الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رنا بشارة -;- زيتونة فلسطين منقوعةً بالدم !!!

محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)

2013 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لسنا بحاجة الى قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء المجزرة ، كفانا كلّ هذا الخدر الصوفيّ على مدى القرون التي مضت . علينا أن نخلع ثوب التصوف فهو الذي قادنا وأوصلنا اليوم الى ما نحن فيه من رزيّةٍ . وان نضع وراء ظهورنا الاخلاق المسيحية وهي تدعو الى التسامح والغفران ، الذي يقود الى الذلّة والقدرية . ذلك لا يعني اننا دعاة قتل وعنف ودماء ، بل لاننا ندرك حجم ما تقود اليه سياسة التسامح خاصة مع قتلة ومجرمين شكا التاريخ غدرهم وتآمرهم منذ بدأ الرسول دعوته . لا أقدم كلمات السلوى او الرثاء والعزاء وادعو لقراءة قصائد الشعر العمودي تذكارا وتذكيرا بشهداء المجزرة لحظة التصدي البطولي للآلة العسكرية الصهيونية . انني اقدم للناس مِديةً حين أغمدها في الارض تتوهج نوراً ، وفكراً ، وشجاعة . لا يمكننا الاحتجاج على هذه الكبوة التي تتكرر في نسغنا دوماَ وكأنها جزء من نسيجنا المكوّن لذاتنا ، وان كانت تشير الى الفطرية للحياة من دون فكرة غير قابلة للزوال داخل مادة تتصف بالديمومة . لأننا لو حاولنا الاحتجاج ،وهي فكرة دفاع ضد التلاشي، فكرة لا زمانية. نتاج مضاد للأنسجة اللدنة التي ستتململ ولا يبقى لها اي معنى في يوم من الايام ولأنها تنعكس في مادة لا تزيد ديمومتها عن المادة التي اخذت منها . فهل يمكننا يا ترى أن نوفَّق في مسعانا . ولكن !!!. من أين سنأتي بالمعتصم العباسي ثانيةً ، كي يّدق بكل العنف والجبروت قلاع عموّرية ، اقوى حصون الامبرطورية البيزنطية ، كي يثأر وينتقم لامرأة استجارت به فأنجدها ، ورَدَّ اليها كرامتها ، ولم يخذلها . عشرة قرون مرّت على المعتصم وعمورية نام خلالها العربي على الضيم والذلّ والهوان ، ومشى دون ارادة منه في قطيع السياسيين وتجار السياسة والصالونات واللغة الثورية التي ما قتلت ذبابة ، رغم تململه ورفضه . فالقيادات نامت في صفوف الاعداء ، ونحن المقاتلين في الخنادق ، لا ندري متى ستدَّق عظامنا . اصحاب الأظلاف اجتروا !!! هذا ليل عربي !!! تاجروا بقضيتنا -;- ستكسبون كثيراً -;- ولكن حذارِ ، سيجئ الزمن الذي نبصق فيه على وجوهكم القذرة ، ونمسح بشواربكم الارض ، وندوسكم بأرجلنا الحافية . مرّت ثلاثة عقود ، على المجزرة ، والضحايا في قبورهم يصرخون -;- متى تأتي لحظة الانتقام ؟ متى يتذكرنا بصدق من كانوا معنا ؟ متى يفِ قادتنا بوعودهم ؟ ومتى يضعون حدّا لمسلسل الموت والدمار ؟ متى ينفضوا تراب اللحد عنّا ، كي يعرف الصغار أسباب غيابنا ورحيلنا ؟. اننا نعيش في هذا الزمن العاق ؟ وهو عار وإرث بغيض نتركه لأحفادنا. رنا بشارة ، إبنة ترشيحا ومواليدها ، فنانة من الجليل الاعلى نذرت نفسها لقضية شعبها والوطن . تعاطت مع موجودات ارض ترشيحا وفلسطين فكان الصّبّار مادتها في الرسم . لقد طبعت كل الموجودات عليه فأخذت شكل نبات الصّبّار , وجوه الناس ، والاطفال ، والمساحات الخضراء ، والآلة العسكرية والمخيمات ، الموتى والاسرى . ضمّنته كتابا سمّه ارشيفا ، وان لم يكن كتاباً يحوي رسوماتها وان لم يحمل بعد عنوانا ، لكن الصّبّار ، هو النكهة التي لا تفارقه . رنا بشارة انها انسانة قبل كل شيء . إنسانة تسحقها هموم شعبها وجراحه جراحها هي . إنسانة نذرت روحها لقضية تتآكلها الايام والاعوام كالسباخ للارض وتظل تدور قضيته في دائرة الحلم ، بل تظلّ حلماً عصياً على التحقق كما يريد القائمون عليها .ولكن في حسابات رنا بشارة ان الحلم وارد التحقيق -;- فها هي تنهض من بين الخراب الذي لحق بوطنها وبيدها الفرشاة والالوان واوراقها الصبير تجسّد عليه معاناة وطن يكاد يضيع في المجهول . لم تكتفِ بهذا ، فها هي تطلق صرختها في الجليل الاعلى صرخة على شكل نصبٍ بارتفاع ثلاثة أمتارٍ ونصف وعرض ثلاثة أمتار يجسد الشهادة ، شهادة ابطال صبرا وشاتيلا المنسيين ، يأخذ شكل كرة ارادت بها ان القضية الفلسطينية تدور في اروقة السياسة وفراغاتها وستظل تدور كما الكرة الارضية . تحية من الجليل اطلقتها رنا بشارة لشهداء صبرا وشاتيلا , هي صرخة في وجوه تجار الكلمة الذين تناسوا أو نسوا أن للأموات حقاً على الاحياء . ليس بيننا نحن شهداء صبرا وشاتيلا وزيتونة فلسطين رنا بشارة دائن ومدين ما دمنا ننتمي لأرض الزيتون والجليل ارض فلسطين ، ولكن ما قدّمته رنا من اجلنا يخرج عن دائرة الكلام العابر ، انه موقف امتزجت فيه اللمسات الانسانية والمشاعر الوطنية ونكهة التراب والموقف . رنا بشارة موقف بذاته . لم تنسَ رنا شهداء المجزرة ، فأقامت النصب تحية وتكريما لنا ، وعلينا نحن ان نقول : طوبى لك ايتها الزيتونة ستبقين وارفة الظلال بعناد واصرار برغم كثرة الفؤوس التي تتغنىّ عند جذرك . تحية وفاء لك وتقدير دائم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن