الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى شاعر عظيم

خليل محمد إبراهيم
(Khleel Muhammed Ibraheem)

2013 / 8 / 26
الادب والفن



عزيزي يا (أبا حيدر) الغالي؛ وقت أحلى من الشهد، تصلني رسائلك الحلوة؛ المغموسة بالألم، وأنت محق، فكلنا متألمون، وآخر رسائلك؛ كانت واحدة أخرى من تلك الرسائل المغموسة بهموم الناس، فحينما تكون منشغلا بمعادلات الفن الصعبة، فمن أين لك الوقت الكافي لنشر المثالب؟!
أنت لا تنشر المثالب؛ أنت تفهم أن الفن للجماهير، وأنت تفهم هذا المعنى الصحيح؛ الفن للجماهير؛ يعني أنه فن، وليس أي كلام سطحي أو سخيف، إنه الفن المغموس بهموم الناس؛ أنا/ أيضا- لا أدعوك للرجوع إلى العمل السياسي، فأنا/ كذلك- ليس العمل السياسي؛ شغلي الأول، ولعله من أشغالي الأخيرة، لكننا نشترك في هم واحد/ على ما بيننا من فرق- فأنت أستاذ وأنا تلميذ، وأنت شاعر معني بالشعر، وأنا لا أعد نفسي شاعرا، وإن كُنْتُ قُلْتُ شيئا أهملْته/ في ما بعد- لكنني/ على كل حال- مشغول بالشأن الأدبي، وانشغالي هذا لا يجعلني أتصوّر أنني في برج عاجيّ، بالعكس، أنا أشعر؛ أن شعبنا محتاج منا إلى إبراز الحقيقة كما هي، وبطريقة نريد من الشعب؛ أن يقتدي بها، فما هي الحقيقة؟!
هي أن هناك قوما قاموا على الصواب وأقاموه، وآخرين قاوموا الصواب، ولكل منا رأيه في هؤلاء وهؤلاء، لكن الهجمة الإجرامية الإعلامية؛ التي أشعر أنكم تتعرّضون لها كذلك، ولو بصورة أقل لما تملكونه من وعْي؛ تدمّر الجمهور الشاب، فتفقده الأمل؛ تصوّر له أن كل الناس سيئين، فالحديث كله عن السيئين؛ العراقيون (حواسم)، ولصوص وفاسدون وإرهابيون...إلخ، فهل هذا صحيح؟!
لا شك أن بعضه صحيح، لكن المؤكد أن أكثره خطأ، فأغلب العراقيين شرفاء، لم يسرقوا، ولم يغشوا، ولم يسفكوا، ولم يُمارسوا الإرهاب...إلخ، هذه النقطة لا تذكر، وإذا ما ذُكِرتْ، فإنما تُذكر على استحياء، والشباب لا يدري، فيظن أن هذا الذي يُركّز عليه إعلام المرتشين والإرهابيين؛ هو الصواب الوحيد في البلد، فإذا كان كل الناس سيئين، فلماذا يكون الشاب جيدا؟!
من هنا يأتي عملنا/ نحن الذين نحبُّ شعبنا- نحن لا نملك إمكاناتهم، لكننا نملك شمعة نشعلها في الظلام، نحن نستطيع الدفاع عن أبطال منسيين؛ نُذكّر بهم الشباب، ليقتدوا بهم، ليفهموا أن في الحزب الشيوعي؛ رموزا مناضلة؛ تُشرّف؛ في مقابل هؤلاء الذين ننتقدهم، فيفهم الشباب أن الحياة فيها وفيها، وأن الحياة ليست مظلمة إلى هذا الحد؛ أنا أشعر يا (أبا حيدر) الغالي؛ أننا مسؤولون بشكل أو بآخر؛ أن نُعرّف الشباب/ في هذه الفسحة- على أعظم الرجال والنساء المناضلين والمناضلات؛ في حركتنا الوطنية؛ من الذين أبدعوا في كل مجال، لكن شرفهم فرض عليهم أن يصونوا وطنهم، ولا يُضحوا به لصالح مصالحهم الأنانية/ أيا كانت- هل تمكنْت من إيصال فكرتي؟!
أرجو ذلك، ولك خالص ودي.
ملحوظة مهمة جدا:- أخي (أبا حيدر) الغالي، أنا إذ أكتب لك هذه الرسائل، فلا أراك إلا رمزا أتخذ اسمه سببا لكتابة هذه الرسائل؛ صحيح أنها تصلك قبل كل أحد، لكنني أقرر أنها موجهة لكل الذين أحبهم، والذين أتخذك رمزا لهم، لذلك، فأنا أحاول تعميم هذه الرسائل على صفحتي في الفيس بوك، وأرفق بها/ معتزا- ردودك الغالية، كما أرسل هذه الرسائل؛ إلى مواقع تقدمية؛ أملا في أن يقرأها الأحرار؛ شيوخا وشبابا، فيتذكّرك الناسي، ويتعرّف عليك الغافل، وأنت رمز للكثير من الأحرار الأبطال؛ الذين أعتز ببضعهم، وأنا أرى جهودهم المثمرة؛ هنا وهناك؛ على الرغم من شيخوختهم، والصعوبات المادية التي يُعانونها، لك ودي، ورغبتي في ألا أطيل عليك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا