الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأخوان المسلمون هل ضاعت الديمقراطية المصرية، بسقوطهم؟!

خليل محمد إبراهيم
(Khleel Muhammed Ibraheem)

2013 / 7 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الأخوان المسلمون
هل ضاعت الديمقراطية المصرية، بسقوطهم؟!
هل كانت/ في مصر- ديمقراطية قبل مجيئهم أو معهم حتى تضيع؟!
دكتور خليل محمد إبراهيم
أديب، باحث ومفكر
هناك سؤال خطير ومهم/ يؤرّق المعنيين بالسياسة النظرية والعملية العربية- هو:- (لماذا سقط الأخوان المسلمون في مصر؟!)
إنهم يعجبون من هذا السقوط، ولعل تعجّبهم ناتج جهل حقيقيّ، أو هو شكل من أشكال ذرِّ الرماد في عيون فكرية رمداء كثيرة في بلادنا العربية مع؛ الأسف، وإلا، ما كان هذا هو حال العربي المسكين؛ الذي يطفو على بحيرات النفط، ويحترق بنيرانها/ راضيا أم غير راضٍ- والمشكلة أنهم يُرتّبون على السؤال الأول؛ سؤالا آخر؛ يصوّرون فيه أن (الأخوان) وصلوا السلطة، بطريقة ديمقراطية، فلما انهاروا؛ بقيت الديمقراطية المصرية في (حيص بيص)؛ ترى أتبقى بعدهم أم ترحل برحيلهم؟!
وواقع الحال؛ أنه لم تكُنْ في عهد (مبارك) المنشور؛ ديمقراطية جدية، لكنه شكل من أشكال أحزاب ضعيفة/ وينبغي أن تبقى ضعيفة- لها صحف تكتب للخارج، لا ينبغي لمن في الداخل أن يقرأها، فلما صار ما سموه (ثورة الشباب)/ عبر كذبة الربيع العربي- فتحوا أبواب النقاش على مصاريعها، حتى ضاع الناس؛ في (ديماغوغية)/ ثرثرة- لا أظن مصر عرفتْها قبلها، حيث ضاع الناس في كلام لا أول له ولا آخر، حول الدستور والقوانين والانتخابات، مما لا علم لهم به، وهم يضيعون في مثله الآن.
وانتهى الأمر إلى صناديق اقتراع؛ مفتوحة لقوم لا يعرفون ماذا يُريدون، لنا تجربة مع أمثالهم في (العراق) المظلوم، فقد كانت طائفة من الأميين تقول لمَن يُسجل لها أصواتها:- (نريد قائمة السيد)، ويُقرر هو نيابة عنهم؛ معنى قائمة السيد، فلعلها تكون القائمة العراقية، ولعلها تكون أية قائمة أخرى، هم أميون، ومن الذي سيناقشه؟!
ومَن الذي سيسائله؟!
وهكذا فازت قوائم متنازعة؛ كان الأمريكان؛ يُريدون لها أن تفوز، لاختبارها عمليا/ فهم يعرفونها نظريا- لذلك سخَّروا لخدمتها آلتهم الإعلامية الخبيرة الهائلة المدربة، وفازت مجمل القوائم السياسية الشيعية، كما فازت قائمة سياسية سنية/ متقاطعة من الداخل- وأخرى كردية، لا قائمة تمثل (العراق) المنتخِب، وحكمت هذه القوائم، فأثبتتْ/ بما لم يقبل الشك،ولن يقبله- أنها لم يكنْ لديها مشروع دولة، كل مشروعها؛ كان منحصرا في فاسدين مزورين؛ حكموا، فسرقوا، وأفسدوا، وفعلوا كل محرم في الإسلام/ سنيا كان أم شيعيا- على الرغم من زعمهم أنهم إسلاميون، أو مسلمون، فخرجت الأيدي البيضاء المتوضئة؛ ممتلئة بزفرة السرقة والفساد، وبرائحة الدم؛ على الرغم من زعمها أنها تريد السلام، لكن فعلها هو الحرب والخصام، والقضية قضية فعل لا قضية قول، فلما اكتشف الأمريكان هذه الحقيقة العملية الحلوة/ بالنسبة لهم- ما كان لديهم مانع من أن يفوز (الأخوان المسلمون) بالسلطة والرئاسة في مصر أيضا،ولما كانت الديمقراطية/ عند الإسلاميين- حصانا يوصل إلى السلطة، ثم ينبغي له أن يُقتَل، وقد قُتِل فعلا لما جلسوا على الكراسي، والتصقوا فوقها، فلا أمل في النزول من فوقها، فقد ظهرت الطبيعة الإقصائية للإسلاميين؛ واضحة.
إذن، فأمريكا راضية عن وجودهم على هرم السلطة، فكيف يصلون؟!
كانت لهم ثلاث وسائل للوصول:- أولاها:- المال الخليجي السياسي، وهو مال معروف ومكشوف،وقد وزعوا منه الكثير، فمن أين لهم هذا؟!
لقد عرفْنا هذا المال السياسي القذر؛ في (العراق) المباح، ف(كم مرة يلدغ المؤمن من جحر واحد؟!)
ثانية الوسائل:- شعور الناس المحبطين؛ من كل مَن سبق الإسلاميين إلى السلطة، فتصوّر الناس؛ أن الإسلاميين؛ مؤمنون/ فعلا- بالإسلام، وأنهم يخافون الله تعالى، لذلك سيطبقون شرع الله العادل؛ الذي طالما تغنَوا به زورا وبهتانا في خطب الجمعة، وعلى القنوات التلفزيونية، وفي الإذاعات الخادمة لهم، وفي كل مكان، وعلى كل حال.
أما وسيلة وصولهم الثالثة، فكانت الآلة الإعلامية الأمريكية الرهيبة، ومَن تبعها من الآلات الإعلامية الكبرى، فلما بلغوا السلطة؛ أثبتوا/ لمَن كان مؤمنا بهم قبل غيره- أنه لا أحد أشد كفرا بالعدل الإلهي منهم، ثم أن عرّابهم السيد (أردوغان) تحدّث عن (خزعبلات) الديمقراطية، فماذا بقي للناس عند الإسلاميين؟!
لا إيمان بالعدل الإلهي، ولا إيمان بخزعبلات الديمقراطية، فماذا يفعل الناس بإزاء ذلك كله؟!
أيبقون على جهلهم، وسوء فهمهم يبكون هذا الجهل؛ مصرّين عليه؛ محافظين على فهمهم السيئ؟!
هذا أمر غير طبيعي، فحين جاء السيد (مرسي) وجلاوزته/ المتباكين على أطلال الدولة العثمانية، والمتمسحين بابنها البار؛ (أردوغان)- بصناديق اقتراع المال الخليجي السياسي، وبجهل مَن انتخبوهم، وبالآلة الإعلامية الأمريكية الهائلة المخادعة، وتوابعها، فهذا يعني أنهم لم يكونوا ديمقراطيين، ولا جاؤوا بوساطة الديمقراطية، ولا كانت قبلهم/ ولا معهم- ديمقراطية، حتى تسقط بسقوطهم، أو تبقى متوازنة بعدهم، إنها مجرد انتخابات شكلية؛ جنّد الإعلام الأمريكيُّ نفسه فيها، لخدمة مصالح الأخوان الانتخابية، فهل تمكنّا من تصوير هذا الحال؟!
لماذا سقطوا في مصر إذن؟!
إذا كانت (أمريكا)، ودول الخليج، وتركيا؛ راضية عنهم؛ تزوّدهم بالدعم السياسيِّ والماليِ؟!
(أمريكا)؛ اعتادت/ في الكثير من مستعمراتها غير المحتلة، بل وحتى المحتلة منها- ألا تعتمد على جهة واحدة؛ تستطيع الوصول إلى السلطة كي يعلم الجميع؛ أنهم في طاعة السيد الأعلى، وفي خدمته، فلا يأتمر أحد بغير أمره، أو يتصرّف بغير ما يُريد، فالبديل حاضر على الدوام، ووسيلة الاستبدال؛ متاحة دائما.
والجيش؛ أهمُّ مرفق من المرافق التي تعتمدها (أمريكا) في التغيير، لذلك، فينبغي أن يكون الجيش؛ هو (الجوكر)/ الورقة الرابحة- في يدها؛ عند ذاك؛ يستطيع التحكم بالجميع، ولو تنبّه متنبّه؛ إلى أن (أنور السادات/ كان رجل أمريكا في المنطقة- ومع ذلك، فقد قتلته منظمة عسكرية؛ محتضنة من قبل الأخوان المسلمين، فلما جاء (حسني مبارك)؛ لم يكُنْ أقلَّ طواعية لسيدته، لكنه (ليمونة حامضة)؛ تمَّ شقها، ثم عُصِرَت على قدح بيرة أمريكية؛ ترى ماذا تفعل بها (أمريكا) بعد ذلك؟!
لا بد من أن تلقيَها/ مثل كل الليمون الحامض الذي خدم (أمريكا)- في سلة المهملات الأمريكية، وهي سلة كبيرة مستوعبة، فمَن الذي يُزيحه؟!
ولماذا ينبغي أن يُزاح؟!
لا شكَّ أن كل ملوك الجمهوريات العربية؛ يُريدون أن يرث أبناؤهم؛ عروشهم، وهناك مَن ورث عرش أبيه فعلا، بصورة انتخابية، وهناك؛ من كان ينتظر، لكن كان يُعلَن عن هذا الانتظار/ بصورة أو بأخرى- فكان ل(صدام حسين) ولد على السكة، وكان ل(معمر القذافي)؛ ولد على السكة نفسها، و(حسني مبارك)، ليس إلا ولدا أمريكيا مدللا، فلماذا لا يكون له ولد على هذه السكة نفسها؟!
وتضخّمتْ هذه السكة الذهبية؛ إعلاميا؛ إلى جانب قضايا أخرى كثيرة؛ اقتصادية، وسياسية، واجتماعية، وثقافية؛ تكاتفت، فأوجبت إسقاط الملك عن عرشه، فظهر مَن كانوا أبناء الإنترنت، فأقاموا الدنيا، ولم يُقعدوها، فإذا بما يُسمّى ب(الربيع العربي)؛ تتفتح أكمامه؛ عن مظاهرات مليونية، ليس صعبا إخراجها، فقد خرجتْ مثل هذه المظاهرات؛ عندما زعم (عبد الناصر) أنه أراد الاستقالة؛ يوم نكبة العرب الكبرى في عام 67،وكُنّا نرى البعثيين؛ يُعدّون مثلها، وانتهتْ تلك المظاهرات، بأن فرض عسكر الشعب/ كما سمّوه- على السيد الرئيس (حسني مبارك)/ المريض الذي صار له أشباه في أقطار عربية أخرى- التنحي عن دفة الرئاسة، وصمت الناس، فما الذي تحقق بعد ذلك غير انهيار اقتصاديٍّ مصريّ؟!
إضافة إلى استمرار الانهيار الاجتماعيّ والنفسي، حتى أن المصريَّ/ المعروف بظرفه- فَقَدَ البسمة، وهو ما صارت وسائل الإعلام المصرية؛ تعلن عنه، وهو واضح في الشوارع المصرية.
وتأتي الديمقراطية العرجاء، بالسيد (مرسي)، وجلاوزته من الإرهابيين/ أو محتظني الإرهاب- إلى رأس السلطة، وماذا يعرف هؤلاء غير الإرهاب والسرقة؟!
لقد أدَوا واجباتهم خير أداء، فكان البلطجية، والإرهابيون واللصوص؛ واضحي المعالم؛ معروفين للشرطة والمواطنين، وكانت مهمة الشرطة؛ إرهاب المواطنين، وحماية الإرهابيين، ولن أتحدّث عمّا جرى للعلمانيين، أو للمسيحيين، أو للشيعة، فموقفهم منهم واضح، لكنني أتساءل عمّا جرى في سيناء، وفي بور سعيد، وغيرها على المسلمين السنة؛ مما أثار الناس على الأخوان المسلمين، وأولهم شيخ الأزهر الشريف/ وهو قريب منهم- وبابا المسيحيين؟!
كما أدى اقتصادهم المضحك/ المتجاوز للأزمة- إلى انهيار اقتصاديّ، فلا يوجد اقتصاد/ أيا كان قوته- قادرا على الصمود أمام قنابل الفساد والسرقة، والتخريب، فكان الفساد والسرقة والتخريب؛ ديدنهم، لا لشيء إلا لأنهم ما جاؤوا لغير هذه الأسباب، فالاقتصاد الإسلامي؛ عبارة عن اقتصاد إقطاعيّ؛ عاجز عن الصمود؛ في وجه الزعازع الرأسمالية، فإذا كانتْ (أمريكا)/ بكل جبروتها- تهزّها الزعازع الاقتصادية الرأسمالية، فماذا يفعل فكر اقتصاديٌّ خرف، وخرب؛ تجاه هذه الزعازع؟!
أنني لا أذكّركم/ اليوم- بغير انهيار (ديترويت) الاقتصادي، فماذا يفعل السيد (مرسي)/ أو غيره من إقطاعيّي التفكير الاقتصادي- في هذا البحر الرأسمالي الهائج؟!
هنا؛ لم يتحقق للمصريين/ ولا ينبغي أن يتحقق لهم- ما طلبوه من (العيش)/ الخبز- ولا (العدالة)، ولا (الحرية)/ بينما كان الظالمون؛ يأكلون البقلاوة والكاتو- فلماذا يُبقون على رئيس من هذا النوع؟!
بل لماذا يبكون عليه؟!
وأخرجت الجماهير مرة أخرى، وأخرجت الجماهير المقابلة، وانتهت النكتة الديمقراطية العسكرية الإسلامية، برجوع الشيخ إلى صباه/ عودة الجيش/ جيش الشعب- إلى دفة القيادة- وبذلك؛ ينبغي أن يأتي رئيس مدنيّ، ليس مسلحا ب(آيديولوجية)، ولا بتنظيم قويّ، ولا بقدرة اقتصادية؛ يستطيع العسكر؛ قيادة العربة من خلاله، لكن من المقاعد الخلفية، فهو ليس مدعما بفكر، ولا يملك حزبا قويا يحميه، فمَن يحميه غير قوة العسكر؟!
ومع ذلك، فهي تجربة خطيرة، فمتى حمت قوة التنظيم؛ قائدها من سطوة العسكر؟!
فإذا كان تنظيم مسلح؛ حديدي/ مثل تنظيم (الأخوان)- لم يتمكن من حماية السيد (مرسي)، من سطوة العسكر، فمن يحمي هذا الرئيس المتهالك؛ من هذه السطوة؟!
إذن، فهي تجربة ينبغي أن يخوضها السياسيون المصريون/ وَمعهم السياسيون العرب- وينبغي لهم أن يفهموها بشكل جيد؛ يأخذونها، ولو عن طريق الدروس الخصوصية/ ولو عن طريق العملية الجراحية الكبرى-:- (لكي تبقى في أذهانهم، لا بد أن يرضى عنك السيد، وحينما يقرر السيد أن تتنحى عن دفة الرئاسة، فلا تمتمت؛ قُلْ حاضر، فلك من الرئاسة؛ مجرد الاسم، أما الفعل، فدعه لله وللسيد.)أتذكرون قول الشاعر:-
المستشار هو الذي شرب الطلا فعلامِ يا هذا الوزير تعربد؟!
أتذكرون فلم (x)؟!
تعلموا منهما/ أيها القادة والرؤساء- وإذا لم يكفِكم ذلك، فما يجري في مصر مفيد، ألم ترَوا (الفلول)؛ فزّاعة يوم وجب انتخاب (الأخوان)؟!
واليوم، ألا ترون فزاعة الأخوان المرعبة؟!
هل انتبهْتم إلى سلميتهم؟!
لقد بدأوا التحرش عصر جمعة الفرقان؛ في الإسكندرية، فوقع خمسة من القتلة، وجماعة من الجرحى، والأتي أعظم، ألا هل بلّغت؟!
اللهم فاشهد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المسلمون في بنغلاديش يصلون صلاة الاستسقاء طلبا للمطر


.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري




.. رحيل الأب الروحي لأسامة بن لادن وزعيم إخوان اليمن عبد المجيد


.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ




.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف