الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى جينف 2 مع الحكم والنفاذ

حسن عماشا

2013 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لولا اني على يقين من أن التصعيد والتهديد بالحرب المباشرة على سوريا، من قبل الولايات المتحدة وحلفائها يأتي في سياق "الحرب النفسية". لكان في اعتقادي ان العالم الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية. يحكمه ثلة من السذج وعديمي الخبرة في السياسة والحرب.
هل اكتشف براك أوباما، ان حرب محتملة سوف يشنها على سوريا وتبقى "إسرائيل" آمنة ويستمر تدفق النفط كأن شيئاً لا يحدث؟. أم انه بعد حملة مسعورة جند لها كل دبلوماسية الغرب وأدواتها الاعلامية أستمرت نحو شهر كامل وتسريب اخبار عبر "السي أن أن" بأنه اتخذ القرار بتوجيه ضربة "محدودة" وصولا الى تحديد موعد واهداف "الضربة". لم تؤدي الى تراجع بالموقف السوري وأسقط بيده وبات على محك الاستحقاق بتنفيذ تهديده وما يترتب عليه، او التراجع والعودة الى التعامل مع الوقائع التي تفرضها حركة الصراع في الميدان.
الا ان هذه الحملة كشفت عن جهل أميركي وغربي في طبيعة القيادة السورية وأساليب ومفاهيم ادارتها للسياسة والحرب والتي كان جسّدها ومارسها الرئيس الراحل حافظ الأسد. وتحديدا هنا في مجال سياسة "حافة الحاوية" والتي ابدع فيها ليس فقط من خلال ملاكاته الشخصية وخبرته الطويلة في العلاقات الدولية ومنظومة المصالح التي تحكمها. بل أيضا من خلال المتابعة الدقيقة التي لا تهمل أي تفصيل والبعيدة كل البعد عن المنطق العفوي وردود الفعل.
كان الرئيس الراحل حافظ الأسد، مترجما دقيقا لفلسفة "الاستراتيجية العليا الغير مباشرة" والتي تقوم على استنزاف القوة المهيمنة والطامعة وجعلها تدفع تكلفة عالية تفوق ما تتوقعه من مكاسب ما يجبرها على التراجع والبحث في سبل اخرى تقوم على توازن نسبي في المصالح المتبادلة.
واذا كان الرئيس الراحل حافظ الأسد يستند الى خبراته وفريق عمل مدرب يزوده بالمعطيات اللازمة لإتخاذ القرار فان الرئيس بشار الأسد اضافة الى ما اكتسبه من خبرة أبيه فهو بنفسه يستطيع ان يتابع أدق التفاصيل حول مجريات الأوضاع الدولية والاحاطة بالظروف كافة التي تمكنه من اتخاذ القرار في الوقت المناسب. فلا يندفع برد فعل يأخذه حيث يريد أعدائه ولا يخضع للتهويل والتحايل الدبلوماسي.
سوريا اليوم اقوى من اي وقت مضى في مواجهة أزمتها الداخلية، وتجاه المتآمرين العرب ومن خلفهم.
احتشد في السنة الأولى لإنفجار الأزمة بوجه سوريا العرب جميعا بلا استثناء وكان الموقفين الروسي والصيني ملتبسين وغير واثقين من قدرة الدولة السورية على الصمود وكان اقصى الطموح لدى الحريصين على سوريا هو الخيار بين نموذجين : التونسي أو الليبي ومن ثم أضيف النموذج اليمني.
أما الأن وبعيدا عن الضجيج الاعلامي والدبلوماسي. تكفي لمحة سريعة على الأوضاع الدولية والاقليمية وحتى داخل الحدود السورية لتكشف ان : الوضع الدولي منقسم بين معسكرين احدهما ضد سوريا والثاني يقف معها وليس مراقب متفرج. أما الوضع الاقليمي فلننظر الى واقع تركيا وتخبطها الداخلي وان ارتفعت وتيرتها الخطابية تماشيا مع الحملة في الحرب النفسية على سوريا فانها في وضع داخلي لاتحسد علية ومرشح للإنفجار على غير صعيد. أما مصر التي عزلتها أزمتها الداخلية عن التراصف مع باقي المتآمرين العرب.
وفي الداخل السوري منذ عملية القصير اصبحت المبادرة بيد الدولة السورية في مواجهة العصابات المسلحة وهي مستمرة في تحرير المدن والأحياء بخطى ثابته. وفي المقابل تستصرخ قوى المعارضات "المجتمع الدولي" وتستجديه ان يقوم عنها في ضرب سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة