الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يصيب -العلع الصادم- حركة فتح لاتهام عرفات ب-الخيانة-؟!

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2013 / 9 / 12
القضية الفلسطينية


أتباع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، المخلصين منهم، والمنتفعين به، أصابهم "هلع صادم"، من رأي أطلقه الناشط الكاتب الفلسطيني الدكتور ابراهيم حمامي، اتهم فيه عرفات بأنه "خائن"!
ما سرّ هذا "الهلع الصادم"؟!
لدى المخلصين لعرفات، فهو انتهاك لإيمانهم بشخص عرفات، كـ"قائد وطني وهب حياته كلها"، في اعتقادهم، لقضية شعبه، التي "تُوِّجَت" بـ"استشهاده بالسمِّ" في "حصاره" في رام الله! لذا، فإن وصف عرفات بأنه "خائن"، يمثل انتهاكا لعقيدة، تماهى فيها، "المُقاد" بـ"القائد"، ومن ثمّ، فإن اتهام "القائد" بالخيانة، يصدع التماهي المبني على الاعتقاد، ويهدد مصداقيته، ويبدد "حلما بالخلاص على يد القائد"، ليحلّ مكانه، "هلع الصدمة"، الذي يعاني منه، من يكتشف، أن عقيدته، كانت "وهما"، وأن ما كان يعتقد أنه "ماء، ما هو إلا "سراب"!
"هلع الصدمة" لدى المؤمنين بعرفات، الناجم عن نعته بـ"الخائن"، سيكون قاسيا، إذا ما تبدد "وهمهم" به: فلا هو "المخلِّص"، ولا هو من منح الحالمين الأمل باستعادة حقوقهم، ولا هو الذي كان يستحق منهم، ولاءهم وتضحياتهم خلفه!
أصحاب العقائد من كل نوع، تصيبهم "صدمة الهلع"، إذا ما تجرأ صاحب رأي حر، على انتهاك مقدساتهم. فالمقدس بطبيعته، يسكن في أعمق طبقات النفس، ووظيفة "المقدس" ذات طبيعة أمنية وجودية جوهرية. فإذا هجم رأي أو فعل، على رمز مقدس، يهلع حامل الرمز، لا خوفا على شخص الرمز، ولكن، خوفا صادما، على الوجود الآمن لـ"مُقَدِّس الرمز".
يصيب الناسَ "الهلع الصادم" بقدر، يوازي مقدار ما يهدد أي طارئ، أمننا الوجودي، ابتداء من مركز التقديس العميق في نفوسنا. وبالقدر نفسه ، تكون ردة الفعل.
أما ردة فعل المنتفعين من عرفات، حيا وميتا، فهي مسألة تخضع لقانون "المنفعة"، ولا تنشأ من إيمان عفوي بريء صادق. فاتهام عرفات بـ"الخيانة"، يسبب لهم "صدمة هلع"، لا تعود لحلم، يسكن منطقة "المقدس" في النفس، بل تعود للهلع من كشف حقيقة ارتباطهم وموالاتهم، وطويتهم، وتورطهم في "الخيانة"، إن صحّ اتهام عرفات بأنه "خائن".
هذا الاتهام يهدد الوجود المصلحي الشخصي، للمرتبطين بعرفات، ارتباطا نفعيا شخصيا.
هذا الاتهام، إنْ صحّ، يهدد مشروع أوسلو، الذي قاده عرفات، ومن ثمّ، يهدد مصالح شخصية لكثيرين، انتفعوا من مرحلة أوسلو العرفاتية، على حساب المخلصين للقضية الوطنية، الأنقياء الطاهرين.
اتهام عرفات بـ"الخيانة"، يستوجب عقد محاكمة تاريخية مفتوحة لمرحلة الثورة الفلسطينية، منذ انطلاقتها عام 1965 حتى اليوم.
عرفات، وكل منا، ليس فوق النقد، ولا حصانة له تحميه من محاكمته. ولا هو "صنم معبود"، ولا يجوز له ولا لسواه، أن يعلو فوق كلمة حق، من حق الضمير الأخلاقي، ومن واجبه، أن يعلنها، كما من حق التاريخ أن يدونها..
الحقيقة أولا، الحقيقة آخرا..
الحقيقة بطبيعتها صادمة للمتوهمين والفاسدين، لكنها مطلب حق للمخلصين الأنقياء الصادقين الطاهرين!
وكنت أودّ، أن يتسم اتهام الحمامي لعرفات، بهدوء وعمق الضمير الأخلاقي النشط، وأن يسبق بالوثائق المدينة، إن كان يمتلكها، قبل أن يطلق عياره الناري، الذي سبق لكثيرين قبله، أن أطلقوه، وأطلقوا سواه، ضد عرفات، حيا وميتا!
وأودّ، أن تردّ حركة فتح، التي كان عرفات بقودها، على التهمة، دون تشنج، يكشف هلعها، الذي يسمح بالاستنتاج، أن الاتهام لا يجافي الصواب!
نحن في انتظار "الوثائق المؤيدة للاتهام، والمدافعة عن المتهم"..
هيّا نرقى في خصوماتنا، إلى مستوى تضحيات شعبنا!
بيت لاهيا – فلسطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح