الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغنّي والسلطان !

محمد ناجي
(Muhammed Naji)

2013 / 9 / 14
الادب والفن


حين قرأت عنوان المقال (الأغنية والاستبداد) المنشور في موقع المسلة ، غمرني الفرح ودفعني الفضول لقراءة المقال متوقعا أن أجد فيه ضالتي في وقفة ، ولو عابرة لـ(مثقف عراقي) ، وربما تتبعها دعوة لمراجعة جادة وتفكيك لثقافة الاستبداد الراسخة والسائدة في العراق . فهذه الوقفة ، التي نكرر الدعوة لها ، تمثل الخطوة الأولى التمهيدية للخروج من أسر ثقافة الاستبداد ، وبدونها لا يمكن للثقافة العراقية أن تستعيد وهجها وبعدها الإنساني ، بل تستمر بالمراوحة في وحول الاستبداد والطغيان وتستمر في دورها كمرجعية وحاضنة لتوالد الطغاة ، وإن توهم البعض غير ذلك .... وللأسف بعد قراءتي لبضعة سطور من المقال لم يخب ظني فقط ، بل شعرت بالغضب والاستفزاز لأن (شاعر وكاتب وصحفي محترف ...) استخدم أسلوب التدليس وخلط الأوراق والمواقف ، ولم يكتف فقط بأن لم يقدم وجهة نظر في الموضوع أكثر من اللف والدوران المعتاد للاستخفاف بذاكرة الناس وعقولهم قبل أن يقفز ، مثل غيره عن جهل وسذاجة أو بتعمد واضح ، على مرحلة كاملة طغى على نتاجها (الثقافي) الارتزاق والابتذال الأخلاقي والثقافي والردح والتطبيل والتمجيد والتقديس للطاغية والجلاد المستبـــــــــــــــــــد وحروبه الكارثية التي أحرقت الزرع وأبادت النسل وضيعت الوطن .
ومفهوم أن تشمل قفزة الكاتب فرسان المرحلة من الكتاب والشعراء والملحنين والمغنين ، ولكن لم أنتظر منه التمادي في الاستخفاف والاستفزاز ليعود ويقدم طلب بصيغة تساؤل موجه لكاظم الساهر ، وليس غيره (( نتساءل ثانية لِمَ لمْ نسمع أو نشاهد أغنية واحدة لمطرب كبير مثل كاظم الساهر تصف وتتحدث بجرأة عن ما نحن فيه اليوم)) . عجباً ! وهل لكاظم مواقف جريئة في السابق حتى تطلبها منه اليوم ؟ أليس هو أحد الملوَثين بمدح الطاغية ؟ ولكن بما أن طالب عبد العزيز يستعين بكاظم لإنقاذ الأغنية وفك أسرها وارتباطها بالاستبداد والمستبدين ، فليستمع هو والقراء لما قاله المنقذ (المطرب الكبير) حين سأله مقدم البرنامج عن رأيه في غناءه بالأمس للطاغية المستبد صدام ! ... وبعدها نسأل : هل لفاقد الشيء أن يعطيه ... يا طالب ؟!
أما ذكر الفنان فؤاد سالم وغيره في المقال فهو ذر للرماد في العيون ومحاولة بائسة ومفضوحة لخلط الأوراق والمواقف ، تدين الكاتب نفسه و(مطربه الكبير) والموقف الذي يمثله ، والذي يريد تمريره ..... وبالتحديد شتّان مابين فؤاد سالم الإنسان/الفنان الحر ، وأمثاله كمال السيد وسامي كمال وفلاح صبار وأبو سرحان وطالب غالي وكوكب حمزة ورياض النعماني وغيرهم من المثقفين الذين رفضوا الارتزاق بفنهم وإبداعهم والمساهمة في مسخ قيم الثقافة والإنسان العراقي وتعرضوا للقتل والتشريد في مواجهتهم للطاغية ..... وبين كل جوقة المرتزقة - بدون استثناء - من الشعراء والملحنين والمغنين عبيد السلطان والمطبلين له !
بقي أن نقول إذا كان هناك من تعوزه القدرة والشجاعة الأدبية ويخشى وقفة المراجعة الضرورية لثقافتنا العراقية عامة وما أفرزه نظام الاستبداد السابق خاصة ، فهو حر في أن يكون كالنعامة ، وله الحق في أن يدس رأسه في الرمال ، ولكن ليقف عند هذا الحد ولا يحاول استفزاز الناس ويستخف بعقولهم ، ويراهن على الأزمات وصدأ السنين والذاكرة ...... فالخير والبركة بالشبكة العنكبوتية .... وكما قيل : إذا بليتم فاستتروا !

- رابط مقال : الأغنية والاستبداد
http://www.almasalah.com/ar/news/17023
- رابط ما قاله كاظم الساهر عن غناءه لصدام
http://www.youtube.com/watch?v=KPLhtddfR-U








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة


.. الفنان صابر الرباعي في لقاء سابق أحلم بتقديم حفلة في كل بلد




.. الفنانة السودانية هند الطاهر في ضيافة برنامج كافيه شو