الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكائن الإخواني الجزء الأول

محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)

2013 / 9 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



1

تنبأ الكاتب نجيب محفوظ (1911-2006) بجزء من الأحداث المأساوية التي تسببت فيها حركة الإخوان المسلمين بمصر حين قال: "إن مصر تريد أن تجرب الإخوان، والتجريب كما تعلم يعني الكشف والتمحيص والتيقن ثم الحسم النهائي واتخاذ الموقف الصائب" (أخبار الأدب).
ولعل التجريب كان حتميا بسبب الحشد المالي والإعلامي والدعم الأجنبي والتضليل باسم الدين الذي لجأ إليه الإخوان منذ تأسيس الجماعة سنة 1928 من طرف حسن البنا (1906-1949). و"البنا" لقب له، أما اسمه الكامل فهو: حسن أحمد عبد الرحمان محمد الساعاتي. وما يدعو للاستغراب هو التعامل بذاكرة مثقوبة أو بجهل فعلي مع تجربة حركة الإخوان. فالمتأمل في تاريخ حركة الإخوان لا يجدها إلا حركة سياسية تستعمل الدين وتستغل جهل العامة وتستثمر في المجال العام باسم الموروث العام الذي هو الإسلام للوصول للسلطة وممارسة الحكم الاستبدادي الديني سياسيا وعسكريا. ولقد أثبتت سنة كاملة من حكم الإخوان كجماعة (متمثلة في حكم مكتب الإرشاد لمصر عبر محمد مرسي المكلف بالرئاسة في هذا المكتب) على استبدادية الجماعة عبر ممارسات إضفاء الطابع الإخواني على مؤسسات الدولة والترهيب والتخويف واستغلال المناصب وتدمير فكرة الوطن والتعامل مع إسرائيل وأمريكا كحليفين حميمين.
لذلك لا يجب أن نستغرب ما قاله عن الجماعة أيمن فايد (مستشار القاعدة السابق): "الإخوان كبيرهم مأجور وصغيرهم مضلل". مؤكدا على أن الإخوان يستعملون العنف "لترهيب أصحاب الأقلام التي تكشف الحقائق المرة لتاريخهم الأسود".
والمتتبع لتاريخيهم اعتمادا على المراجع المؤيدة والمناوئة لهم يستنتج تورطهم في ملاحقة معارضيهم واللجوء للتدمير والخراب (هناك من يرى أن لهم دورا في حريق القاهرة سنة 1952). فهم مهووسون بمصلحتهم المركزية المتمثلة في الوصول للسلطة مهما كان الثمن الذي يدفعه الناس. وهذا ما تعبر عنه بوضوح الإخوانية عزة الجرف (الملقبة بأم أيمن) من خلال ما كتبته على صفحتها في شبكة التواصل الاجتماعي (19 غشت 2013): "إن مقتل 24 جنديا اليوم هو حادث بسيط. ما الذي سوف يحدث للجيش الانقلابي الكافر والشرطة الفاجرة عندما تأتي مجنزرات وطائرات الناتو؟ سوف يركع الجيش المصري للإخوان ولن نرحمهم. وبإذن الله سوف يصدر مجلس الأمن قرارا لصالح الإخوان وتتحرك الطائرات والقوات العسكرية لحلف الناتو لضرب الجيش المصري الخائن وتحرير مصر ويرجع الزعيم مرسي إلى مكانه بالاتحادية (القصر الرئاسي) معززا مكرما". ونجد نفس المضمون بنفس الروح الإجرامية في ما كتبه الدكتور محمود غزلان الناطق الرسمي باسم الإخوان المسلمين وعضو مكتب الإرشاد وصهر خيرت الشاطر (بتاريخ 02 سبتمبر 2013) على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي: "ستأتون إلينا زاحفين باكين تترجونا وتأملون أن نسامحكم، ولكن لن تأخذنا بكم رأفة وسندق أعناقكم وحناجركم. يا أهل مصر لقد أتينا لننقذكم من الجاهلية والكفر وعصور الظلام التى كنتم تعيشون بها، فهل هذا هو جزاء الإحسان؟"
سنلاحظ،إذا تجاوزنا العمالة الظاهرة للغرب، الحقد والروح الإجرامية وانعدام أية صلة بالوطن وكراهية الجيش الوطني والولاء المقدس للإخوان والسطحية الفجة في تناول الأحداث والتعامل بقسوة لا إنسانية مع اغتيال جنود شباب أبرياء ينتمون للطبقة الشعبية الفقيرة والتهديد والوعيد والإفصاح عن النزوع الإرهابي.
وإذا كانت أم أيمن تعبر عن ذهنية الكائن الإخواني الشبح (كامرأة تحولت لظل رجل) فما القول في مؤرخ علماني ومدرس جامعي يحسبه البعض ماركسيا حين يفتخر بكونه "إسلاميا" ليدافع كما يتوهم عن "احترام نتائج صناديق الاقتراع والحق في التظاهر في الشارع وعودة العسكر إلى ثكناتهم..."؟ وكيف ينسى هذا المؤرخ (الذي تم استغلال تضامنه أبشع استغلال) أن الإسلاميين الذين يدافع عنهم (وكأنه يتقمص روح حركة مايو 1968 التي رفعت شعار "نحن جميعا يهود وألمان" للدفاع عن كوهن بيندت الذي هاجمه جورج مارشي واصفا إياه "بالفوضوي الألماني") لا يؤمنون بالانتخابات ولا يحترمون قواعدها ويستغلون الصندوق الانتخابي لمجرد الوصول للسلطة ليلغوا العملية الانتخابية بعد ذلك، ويستعملون العنف والاحتجاز بالعنف والتهديد والتعذيب والقتل وأن الجيش المصري تدخل في آخر المطاف بعد رفض مرسي اللجوء لانتخابات مبكرة وبعد نزول أكثر من 30 مليونا مصريا للشوارع يطلبون الخلاص من حكم مرشد الإخوان محمد بديع؟
وما القول في يساري اشتراكي ينظر يسارا ويمينا دفاعا عن الإسلاميين المصريين (وقلبه على الإسلاميين المغاربة منتظري التمكين) باسم رفض الإقصاء والاستأصال ويتموقع في منطقة رمادية محاولا الإفلات من اتخاذ أي موقف دون أن يلتفت لمواقف الليبراليين والعلمانيين والتقدميين اليساريين والمثقفين المصريين المكتوين بنار الإسلاميين وبفاشيتهم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخوان لا يشكلون حطرا على مصر بل ...
رائد الحواري ( 2013 / 9 / 11 - 17:50 )
كنا نتمنى ان يكون خطر الاخوان مقاصرا على مصر وحسب، لهانت المسألة وتم حلها بكل يسر، لكن الشبكة العالمية ـ خاصة في الوطن العربي ـ تبث الخراب والسموم في المجتمع، وسيتأكد المواطن العربي ـ بعد حين ـ ان الاخوان يشكلون احدى خيوط الحركية الماسوتية العالمية، ويعملون بامرتها ـ ان كان ذلك بطريقة مباشرة ام غير مباشرة ـ ارجع الى التاريخ، وقفوا ضد عبد الناصر الذي حارب الغرب وباني مصر الحديثة، عملوا على تكفير الثورة الفلسطينية وجندوا الناس الى افغانستان عندما كانت بيروت محاصرة، لندة 82 يوما، جاءوا على الدبابية الامريكية وحكموا وشاركوا في شرعنت الاحنلال، قسموا فلسطين ـ وهي ما زالت تحت الاحتلال، يجندون الناس لحرب سوريا وفلسطين ما زالت محتلة، لكل الحق في الخوف منهم فهم (كالوسواس الخناس)

اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إيران عن سماع دوي انفجارات في أصفهان وتبريز


.. الولايات المتحدة: معركة سياسية على الحدود




.. تذكرة عودة- فوكوفار 1991


.. انتخابات تشريعية في الهند تستمر على مدى 6 أسابيع




.. مشاهد مروعة للدمار الذي أحدثته الفيضانات من الخليج الى باكست