الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا حرية .. لا كرامة إنسانية في ظل عبودية دينية

المستنير الحازمي

2013 / 8 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" ما دام هناك سادة في السماء فنحن عبيدٌ في الأرض "ميخائيل باكونين،

لا حرية لمسلم ..لا كرامة لمسلم ...لا حقوق لمسلم ..لا مكان ..لا وجود ,,لا اعتبار لمسلم ..!
أن تكون مسلمًا وتكون حرًا فكر من جديد ..
أن تكون مسلما و تكون ليبراليا أو ديموقراطيا أو اشتراكيا .. فضلا فكر من جديد !!
أن تكون مسلما ذو حقوق .. ذو كرامة ..ذو شخصية اعتبارية .. فكر من جديد !!
فليس لمسلم قبل الثورة أو بعدها ..في الألفية الجديدة أو ما قبلها ..من حرية و كرامة و حقوق .. مثل غيره من الأجناس وغيره من الشعوب والأفراد !!
فلا حرية لمسلم أبدا ..مهما أدعي من حرية وزعم من ديموقراطية .. وقال عن نفسه انه مسلم ديموقراطي أو مسلم ليبرالي أو مسلم متحضر منفتح !!
.فهو كمن يعتقد أنه يسعه أن يكون مسلم مسيحي .. مسلم يهودي .. أو من يجمع الإسلام مع البوذية فيقول انه مسلم بوذي!
لا حرية لمن يعتقد بأن حياته هي عبودية مطلقة .. وحياته هي ملك لغيره.. ليس له الحق في التصرف في ممتلكاته جوارحه ..تغير معتقداته أفكاره أرائه ..وفعل أي شي مهما كان صغيرا أو حقيرا إلا بعد استشاره سيده وملكيه ...
لا حرية لمن يخاف كل الخوف من الحرية ..وترتعد فرائصه من سماع هذه الكلمة ..وحين يرض بالحرية "مكرها لا مختارا " يضع لها عشرات ومئات الخطوط الحمراء ..والأسقف والحدود والتعاليم الخ…
فالحرية لديه حرية مقيدة مغلوله مكبلة ..لا تكاد تتعدي العري التفسخ ..وكل ما يتعلق بالأعضاء التناسلية .. مفهوم منتكس لا يتعدي عن كونه شكلا أخر من أشكال العبودية !!
فلا حرية لمسلم لا حرية ..لا حرية لأعداء الحرية .. لا حرية لمن يصنف نفسه بكل رضي وقناعة بأنه عبد ُأولا … وإنسانا لا ثانيا ولا ثالثا ولا حتى سادسا أو حتى تاسعا وعاشرا !!
فلكي يصل المسلم لإنسانيته المفقودة عليه تخطي العشرات من التصنيفات المذهبية والحزبية والعشائرية والقبلية والتنظيمية والعائلية لكي يقول عن نفسه أنه إنسان !!!
فكيف يكون لهذا الكائن أي شكل من أشكال الحرية ..وهو منزوع كل الصفات الإنسانية ولا تكاد يعرف الحقوق الإنسانية وحاجاته فضلا عن حقوقه !!
لا كرامة لمسلم ... لا كرامة لمن يعتقد أن وجوده هو قمة الإسفاف والانحطاط البيولوجي..في هذه الحياة ..وهو نتاج عملية مهينة وحقيرة " أولم يرى الإنسان إنا خلقانه من نطفة من ماء مهين " وأن وجوده مجرد عابر سبيل .. فليس للحياة والوجود أي قيمة ومعني .. فالحياة لا تساوي عنده وعند إلهه جناح بعوضة .. فكيف يكون لهذا كرامه !! كيف تكون له وهو بهذا التصور المخيب للحياة والوجود ..
لا حقوق لمسلم .. لا حقوق لمن ينتهك حقوقه قبل أن ينتهك الآخرين حقوقه .. لا حقوق لمن يدين بدين الاستسلام ..والإذلال والطاعة العمياء ..والبراءة من وجود الأخر والفكر المختلف في الحياة ..ولا يعترف بوجود شعوبا وأمما تشاطرنا الأمل والحياة والمستقبل ..لا حقوق لمن لا يزال يرفع ذلك الشعار أن تشهد بما أشهد أو السيف والقتل !!
فبالرغم من كل الثورات من كل التغيرات التي حدثت ولا تزال تحدث في المنطقة العربية وسقوط الديكتاتوريات الواحدة تلو الأخرى سيظل المسلم مستعبدا في ظل ديكتاتوريات أخري كثيرة ... ليست بالضرورة ديكتاتوريات سياسية أو أمنية و بوليسية .. " فما دام هناك سادة في السماء فنحن عبيد في الأرض "
لأنه لا يجتمع في قلب مسلم مؤمنا بالله ورسوله ..حب الله وحب رسوله ..وحب الحرية والعيش في ظلال الديموقراطية .والإيمان بمبدأ تداول السلطة ..ووجود معارضة سياسية ومناخ عام للحريات بأشكالها العقلية والجسدية والفنية والفكرية والمذاهب والأديان والرأي والأفكار ....فالحرية هي التي تلك التي تحتمل إبدأ كل رأي ونشر كل مذهب " كما يقول قاسم أمين
وهذا ما لا يحتمله مسلم ولا يحتمله الإسلام
و لا يجتمع كل هذا مع الإيمان ..مع الإحسان مع التوحيد مع الكتاب السنة ..الصلاة ..الطهارة.. العفة ..فالإسلام لا يسعه إلا إيمان واحد وإله واحد ونبي واحد ورأي واحد وجماعة واحده ومذهب واحد وعقيدة واحده ...
فأن تكون مسلما أو لا تكون ..
أن تكون مسلما يعني أن تكون عبدا مطيعا لله ورسوله طائعا لولاة الأمر ..الأحياء منهم وحتى الأموات.. والملوك والخلفاء والأمراء كذلك والشيوخ.. فلا تزال في عنق المسلم بيعة لهم على السمع والطاعة وحتى وهم في قبورهم ..لا يجوز الخروج عليهم وعصيانهم وعصيان أقوالهم وفتاويهم ؟؟
وإلا مات ميتة جاهلية ..وكان ممن لا ينظر الله لهم يوم القيامة ولا يكلمهم ولهم عذاب أليم .. فمن يجرؤ من المسلمين اليوم الخروج على حكم أبي بكر وعمر والخلفاء والأئمة الأربعة !!! ..
من يجرؤ الخروج على أحكام محمد بالجملة !! ..على المناقشة أو التساؤل ؟؟
ومن يجرؤ من المسلمين عليهم بالنقد والتساؤل يحاكم ويسجن ..مثلما يحاكم الخروج على أي حاكم ديكتاتور اليوم !!!
فكيف يكون لهذا حرية ... فضلا على أن تكون له أي نوع من الكرامة الإنسانية !!
و هل تعرف أيها المسلم .. بالتحديد عدد الأوامر وفروض الطاعة التي يجب عليك تنفيذها وتأديتها وفعلها دون تأخير أو تأجيل أو تسويف !!
هل من هو مطالب بتنفيذ ذلك الكم الهائل واللانهائي من الأوامر يكون حرا !!
أم أن حريتك في عبوديتك !! وإنسانتيك في تمرغك .. وكرامتك في سحقك وإذلالك !! أم ماذا
هل تعرف يا من يعتقد أن الحرية يمكن أن تجتمع مع الإسلام ؟؟!!
عدد النواهي والمحرمات والمكروهات ... والكبائر والصاغر التي عليك الوقف عندها وعدم فعلها وارتكابها دون معرفة الحكمة من تحريمها ومنعها ..!!
وأن هذه الحرمة تصل إلي حرمة التفكير في الأشياء .. واقتناء الكتب وسماع الأشعار والأبيات الشعرية والأدبية .. !!!
أيها المسلم يا عبد الله .أيها العبد المستعبد
هناك آلالاف الأوامر الإلهية والنبوية آلاف النواهي المحرمات المنهيات الشركيات والزواجر ملايين الأحاديث النبوية والقدسية والآثار والأخبار التي تتصادم وتتناقض بعضها مع بعض !!
مما يعني أنك على خلاف واختلاف جوهري بنسبة 380 درجة مع الحرية أيها المسلم .. فالحرية لا تحتاج لهذا الكم الهائل ..والهائل جدا من المحرمات والممنوعات التي تعيق الإنسان .. وتعيق تطلعاته ورغباته وتسحق إرادته .. فسلاسل الاستعباد والعبودية هي دوما سلاسل من ذهب كانت أو من حديد . أو كانت الأغلال تعاليم ووصايا دينيه ونبوية فالحرية كما يقول رسل "...يمكن تعريف الحرية بصفة عامة على أنها غياب ما يعيق تحقيق الرغبات "
فهل يمكن أن تتوافق كل تلك النواهي والأوامر والحرمات والممنوعات التي يزخر بها الإسلام مع الحرية !!

هل فكرت أيها المسلم مثلا في عدد الآيات في عدد الأحاديث في أعداد الصحابة والتابعين ومن اتبعهم بإحسان وبغير إحسان ..
أكثر من 114 سورة .. أكثر من 6236 أيه .. أكثر من 77934 كلمة ..أكثر من 323670 حرف .. من سور وأحرف وكلمات القرآن .. التي لا يسعك التشكيك ولو في حرف واحد من أحرفه فضلا عن إنكار حرف واحد من أحرفه ..
كما أن هناك أكثر من "11830 "حديث رصدت من بين ملايين الأحاديث والروايات الصحيحة والضعيفة
أكثر من 124 ألف صحابي .. واحده من أكبر المكتبات الدينية والمواقع الإسلامية التي تمتلئ بملايين الفتوى الدينية وأكثر .. وكل ذلك وأنت مطالب بالإيمان والتصديق والإهتداء والتأسي والعمل بما فيها ووووو الخ .. من غير سؤال أو جدال أو نقاش تشكيك ... أو نقد طعن تنقيص بل تسليم وتسليم وسمع وطاعة
كما تقول التعاليم الصارمة " لاتسألوا عن أشياء أن تبدا لكم تسؤكم "و " اسمعوا وأطيعوا "
" إن لم تفعل ذلك فأنت مرتد خارج عن الدين والإسلام !!
كيف يسع المسلم أن يكون حرا ..من بين كل هذه التعاليم وهذه الحدود التي أوصي محمد بأن " لا تقربوها ..لا تَعْتَدُوهَا " أن تكون بعد كل ذلك حرا !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع ايها المستنير الحازمي المحترم
مروان سعيد ( 2013 / 8 / 18 - 13:47 )
تحية كبيرة لك وللجميع
كل ما كتبته حق واعتقد يلزم المسلم قوة الاهية لكي تقدر ان تحرره لاانه مربوط بهذه الدويخة التي اذا دخل بها الانسان لايقدر الخروج منها بنفسه دويخة القران والاحاديث والمفسرين والمفتيين
تصور المسيحية كلها تختصر بجملتين لااكثر
احب الرب الاهك من كل قلبك
احب قريبك كنفسك
ومنها تستمد جميع القوانين والتشريعات ومن المحبة واخواتها مثل السلام والحرية والعدالة والرافة ولجميع البشر لافرق بين مسيحي ومسلم وبوزي وهندوسي وووووووو
لايوجد فرض الصلاة والصيام ولااوقات لها
متى كان عندك وقت او احتياج صلي وصوم
ولا تحريم ولا تحليل امشي على ضوء المحبة والباقي يتكفل به الله بواسطة ضميرك ستجد نفسك الراحة والسلام والطمانينة
وقال لنا الله بالكتاب المقدس 360 مرة لاتخافوا فلا خوف مع المسيح
اخي ادعوك لقراءة الانجيل لتجد راحة لنفسك وروحك ودعك من هذه الدوخة التي تبعدك عن الاه الحقيقي وتجعلك مثل السجان لاان السجان والسجين مسجونان بسجن واحد يفصل بينهم جدار
واتمنى لك الراحة والسلام
وللجميع المودة


2 - رائع ايها المستنير الحازمي المحترم
مروان سعيد ( 2013 / 8 / 18 - 19:44 )
تحية كبيرة لك وللجميع
كل ما كتبته حق واعتقد يلزم المسلم قوة الاهية لكي تقدر ان تحرره لاانه مربوط بهذه الدويخة التي اذا دخل بها الانسان لايقدر الخروج منها بنفسه دويخة القران والاحاديث والمفسرين والمفتيين
تصور المسيحية كلها تختصر بجملتين لااكثر
احب الرب الاهك من كل قلبك
احب قريبك كنفسك
ومنها تستمد جميع القوانين والتشريعات ومن المحبة واخواتها مثل السلام والحرية والعدالة والرافة ولجميع البشر لافرق بين مسيحي ومسلم وبوزي وهندوسي وووووووو
لايوجد فرض الصلاة والصيام ولااوقات لها
متى كان عندك وقت او احتياج صلي وصوم
ولا تحريم ولا تحليل امشي على ضوء المحبة والباقي يتكفل به الله بواسطة ضميرك ستجد نفسك الراحة والسلام والطمانينة
وقال لنا الله بالكتاب المقدس 360 مرة لاتخافوا فلا خوف مع المسيح
اخي ادعوك لقراءة الانجيل لتجد راحة لنفسك وروحك ودعك من هذه الدوخة التي تبعدك عن الاه الحقيقي وتجعلك مثل السجان لاان السجان والسجين مسجونان بسجن واحد يفصل بينهم جدار
واتمنى لك الراحة والسلام
وللجميع المودة


3 - شكرا
المستنير الحازمي ( 2013 / 8 / 19 - 12:08 )
,
شكرا أخ مروان سعيد على كل ما كتبت
وعلي كل ما قلت وأرسلت ..
لكن ما عاد هناك مجال .. كان ذلك يمكن أن يكون قبل سنوات عده عندما شغل الشاغل البحث في الآديان وعندما أرسال الكثير من الجمعيات والإرساليات ولم أجد إلا الكلام ثم الكلام مثل ما في الإسلام أما الآن فلقد حسم الأمر لم هناك مجال للرجوع .. !!


4 - الاديان والطوائف والاحزاب عمل شيطاني
مروان سعيد ( 2013 / 8 / 19 - 19:35 )
تحية مجددا لك وللجميع
ياخي انا لم اقل لك غير دينك واتخذ دين جديد لاان الدين والطوائف عملت من فكر شيطاني لتفرق الاخ عن اخيه والاب عن ابنه اما الاه الحقيقي يريدنا بعلاقة حقيقية معه خارج اطار الاديان والطوائف يريدنا بعائلته الكبيرة هو الاب ونحن الابناء
نعم ذكرت النار والعقوبة ولكنها مجازية وهي تشبيه بالبعد عن الله فهو خوف وتعاسة
انه خيرنا بين القرب منه والبعد عنه ولنا كامل الحرية باختيار الطريق انه لايريد لنا العزاب حتى بذل ابنه الوحيد لاجلنا وهذه تجدها بيوحنا 3
وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان 15 لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية.16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. 17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم. 18 الذي يؤمن به لا يدان والذي لا يؤمن قد دين لانه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد. 19 وهذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم واحب الناس الظلمة اكثر من النور لان اعمالهم كانت شريرة
وانصحك بالقراءة للاخ ابراهيم عرفات
وللجميع المودة .


5 - شكرا
المستنير الحازمي ( 2013 / 8 / 22 - 21:07 )
شكرا أخ مروان علي كلماتك الرقيقة وعبارتك اللطيفة ..لكن تلك المرحلة قد غادرهنا للأبد ولن نعود لها !!!

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س