الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السقوط السياسي للاسلام!

عبد عطشان هاشم

2013 / 7 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نعم، لقد تداعت الايديولوجية الفاشية للاسلام السياسي وستغرب شمسها الشاحبة من سماء المنطقة خلال السنوات القادمة ، فملايين المصرين التي خرجت يوم 30 من حزيران ومابعده قلبت الرهان التاريخي عندما اسقطت الطوطم المعاصر للاسلام السياسي.
ومايحدث الان او غدا في مصر و تونس والعراق وسوريا والسودان بغض النظر عن ارهاصاته الميدانية يشير الى تحول هام وجذري في المنطقة ، فهناك تيار جديد في طور المخاض يتبلور ويشتد عوده بعيدا عن وصاية الكهنوت الاسلامي وعصاب الطائفية ولن تفلح رايات الاعتدال والوسطية( التي تتبرقع بها الجماعات الاسلامية لتخدع الاخرين ببريقها الزائف الذي تتخذه جسرا للوصول للسلطة) في احتواء هذا التيار وترويضه لمصلحتها الخاصة.
لقد ظل الاسلاميون يمارسون العنف تجاه ابناء مجتمعاتهم والمجتمعات الاخرى باعتباره فرضا جهاديا مقدسا ولم يتخلوا عن ذلك اثناء فترة حكمهم، فالاسلام لايمكن ان يكون ديمقراطيا الا بالخروج على نصوصه ووضعها على الرف والعمل بجدية على استلهام مبادىء وروح الديمقراطية وبالاخص حقوق الانسان ولكن النمر لايستطيع تغيير رقطه والاسلام والديمقراطية على طرفي نقيض فالحاكمية لله وليست للشعب كما يؤول الاسلاميون الاية القرانية ( وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) .
ولم يكن تاريخ خلفاء وسلاطين وحكام المسلمين سوى حقبة طويلة من صناعة الاستبداد وشرعنته من خلال النص المقدسه والكهنوت الديني . ان فشل المشروع الاسلامي لايعود لاسباب خارجية كما يروج لذلك مريديه بل ان المشروع البائس هذا يحمل بين جنباته بذور فشله فالاسلام ليس هو الحل بل هو المشكلة التاريخية الحضارية التي تعيش في كهوفها شعوب المنطقة منذ 14 قرنا ما دام اتباع ومريدي التيارالاسلامي السياسي يعتبرون انفسهم الوكلاء الحصرين لله ومن حقهم تسويق البضاعة الاسلامية المنتهية الصلاحية وفرضها على المجتمعات بقوة السيف ، دون اي اعتبار للواقع المعاصر وما يحفل به من متغيرات اجتماعية واقتصادية وحضارية بالغة التعقيد ، كيف وهي تحاول حراثة ارض الواقع بادوات القرن الهجري الاول وتدعي ان هذه الادوات صالحة لكل زمان ومكان؟!
لقد كان المشروع الاسلامي وسيبقى غير قادر على صياغة اية برامج اقتصادية واجتماعية حقيقية لحل مشكلات الناس وهو في جوهره ليس الا تطبيقا قسريا ( للنقاب والحجاب واللحية والثوب القصير) في احسن حالاته كما فعل ذلك في افغانستان والسودان ومصر والعراق فالجماعات الاسلامية لاتتقن غير هدم وتفتيت الدول والاوطان وشرذمة الشعوب الى فرق وجماعات وشيع متناحرة كما تشهد بذلك التجارب الراهنة للاحزاب والجماعات الاسلامية.
المشروع الاسلامي هو منهج لشرعنة التخلف وتأبيده من خلال تحويل المسلم الى شخص معطل العقل منفصل عن الزمان والمكان يعيش وهمه الخاص ولايرى تضاريس الواقع الذي يعيشه الا من خلال فتاوى المشايخ والسدنة والفقهاء ولذلك لايمكن تحقيق
تقدم حقيقي للسير بمجتمعاتنا الى الامام( وتفادي الغوص في رمال الوهم الاسلامي المتحركة) دون التخلي عن الفصام المرضي الجماعي في اقامة سلطة الشريعة الثيوقراطية وفرضها على المجتمعات كقدر الهي منزل من السماء وتحويل العلاقة الشخصية الطوعية بين الانسان وربه الى مظلة ايديولوجية شمولية تسعى الى استخدام الاسلام لاخضاع الناس بالقهر وتحويلهم الى قطيع متشابه لاحق لهم في الاختلاف والتميز الا بالقدر الذي تختلف فيه نعجة عن اخرى.
لقد اصبح السعي الى اقامة سلطة الشريعة نوع من المرض النفس اجتماعي الذي اصاب الذات العربية وواستوطن عقلها ومادام هذا المرض قائما فلن يكون باستطاعة الفرد المسلم من بناء مجتمع انساني متقدم يتساوى فيه الجميع دون وصاية دينية وحسبنا ان نتذكر ان الحضارة الاسلامية ولدت عند قيام سلطة العقل وليس سلطة النقل وعلى يد ناس غير متدينين ولم يكن للاسلام اي دور فيها كما يدعي الاسلاميون ذلك.
لايمكن فرض دولة الشريعة على المجتمعات بالقتل والارهاب وان اي نجاح تحققه الجماعات الاسلامية بهذا الصدد هو مكسب وقتي يتحقق من خلال دغدغة مشاعر الناس البسطاء وايهامهم ببناء يوتويبيا اسلامية توفر لهم ماعجزت الانظمة السابقة عنه ولكن بمرور الزمن يكتشف الناس ان هذا الحلم ليس سوى كابوس خانق من الاستبداد والقتل اليومي يرزحون تحت وطأته الثقيلة وأن الخلاص الحقيقي يكمن في دولة المواطنة والمساواة واستثمار العلم والتقنية لرفاه الانسان ورفع الظلم عنه وتحويل الدين الى علاقة شخصية اختيارية بين الانسان وربه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيفه بيمينه وسجعه بشماله
هانى شاكر ( 2013 / 7 / 28 - 13:24 )


سيفه بيمينه وسجعه بشماله
_________________


بسجع شمالاَ
وسيف يمين

ملاعب قبور
مع الثعابين

وجنة متاع
ب حورٍ وعين

رٌحنا أونطة
فى فخ متين


...


2 - يسلم قلمك
صباح ابراهيم ( 2013 / 7 / 28 - 18:10 )
يسلم قلمك ايها الكاتب ، فقد شخصت العلة ووصفت الدواء ، فالاسلام السياسي بشريعته القديمة التي تراكم غبار الزمن عليه، حان الوقت ان يُحفظ فوق الرفوف العالية وتحرق كتبه البالية وتشرع قوانين جديدة بمنع انشاء الاحزاب الدينية ويحاكم كل من يطالب بدمج الدين مع السياسة ، ويحال الى المحاكم كل من يطالب بادخال مواد في الدستوريكون مصدرها الشريعة البالية التي لا تصلح لهذا الزمان والتي تتعارض مع قوانين الديمقراطية وحقوق الانسان .


3 - ايها المسلمون . . تطهروا من صلعم .
د/سالم محمد ( 2013 / 7 / 28 - 18:31 )
بداية الطريق نحو التحضر و التمدن و التقدم و اللحاق بقطار المدنية و الانسانية الذى رحل منذ امد . . هر القاء صلعم و كل ما يرتبط به فى مزبلة التاريخ مرة و الى الابد
ان تلك المنظومة الاسلامية الفاشية العنصرية الدموية الارهابية هى عار على جبين الانسانية . . . و متى تطهر منها المسلمون يمكنهم مشاركة الانسانية فى بناء عالم الحرية و الاخاء و المساواة ,


4 - ليس
انسان ( 2013 / 7 / 30 - 07:51 )
ليس العيب في الدين ولكن العيب في السلمين يقول البعض
لا يا سيدي العيب في الاسلام دين انتهت صلاحيته
ولذلك المسلمين لا يفهونه لانه اصلا غير قابل للفهم
في هذا العصر
لا يصلح العطار ما افسده الدهر

اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا