الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق على كف عفريت

جمال المظفر

2013 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية




انهيار امني خطير شهده العراق خلال الايام الماضية كشف عن ضعف امني واستخباراتي وقيادي وأثبت بالدليل القاطع ان عنصر المفاجأة بات بيد الجماعات المسلحة لابيد الاجهزة الامنية فيما تتفرج الحكومة على دماء الابرياء الذين يسقطون يوميا كرمال عيون الديمقراطية لاتعرف ماذا تعمل سوى ان توزع التهم على هذه الجهة او تلك وهذا لايعفيها من تحمل مسؤوليتها بالحفاظ على ارواح المواطنين..
عشرات السيارات المفخخه تنفجر يوميا على مساحة الوطن وفي توقيت واحد وهذا دليل على ان هناك امتدادا افقيا للجماعات الارهابية وان بامكانها تنفيذ ماتريد بنفس التوقيت وفي كل المناطق لايعيقها شئ لانها تعرف عجز الحكومة وقواتها الامنية ، وما الهروب الجماعي من سجني ابوغريب والتاجي لاخطر الارهابيين الا دليل على قدرة تلك الجماعات في تحديد عنصر المفاجأة ، وحتى ان تسربت معلومات عن خطط تلك الجماعات فأن الاجهزة الامنية تتعامل معها بمنتهى البرود واللامبالاة وكأنها اشاعات تبث لنشر الرعب بين الناس ..
اكثر من عملية هروب لمجرمين خطرين تمت من السجون العراقيه بمساعدة ضباط ومنتسبين خانوا الامانة والقسم وفضلوا مصالحهم الشخصية على مصالح الشعب..
الهروب الجماعي لمعتقلي ابي غريب والذين وصفتهم الحكومة بانهم من قادة القاعده الخطرين يؤكد ان العراق على كف عفريت وسيرى اياما سودا ،لان هؤلاء سينتقمون حتما من الذين اعتقلوهم ومن الذين عذبوهم ومن الطائفة التي ينتمون اليها ، ولذلك رأينا بأم اعيننا كيف اصبحت التفجيرات شرسة الى درجة لايمكن حصر المناطق التي تم تدميرها والارواح التي زهقت ..
لم نشعر ان ساسة العراق يشعرون بروح المسؤولية ولو كان هناك ادنى احساس بالمسؤولية لقدم من يعجز عن اداء دوره استقالته ليحفظ ماتبقى من ماء وجهه لا ان يبقى يتفرج ويوزع التهم على الاخرين ، ارواح الابرياء ليست لعبة ولاوسيلة للتسلية او مختبرا للتجارب ..
المحاصصة اثبتت فشلها واكدت بالدليل القاطع ان لاكفاءات لدينا وانما مجرد هواة يقودون هذا البلد الى الهاوية ، منذ الاحتلال الامريكي للعراق ونحن نعيش في فوضى عارمه ، فوضى في السياسة والاقتصاد والامن والخدمات ، لم نحصد من الديمقراطية غير الدمار الشامل وفقدان الامان الذي هو اهم من كل شئ ، ماذا نفسر انفجار اكثر من عشرين سيارة مفخخه في بغداد وفي نفس التوقيت ، سنوات عدة مرت والحكومة بلا وزير للدفاع والداخلية في ظل اضطراب امني خطير ، الوزاتان تدار بالوكالة ، ووزارات اخرى تدار بالوكالة ايضا ولاناس لايملكون الشئ القليل من الكفاءة والمهنية ..
اقل مايمكن ان يتكرم به ساسة هذا البلد ان يعلنوا عجزهم وان يعتذروا للشعب لان الاخير يمكن ان يتحمل ويصبر ولكن صبره لن يدوم طويلا وحينها سيثور وان ثار فلن توقفه الحواجز الاسمنتية ولا الاجهزة الامنية ولكم في انتفاضة الشعوب على انظمتها الدكتاتورية بل والانظمة المنتخبة حديثا بعدما شعرت تلك الشعوب بان ثوراتها قد صودرت من قبل تلك الانظمه على اعتبار انها قد وصلت الى السلطه ولن يسحب البساط من تحت اقدامها لانها تمتلك الشرعيه ولاتعرف ان الشرعية منحهتا الشعوب وبامكانها ان تسحبها منها مثلما حدث في مصر عندما فوض الشعب الجيش بسحب الثقه من مرسي ..
العراق بحاجة الى كفاءات لاالى شخصيات حزبية لاتمتلك الكفاءة والمهنية خرجت من بين معاطف الاحزاب السياسية او الدينيه متكئين على نضال سياحي في بلاد الفرنجة ولم يشعروا يوما بالام هذا الشعب ولا الحصار الذي لصق بطونهم على ظهورهم وحصد منهم الكثير .. والسياسي الشريف هو الذي يعلن فشله ويترك منصه لمن هو اكفأ ويعيد كل فلس حرام تقاضاه عن سوء ادارته الى خزينة الدولة لانه مال سحت حرام ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان.. مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #غرفة_الأخبا


.. ماذا حققت إسرائيل بعد 200 يوم من الحرب؟ | #غرفة_الأخبار




.. قضية -شراء الصمت-.. الادعاء يتهم ترامب بإفساد انتخابات 2016


.. طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة يهتفون دعما لفلسطين




.. قفزة في الإنفاق العسكري العالمي.. تعرف على أكبر الدول المنفق