الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ذاكرة وطنية بامتياز-

فاطمه قاسم

2013 / 8 / 14
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


عصام عبد الهادي
"ذاكرة وطنية بامتياز"


المناضلة الوطنية اللامعة عصام عبد الهادي، التي غادرتنا عن عمر ناهز الخمس و ثمانين سنة، استطاعت بجدارة أن تسجل إسمها في كتاب فلسطين الخالد، بصفتها مناضلة في طليعة شعب مناضل، و مقاتلة في طليعة جيل مقاتل، يتحمل أعباء قضية صعبة بل لعلها الأصعب في التاريخ الإنساني، حيث بدأت قضيته مع تشكيل الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر 1897، حيث اتضح أن فلسطين مستهدفة بتواطؤ دولي كبير، لتكون وطناً لشعب آخر غير شعبها الفلسطيني.
و قد ولدت عصام عبد الهادي في بيت فلسطيني نضالي، اطلعت فيه على فصول السياسة و تداعياتها منذ فتحت عينها على هذه الدنيا في مدينة نابلس التي لقيت فيما بعد بإسم عاصمة جبل النار، فقد كان شقيقها عوني عبد الهادي من رجالات الأمة البارزين و من رجالات فلسطين الذين يقفون في المقدمة.
انتمت عصام عبد الهادي في وقت مبكر إلى الحركة النسائية الفلسطينية و انتمت في نهاية الأربعينات سر لجمعية الإتحاد النسائي العربي، و كانت المرأة الوحيدة التي شاركت كعضوة في المجلس الوطني الفلسطيني الأول الذي عقد في القدس في العام 1964، و تشكلت بموجبه منظمة التحرير الفلسطينية، و في العام 1969 تم انتخابها رئيسة للإتحاد العام للمرأة الفلسطينية.
عصام عبد الهادي – يرحمها الله – قدمت نموذجاً مضيئاً للمرأة المستقلة في زخم العمل الوطني الفلسطيني، فهي لم تلتحق بأي فصيل فلسطيني رغم أن الأبواب كانت مفتوحة لها على أوسع مدى، و لكنها آمنت أن موقفها على رأس الهيكل الرئيسي للمرأة الفلسطينية و هو الإتحاد العام يتطلب منها أن تظل أماً للجميع و أختاً للجميع، الأم التي لا تفرق بين الأبناء مهما كانت انتماءاتهم.
و قد حظيت على امتداد العقود و السنوات بإحترام الجميع، فقد كانت تتصف بالحكمة و رحابة الصدر، و كانت تفرح من أعماقها بكل وردة جديدة تتفتح في حديقة النضال الفلسطيني، كانت ضد الانغلاق وعدم الكفاءة المتعمدة، و كانت لا تعرف شيئاً عن المكايدات التي تسود أحياناً في العمل النسائي الفلسطيني، حيث توصف المرأة في بلادنا بأنها أكبر عدو للمرأة، و كانت السيدة الفلسطينية الرائعة عصام عبد الهادي تفرح فرحاً عظيماً لكل شجرة مثمرة، و لكل صوت جديد، و لكل كفاءة تثبت نفسها في ميدان النضال الفلسطيني الذين يتسع للجميع، رغم وجود أعداد لابأس بها من الرجال و النساء على حد سواء الذين يمكن وصفهم بأنهم حراس الفشل و عديمي الكفاءة.
و لكل هذه المزايا و أكثر، فإن عصام عبد الهادي و هي تغادرنا في هذه الأيام الصعبة جداً تثبت بجدارة و بتواضع أنها نموذج نسائي نادر لا بديل له، لأنه في زمن التراجع و التعثر فإن الغالبية من الناس يقبعون تحت سقف المحدودية وعدم التطور، كل راض بحصته الصغيرة التافهة، يراها هي الهم الأول و نهاية المطاف.
و لكن هذا النموذج الوطني الوطني الفلسطيني الساطع، الذي جسدته السيدة المناضلة بامتياز، القائدة الوطنية باعتراف الجميع، قد أضاء في قلوب الأجيال ، و حين يكون البذار نقياً و الأرض مهيأة، فإن الحصار حتماً سيكون وفيراً مناضلات استطعن أن يكسرن الحواجز، و تخطين الصعوبات، و تخطين حواجز التقدم، و لمعن في سماء القضية الفلسطينية التي هي أعدل قضايا البشرية، يصعدن و هن وراء القضبان في الزنازين، و هن نجمات ساطعات في كل ميادين الحضور الفلسطيني، و لقد كانت عصام عبد الهادي في مسيرتها النضالية الطويلة ترى ذلك ببصيرتها النافذة، و تفرح له غاية الفرح.
مازلت اذكر ذلك اليوم التي تحدثت به امام المجلس الوطني في دمشق في عام 1979 كيف بهرت الحضور بلا استثناء فلسطينيون وعرب في قوة حضورها وعمق حديثها وحنان منطقها.
يا سيدتي العزيزة، التي تعلمت منها الكثير، و نهلت من تجربتها النضالية المجيدة، أتذكرك بقوة، و أزرع لك في القلب وردة، و مثلك لا أهتم بمن يرجمون النجوم المضيئات في عنان السماء بالحجارة، ماذا يهمنا و قد أعطينا عهدنا لفلسطين.
لذكراك التحية و لروحك السلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالقمع والضرب.. إيران تفرض -الحجاب- على النساء وتعتقل المخال


.. ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت




.. انهيار امرأة إيرانية خارج محطة مترو -تجريش- في طهران بعد اعت


.. صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام




.. نساء الرقة: منظومة المرأة الكردستانية مظلة لجميع نساء العالم