الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خواطر على أعتاب 8/ 8/ 2013 الذكرى الخامسة والعشرين لوقف حرب كارثية العراقيون يحبون السلام

خليل محمد إبراهيم
(Khleel Muhammed Ibraheem)

2013 / 8 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


خواطر على أعتاب 8/ 8/ 2013
الذكرى الخامسة والعشرين لوقف حرب كارثية
العراقيون يحبون السلام
دكتور خليل محمد إبراهيم
أديب باحث ومفكر
إنسان من العراق الحبيب

حين يدقق الإنسان النظر في تاريخ 8/ 8 يلاحظ أنه يقع بين يومين مهمين في التأريخ الحربي الحديث؛ هذان اليومان هما:- يوم 6/ 8 و يوم 9/ 8 وهما يوما إلقاء القنبلتين الذريتين الأوليين في تأريخ العالم؛ على مدينتين فيهما من الناس والكائنات الحية؛ ما كان فيهما؛ هذه الكائنات البشرية وغير البشرية؛ الحية وغير الحية؛ تعرضت لدمار شامل رهيب، ما يزال قائما أمام البشرية؛ يخوّفها من هذا الكائن الشيطاني الرهيب؛ الذي لم تعرفه الحروب البشرية سابقا، ولا تريد أن تعرفه لاحقا؛ هذا أول ما خطر لي وأنا أفكر في هذا اليوم 8 /8 /1988 في منتصف ليل هذا اليوم؛ انتظر العراقيون إحدى أهم أمنياتهم التي قلما تحققت، فقرب هذا الوقت؛ بثت الإذاعات العراقية؛ المسموعة والمرئية؛ إعلانا عن خبر مهم ومثير؛ واجتمع الناس قرب المذياع أو التلفزيون؛ ينتظرون الخبر الهام، وبعد تكرار هذا الإعلان مرارا وتكرارا؛ خرج المذيع ليقرأ بيانا سموه (بيان البيانات) هذا البيان؛ أعلن وقوف الحرب بين (العراق) و(إيران)/ وكأن (العراق) و(إيران) كانا يتقاتلان- لقد تقاتل الظالم مع (إيران) نيابة عن الآخرين بحجج لا يقبلها عاقل، فقُتِلَ من العراقيين والإيرانيين، وتعوق/ نفسيا أو جسديا- أو جُرِح أو أسِر أو فُقِد/ من الطرفين- عدد لا يحصيه إلا الله سبحانه وتعالى، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون؛ كما خرب ودمر الكثير من المنجزات الحضارية التي لا أول لها ولا آخر في البلدين، ثم أنه استهلك من الأموال والجهود، وأخر أمورا لا يمكن أن يقدرها أحد غير الله سبحانه وتعالى؛ أقول هذا ناهيك عما نتج عن هذه الحرب من مآسيَ إنسانية؛ تتمثل في تيتم الكثيرين والكثيرات؛ عدا عن ترمل الكثيرات واضطرارهن إلى الزواج بعد فقدان الأمل في رجوع الزوج، فإذا به على قيد الحياة يعود ليجد زوجه على ذمة سواه، وسواه هذا؛ قد يكون أخاه الذي فكر في لمِّ شعث أبناء أخيه وأمهم، وكم هن الأرامل اللاتي خدعهن الظالون؛ طمعا في ما أصبن من حقوق المرحوم، فإذا بهم يحولون هذه الحقوق إلى أموال؛ يضعونها في أيديهم، وتذهب الأرملة المفجوعة؛ فرحة بهذا الصيد السمين إلى المطار بقصد الانتقال معه إلى بلده، ثم تعود إلى بيت أهلها مفزوعة، فقد تركها الصيد السمين في صالة المطار وفر بكل شيء، وبقيت المسكينة من دون أي شيء، فقد استورد الظالم أسوء العرب وسلّطهم على البلاد والعباد؛ مانحا إياهم ما لا يستحقون بعد أن علموا العراقيين شر ما عندهم، فوجهوهم إلى الحيلة، ورفع الأسعار وعلموهم الاحتكار، وأقاموا الأسواق السوداء هذا غير ما جلبوه من أشكال الدعارة والمخدرات، والتطرف الذي يحمل الارهاب الكاره للعراقيين؛ على كتفيه لم تكن هذه الهموم؛ هي الهموم الوحيدة التي خلفتها هذه الحرب الظالمة؛ انني أعرف فتاة جامعية لم ترَ أباها منذ أسر وكان عمرها نحو سنتين، فلما عاد الأب من أسره؛ ما كانت تستطيع تقبيله أو تقبل قبلاته، لأنها تراه رجلا غريبا؛ هذه الحالات النفسية والمشكلات الاجتماعية من الكثرة، بحيث ما تزال/ بعد خمس وعشرين سنة- تضرب أطنابها بين الناس وفي المحاكم والعيادات النفسية وغير ذلك، ومن يدري حتى متى تستمر؟!
هذه خاطرة أخرى خطرت على بالي في هذا اليوم العجيب؛ ترى ما الذي أوقع هذا اليوم بين ذينك اليومين؟!
أهو أمر مقصود؟!
أم هو أمر لا ينبغي الاكتراث به؟!
إن الكثير من العلماء والفلاسفة؛ يرون ان الصدفة دليل على جهل الإنسان، أفهذا دليل آخر على جهلنا؟!
أم أن الله سبحانه وتعالى وضعه بين هذين اليومين لينبهنا إلى أن هذين البلدين الجارين المسكينين المنتميين إلى دين واحد/ كما يزعمون- قد ضرب أحدهما الآخر بأكثر من قنبلتي هيروشيما وناغازاكي بمئات المرات؟!
وما تزال توجد أوراق وتزرع اللغام لقيام حرب أخطر بينهما فهل هذا معقول؟!
ومع ذلك، فما أن أتم المذيع البيان/ بيان البيانات- وأعاد إذاعته/ وكأن العراقيين ما كانوا يصدقونه في الوهلة الأولى- حتى انطلقت السيارات؛ في ذلك الليل البهيم؛ وفي كل (العراق) الحبيب، تطلق منبهاتها، وتنطلق بسرعات مختلفة؛ معبرة عن فرحتها بوقف الحرب حتى أن الظالم وأتباعه/ لما رأوا فرح الناس بانتهاء الحرب- ركبوا الموجة، وقالوا ما معناه:- ليحتفل كل عراقي بطريقته الخاصة بهذا اليوم، لقد استمرت احتفالات العراقيين بوقف الحرب أياما لا تنقطع، فالناس في فرح غامر بانتهاء الحرب التي سخر لها الظالم؛ كل أبواقه تمدحها، وكل أموال الشعب في خدمتها، وكل الناس/ حتى الأطفال الذين فقدوا آباءهم- يذكرونها، لقد تبين للظالم وغيره/ بما لا يقبل الشك- أن العراقيين من أنصار السلام الذين لا يحبون الحروب على الرغم من كل شيء إلا إذا كانت الحرب حرب حق، فهم يخوضونها بلا جدال/ فصدِّقْ أو لا تصدِّقْ- والظالمون يريدون من الناس أن لا يصدقوا بأن العراقيين يحبون السلام ويفرحون به.
هذا الفرح الغامر الذي شمل العراقيين بأغلبيتهم؛ لم يشمل الظالم، لأنه لم يفكر في هذه الفرحة التي شملت أغلب العراقيين بانتهاء الحرب، فزجهم/ بعد أقل من سنتين- في حرب ضروس أخرى أكلت الزرع والضرع، وكما أن مشاكل حربه ضد (إيران)؛ ما تزال مستعرة، فلم تنتهِ مشاكله مع الكويت التي شن ضدها الحرب التالية، إن هذه التجربة؛ تتطلب دراسات علمية واسعة أرى أنها لم تحصل وما تم منها؛ لم ينفع، فأول درس ينبغي أن يؤخذ من حرب الظالم ضد (إيران) و(الكويت)؛ هو أن الحرب لم تنشب بين العراقيين وهاتين الدولتين، فما أن سقط الظالم، حتى تدفق الناس من هذه الأقطار الثلاثة على بعضها، ولو أن إحدى هذه الدول؛ هي التي شنت الحرب، لبدا غير ذلك، ولما تدفق الناس على إخوانهم في الدولة الأخرى؛ من هنا يخطئ من يسمي تينك الحربين، بحرب (العراق) و(إيران)، أو الحرب العراقية الكويتية، فالظالم هو الذي شن الحربين، ولم يكن للعراقيين بها شأن الا أنهم كانوا وقودها، ألم تبدأ الحرب قبل أن يمزق الظالم معاهدة الجزائر بينه وبين الشاه في ما سمي بالمجلس الوطني، بعد أن شن الحرب في 22 /9 /1980؟!
ألم يدخل ما يسمى بالحرس الجمهوري الكويت؛ قبل أن يعرف رئيس أركان جيش الظالم بهذه الحركة؟!
من الذي استفتى الشعب العراقي في أي من هاتين الحربين؟!
وإذا لم يستفتِ العراقيين أحد في شن الحرب، فكيف يقال إنهم أهلها؟!
هذه مسألة ثانية يجب الالتفات إليها؛ مسألة أخرى لا تقل أهمية هي ألا يتصور متصور أنه يدفع الشر عنه بمساعدة الشرير؛ أيا كان السبب، فالذين ساعدوا الظالم في حربه ضد (إيران)؛ كانوا أول من ذاق شره بعد العراقيين و(إيران)، فهل ينتبه منتبه إلى هذا وهو يساهم في دعم الإرهاب؟!
لقد ساعدت الولايات المتحدة أناسا سمتهم المجاهدين في أفغانستان، فماذا حصل لها ولغيرها منهم؟!
إنها تقول أنها تحارب الإرهاب في (العراق)، ولا تحارب غير ما صنعته يدها اللتين أنتجتا ما يعانيه العراقيون، ويعانيه غيرهم، أفما ترى الإرهاب يضرب في (السعودية) و(الكويت) و(الأردن) و(سوريا) و(مصر) و(المغرب) و(تركيا) و(إيران) و(الجزائر)؟!
فمن الذي نجا من الإرهاب أو يظن أنه سينجو؟!
لقد رأت (أمريكا) نتائج الإرهاب في 11 /9 /2001 كما رأته بعدها (أسبانيا) و(بريطانيا) مكررا في 7 /7 /2005 وفي الحادي والعشرين من الشهر نفسه؟!
فلماذا فرّتْ (أمريكا) من وجه الإرهاب الكالح في (العراق) المسكين، وتركتْه/ على الرغم من جراحه الغائرة- منفردا به؟!
من يدري أين ومتى ستكون الضربة/ أو الضربات- التالية؟!
لقد ظلمت الحكومات/ التي يدعي الإرهابيون انتسابهم إليها- الناس؛ أكثر من ثلاثة عشر من القرون، ومع ذلك، فهم يركبون موجة المستضعفين، فماذا لو أنصفت تلك الحكومات؟!
إن المشكلة هي أن الظلم مستمر، لذا فالناس تريد التخلص من الظالم، فلا تجد غير الظالم/ غالبا- يبوِّق أنه سينصفهم، وهو كاذب.
والمشكلة هي أن الجميع؛ يريدون من المستضعفين الصبر، فحتى متى يصبرون ونيران الظلم تشتعل فيهم، فهم حطبها على كل حال؟!
ولماذا يصبرون وعلى ماذا يصبرون؟!
إن محاولة النظر بعين إنسانية للناس؛ تبعدهم كثيرا عن الإرهابيين؛ من هنا فإن المصانع التي تصنع الإرهاب؛ هي مصانع الظلم، فلو شنت الإنسانية الحرب على مصانع الظلم، لأمكنها القضاء على الإرهاب، بل لما وجد الإرهاب حاضنة تحتضنه؛ ألا هل بلغت؟!
اللهم فاشهد.
هنا أتساءل:- ألا يستطيع الذين يدعمون الارهاب المتنوع بالمال والسلاح والإعلام أن يحولوا هذا المال والسلاح إلى مصانع ومزارع ومتاجر تحرك الانتاج القومي وتزيد الدخل وتستفيد هي ماديا ومعنويا وأجرا من الله سبحانه وتعالى وفي الطريق يساعدون الناس على العمل؟!
سؤال لا أتوقع الإجابة عنه، فهو ترك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أجمل فرحة
رائد محمد نوري ( 2013 / 8 / 3 - 23:19 )
في الثامن من آب عام 1988 كنت طفلاً صغيراً وكان عمري وقتها 11 سنةً
لكن حقيقةً أقول: إلى الآن لم يتذوق قلبي فرحةً كمثل فرحة وقف إطلاق النار بين العراق وإيران.
أسفي وحزني على كل الذين مستهم الحرب بنارها
فلسنا من دعاة العداء الأعمى
نحن محبون للسلام.


2 - تعقيب
خليل محمد إبراهيم ( 2013 / 8 / 4 - 11:59 )
جميل يارائد

اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة