الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين لخدمة الشعب ، وليس الشعب لخدمة الدين، فالدين منهج الشعب لطاعة الخالق

طارق محمد حجاج

2013 / 7 / 27
الارهاب, الحرب والسلام



الدين لخدمة الشعب ، وليس الشعب لخدمة الدين، فالدين منهج الشعب لطاعة الخالق
بقلم/ طارق محمد حجاج
خلق الإنسان قبل الإسلام، وبرحمة من الخالق انعم علينا بنعمة الإسلام، ليكون المصباح الذي ينير لنا الدنيا والمنهاج الذي نهتدي به في إدارة شؤون أنفسنا وبلادنا، وبذلك فإن النزول اللاحق للأديان قد جاء رحمة من عند الخالق بعباده ليمهد وييسر لهم سبل التعامل بين الناس.
ومن ناحية أخرى جعله المنهاج الذي يرشدنا إلى كيفية عبادة الخالق وطاعته، فلكل مجتهد يوم إذن منكم نصيب ..
وبالعودة لما سبق فإن الدين والمخلوق وجدوا لطاعة الخالق وعبادته، وإن كان في خدمة الدين طاعة للخالق، فإننا نرجوا من ذلك إرضاء الخالق عز وجل والتقرب منه، فالدين وسيلة لعبادة الخالق وهي الغاية منه.
كثر هم من خرجوا ومازالوا حتى اللحظة ليطالبوا بتطبيق الشريعة الإسلامية، وكثر هم من أراقوا دماء المسلمين من اجل ذلك، ولو أنهم بدءوا بأنفسهم –وطبقوا شرع الله- لما فعلوا ذلك، ولكن تتعدد الغايات والوسيلة واحدة.
ألم يقرءوا عن استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه، أولم يحاصره المسلمون وهو في بيته بصحبة ما يقارب ستمائة رجل، كي يقتلوه بسبب نزاعهم على الحكم، الم يتذكروا قول عثمان عندما دعاه بعض الصحابة والمسلمون ممن كانوا معه محاصرين، للدفاع والقتال.. فقال عثمان ( إنما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها) فدخلوا عليه وقتلوه دون مقاومة أو قتال، ليعتق ويحقن دماء المسلمين.
بينما نسمع اليوم ونرى الحاكم منهم يكيل الوعيد والتهديد فيقول لن نتخلى عن الحكم وسنضحي بدمائنا لحماية كرسي الحكم، ويدعوا أنصاره للنزول والمواجهة بالقتل والعنف.
من المفارقات أننا نجد بعض الجماعات الإسلامية تدعوا إلي تطبيق شرع الله نصا وحرفا، رافضين أي قوانين وضعية وضعها البشر حتى لو لم تكن تخالف مبادئ الشريعة الإسلامية، وتناسوا أيضاً أن الله ترك لعباده مبدأ الإجماع كي يستطيع المسلمون مواكبة تطورات الحياة المعاصرة وسن القوانين التي لم تكن في عهد نزول الرسالة ولا الصحابة من بعد ذلك. ثم نجدهم مرة أخرى يتصدوا لجماعات إسلامية تنادي بتطبيق شرع الله، وهو ما كان مطلبهم من قبل، إلا أن الأمور اختلفت بعد وصولهم للحكم. ثم نجدهم في طليعة من ينادوا بمحاربة إسرائيل وطرد سفيرهم وإحراق سفارتهم، وكذلك الحال بالنسبة لأمريكا، وبعد وصولهم للحكم نجدهم سدا منيعا لحمايتهم ومغازلتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم، وقطع كل يد تمتد لإزعاجهم أو قتالهم، مبررين ذلك بوجود هدنة "كون الهدنة مدخل إسلامي شرعي"، أو بحجة الإعداد، أو بحجة أن رسولنا الكريم كان جاره يهوديا الخ.
لم نستبق الأحداث بل تأنينا وتأخرنا كثيرا لنناقش ذلك، فبعد فوز هذه الحركات والجماعات التي استهوتنا بسعيها لتطبيق العدالة الإلهية ممثلة بالشريعة الإسلامية وفوزها في الانتخابات في العديد من الدول الإسلامية، ومنهم من تعدت فترة حكمه السبع سنوات ومنهم الثلاث واقلهم السنة، لم نلحظ أي ميول منهم لاستقطاب الشريعة الإسلامية إلي محاكم القضاء ودوائر سن القوانين والتشريع، لا هذا فحسب بل أن اغلبهم قام بتغيير الدستور وسن دستور آخر لا صلة له بقواعد الشريعة الإسلامية، وإنما يحصن نفسه وقراراته وحزبه من النقد. ومن المخجل أن جميعهم أخفقوا في إدارة بلدانهم حتى لم يرقوا في حكمهم لسالف الأنظمة المنتهية، فزيادة مديونية الدولة، وزيادة البطالة وما يقابله بكل وقاحة من زيادة في والضرائب والأسعار ونقص في الموارد الأساسية لحياة كريمة وبسيطة كالكهرباء والمحروقات وتوفير فرص عمل وحتى الاضطهاد والقمع، كل ذلك أصبح سمة مشتركة بين هذه الأنظمة التي تتستر بوشاح الدين.
وما إن خرج عليهم القوم متزمتين من حكمهم ومما أصابهم من نكسات ليطالبوا بوقف هذه المهازل، خرج عليهم بعض الملتحين ينادوا الناس يا أيها المرتدين، إنا ها هنا قاعدون ، وسنذبحكم إن لم تعودون.
فما هو دافعهم من وجهة نظرهم.. الدفاع عن وشرع الله والوقوف في وجه محاربي المد الإسلامي) والسؤال الذي يعجز جميعهم عن الرد عليه ، مادا قدمتم للإسلام طوال فترة حكمكم؟؟.. لا نريد تخاريف ولكن أعطونا ما هو ملموس كقواعد وقوانين شرعتموها لخدمة الدين الإسلامي، كي تتجنوا بها على الناس عندما يخرجوا نافرين منكم.. عندها يمكنكم التجني على المتظاهرين بأنهم يريدوا وقف تطبيق ما شرعتموه لخدمة الدين، ولكني أتحدى أن تجدوا ما تدعموا به حججكم مما قدمتموه للإسلام طوال فترة حكمكم، طالت أم قصرت فالنتيجة واحدة.
أما أن تجبروا الشعب على الانصياع لأحكامكم وتخاريفكم بدعوى أنكم تطبقون شرع الله أو لأن تنظيمكم يُتبع اسمه بكلمة الإسلام أو المسلمين فهدا نصب واحتيال وافتراء على الدين لأنه حق يراد منه باطل، فالدين الإسلامي قائم على العدل، وسيحاسب من هو مسئول عن الأمة أمام الله يوم القيامة.
فلو طبق كل واحد منا شرع الله لنسجنا منهجا إسلاميا صحيحا مترابطا كما يقول الكتاب، دون حاجة لإراقة دماء المسلمين كما يحدث في رمضان وخاصة لحظة إفطار الصائمين، من اجل السلطة والحكم، وبدعوى تمسكهم بدلك لخدمة الإسلام لا لغاية دنيا في أنفسهم كما يدعون ... وبالتأكيد هم كاذبون.

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع