الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليسوا شعبا بل عصابة إرهابية

أمينة النقاش

2013 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أقام الإخوان وأنصارهم في كل موقع ومكان، الدنيا ولم يقعدوها احتجاجا علي القصيدة التي كتبها الدكتور مدحت العدل، قبل عدة أشهر، وغناها مؤخرا «علي الحجار» من تلحين «أحمد الحجار» بعنوان «احنا شعب وانتو شعب» والمدهش والمثير للانتباه، أن من يقودون هذه الحملة علي الأغنية، صمتوا تماما حين نشرت القصيدة نفسها في صحيفة المصري اليوم والإخوان في سدة الحكم، وهي تنطوي علي نقد مرير لطريقة تفكيرهم ورؤيتهم القاصرة للدين والقائمة علي المتاجرة به لأغراض سياسية وانتخابية، والمخاصمة للحياة ومباهج الدنيا. وجه الاعتراض علي الأغنية – القصيدة- الذي يسوقه قادة الحملة عليها، التي انتهت بتكفير الفنان علي الحجار من قبل أئمة الجماعة ودعاتها، أنها تقسم الشعب المصري، وتدعو للفرقة بين أبنائه، وإلي التمييز بينهم.

ويبدو الاعتراض علي الأغنية وجيها لو أن قائليه لم يتعاموا عن ذكر الحقيقة وتزويرها أحيانا لصالح الدفاع عن جماعة الإخوان بالحق والباطل، حتي لو تم هذا الدفاع علي انقاض مستقبل الوطن ومصالح شعبه. وواقع الحال أن الذين قسموا الشعب المصري، وفرقوه، ومزقوه وأهانوه، واعتدوا علي ترابه الوطني بفتح سيناء لتصبح مرتعا للقاعدة وحلفائها من الإرهابيين من كل أصقاع الأرض، هم جماعة الإخوان وقادتها، الذين لم يشاركوا في ثورة 25 يناير إلا عندما تأكدوا من نجاحها، لكنهم برعوا في الاستيلاء عليها، وتحويلها إلي نصر انتخابي لصالحها عبر التزوير المدجج بأموال طائلة تستغل فقر الفقراء وبؤسهم ومحدودية وعيهم، وبتهديدات بحرق البلاد والعباد، وبالاستقواء بالولايات المتحدة الأمريكية، وأعوانها في الداخل، وبتحويل منابر المساجد إلي منصات للتكفير والتخوين والتلويح باستخدام العنف والقتل والحرق، لينتهي بهم الأمر لفرض وصايتهم علي الشعب المصري بالاستيلاء علي السلطة عبر صندوق انتخاب مشكوك في نزاهته للقضاء نهائيا علي فكرة تداولها، وعلي كل الآليات الديمقراطية التي قد تمكن الآخرين من الوصول إليها!

صمت قادة الحملة علي «الحجار» حين قرب حكم الجماعة، الأهل والعشيرة والمؤلفة قلوبهم، وأقصي كل ما عداهم، لكنهم انزعجوا بشدة، أن يسلط فنانون يحظون بالمحبة والجماهيرية الواسعة الضوء علي هذه الحقيقة المرعبة، أن من شق المجتمع المصري وقسمه وفرق بين مواطنيه هو الجماعة وحكمها البغيض، ومن يلبدون الآن في الذرة لتسقط أخطاء الحكم الذي أسفرت عنه ثورة 30 يونيو، ليبرروا به أخطاء الإخوان وخطاياهم، وجرائمهم، وانتهازيتهم السياسية، التي تتاجر بالدين بوصفه تجارة رائجة للاستحواذ علي السلطة وبزعم الدفاع عما يسمونه الشرعية، وكأن الشرعية اصبحت مرادفا لدي هؤلاء للقتل والنهب وتأجيج الفتن المذهبية والطائفية، وتعطيل حياة الناس، والتمثيل بجثث جنود الشرطة والجيش بعد التلذذ بقتلهم غدرا وهم يكبرون ويهللون باسم الله، فأي شرعية تلك التي تسيل الدماء وتحتل القري، وتدنس سيادة الوطن؟!

نعم قادة الاخوان والجماعة ليسوا شعبا، بل منظمة ارهابية، فشلت في إدارة البلاد وتحتمي الآن دون خجل بأموالها الطائلة العابرة للقارات وبالبلطجية، والمسجلين خطر، وبالاستقواء بالخارج، وبشيوخ الفتنة، وبالمؤلفة قلوبهم الذين يطلون علينا من فوق الشاشات ومنابر الصحف، وشركات الدعاية الدولية ومنصات العلاقات العامة، ليبرروا القتل والدمار وسقوط الضحايا واسالة الدماء بالدفاع عن «الشرعية» تماما كما فعلت كل السياسات الفاشية.


لن ينطلي كل هذا علي شعب اسقط نظامين مستبدين في عامين فقط، وفضح أمر المتاجرين بالدين وبالوطن، وكشف لابسي الأقنعة، وألاعيب المناورات السياسية التي تريد أن تخيره بين الدمار وبين حكم جماعة إرهابية، أوقفتها ثورة 30 يونيو عند حدها، ولن يسمحوا لها ولأنصارها أن يحكموه بالطريقة الفاشلة البدائية التي سادت قبلها.. وتلك هي «الشرعية» من قبل ومن بعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد