة في الريف تتبني نهج الدفاع الذاتي مع هجومات قليلة على العدو، هذا الإختلاف في وسائل التغيير وطبيعته وتأجج العنصرية في ثقافة المركز والإعلام السائد يخفض القيمة العامة لوزن الحزب ونشاطاته في تقدير المتطرفين في الجهتين: بعضهم يراه جماعة مدينة عاصمة وبعضهم يراه راس حربة للتنظيمات المسلحة.


هذه الأزمة الموضوعية في السودان لا يمكن نسبتها كلها إلىحزب واحد ولا إلى قيادة حزب معين، أياً كان، لكنها وسط الحالة المعيشية الهلاك في المدن تؤثر على طبيعة إدراك وميول ونشاط وقرارات كوادر الأحزاب ومستوى تقييمهم الخاص أو العام لطبيعة الدولةولنشاط حزبهم وقياداتهم وأسلوب أو أساليب التغيير التي يتبعونها، خاصة أن بعضهم يراها مجرد حكومة ظالمة وبعضهم يراها مجرد حكم عنصري ديني وعرقي، وبعضهم يراها دولة إستعمار داخلي،كما يختلف الذكاء في التعامل مع القوى الدولية .



إستنتاج:

معالجة أزمة إنقسام السودانيين في طبيعة تغيير (شكل) الحكم تحتاج في مؤسسات الحزب ومؤتمره القادم إلى قدر أكبر من التضافر بين كوادر الحزب في شتى المجالات، كما تحتاج في خضم حصار الحزب وتفتيت جهوده وخنقه إلى تنسيق دقيق وفعال بين النظرة الثورية والنظرة السياسية -داخل الحزب وخارجه- نظرة تبدل عقلية الطريق الواحد (برلماني أو عسكري) بنظرة جديدة لتكامل وسائل التغيير وتفعيلها بخطط وممارسات محددة موقوتة تحرك الوضع، مما يفيد في تغيير طبيعة وجود ومستقبل السودان.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟