الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفشل في تشكيل النموذج السني لدولة الخلافة

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2013 / 8 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شكل انطلاق الحركة الاسلامية الحديثه أو كما عرف بالصحوة الاسلامية في النصف الثاني من القرن الماضي محاولة لاستعادة الدولة الاسلامية الاولي ودولة الخلافة التي سقطت وانتهت بسقط الدولة العثمانية بتوقيعها على معاهدة لوزان في 24 يوليو 1923، وقد شكلت وقد تشكل نموذج الدولة الاسلامية في إطار الصحوة بين نموذج سني وكان له الاحزاب والحركات وبين النموذج الشيعي وله الاحزاب والحركات المؤيدة له.
وبينما اقتصر نموذج الدولة الاسلامية الشيعية على التجربة الايرانية والتى مازالت قائمة وفق نظرية ولاية الفقيه، عرف النموذج السني من الصحوة الاسلامية ثلاث تجارب وفي مقدمتها كانت التجربة السعودية في الحكم وفق فكر ابن تيمية وتجربة حركة طالبان في الحكم والتى جاءت بعد انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان وقد سقط حكم طالبان المتحالف مع القاعدة والذي تبني نموذج منغلق للحكم ما كان له ليستمر حتى مع افتراض عدم تدخل الولايات المتحدة لإسقاط طالبان، فحكم طالبان قائم على العقيدة الإسلامية السنية المبنية على الدليل الشرعي من القرآن والسنة الصحيحة وهي دولة عقائدية تقوم على الأخذ بمبادئ متشددة في تفسير الدين الإسلامي كما في السلفية الجهادية القريبة من منهج محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية لذلك لم يكن بوسع هذه الدولة الاستمرار بل سقوطها كان مؤكداً فهي في الجانب الاخر لا تملك الثروة السعودية التى تحتوي المشاكل المجتمعية نتيجة التشدد الفكري والعقائدي وغياب اسلوب الحياة العصري.
شكل سقوط دولة طالبان الاسلامية احباط كبير لمن يحلم بدولة الخلافة الاسلامية وكانت معظم التفسيرات تتجه باتجاه حركة الاخوان المسلمين باعتبارها النموذج الامثل لدولة الخلافة القادمة ولكونها لا تتبني نموذج طالبان المتشدد فكرياً ومجتمعياً وأكثر برجماتية وتوائم في كثير من الاحيان بين متطلبات العصر والعقيدة الاسلامية للإخوان المسلمين القائمة على ان دعوتهم شامله كما يذكر حسن البنا مؤسس الاخوان لذلك في فكر الجماعه برجماتية غير عادية قائمه على الجمع بين المنهج السلفي والصوفي والشافعي في محاولة للوصول لإجماع شعبي اسلامي عليها.
لذلك كانت حركة الاخوان المسلمين هي الاختيار الامثل للولايات المتحدة في ان تكون بديل للأنظمة الدكتاتورية الحاكمة حاليا بوصفها ترفع شعارات اسلامية ودولة الخلافة في فكرهم قابله للحياة بحكم رفضهم للتشدد السلفي الجهادي كما يعلنون على الرغم من كون معظم الحركات السلفية المتشددة خرجت من عباءة الاخوان المسلمين وخصوصا في مصر إلا ان هذا النموذج الذي حكم مصر لمدة عام انكشف بشكل سريع ولم تعد شعارات النهضة الاسلامية التى رفعها الاخوان محل تقدير واحترام لذي المصريين وثبت ان الجماعه لديها جناح مسلح وإنها لا تختلف عن الفكر السلفي المتشدد في نظرتها للمجتمع كما حصل في قتل الشهيد الشيح حسن شحاتة، وان اسلوب الحكم والسياسية لديهم ليس له مقومات اسلامية وفق نموذج الخلافة الاسلامية بل هو قريب من نفس الانظمة الحاكمة الحالية بحيث يتحكم الاخوان بالحكم ويسلم المجتمع للجماعات المتشددة فالإخوان كفكر سياسي لا يختلف عن الدكتاتوريات العربية الحاكمه وفي الحالة المجتمعية لا يختلفون عن تشدد طالبان لذلك هم سقطوا سريعا بعد انكشاف مفهوم النهضة لديهم في مصر وما تعانيه الان حركة النهضة في تونس والهجوم على اخوان ليبيا ورفضهم يؤكد سقوط نموذج حكم الاخوان المسلمين وفشلهم في تشكيل النموذج السني لدولة الخلافة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟


.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني




.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح


.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي




.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال صبيحة عي