الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجيز في أخطاء مرسي

محمد بوعلام عصامي
(Boualam Mohamed (simo Boualam Boubanner))

2013 / 8 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


كثر الحديث والبطيخ والتطبيخ والعطور في السطور والإفتاء والتأويل عن أيام مرسي الذي لم ترسو سفينة حكمه في مَرسى النّيل المضطرب إلا شهورا من سنة عجفاء، حيث أفِلت بشارة ثورة الربيع، عندما ظلت دار لقمان على حالها كما كانت في الدكتاتورية دون تغيير، سنابل يابسة من دهر وسنين عجاف. وبقيت البقرات السبع يحلبهن فلول مصاصي الدماء، ودار لقمان على حالها.
لم نر أي ثورية راديكالية جذرية تقتلع الفيروزات من ثنايا الجذوع، من القضاء والشرطة، من الجمارك والإدارات الحيوية لتسيير البلاد.. فبقيت راكنة في كل زاوية من الليل و النهار.

لم تكن بقرات مصرالسبع بحاجة إلى أي إيديولوجية بقدر ما كانت بحاجة الى أنبوب أكسجين ليعينها على التقاط أنفاسها من الموت السريري، الذي ألم بها من مخلفات عشرات السنين من الدولة العميقة، وتسكع فيروزات التسلط والفساد في كل الشرايين.

ومع احترامي وتقديري للمؤهلات العلمية والتاريخ النظيف للدكتور مرسي، الخالي من كل شبهة أو فساد أو عمل إجرامي سابق.. إلا أنه وبإختصار موجز نحو الصميم: الدكتور مرسي لم يكن ذلك الرجل المناسب للظرفية الإنتقالية التي تتطلب رجلا محنكا في السياسة، قد خبر كل التجارب والظروف الصعبة، من محاربة الديكتاتورية وإعتقالات ومفاوضات وتسيير وتنظيم وكل ميكانزمات الرجل السياسي المحنك التي تخول له تجاربه العميقة والصعبة أن يقود المرحلة الراهنة للبلاد.
ولهذا فلم يستطع الرجل تمثيل كل مكونات الشعب والذهاب بالثورة الى تحيقيق تغيير حقيقي في دواليب الدولة ومحاكمات الفلول، وإعتقال رموز وتوابع النظام السابق، وإنعاش دواليب الدولة وتنظيفها من الفساد والإفساد..
كل ما شاهدناه من تحركات وخطابات لا تصلح إلا أن تكون في فضائيات الحب والود والكلام المأثور.. بينما الشعب أعطى الغالي والنفيس وضحى بالأرواح والأكباد، ليشهد تغييرا حقيقيا وقطعا مع فلول الفساد والتخريب ويلمس التغيير في حياته اليومية.

فقل هاأنا بها أو اتركها، أو قل هي ليست بوسعي وما الأمر بيدي إنهم بها يستولون ويستكبرون، وتبرأ من دمتها، وبذلك ستكون لأمانة الوطن والشعب محسن وأمين.

الرجل كان من الأولى في هذه المرحلة الراهنة، أن يكون على رأس مشروع نهضوي علمي، على وزارة التعليم أو وزارة التكنولوجيا والعلوم مثلا، أوربما قد يكون رئيسا ناجحا عندما تعرف مصر مستقرها في المرسى الديموقراطي للشعوب، عندما يتم ترسيخ مبادئ الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وتصل الى درجة إحدى الدول الغربية ديموقراطيا وحقوقيا، وتقديرا للمواطن وللإنسان.
بطريقة اخرى أخطأ أولائك الذين رشحوا الدكتور في الهندسة، المتفوق بدبلومات وشواهد عليا من دولة أجنبية عظمى، ولكن دون خبرة في خفايا وكواليس الأمور، ورصيد سياسي تراكمي يسمح له أن يكون الرجل المناسب والناجح للمرحلة.
فمصر تحتاج لرجل مُصرّ، خبر الأسود والأبيض، النار والهشيم.. فالفضيلة وحدها لا تكفي لبناء الوطن.. الشعب بحاجة أمس لتغيير وقلع جذور الفساد والقطيعة معه، لسيرورة الإنعاش ثم الإصلاح وإنعتاق جذور الوطن، وكبح مصاصي الدماء من النظر الى مصر بقرة حلوب، فهي باتت فعلا عجفاء ومريضة بمرض مزمن إسمه "داء الفرعونية".


بعيدا عن اللعبة السيساسية أنصحكم جميعا أن تتعلموا من كرة القدم إحترام قوانين اللعبة، كما يحترم المتفوقون فيها الحائزون على كؤوس العالم، قوانين الشطرج على طاولتهم السياسية في اللعبة الديموقراطية.
اللعبة الجماعية كيف تسير متناسقة عندما نحترم جميعا قوانينها بين الأخذ والرد في تنافس دقيق..
والخارج عن قوانين الجماعة داخل الشرط شيطان أخبل..
انتم الخاسرون دوما في كؤوس العالم. فلا تجيدون شيئا غير القمع والكذب والغطرسة والزهو عندما يصفق لكم الأوغاد فتزيدون في غيكم نشوة وإصرارا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنا مرسي
هانى شاكر ( 2013 / 8 / 30 - 01:36 )

أنا مرسي
_______

أنا مرسي
كل أللى أعرفه
أضرب ألكلوب
فى ألكرسى

...

اخر الافلام

.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا