الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديموقراطية العربية بين الواقع والتطبيق

سامي الرباع

2013 / 9 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الكثيرون في عالمنا العربي يعتقدون بان الديموقراطية عبارة عن حبة أسبرين نتناولها وعلى أثرها تزول كل انواع الصداع لدينا.....

الكثيرون لايدركون بأن الديموقراطية عملية ديناميكية تتطلب الجهد المتواصل والصبر والتحرك بأصغر وأدق الخطوات في اتجاه بناء حياة ديموقراطية تتسم بالشفافية والنزاهة والعدالة في كافة المجالات الاجتماعية والسياسية والحضارية علاوة على الاعتياد بالاعتراف بالهزيمة مهما كانت مريرة بالاضاقة الى التعقل في حوار الد الاعداء اديولوجيا.

الديموقراطية ظاهرة جديدة على مجتمعاتنا العربية لم نمارسها قطعا خلال تاريخنا الطويل لافي حياتنا السياسية ولا حتى في بيوتنا الخاصة مع افراد عائلاتنا.

فالديموقراطية ليست بنظرية فلسفية مجردة بل هي طريقة في الحياة عملية تطبيقية تتطلب الممارسة اليومية في البيت، في المدرسة وفي المجتمع المحلي بدابة على الاقل.

للاسف الشديد نادرا مايتم تطبيق السلوك الديموقراطي في الحياة اليومية العربية بشكل بناء. اننا نبالغ في المجاملة والكلام المعسل ولا نجروء على تسمية الامور باسمائها الحقيقية، وفي كثير من الاحيان لاندري ماذا نريد بالتحديد.

اثبتت العديد من الدراسات الاجتماعية الميدانية في عدد كبير من المجتمعات العربية قام بها باحثون في جامعات المانية بالتعاون مع زملاء لهم في بعض الجامعات العربية، بأن العائلة العربية تفتقر الى ابسط السلوكيات الديموقراطية في الحياة اليومية.

الاب عادة في العائلة العربية التقليدية هو الامر الناهي. نادرا ما يستشير افراد العائلة في القرارات التي يتخذها مهما كبرت أو صغرت هذه القرارات. واي اعتراض على قرارات الاب تقابل بالرفض وأحيانا بالشتيمة والكف او العصا من قبل الاب الديكتاتور .

ايضا في المدرسة، اي طالبه او طالب يجروء على توجيه النقد مهما كان بناءا الى المدرس او المدرسة. عادة مايتلقى الطلبة ردودا غير حضارية: من لايعجبه هذا أو ذاك فليبلط البحر!

في ظل هذا الجو التربوي الكابح لابسط قواعد الديموقراطية ينشاْ الفرد بعقدة: لامجال للتغيير فهم يطبقون ما يحلو لهم على اية حال! لاتتعب حالك.

أيضا في الوقت الذي نطالب فيه الاخرين بتطبيق قواعد الديموقراطية، نمارس الدكتاتورية في سلوكنا اليومي.

نحن العرب نميل بشكل عام الى لوم الاخرين على المشاكل التي تواجهنا سواء كانت سياسية او اقتصادية او ثقافية او غير ذلك.

كثير من العرب يوجهون اللوم على الغرب لتعثر بناء الديموقراطية في مجتمعات الربيع العربي، وفي تحاليلهم الخاصة والعامة يرددون: ياأخي الغرب لايريد الخير لنا....

مرة اخرى، الديموقراطية بالدرجة الاولى تربية و ممارسة.
تعالو نسأل: أي بيت عربي يعلم اطفاله رمي القمامة في المكان المخصص لها؟ أي بيت عربي يعلم اطفاله احترام الصالح العام قبل الخاص؟ ماهي نسبة العرب الذين يحترمون قواعد المرور؟

أيضا في عالمنا العربي، الغالبية لاتؤمن بالتغيير الى الافضل من خلال خطوات صغيرة. نحن العرب لانؤمن بفاعلية الخطواط الصغيرةـ عادة مانرى لونين فقط في الحياة: اما الاسود واما الابيض. نفكردائما ب اما أو، لابديل لنا قي الوسط .

يبدو ايضا اننا لغويا – بسبب وجود العامية والفصحى – عاجزون عن التفكير والتعبير عن افكارنا بشكل واضح و متشعب وعملي ومثري للعملية المتنازع عليها او حوله.

بسبب عدم قدرة بعضنا على الحوار بشكل انساني وحضاري ترى البعض في وسائل الاعلام العربية المرئية يرشقون بعضهم البعض ليس فقط بمفردات قذرة بل ايضا بالكراسي التي يجلسون عليها.

طبعا اقامة انتخابات حرة ونزيهة وانتخاب برلمان يمثل كل شرائح المجتمع لايعني بالضرورة وبشكل فوري نهاية الفساد وسيطرة العدالة الاجتماعية.

الانتخابات والحياة البرلمانية هما مجرد وسيلة تتطلب الجهد والصبرمن كافة افراد المجتمع بهدف تأسيس مؤسسات ديموقراطية تخدم كل افراد المجتمع.

الديموقراطية في العالم الغربي علمتنا الكثير. انه طريق شائك ومتعب، الا ان نتائجه – بشكل عام - ايجابية تخدم كافة شرائح المجتمع وهو البديل الافضل الوحيد تجاه الديكتاتورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة