الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذهنية مؤامرة أم عقلية استعمار؟!

وسام الفقعاوي

2013 / 9 / 2
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني



لجأت الدول الأوروبية في مرحلة هجمتها الاستعمارية على الوطن العربي في القرن التاسع عشر، إلى أبرز فلاسفتها ومفكريها لصياغة "نظرية أخلاقية" تبرر هجمتها الاستعمارية المنافية تماماً لما رفعته أوروبا من شعارات تنويرية ثلاث: إخاء... حرية ... مساواة. فابتدعوا لها نظرية "عبء الرجل الأبيض"، التي تعني أن استعمار الشعوب البدائية والمتخلفة مبررة أخلاقيا؛ كونها الوسيلة الوحيدة لنقل هذه الشعوب من حالة الوحشية إلى حالة التمدن.
أما الحركة الصهيونية وفي سياق الوظيفة الاستعمارية "كجزء لا يتجزأ من جيش الإمبريالية في المنطقة"، فقد لجأت من خلال مفكريها وسياسييها ومؤرخيها للتزييف ولي عُنق التاريخ وتضخيم اضطهاد اليهود في أوروبا ووظفت موضوع "المحرقة/الهولوكوست"، التي اختلف المؤرخون الثقاة حولها مع الرواية الصهيونية، التي أرادت من خلالها أن تبرر لاحتلال فلسطين والجرائم المرتكبة فيها بحق شعبها العربي الفلسطيني، والاستثمار السياسي دولياً "لمعاناة اليهود" في ألمانيا النازية.
وفي عصر "العولمة" وتعميم الهيمنة الإمبريالية، لجأت الولايات المتحدة الأمريكية، إلى أبرز مفكريها وسياسييها لابتداع نظرية جديدة عنوانها "دمقرطة الشعوب النامية والمتخلفة"، لتبرر أخلاقياً لهيمنتها الجديدة، كان أسطع مثال على ذلك "دمقرطة العراق"، بعد كذبة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل.
اليوم تستمر ذات أسطوانة الكذب "المبررة أخلاقياً" وتتكرر في سوريا، لتصبح "بقدرة قادر" أكبر مستودع للسلاح الكيماوي في المنطقة وليس "إسرائيل".
رغم الأحداث التاريخية والمعاصرة المحزنة والمأساوية تلك، إلا أن التاريخ يحمل/يقدم لنا كشف حساب محزن وفكاهي في آن، أمثلته:
- بعض فلاسفتنا ومفكرينا وسياسيينا ما فتئوا ينظرون ضد الاستعمار والإمبريالية ودورهما في تخلف الأمة ونهب مواردها وثرواتها، لكن الكثير منهم سقط/انكشف وبامتياز في امتحان الانتفاضات الشعبية العربية، بالرقص لتدخل الاستعمار والإمبريالية.
- في الوقت الذي كان فيه الإعلام والمجتمعات الغربية والأمريكية لا تصدق روايات حكوماتها، لم يتوانى الكثير من مفكرينا وسياسيينا وإعلامنا العربي عن تقديم "خدماته الجليلة" في الكشف عن المتورط في استخدام الكيماوي في سوريا، قبل أن تستطع اللجنة الدولية المكلفة بذلك من جمع ما يعينها على ذلك، والأدهى "نواحهم" على تأخر الضربة العسكرية المرتقبة.
- مواطنين يتجمعون وسط رام الله "معقل التسوية" رافضين للضربة الأمريكية – الغربية لسوريا، ومواطن يعتقل من قبل الأمن في غزة "معقل المقاومة"، كونه هتف لسوريا أثناء ممارسته رياضته اليومية... أنحن أمام ذهنية مؤامرة أم عقلية استعمار بحق؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن