الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


14 نجمةً في سماء ثورة تمّوز المجيدة النّجمة السّادسة القمح بين النّظامين الملكي والجمهوري:

رائد محمد نوري

2013 / 8 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


أعود في النّجمة السّادسة لجدّي لأمّي، ولكن قبل ذلك؛ اسمحوا لي /أيّها المترحّمون على النّظام الملكي- بأن أطرح عليكم للنّقاش حقيقة أن العراق كان في العهد الملكي مصدّراً للقمح، ومستورداً له في العهد الجمهوري!.
ستفرحون؛ وستنبسط أساريركم، ومنكم من سيقول: من حقّنا / إذن- أن نبكي على النّظام الملكي؛ لا أن نترحّم عليه.
وسيقول فريقٌ منكم: لهذا التّدهور أسبابٌ نجملها لك في:
1- عمد الزّعيم وحكومة الثورة بالسياسات الخاطئة المتّبعة إلى فتح أبواب بغداد في وجوه القادمين من الرّيف، الأمر الذي أثر سلباً في الطابع المدني الحضاري للمدينة.
2- أضرّ قانون الإصلاح الزّراعي بالزّراعة في العراق،فبفضله تم تقسيم الأراضي المنتزعة من ملاكها قسراً وتوزيعها على الفلاحين، الأمر الذي أدى إلى تبدّل في أساليب الزّراعة مما انعكس سلباً على إنتاج القمح وتصديره.
دعوني أناقشكم في ما أفترض أنكم تطرحونه من حججٍ وأدلّةٍ:
1- أليست بغداد مدينةً عراقيّةً من حقّ كلّ عراقيٍّ أن يقدم إليها للسكن والعمل فيها؟!
وهل ثورة الرّابع عشر من تموز المجيدة مسؤولة فعلاً عن تخريب وجه بغداد المدني؟!
إذن، بم تصفون عشوائيات النّظام الملكي أمثال الشاكرية والميزرة وخلف السّدة؟!
ألم تحتضن تلك العشوائيات /في العهد الملكي لا الجمهوري- أبناء الريف الهاربين من الإقطاع وظلمه؟!
كلّ ما فعلته حكومة الثورة هو الشروع بمشروع القضاء على العشوائيّاتفي بغداد وبقية المحافظات، وهل هذا خطأ؟!
2- أمّا قانون الإصلاح الزراعي، فقد جهد واضعه في جعله منصفاً الإقطاعيين والفلاحين على حدٍّ سواء.
فهل تعلمون أن (هديب الحاج أحمد) أوّل وزير زراعة في العهد الجمهوري، ومهندس قانون الإصلاح الزراعي،كان إقطاعيّاً؛ استنكر أفعال أبناء طبقته، فعمد إلى تقسيم أرضه بين الفلاحين؟!
قضيّة الأراضي المقطعة قضيّةٌ شائكةٌ، فهي /في غالبيّتها- أراضٍ منحها الأنكليز لمن تعاون معهم، ولم يثر عليهم في ثورة العشرين. ومع ذلك؛ فقد تعاملت معهم ثورة الرّابع عشر من تموز عام 1958 بوصفهم ملاكاً حقيقيين، وعوّضتهم عن الأراضي المنتزعة منهم تعويضاتٍ مجزيةً، وأبقت لهم /بالإضافة لتعويضهم- ألف دونمٍ للأراضي المرويّة سيّحاً، وألفي دونمٍ للأراضي المرويّة ديماً!.
أفلا يعد توزيع الأراضي على الفلاحين محاولةٌ من حكومة الثورة لمنح الفلّاح حافزاً على البقاء في الرّيف وزراعة أرضه؟!
بقي لي أن أجيبكم على سؤال لماذا /إذن- كان العراق مصدّراً للقمح في العهد الملكي، ومستورداً له في العهد الجمهوري؟!
حين يكون لدى العراق وفرة في إنتاج القمح، وحين يكون العراقيون /في غالبيتهم- فقراء؛ غير قادرين على شراء أرغفة الخبز المصنوعة من القمح، وحين يكون النّظام راعياً فقط لمصالح الإقطاع، فمن الطبيعي أن يكون العراق مصدّراً للقمح.
لقد انعكست هذه الحقيقة على مرآة الشعرالعراقي ، فها هو/على سبيل المثال لا الحصر- (بدر شاكر السياب)يقول في قصيدته الأشهر (أنشودة المطر) والمنظومة في خمسينيات القرن الماضي؛ قبل ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة بسنوات:
وفي العراق جوع
وينثر الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشوان والحجر
رحىً تدور في الحقول حولها بشر
مطر
مطر
مطر
ومنذ أن كنّا صغاراً كانت السّماء
تغيم في الشّتاء
ويهطل المطر
وكلّ عامٍ حين يعشب الثّرى نجوع
ما مرّ عامٌ والعراق ليس فيه جوع
مطر
مطر
مطر*
أليست هذه السطور الشّعريّة شهادةً على ظلم النظام الملكي، أم إنكم ترون إعادة الحقوق إلى أصحابها ظلماً؟!
أم تريدون أن تحجبوا الحقيقة استنكافاً عن الدّفاع عن المظلومين المضطهدين؟!
أم تقولون عن (السّياب) وعن سواه من الشّعراء؛ حين لا يعجبكم ما يقولون؛ مثلما قال المشركون من أهل مكّة للنّبيّ (محمد بن عبد الله) /صلعم-: {أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعرٍ مجنون}؟! (من الآية 36 سورة الصافات)
والآن، اسمحوا لي بأن أعود بكم إلى جدّي لأمي؛ وذكرياته عن ثورة الرّابع عشر من تمّوز المجيدة،فقد حدّثني عن تلكم الأيام قائلاً:
"كان النّاس فرحين بالثّورة /ولا سيّما في أيامها الأولى- وكانوا يقولون: لا نريد شيئاً، فهذا هو عصر المهدي المنتظر.
كان النّاس في العهد الملكي /في غالبيّتهم- فقراء، يأكلون أرغفة الخبز المصنوعة من الشّعير؛ وسياح ، /وهو الخبز المصنوع من الرّز- ولا يملكون ما يستطيعون به شراء أرغفة الخبز المصنوعة من القمح؛ لهذا لم يكن يأكل القمح إلا زارعوه والأثرياء.
أمّا في عهد الزعيم، فقد تغيرت حالة النّاس الاقتصاديّة؛ وتطوّرت؛ بحيث صار بإمكان غالبيّة النّاس أن يأكلوا أرغفة الخبز المصنوعة من القمح، وقد أدّى هذا التّطوّر الاقتصادي في المستوى المعيشي للفرد؛ إلى زيادة الطّلب على القمح. حاول التّجار استغلال الأزمة، فاحتكروا ما بين أيديهم من مخزونات القمح، الأمر الذي اضطرّ الحكومة للتدخّل، وذلك بأن خطب الزّعيم في الإذاعة، وقال: سنستورد القمح لسدّ حاجة الشّعب."*
هذه هي الحقيقة /كما أتصوّرها- في إنتاج القمح في العراق؛ بين النّظامين الملكي والجمهوري، ولكم /أيّها المترحّمون على النّظام الملكي- أن ترجعوا إلى التأريخ، وتحكمّوا عقولكم*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي وسلامي للأستاذ رائد محمد نوري
sa3ad ( 2013 / 8 / 4 - 01:21 )
إذا كان فعلا ثوره مجيده كما يحب ألبعض وصفها لماذا قتل ألثوار بعضهم بعضعا ؟ وإذا كان ألثائر قاسم بهذه ألرحمه وألإنسانيه كيف يغدر برفاق دربه رفعت ألحاج سري وناظم ألطبقجلي وآخرون وألذين كانوا حافظين أسراره ؟ ولماذا يجيير هذا ألذي حصل وألذي تسميه ثوره بعبدألكريم قاسم فقط أين ألآخرون أين عبدألسلام عارف والبقيه ؟ أكيد سوف تقول هؤلاء متآمرون وخونه ،، وهم قالوا على قاسم إنه خانهم ،، وهذا يعني كلهم خانوا أي كل واحد خان ألآخر ،، على كل حال أبارك لك ألنظام ألجموري بكل رموزه من ألزعيم و للمشير وألأخوين عارف وألأب ألقائد ألبكر وألقائد ألظروره صدام وإلى هؤلاء ألذين جائوا مع دبابات ألمحتل ،، وترك لنا حرية ألترحم على ألملك فيصل ألذي نعتقد إنه لم يأتي من بعده أكثر ثقافه ودراسه وتعليم وطموح ورحمه ،، تحياتي وسلامي للأستاذ رائد محمد نوري متمنيا له ألصحه وألخير


2 - حتى نعرف
كاظم الخفاجي ( 2013 / 8 / 4 - 16:20 )
قل لي بربك من يغاد ر وفي جيببه سبعمائه وخمسون فلسا مثل من قتل وملايينه في بنوك سويسرا والخيوت الملكية احكوموا بالعدل فان ذلك اقرب للتقوي


3 - الغدر والخيانة تتمة
رائد محمد نوري ( 2013 / 8 / 5 - 02:22 )
والآن أعود لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة هي ثورة مجيدة للإنجازات التي حققتها فقد نقلت المجتمع العراقي بفترة قياسية من النظام الإقطاعي إلى النظام الرأسمالي وعبد الكريم لم ينقلب على الطبقجلي ولا رفعة الحاج سري ولا عبد السلام عادل لكن هم من انقلب على الثورة فاتصلوا بعبد الناصر مستعينين به لتنفيذ انقلاب بعد عام واحد على الثورة ولك أن ترجع إلى تعليق سابق على الأخت زرقاء العراق رددت فيه على سؤالها لماذا قتل الضباط الآنفة ذكرهم قلي بالله عليك ألم يعلق عبد الإله ونوري السعيد الضباط الأربعة بعد الظفر بهم بعد فشل محاولتهم الانقلابية وهرب رشيد عالي؟!
لولا الأخطاء وتخريب القوى المعادية للثورة ومن خلفهم عبد الناصر وكل دول الجوار ومن خلفها الاستعمار الأمريكي لكانت الثورة قد حققت الكثير من أحلامنا


4 - الغدر والخيانة تتمة
رائد محمد نوري ( 2013 / 8 / 5 - 02:22 )
والآن أعود لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة هي ثورة مجيدة للإنجازات التي حققتها فقد نقلت المجتمع العراقي بفترة قياسية من النظام الإقطاعي إلى النظام الرأسمالي وعبد الكريم لم ينقلب على الطبقجلي ولا رفعة الحاج سري ولا عبد السلام عادل لكن هم من انقلب على الثورة فاتصلوا بعبد الناصر مستعينين به لتنفيذ انقلاب بعد عام واحد على الثورة ولك أن ترجع إلى تعليق سابق على الأخت زرقاء العراق رددت فيه على سؤالها لماذا قتل الضباط الآنفة ذكرهم قلي بالله عليك ألم يعلق عبد الإله ونوري السعيد الضباط الأربعة بعد الظفر بهم بعد فشل محاولتهم الانقلابية وهرب رشيد عالي؟!
لولا الأخطاء وتخريب القوى المعادية للثورة ومن خلفهم عبد الناصر وكل دول الجوار ومن خلفها الاستعمار الأمريكي لكانت الثورة قد حققت الكثير من أحلامنا


5 - الغدر والخيانة تتمة
رائد محمد نوري ( 2013 / 8 / 5 - 02:43 )
وأعود إلى ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة وأقول هي ثورة لأنها قضت على الإقطاع وأحدثت نقلة نوعية في تطور المجتمع العراقي في فترة قياسية.
أما لماذا غدر الزعيم بمن ذكرت من رفاقه؟!
فوالله أمركم أعجب من العجيب! ألم يتآمروا عليه ولما يزل عمر الثورة شهور قليلة؟! ألم يتصلوا بعبد الناصر الذي زودهم بالسلاح وبإذاعة؟! ماذا تريد من ثائر مثله يغدر به رفاقه ممن يحسبون أنفسهم على الثوار وهم انقلابيون!.


6 - الغدر والخيانة تتمة
رائد محمد نوري ( 2013 / 8 / 5 - 02:49 )
وأخيراً يا صاحب التعليق الأول أسألك أيجوز أن تسوي بين المرء ونقيضه؟!
فقد ساويت في تعليقك بين الزعيم وأعداء الشعب العراقي!!!!.
لم يعرف عن الزعيم عبد الكريم قاسم رحمه الله إلا النزاهة هذا بشهادة أعدائه اقرأ على سبيل المثال ما كتبه هاني الفكيكي في أوكار الهزيمة وما كتبه حازم جواد من اعترافات وما كتبه طالب شبيب وهم قادة الانقلاب على ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة واقرأ أو تتبع رأي حسن العلوي في الزعيم والثورة.


7 - الأخ كاظم الخفاجي
رائد محمد نوري ( 2013 / 8 / 5 - 03:02 )
أخي كاظم، شكراً لتعليقاتك تعرف؟
نحن بحاجة لجعل ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة النقيض الحقيقي لكل المآسي التي جرت قبلها وبعدها وتجري إلى يومنا فإذا اعتبرناها النقيض الحقيقي لكل تلكم المآسي فسنكون على بينة من أمرنا وسنجد أن كل من سكنوا المنطقة الخضراء اليوم هم إما أبناء أو أخوة أو أحفاد أو .... هذا إن لم يكونوا هم أنفسهم ممن وقفوا ضد الثورة وتآمروا أو ساعدوا بسكوتهم ورضاهم المتآمرين على الثورة.
ألم ينشأ حزب الدعوة مثلاً ليكون نقيضاً للثورة ومنجزاتها؟!
الأمر يسري على الحزب الإسلامي وبقية التيارات المناهضة للثورة
لهذا فأنا أعتبر ثورة الرابع عشر من تموز النقيض الحقيقي لحاضرنا المزري.


8 - ثمن الخبز
خليل محمد إبراهيم ( 2013 / 8 / 5 - 12:26 )
ولدي العزيز؛ هناك مسألة أحب أن تنتبه لها هي أن تعيد قراءة ما كتبْت، قبل أن ترسله، ففي هذه التعقيبات؛ نسبْتَ مرة فقُلْت:- (عبد السلام عادل)، وأنا أعرف أنها زلة قلم، وأعيذك من أمثالها.
ثم أنني أذكركم أن خبز المعمل المصنوع من الحنطة؛ انتشر بعد الثورة، وكان ثمن الرغيف الواحد (عنة)/ أربعة إفلاس في حين كانت الصمونة بعشرة فلوس، وكان رغيف الخبز الذي تبيعه الخبازات، بعشرة فلوس، فإذا ما برد؛ باعتْه بثمانية فلوس/ أي بضعفي سعر خبز الحكومة على الأقل الأمر الذي شجّع الفقراء؛ على أكل خبز الحنطة التي كانت ممنوعة عليهم/ أو شبه ممنوعة من قبل، وحين يأكل أبناء شعبك، فهُم أهم من الغرباء، ولكم ودي.


9 - شكراًد. خليل
رائد محمد نوري ( 2013 / 8 / 7 - 00:12 )
نعم أخطأت هو (عبد السلام عارف) وليس عادل لم أنتبه لهذا الخطأ إلا الآن فألف شكر لك يا أبتي....
في قضية القمح : قال لي جدي لأمي: كنا فقراء لكننا كنا نأكل القمح لأننا نزرعه لكن الكثير من العراقيين لا يستطيعون أكل القمح بسبب ارتفاع ثمنه.
فبأي عين يبصرون أم بأي عقل يحكمون أم بأي لسان يدافعون عن الظلم وأهله؟!

اخر الافلام

.. الشرطة الإيطالية تعتدي على متظاهرين مؤيدين لفلسطين


.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب




.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا