الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا الأمير ونحن حذاء السندريلا

شوقية عروق منصور

2013 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


امريكا تتعامل مع الدول العربية مثل الأمير الذي يبحث عن السندريلا صاحبة الحذاء ، يبحث الامير عن الدول والحكام والملوك العرب الذين يناسبون مقاس الحذاء ، وما ان يدخلوا الحذاء السندرلي حتى يطبق عليهم لكي يتمتعوا بذرات البودرة الامريكية ، بودرة الطاعة والولاء والانحناء .

مع كل مؤامرة جديدة ينفذها الامير -امريكا - برفقة زوجاته بريطانيا وفرنسا والمانيا – وباقي الجواري والخدم والطباخين من الدول الاوروبية العربية ، نقف نحن الشعوب المظلومة والمطعونة بشرفها العربي ، ونتساءل عن هذا الكم الهائل من النكسات والاحباطات والتشرد والتمزق والدم ؟! لماذا الاقدار تشدنا الى اعماق اليأس وتلقى بنا في صحراء الظلم والظلام ؟! لماذا اصبحنا نتثاءب امام شاشات الفضائيات من الملل الذي يصيبنا كلما رأيناهم يتحركون ويعقدون المؤتمرات ويصرحون التصريحات التي تغتال وجودنا وتاريخنا ؟! لماذا لم يعد يثيرنا ويهزنا ذلك الضرب المباشر على النخوة والكرامة والأخوة والتعاضد ؟! بل بالعكس نرى ابنا جلدتنا تحت السمع والبصر وعلناً يمارسون لعبة القذارة السياسية تحت مسميات عديدة من لقاءات ومفاوضات واجتماع جامعة عربية وتنسيق عسكري وأمني ومباحثات سرية !! وأعجب من هؤلاء الذين يطبلون ويزمرون حين يسقط أحد الجواسيس الصغار وننسى الجواسيس الكبار الذين يرسمون تحت الطاولات الخرائط الجديدة ؟! .

اسئلة قد تكون ساذجة في زمن الثعالب والمصالح الدولية ، لكن هي اسئلة – لفش الخلق – فحين نرى امريكا بغطرستها و خداعها وكذبها التاريخي قد خلعت ثوب الحرباء وارتدت ثوب الفضيلة والحرص ورعاية حقوق الشعوب المظلومة وملوحة الآن بحقوق المواطن السوري – كم من الجرائم ترتكب تحت عنوان حقوق الانسان - وبعد ان حرصت على اعطاء الحقوق للشعب الفلسطيني والعراقي والليبي والسوداني والصومالي والسعودي والخليجي والاماراتي ...وغيرهم من الشعوب العربية التي توردت خدودها من كثرة اللطم والاستنجاد بماما امريكا ، وحتى تكتمل صورة الحنان الامريكي المتدفق انسانية و الذي يختصرونه في ملامح الرئيس اوباما الذي بكى مؤخراً وهو يشاهد الفلم الامريكي ( كبير الخدم ) الذي يحكي قصة رجل امريكي من اصل افريقي خدم في البيت الابيض مدة 34 عاماً وعمل مع عدة رؤساء من ترومان الى ريجان ، هذا الخادم عانى من قوانين التمييز العنصري لذلك بكى اوباما على معاناة السود ، مهما حاول الاعلام تجميل الصورة الاوبيميه لا نصدق ان هذا الرئيس ممكن ان يشعر بمعاناة الشعوب الاخرى .

المواطن السوري المحروم من الحرية في انتظار العدوان على سوريا كي يحقق رغباته في الحرية ، وهو يعرف في قريرة نفسه ان حريته مجرد مسمار يعلقون عليه جميع الخطط الجهنمية والشيطانية .

في انتظار العدوان على سوريا وانتظار مدى قوة الضربات والعمليات العسكرية التي ستمارسها واشنطن وحلفاؤها ، نحاول بغيظ احصاء المرات التي- تمرجلت - فيها امريكا والدول الغربية على الدول العربية حتى حولتها الى خرق مبلولة بالدموع والحسرات والدم ومن كثرة العد اصيبت اصابعنا بالتيبس .

الذي يحز في النفس والروح هذا الانتظار البائس الجنوني للشعوب العربية بقيادة الفضائيات جنرالات هذا العصر ، كل شعب متخندق في فضائيته يسمع ويرى من خلال فوهة مدفع نظامه ، والذين يعقدون صفقات الموت والدمار والتخريب ثم يختفون .

من يتذكر الاسماء العراقية او رجال الطابور الخامس الذين رحبوا وهللوا وركبوا الدبابات الامريكية حين دخلت بغداد وعاثت فساداً ودماراً ، لا أحد يتذكر فقط نتذكر الآن الفقر والبطالة واعداد القتلى والجثث التي تتمزق كل يوم .

مأزق الدولة السورية يخفي الكثير لكن ليس للعدالة وحقوق الانسان مكاناً ، بل هناك مشاريع اقليمية وسياسية يعرف تفاصيلها اصغر طفل عربي .

لكن اقول مثلما كتب الكاتب السوري سعد الله ونوس لابنته ديما قبل وفاته حين وجد ان الضحية الوحيدة للأنظمة العربية الاجيال القادمة التي لم يقدم لها سوى الاحباط ( لا المغفرة مهمة ولا الإدانة لكن ما يعمق الأسى في الروح هو اننا ندفعكم قبل الأوان كي تبدأوا العمل في تاريخ وارض لا يقدمان الا الاحباط والمصائب ) .

عفواً القدس ليست لنا

لا نزرع الشوك واليأس لكن حين نرى الواقع نصاب بالذبحة الصدرية ، مدينة القدس بتاريخها وقدسيتها تتعرض لانتهاك يومي وأهالي القدس الشرقية يحاولون التصدي لكن جرافات الهدم تتسلل يومياً وتهدم كل حجر جديد يضاف ، بينما المساحات الشاسعة التي تتناسل يومياً بيوتاً وحدائق وعناوين لمستوطنات تفرز حقائق لا يمكن تجاهلها .

معاناة أهالي القدس لا يعرفها الا اهالي القدس ، والشعارات والعبارات والتصريحات نعتبرها كمن يرش السكر على جثة ميت ، ولم نعد نسمع ذلك الهتاف الملفوف بشمعة المبالغة لكن كان يضىء القليل من العتمة (عالقدس رايحين شهداء بالملايين ) .

الرئيس الفلسطيني محمود عباس يمنح الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي والذي يدعى أكمل الدين احسان اوغلوا وسام نجمة القدس والذي يعد اعلى وسام في دولة فلسطين تقديراً لجهوده في دعم مدينة القدس وقضية فلسطين بشكل عام !! السؤال الذي يسقط كصخرة فوق رؤوسنا ماذا قدمت منظمة التعاون الاسلامي للقدس والمقدسات ؟! لم نسمع يوماً تصريحاً او استنكاراً ضد الحفريات التي تتم تحت المسجد الاقصى وقبة الصخرة ؟!

دائماً كانت هذه المنظمة التي من واجبها الحفاظ على حقوق الاسلام والمسلمين بعيدة عن الانتهاكات الاسرائيلية حتى خلال الازمات في سوريا ولبنان ومصر والعراق لم تستنكر قتل الأئمة والعلماء وتفجيرات المساجد والكنائس ؟!

ومن وسام نجمة القدس الى ضوء أحمر للقيادة الفلسطينية بعد أن تجرأت خمس مدارس في مدينة القدس واستبدلت المنهاج الدراسي الفلسطيني بالمنهاج الدراسي الاسرائيلي وقد بدأت التدريس مع بدء العام الدراسي الجديد ، هذه المدارس توجهت بمبادرة الى بلدية الاحتلال معلنين رفضهم لتطبيق المنهاج الفلسطيني مطالبين تطبيق امتحانات البجروت الاسرائيلي في مدارسها ، بالطبع البلدية الاحتلالية زادت علاوات الدعم لتلك المدارس ، ما موقف السلطة الفلسطينية من هذا الاختراق ونحن نعرف كيف يتم وضع المناهج التدريسية الاسرائيلية البعيدة عن التوجه القومي القريبة من التزييف التاريخي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ