الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الانتخابات في شفاعمرو (1) واقع الحال!2013

زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)

2013 / 9 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


حول الانتخابات في شفاعمرو 2013
(1) واقع الحال!

الواقع:
واقع شفاعمرو ما هو الا واقع قرية كبيرة، من الصعب جدًا او حتى من المتعذر التعامل مع واقعها على انها مدينة.. اي مدينة.. فكيف اذا اردنا ان نقارنها بمدينة عصرية..! حدث ولا حرج؟ هنا سأتحدث عن الوجه العام للبلدة! وربما سيقول البعض ان هناك اهمية لبناء الانسان قبل بناء المكان! واعتقد ان المكان ما هو إلا انعكاس لصورة للانسان، خاصة واننا نتحدث عن البلد لا عن الافراد! ومثالاً لا حصرًا.. كيف يمكن ان ينشأ جيلاً من حملة الشهادات العليا او المثقفين في مدرسة دون غرف، دون مختبرات، دون مكتبة للمطالعة|، دون قاعة للبرامج الثقافية الغير منهجية!! كذلك هو الامر بالنسبة لمدينة عصرية، فمن اجل ان يترسخ واقع تعامل انساني عصري فيها، فالأمر يحتاج الى واقع بنيوي مدني، يتعامل معه الانسان الفرد بشكل حضاري.. لأن المكان يحتم عليه مثل هذا التعامل!

يكفي ان ننظر الى الواقع العام لشفاعمرو من ناحية البنى التحتية.. فشوارعها زي الزفت! وهذه ليس مجرد مقولة شعبية.. ففي شارع يمتد لمسافة لا تتعدى 1500 م .. تصادفك 18 مطبة.. يعني كل اقل من مئة متر مطبة! عدا عن ان معظم الشوارع/الطرقات تعاني من تموجات وتشوهات "خلقية" والارجح انها تشوهات بنيوية! ورغم هذا الواقع المزري فان اي ادارة.. لا سابقة ولا حالية، حاولت ان تضع خطة عمل تُنفذ على مدار مدة زمنة محددة، لاعادة ترميم هذه الطرقات، وخاصة الطرقات الاساسية! لقد شاهدنا في الاونة الاخيرة تنجيد وجه بعض الطرقات الفرعية، بطبقة من الزفت الجديد.. كما يحدث قبل كل انتخابات! الا ان الامر بقي محدودًا، حيث ان الاستفادة من هذا الانجاز تبقى جزئية ومحدودة، في حين ان المطلب الاساس، هو ان يتم مد الطرقات الاساسية التي تخدم معظم اهالي البلدة بطبقة جديدة من الزفت.. على ان لا يكون العمل بشكل عفوي وعشوائي.. ولمجرد الدعابة والدعاية قصيرة المدى. ان هكذا عمل يحتاج الى دراسة وتخطيط انشائي، يأخذ بعين الاعتبار تنفيذ اعمال بنى تحتية، كخطوط المجاري، المياه، مياه الامطار، خطوط الكهرباء والهاتف وكل ما يترتب عليه من احتياجات، لمنع حفر الطرقات طولاً او عرضًا لأي سبب وبكل مناسبة! اكيد ان الامر يحتاج الى ميزانية ضخمة، الا انه بالامكان تنفيذ هكذا مشاريع، بعد ان توضع خطة شاملة.. على مراحل وبالتدريج.. كما يمكن لبلدية تنال ثقة الناس، ان تعتمد برنامج العمل التطوعي، اسوة بتجربة توفيق زياد في مخيمات العمل التطوعي السنوية، التي خلقها لتحسين ظروف المدينة، نكاية بسياسة الحكومات العنصرية.

وفي هذا السياق ايضًا.. لماذا تسمح البلدية لمن يقوم بحفر جزء من الطريق، وخاصة الشركات والمؤسسات، بان لا يعمل على اصلاح الحفر وتزفيتها بموجب الموصفات المتبعة حسب القانون! واصدق مثال على ذلك، الطريق المحاذي لدوار العين "الدوار الثالث".. فما زال جزءًا منه محفر، على الرغم من مضي اكثر من ثلاثة اشهر على حفره، كما ان الجزء الذي تم اصلاحه، حالته زي الزفت! ما معنى ان يوجد قسم للهندسة والمراقبة في البلدية، وكيف يمر هكذا عمل دون محاسبة ومراقبة، ودون اتخاذ التدابير القانونية لإجبار المسؤولين عن هذا العمل على اصلاحه بالشكل الائق!! عنا من هالخروب سده مليانه!! يعني عن امثله من هذا القبيل حدث ولا حرج.

وحول موضوع النظافة! المدينة تصبح مدينة بحق عندما تكون نظيفة! يستمتع ابناءها بنظافة كافة اجوائها.. وتجذب الزائر اليها من كل صوب، لانه يشعر بالراحة حين يتجول فيها، او حين يقصد محلاتها التجارية للتسوق!! فأين شفاعمرو من النظافة؟؟ كل ما مررت بطرقات المدينة اخجل منها وأخجل فيها! واحاول مقارنتها بمدينة جنين!! جنين التي تكتظ طرقاتها بما لا يقل عن مائة الف انسان يوميًا.. وخاصة مركز المدينة.. لو كان العمل على نظافتها يشبه عمل بلدية شفاعمرو على نظافة شفاعمرو.. لأصبحت جنين مجرد مزبلة ومكب للنفايات، التي يلقيها الناس في الطرقات اثناء تواجدهم فيها!! فكيف تكون جنين انظف من شفاعمرو؟! لا افهم!

ما هو دور قسم الصحة والنظافة في البلدية؟ ما هو دور المراقبين العاملين فيه؟ ما هو دور الرئيس والاعضاء.. الا يمرون في طرقات البلد؟ ألا يشاهدون ما نشاهده من أوساخ ونفايات؟ كيف ينام هؤلاء المسؤلين حين يرون هذا الواقع المزري في طرقات بلدتهم.. هذه التي اقسموا امام الناس على خدمتها والمحافظة عليها!! المصيبة لم تولد في السنوات الأخيرة.. انما هي تراكم متتالي منذ سنين!! لكنها لم تلقى اي اهتمام لا من السابقين ولا من الاحقين!! فمتى تتحمل البلدية، ومن يقف على رأسها، رئيسًا وأعضاء.. مهمة نظافتها، واسدال هالة من النظافة في أرجائها، تلزم المواطن البسيط في ان يقوم بدوره للحفاظ على نظافتها! فواقعها اليومي لا يتيح امام الانسان العادي، ان يجهد نفسه للمساهمة في الحفاظ عليها!! "اذا كان رب البيت بالدف ضاربُ فشيمة أهل البيت كلهم الرقصُ"! وما أكثر الراقصين في هذا البلد!

وحول وجود المؤسسات في المدينة! هل يذكر واحدًا منكم أين كانت مؤسسة التأمين الوطني في شفاعمرو؟! ومن عمل طوال اربع سنوات على حث الجهات المسؤولة على نقلها الى مبنى عصري يتناسب وجمهور الوافدين اليها؟ ما هو الدور الذي لعبته البلدية في هذا السياق!! لم تقوم البلدية بأي جزء ولا بجزء الجزء من أي عمل في هذا السياق! وما كان لهذا الأنجاز أن يتحقق لو لم يقوم بعض الاشخاص، وانا واحد منهم، بالعمل المثابر وملاحقة الجهات المسؤولة حكوميًا، حتى تم نقل المؤسسة الى مبنى جديد! مع أن الامر لم يكن ليحتاج أكثر من ستة أشهر لتنفيذه، لو أن البلدية اعتمدت السياق القانوني، وتقدمت بشكوى الى محكمة العدل العليا، لاستصدار قرار يلزم الوزارة ومؤسسة التأمين الوطني، بإجاد مبنى يتناسب مع عدد السكان الذين تقوم المؤسسة على خدمتهم! ويلبي احتياجتهم للوصول اليها بموجب المواصفات القانونية. لم يكن يحتاج الأمر لأكثر من دفع رسوم الشكوى (6000 ش في حينه)، وتقديم الذرائع القانونية لمحكمة العدل العليا، من أجل احقاق هذا الحق.. ولكن على ما يبدو فأن "حسابات السرايا مش مثل حسابات القاريا"!
وقس على ذلك.. بكل ما يتعلق بإجاد مؤسسات رسمية لخدمة المواطنين؟ فمثلاً، لماذا لا يوجد مكتب لشركة الكهرباء في شفاعمرو.. لخدمة مواطنيها ومواطني القرى والبلدات المجاورة؟ ففي كريات حايم هناك مكتب عصري، فائق الحداثة، لشركة الكهرباء! يضطر سكان شفاعمرو والمنطقة بالتوجه اليه لحل مشاكلهم، مع انه موجود في منطقة من الصعب الوصول اليها بدون مرشد! وهذا المكتب يخدم سكان الكريوت خاصة، والذي لا يصل عددهم الى عدد سكان شفاعمرو وما حولها. فلماذا لا تعمل البلدية على إجبار شركة الكهرباء على فتح مكتب لها في شفاعمرو؟!
ويتحدثون على أن شفاعمرو مدينة عصرية!! يا حرام!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - القرصان أكلة شعبية سعودية بطريقة الإيطالية مع قمر


.. صنّاع الشهرة - لا وجود للمؤثرين بعد الآن.. ما القصة؟ ?? | ال




.. ليبيا: لماذا استقال المبعوث الأممي باتيلي من منصبه؟


.. موريتانيا: ما مضمون رسالة رئيس المجلس العسكري المالي بعد الت




.. تساؤلات بشأن تداعيات التصعيد الإسرائيلي الإيراني على مسار ال