الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تبا لكم أبناء إبراهيم !! الله ليس طاغوتا (2)

عصام شعبان عامر

2013 / 8 / 26
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كان الله ولا زال بكل جلاله وجماله وكماله ممثلا لكل فضيلة وحق وخير ولم يتمثل الله لنا ذاتا لأن ما نصدره نحن عن الله من تصور له دلالات المبنى والمعنى .
فالمبنى هو التصور عن الكينونة والكنه والماهية وإن كنا نخلع عنه شيئا من ذاتية والمعنى ما نصدره عنه من قيم وأخلاق وفضيلة .
نعم لو لم يكن الله موجودا لانهارت كل القيم والأخلاق من تلقاء نفسها لأنه لن يكون لها مبرر .
فالله قبل أن نتصوره إلها هو حالة نفسية وجدوية نستشعر فيها بوجود أعلى ذالك الوجود الأعلى هو أعلى فى كل مثال أعلى فى كل فضيلة وخلق وجمال هو المطلق فى كل شئ واللامتناهى فى كل شئ وكان من الأجدى أن نصور الله بكل ذالك الجمال البهى الذى هو جزء من حقيقته التى لن نعلمها ولن نصل إليها لا لقصور عندنا ولكن لكمال مطلق له لا نستطيع أن نتصوره .
نعم نحن لا نستطيع أن نتصور الله ولكننا نحاول أن نرسم له صورة فى وجدان بصائرنا التى ترى فى بعد أعلى من أبعاد البصر .
نحاول أن نتلمسه بضمائرنا التى نبعت من الضمير الأول هو هو الله . نحاول أن نسير على خطاه وفى طريقه نسير ناحية النور السرمدى والأبدى والأزلى الذى كان ولا يزال وسيظل . وسنظل نحن نستظل بجنبات هذا النور فى عمق الضمير يتجسد لنا وفى عمق الوجدان يتصور لنا وفى عمق الحس نحاول أن نتحسسه وفى مكامن الشعور نشعر بعبق الصبابة نتنفس هواءا عليلا لا نعرف له رسما ولا نعرف له اسما سوى أن نقول الله الله . وكأن الكلمة الله قداختصرت كل ما يعتمل بدواخلنا .وكأنى بها تنزل على قلوب المكلومين والمحرومين فتضمد جراحهم وتشفى آلامهم لذلك لا يعرف الله حقا إلا كل مبتلى والناس فى ابتلاءاتهم مشارب وكذالك الناس فى معرفة الله مشارب وعلى قدر الاختبار والمحنة تكون الجائزة والمنحة .
هذا الله فى تصورى أنا فكيف الله فى تصورك أنت .... فهيهات هيهات !!!
لقد نصبنا من الله طاغوتا رغم تحذيرنا !!!
أليس هو من قال " احتنبوا الطاغوت " . لقد هدمنا كل ما كان من أجله الله يفترض أن يكون موجودا لقد هدمنا القيم والأخلاق والفضيلة وحولناها إلى مسخ حتى الأديان قد حولناها إلى طاغوت حين قمنا بتحريفها عن مهمتها وهى الإرتقاء بالإنسان من مرتبة البهائمية الحيوانية إلى مرتبة الإنسانية . ولأنه لا يكون الإنسان إنسانا إلا بالإنسانية فقد جردنا أدياننا من كل إنسانية وحولناها إلى مسوخ مؤدلجة بطابع الكراهية والبغضاء والعنف وبدلا من أن يكون الله محبة وسلاما ورحمة فقد حرفنا تلك الرؤية عن وجهتها فى الأديان إلى جعلنا الله طاغوتا يحكم بقوة الجبر تحت مسمى ما يعرف بالشرائع نسبت نسبة الزور إلى الله والله منها براء والأديان منها براء والرسالات منها براء ولكن تبا لهم الكهنة فى كل مصر وعصر وديانة أتباع إبليس من يحرفون الكلم عن مواضعه ومن بعد مواضعه ليستنسخوا شريعة لمصلحتهم مصلحة الرياسة والسياسة ومطامع الأهواء والمال والسلطان لغريهم الشيطان وينزغ بينهم فيخوض بعضهم فى دماء بعض تحت مسمى الشريعة .
إذا إنها تلك الشريعة المسخ وحى الشيطان الذى يتلوه على أولياءه المحرفة عن بلاغ الله بالكلية . نعم !!
إذ أن شريعة الله لم ولن تكون سوى نبعا صافيا من الجمال مليئا بالحنان والحب . نعم لم تكن تلك شريعة الرحمة والعفو والمغفرة ولن تكون !!! إنها شريعة أخرى من أمنيات الشيطان حين ألقى أمنياته على متبعيه أن يبررر لهم الخيانة والختل والغدر والقتل والدم والجلد والقطع والرجم والإستعلاء والتكبر والتآلى على الناس وعلى الله ذاته .
ليست هذه شريعة الله ياسادة إنها شريعة الذئاب !!
كيف حولنا تصورنا عن الله إلى هذا الطاغوت لقد نصبنا من الله طاغوتا يعبد من دونه فأصبحت المعادلة الله ضد الله الأول طاغوتا صنعناه والثانى هو هو الله هل يصح ذالك ؟!!
كيف حولنا الله ذالك الكل الملهم الملهب إلى ذالك الله الذى لا يعرف عنه الله الأول شيئا سوى أنه من الطاغوت .
إن أول خطيئة ارتكبها الكهنة فى حق الله اليوم كونهم خلطوا بين الحكمية والحاكمية نزعوا الأولى من الله والبسوا له الثانية كفرا وكذبا . فالحاكية هى تلك المسخ المشوه ابن الدعارة بين السلاطين والكهنة وقوادهم الشيطان ليحرموا الناس حريتهم تحت وصاية تدعى أنها إلاهيه والله منها براء فلذالك هى مسخمشوه بعيد كل البعدعن الله .
و لأن الفرق بين الحكمية والحاكمية بين واضح فالأولى مبنية على الحكمة التى وضعها الله فى كل شئ فزانت بها الأشياء وتوهجت وتتلألأت فمثلت بذالك قيما آداة لتحكيم العقل وتنصيبا لمحكم أن النفس لا يحاكمها سوى النفس فهى لم تنصب من نفسها قاضيا وحاكما وجلادا فى نفس الوقت وفى آن واحد ولمتفترض فى ذاتها أنها الحق المطلق والوحيد فالحقيقةدائما لها عدةوجوه وإن صدرت عن الحق الأوحد الأول وهوالله .
فالحكمية ما هى إلا القيم والأخلاق والفضيلة التى من خلالها يستطيع الإنسان هونفسه بنفسه أن يحكم هو أفعاله وفقا لمتطلبات ضميره . إذا فهى من الإنسان إلى الإنسان دون تحكم الإنسان يعالج بها الإنسان نفسه بنفسه فإن غاب ضمير الإنسان نتيجة الغفلة والنسيان ذكره الشرع مجرد تذكير وتنبيه لما قد يقع فيه من مخالفة لطبيعة الإنسان ذالك أن طبيعة الإنسان هى الخير والود والمحبة والسلام والرحمة ولا يتحقق ذالك للإنسان إلا من خلال التناغم بينه وبين نفسه وضميره .
فالإنسان ذاتا ونفسا وضميرا كلهم من أصل واحد وهو الله أصل كل خير .
فإن تغلبت النفس على الضمير كان من الواجب عليه أن يستفيق وإن تغلب الضمير على النفس كان من الواجب عليه ان يحفظ نفسه لأن الضمير بلا نفس لامعنى له كمثل الروح بلا جسد فلامعنى لوجود روح بلا جسد كما لامعنى لوجود جسد بلا روح والموت هوفناء كل ذالك جسد وروح نفس وضمير .
ماذا تمثل الحاكمية إذا ؟!!!!!
ما هى إلا مسخا محرفا عن الله وعن الحكمية المنبثقة من نور وهدى الله إذ أنه ليس للحاكمية معنى سوى أن تنسب اسما فقط لله وفعلا بالقهر وطمس الإرادة والحرية للإنسان .
لقد خلقنا الله كلنا أحرارا وكلنا أناسا فكيف ينصب أحدا من الناس نفسه حاكما باسم الله على الناس فينصب من شريعته طاغوتا لاينتمى إلى شرع الله حتى يتصور للناس أن هذا الذى يحكم به ينتمى لله فيصور الله طاغوتا .
وهل ارتضى الله للناس الحق أم فرضه عليهم بقوة التسلط والتسيد ؟!!
إذا لم يتسلط الله علينا بكل هيبته وجلاله وكماله فكيف يتسلط علينا من هو دونه من الناس باسم الحاكمية .
يسقط الطاغوت
يسقط الطاغوت
يسقط الطاغوت
فى المقال القادم
تبا لكم أبناء إبراهيم!!!
جاهلية الإتباع (3)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن انفجارات أصفهان حتى الآن؟


.. دوي انفجارات في إيران والإعلام الأمريكي يتحدث عن ضربة إسرائي




.. الهند: نحو مليار ناخب وأكثر من مليون مركز اقتراع.. انتخابات


.. غموض يكتنف طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران




.. شرطة نيويورك تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتعتقل طلابا محتجين عل