الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرصة التاريخية لصدقية الانتماء الوطني - القومي

حسن عماشا

2013 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


بدأ الآن يتكشف العجز الأميركي عن تنفيذ تهديده بضرب سوريا. والعدوان عليها بسبب صلابة الموقف السوري من جهة واستناده الى تحالفات متينة تجعل من أميركا وادواتها في وضع مكشوف ومفتوح على أسوء الاحتمالات التي قد تكلفها أضعاف ما لحق بها من خسائر منذ غزوها لأفغانستان والعراق. في هذه المقالة (المرفقة) والمنشورة قبل 11 يوما أشرنا الى جهل الولايات المتحدة بطبيعة القيادة السورية ومدى قدرتها على ادارة السياسة في السير على حافة الهاوية (الشرح في المقالة المرفقة). وبالأمس يخرج علينا وزير خارجية الولايات المتحدة مطالبا سوريا ان تقوم بتسليم مخزونها من الأسلحة الكيماوية ويتبعه تصريح فرنسي يطلب تدمير هذا المخزون؛ معروف تماما هذا الطلب انه يهدف لإراحة الكيان الصهيوني من هواجسه تجاه ما تملكه سوريا من ها السلاح. وليس في هذا الطلب رد فعل اخلاقي وانساني تجاه الشعب السوري على خلفية استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة وكشفت تقارير غربية عن ان من استخدم هذا النوع من السلاح هم ادوات الغرب انفسهم وبوكالتهم لبندر بن سلطان. ان المبادرة السورية - الروسية بوضح السلاح الكيميائي السوري تحت رقابة الأمم المتحدة تسحب هذه الزريعة من يد الغرب المتآمر على سوريا والهادف الى تفكيكها. الا ان هذا الطلب يكشف مرة اخرى جهل أميركي وغربي بطبيعة القيادة السورية.
في عدد من الخطابات والمقابلات التي أجراها الرئيس بشار الأسد أشار الى: "ان الدبلوماسية الأمريكية بالواسطة او مباشرة تطلب منا ان تقدم تنازلا في نقطة معينة وتكون خلفها مئة او الف نقطة وطلب وما ان نوافق على طلب تكر ورائه السبحة لننتهي بالتسليم الكامل بالتنازل عن حقوقنا والخضوع لإرادتهم المنحازة لـ"اسرائيل" . هذه التجارب ماثلة امامنا وخاصة بما خص الفلسطينيين.
ما هو التكتيك الأميركي الجديد؟
كشف تصريح وزير الخارجية الأمريكية، عن ما يمكن تسميته الخطة "ب" . بعد ثبوت العجز عن تنفيذ التهديد بما يترتب عليه من تداعيات لا قدرة للولايات المتحدة على تحمل تبعاتها. اضحى الهدف تقويض قوة الدولة السورية مع تعزيز ودعم العصابات المسلحة. وذلك عبر ازالة او الحجر على السلاح الكيماوي وهذا ليس حماية للعصابات المسلحة بل لحماية الكيان الصهيوني. ومنه يأتي الطلب الثاني وقد يكون بعد عملية ما يقوم بها الجيش العربي السوري ضد المسلحين فيقوم هؤلاء بمجزرة بحق المدنيين توحي بانهم ذهبوا ضحية القصف بالطيران؛ فيطلب أيضا اخراج سلاح الجو السوري من المعركة . ومن بعدها سلاح المدرعات ومن ثم تفكيك وحدات من الجيش (مثل لواء الحرس الجمهوري) باتهامها بالمسؤولية عن فعل ما يعتبر ضد الانسانية وهلم جرة.
ان وضع السلاح الكيميائي السوري تحت رقابة الأمم المتحدة لا يشكل عائقا أمام استخدامه في حالة الحرب الشاملة وخصوصا عندما تكون مع عدوان خارجي. لأن هذا يتم باتفاق بين الدولة السورية والأمم المتحدة وفي حالة العدوان عليها تعلق كل الاتفاقات. الا انه ما لم تقم الولايات المتحدة بالقبول بالأمر الواقع والذهاب الى (جنيف 2) على أساس موازين القوى القائمة فان الصراع في سوريا سوف يحدم اكثر في المرحلة القادمة وتندفع العصابات المسلحة نحو المزيد من الهجمات لمناطق كانت حتى الآن بمنأى عن الصراع ويبدوا ان اقتحام المسلحين لمدينة معلولا المسيحية التاريخية مؤشر على هذا الاتجاه.
وفي المقابل ان التقدم الذي يحرزه الجيش العربي السوري في كل الجبهات يحقق تأمينا لوحدة الدولة وتعزيزا لها بوجه محاولات تفكيكها واقتطاع اجزاء منها كإمارات تخض بالولاء لأطراف اقليمية مثل السعودية وتركيا ليكونوا شركاء في أي تسوية تعيد صياغة وتركيب الدولة في سوريا. لكن هذا لم يعد كافيا ولا بد ان تدفع قوى التآمر على سوريا ثمن يردعها عن ما تفعله في سوريا وخصوصا الدول الاقليمية حتى يتحقق الأمن والاستقرار للجميع.
كما ان الكيان الصهيوني لا يجب ان يبقى بمنأى عن هذا الوضع وقد حان الوقت لتنطلق قوى المقاومة فلسطينية وعربية للقيام بدورها بجعل الكيان الصهيوني غير مستقر واخضاعه للاستنزاف اليومي على كل الجبهات من الجولان الى غزة مرورا بـ الاردن ولبنان ومن داخل الاراضي المحتلة.
هنا فقط يكمن محك الصدقية في الانتماء الوطني والقومي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في زلة لسان جديدة.. بايدن يطلب من إسرائيل ألا تقتحم حيفا


.. اعتصام أمام البرلمان في المغرب للمطالبة بإسقاط التطبيع مع إس




.. ما طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم إيران؟


.. السلطات الإندونيسية تحذر من -تسونامي- بعد انفجار بركان على ج




.. خيمة تتحول لروضة تعليمية وترفيهية للأطفال في رفح بقطاع غزة