الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-متاسلمون- تضليل فج

قاسم هادي

2013 / 8 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يستخدم الكثير من الكتاب مصطلح "متأسلمون" في إشارة الى الأشخاص أو المجاميع الذين يعملون تحت إسم الإسلام، مع انهم في الواقع ملتزمين وممثلين للإسلام في أوضح صوره. مع بالغ الأسف فإن أحزابا سياسية ايضا استخدمت هذا المصطلح الذي يرمي الى هدف تبرئة الاسلام من هؤلاء الاشخاص او المجاميع وبانهم يسيئون للاسلام بهذه الافعال وان الاخير برئ من ذلك ولاعلاقة له بما يحدث ونتائج ماآلت اليه حال اكثر من ثلاثون دولة مبتلاة. تحتوي هذه الطريقة في التعريفات والتسميات على الكثير من اللغظ والخلط وعدم التمييز تبعا لتعريف الدول الكبرى او الاحداث العالمية المتلاحقة وموقف السياسة والاعلام العالميين منها تعتيما او نشرا وتوسيعا يطال حتى الباصات العامة، ولا يبتعد هذا المصطلح عن تلك الصراعات الدولية، بقدر ابتعاده عن ازمة معتنق الاسلام الملئ بالانسانية ويريد ان يتفاعل مع الجماهير العالمية المحبة لبعضها والتي تريد ان يعيش العالم كله في امان وسلام ولكن تبعده عن ذلك كله تعاليمه الدينية. وفي النهاية لانحصل الا على محاولات فردية او جماعية لتحليل ماهية الإسم ومنحه بعدا آخر مموه بعيدا عن الواقع.
بالنسبة الى الدول الكبرى المتصارعة على تقسيم العالم، جغرافيته وثرواته فيما بينها واحكام السيطرة عليه فان دولة مثل امريكا تعد تركيا التي تسحق متظاهرين بالاسلحة والعربات المصفحة إسلامية معتدلة، وتعد ايضا السعودية التي تقطع فيها الرؤوس في الساحات العامة وتعلق الجثث مقطوعة الرؤوس على الرافعات أمام ساحة إحدى اكبر الجامعات دولة اسلامية معتدلة وديمقراطية. إذن فان تقييم امريكا يعتمد على ان الدول التي توافق وتدعم مشروعاتها السياسية في العالم ايا كانت انظمتها هي دول ديمقراطية وان اسلامها اسلام معتدل. اما الدول او الجماعات التي تخالف سياستها الخارجية ومشروعاتها فانها دول ارهاب او حاضنة له كما هو حال ايران والنظام السوري وحتى مارأينا من معاداتها لـ حماس التي رفعتها الى سد السلطة في حينها الديمقراطية والانتخابات الحرة النزيهة التي يتشدقون بها ويحاكمون الدول والجماعات بحسب اتباعها من عدمه . فيما تدافع روسيا والصين بكل جدارتهما عن النظامين السوري والايراني باعتبارهما علمي الديمقراطية والانسانية ومثاليهما الذي يجب ان يقتدى به. ففي الجزء المتعلق بالدول الكبرى فان المتأسلمين وليس الاسلام هم من علينا ان نحارب وان الاسلام المعتدل هي الوضع الديمقراطي المناسب لهذه البلدان اما من خرج عن صف المؤازرة والدعم للمشروع العالمي الامريكي او الروسي فانه اما ارهابيا يجب ان يحارب ويقتل او انه متأسلم ويسئ للاسلام فعلى تلك الجماهير مقاطعته او محاربته بنفسها.
لانستطيع بمكان محاكمة قناة الجزيرة مثلا واتهامها بالكذب والتزوير والتحريض الطائفي بمعزل عن محاكمة الاعلام العالمي بالكامل والدول ورؤوس الاموال التي تقف خلفه فاقمارهم الصناعية ملأى بالكثير من الفضائيات التي تبث سمومها ليست الطائفية وحسب بل سموم الدعاوى اللانهائية الى القتل والتصفية والابادة الجماعية. وبينما تعج هذه القنوات بالوجوه الرجعية التي تنفث فتاوى القتل اسهالا، تجد من يدافع عن السماحة والرأفة التي يراها وحده او يصورها لنا ايهاما في دينه الحنيف. قد تجد الكثير من المحطات الاعلامية التي تشترك في توجهاتها الدينية وحتى من نفس الطائفة والعشيرة الدينية تتراشق الاتهامات حول تحوير وتزييف الدين وان المسؤول عن هذا هم المتأسلمين لاغيرهم فقد يختلفون عمن يكون خليفة النبي او حتى خليفة الله هل هو خادم الحرمين او مرسي او العريفي او القرضاوي ام هو الخميني او السيستاني او الصدر او الوائلي ام هو القبانجي او اياد جمال الدين.
واخيرا فلنسأل ماهو مستقبل طفل يعيش في السعودية او ايران حين يرى الرافعات وقد علقت عليها الجثث مقطوعة الرؤوس او محافظة عليها؟؟ هل تستطيع اقناعه بان هنالك متأسلمين شذوا عن صف الاسلام وان هنالك اسلام معتدل لاتشتمل آيات كتابه المقدس على دعاوى قتل كل مخالف وقطع رأس كل مرتد والتمثيل بجثة كل كافر او حتى إغتصاب زوجات وبنات كل هؤلاء السابق ذكرهم؟؟ وان استطاع الافلات من تأثير تلك المناظر على عقله فان المدارس الدينية والمناهج الدراسية في الدول آنفة الذكرتستطيع اكمال المهمة وتقضي على آخر نفس إنساني قد يحسه ويسمح له ان يتفاعل مع العالم الذي حوله. وفي غمرة هذه الهجمة الشرسة اعلاميا وسياسيا لتبني منهجا تركيا او سعوديا معتدلا وفيا ومحافظا على حقوق الانسان، طبعا الانسان مسلوب الارادة والخاضع وليس اي انسان آخر، فاننا سنجد الكثير من الذين يرون حقيقة مايؤمنون به والذي يتعارض بالكامل مع انسانيتهم التي في جوهر ضمائرهم، في غمرة هذه الهجمة تجد الكثير مسارعا الى تحضير مرافعة الدفاع عن نفسه ودينه وصبغ الاخير بالاعتدال والتسامح وصفات الكمال وتسمية الجماعات الاسلامية بالمتأسلمين لدرء التهمة عن الاسلام والوقوف بوجه انفسهم وبوجه الآخرين ليعطوا إسما مموها مفتعلا موهما ساحبا الحقيقة من شعرها. على من يستهويه الاسلام ان ينكفئ في منزله واسلامه في قلبه او ان يخرج معلنا انه قاتل مخالفيه فليس له ان يجمعهما معا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2013 / 8 / 27 - 17:15 )
مقاله تُخالف الاقع , فالواقع يرد على هذه المقاله , مثال من الواقع :
- الإسلام ليس دين عدواني , قال تعالى : (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم
من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين) .
أما آيات الجهاد ؛ فهي آيات دفاعيّه , لذلك , عليك الرجوع للآيات التي قبلها أو بعدها , ليتضح لك الموقف الدفاعي فيها .
- لو كان الإسلام دين عدائي , كما يقول الكاتب , لما وجدنا المسيحيين و اليهود و الصابئه و غيرهم في البلاد الإسلاميّه , بل لما وجدنا منصب الـ(بابا) في مِصر .
- هل محاكم التفتيش تمثل المسيحيّه؟... هل جرائم ستالين و الخمير الحمر تمثل الأشتراكيّه؟ .


2 - صدقت أيها الكاتب
أمل مشرق ( 2013 / 8 / 27 - 18:08 )
عبد يكرر نفس التعليق الكاذب وهذا أكبر اثبات ان الفاسق الذي يتعلق بالدين خطر إرهابي على البشرية
هل هناك ما هو أكثر عدائية وإرهابا من هذا الدين في الفيديو المرفق؟
ما هو الموقف الدفاعي الذي مارسه رفاقك في الفيديو المرفق أيها الببغاء الكاذب؟
ما هي (الايات التي قبلها والتي بعدها) الذي تكرره بكل عهر والتي مارسها الإرهابيون في هذا الفيديو أيها المدعي
https://www.youtube.com/watch?v=cxgTR6un334


3 - الإسلام هو العدوان أيها الكاذب
أمل مشرق ( 2013 / 8 / 27 - 18:55 )
http://www.youtube.com/watch?v=8e7Uxtt9rYA

اكذوبة الدفاع والهجوم
http://www.youtube.com/watch?v=FZaQvgqlp4M

هذا ما يفعله رفاقك في اوروبا التي تدعي ان الإسلام ينتشر بها
http://www.youtube.com/watch?v=G-JDMxK5uNU

وهذا هو إسلامك المسالم، الإرهاب الإسلامي بالأرقام
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=50883


4 - الدين دين القاشمين عليه
قاسم هادي ( 2013 / 8 / 28 - 04:50 )
السيد عبد الله خلف تحية طيبة... انا استطيع ان اسوق لك القوانين العراقية مما يجعلك تطير فرحا ويتمنى اي انسان بالعالم العيش فيه ولكن... هنالك قوانين ايضا تمسح الاخرى بالارض .... ثم ناتي الى النقطة الاهم من هم القاشمين على تنفيذ تلك الاحكام ان كانت عادلة او ظالمة... واذا بالامكان ان تجيب سؤال لي في المقال ذاته ماذا تجيب ذلك الطفل.... اكرر تحياتي


5 - للواقع تأثير اعمق
قاسم هادي ( 2013 / 8 / 28 - 04:57 )
أمل مشرق تحية طيبة.. شكرا للمداخلة لكن الواقع الذي يعيشه ليس العالم العربي وحسب بل العالم كله لديه من الوقائع اكثر وافضع بكثير مما تستطيع مقاطع الفيديو عرضه ... وبالنهاية فانها ليست عصور محاكم التفتيش انها سلسلة هجمات على مدنية المجتمع الانساني صاغتها وادامتها المؤسسة الرأسمالية العالمية ويبقى من مصلحتها تغذيتها ومدها بالحياة لانها بالنتيجة تخدم توجهاتهم في الحصول على العامل الخاضع الرخيص والذي يقنع بالفتات لخلاصهمن البطش ... اكرر تحياتي

اخر الافلام

.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية


.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في




.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك




.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر