الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قوم ٱلرّسول كافرون يتسلط عليهم عبيد

سمير إبراهيم خليل حسن

2013 / 9 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




للسَّـمَـوٰتِ وٱلأرض مالك واحد هو ٱللَّـه. وهو ٱلملك ٱلقُدُّوس فى ملكه. وهو ٱلحاكم ٱلحكيم ٱلمؤمن ٱلسَّلام. وعنده دين قيِّم لا تغيير فيه ولا تبديل. وكلّ شىء فى ملكه عبد يسجد مسلما له لا يستكبر.
هذا ٱلملك جعل فى كلِّ بقعة من ملكه شرعا مسنونا من ٱلدِّين. وبشرع ٱلدِّين ٱلمسنون فى ٱلأرض. نبتَت حيوٰة وٱجتازت أطوارا. ولما وصلت إلى طُور بشر وحش يسفك ٱلدِّمآء ويفسد فى ٱلأرض. نفخ فيها من روحه. فجعلها ءادمًا علّمه ٱلأسمآء كلَّها. وصار لهآ أن تشفع بنفسها من أسمآء ٱللَّـه. فتعلم وتملك وتغنى وتصلِّى وتقوى وتؤمن و.. ولهآ أن تبقى مسلمة من دون شفع.
وشرع ٱللَّـه من ٱلدِّين لمن شفعوا بأنفسهم من أسمآئه. وبيّن لهم أنَّ عليهم أن يقيموا ٱلدِّين ليعيشوا معا بسلام ولا يتفرقون:
"شرَّعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ ما وَصَّىٰ به نُوحًا وٱلَّذىٰۤ أوحَينَآ إليكَ وما وَصَّينا بهِ إبرَٰهِيمَ ومُوسَىٰ وعِيسَىٰۤ أن أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُواْ فيهِ" 13 ٱلشُّورى.
فكما جعل فى كلِّ بقعة من ملكه شرعا مسنونا من ٱلدِّين. كذلك جعل لكلٍّ جماعة من ٱلناس شرعة ومنهاجا:
"لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً ومِنهاجًا ولو شَآء ٱللّـه لَجعَلَكُم أُمَّةً وٰحِدةً ولكن لِيبلُوَكُم فى مآ ءَاتَىٰكُم فٱستَبِقُواْ ٱلخيراتِ إلى ٱللّـه مرجِعُكُم جَمِيعاً فَيُنبِئُكُم بِمَا كُنتُم فِيهِ تَختَلِفُون" 48 ٱلمائدة.
وبيّن لهم أنَّ لا فصل بينهم فى ٱلحيوٰة ٱلدُّنيا على ٱلرّغم من شرعاتهم ومناهجهم ٱلمختلفة. وأنّ ٱللَّـهَ هو مَن يفصل بينهم فى ٱلحيوٰة ٱلأَخرة:
"إنَّ ٱلَّذين ءَامنواْ وٱلَّذين هَادُواْ وٱلصَّـٰبئينَ وٱلنَّصَـٰـرى وٱلمَجُوسَ وٱلّذينَ أَشرَكُواْ إنَّ ٱللَّـهَ يفصِلُ بينهم يومَ ٱلقِيَـٰـمةِ إنَّ ٱللَّـهَ على كلِّ شَىءٍ شهيد" 17 ٱلحج.

ٱللَّـه هو مالك ٱلملك. وهو مَن خلق تلك ٱلحيوٰة وسوّىٰها. وهو مَن نفخ فيها من روحه وأرسل لها رسالة.
وهو مَن جعل منها رسولا يحمل رسالته إليها. يعرض فيها عهدًا بينه وبينها. وفيهآ أنَّ ٱلرّسول بما حمل قلبه وثُبِّتَ فؤاده بما حمل. هو أسوة حسنة لها:
"لَقَد كَانَ لَكُم فِى رَسُولِ ٱللَّـه أُسوَة حَسَنَة لِّمَن كَانَ يَرجُو ٱللَّـه وَٱليَومَ ٱلأخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّـه كَثِيرًا" 63 ٱلنُّور.
ٱلرّسول هو مُرسَلٍ إليه كغيره من تلك ٱلحيوٰة. وهو بمآ أُنزل على قلبه وثُبِّت فؤاده به. صار عليمًا نبيًّا. وبما علم كتب شرعًا معروفا من ٱلدِّين بين مؤمنين ومسلمين أحيآء فى يثرب. وفى كتابه "ٱلصحيفة" بايع ٱلمسلمون ٱلمؤمنين. وبٱلبيع قامت حكومة مؤمنين مدينة للشرع على رأسها نبىّ.
أما قوم ٱلرَّسول "قُرَيش". فقد كفروا بٱلرَّسول ولم يصدِّقوه. وحاربوا حكومة ٱلمؤمنين ٱلمدينة فى يثرب حتّى هزمتهم وأسملوا لها بفتح مكّة. ودفعوا لها جزية مقابل ما سببوه من خسآئر فى عشر سنين. وبعد سنتين من فتح مكّة مات ٱلرّسول. وبموته ٱنقلب قومه (مهاجرون ومسلمون للفاتح) على كتابه وعلى حكومة ٱلمؤمنين. وأقاموا سلطة مسلمين لذى ٱلشوكة من دون عهد ولا بيع. وما زالت أسس تلك ٱلسلطة قآئمة فى ٱلبلاد ٱلتى طغوا فيهآ إلى ٱليوم.
لماذا هذا ٱلتذكير بما حدث منذ 1400 سنة؟
يقول ٱليوم أكثر ٱلمصريين: "ٱلسيسى رئيسى". وبقولهم يبايعون جنديًّا من ٱلعبيد وليس من ٱلمؤمنين.
فما هو ٱلسبب فيما يبايع عليه ٱلمصريون؟
لقد دخل ٱلمسلمون من قوم ٱلرّسول وٱلأعراب مصر. وقام منهم على ٱلمصريين "عمر ٱبن ٱلعاص" ٱلذى أسلم لحكومة ٱلمؤمنين ٱلمدينة ولم يؤمن بشرعها. وعمل على إخضاع ٱلمصريين لسلطة طغوى قوم وأعراب جاهلين. أظلمت على ما كان للمصرين فى واديهم من علم وبنيان عظيم قبل دخول ٱلأعراب فيه. وبعد حين على تعبيد ٱلمصريين بدين سلطة قوم وأعراب (برابرة). صار أكثر ٱلمصريين من قوم ٱلرَّسول مسلمين أعراب.
ٱلأخوان ٱلمسلمون وأحزاب ٱلمسلمين ٱلأخرى فى مصر وفى غيرها. هم أبنآء تلك ٱلسلطة ٱلقومية ٱلمنقلبة وأبنآء دينها ٱلكافر. وقد كتبوا فى مصر شرعا كافرا (دستورا) بما تعبّدوا عليه من كفر أعراب. فلم يذكروا ٱلنّبىّ ولم يتخذوه أسوة حسنة فيما كتبوا من شرع. وٱنتخبوا رئيسا يشبه ٱلمسلم أبى بكر فى ضعفه وجهله بٱلدِّين وبشرع معروف منه. وبذلك مهّدوا ٱلسبيل لذى شوكة من ٱلعبيد ٱلجنود. ليعود بسلطة ٱلجنود إلى سيرتها ٱلأولى فى سنة 1952 ٱلتى بدأها ٱلجندىّ جمال عبد ٱلناصر.

لن يهتدى قوم ٱلرّسول ابدًا. لا فى مصر ولا فى غيرها. فأكثرهم ٱتخذوا ٱلقرءان مهجورا:
"وقال ٱلرّسولُ يَـٰرَبِّ إنّ قومى ٱتَّخَذُواْ هٰذا ٱلقرءانَ مَهجُورًا" 30 ٱلفرقان.
وهادوا إلى ٱلسَّلف وإلى كتبهم وشريعتهم. ٱلتى تقوم على حقِّ ذى ٱلشوكة فى ٱلسلطة عبدًا كان أم سيِّدًا. وحالهم لن يتبدل مهما كان لون ٱلإنذار لهم إلى قيام ٱلسَّاعة:
"يسۤ(1) وَﭐلقرءَانِ ﭐلحَكِيمِ(2) إِنَّكَ لَمِنَ ﭐلمُرسَلِينَ(3) علىٰ صِرَٰطٍ مُّستَقِيمٍ(4) تَنزِيلَ ﭐلعَزِيزِ ﭐلرَّحِيمِ(5) لِتُنذِرَ قَومًا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُم فَهُم غَـٰفِلُونَ(6) لَقَد حَقَّ ﭐلقَولُ عَلَىٰۤ أَكثَرِهِم فَهُم لا يُؤمِنُونَ(7) إِنَّا جَعَلنَا فِىۤ أَعنَـٰقِهِم أَغلَـٰلا فَهِىَ إلى ﭐلأذقانِ فهم مُقمَحُونَ(8) وجعلنا مِن بَينِ أيدِيهِم سَدًّا ومِن خلفِهِم سَدًّا فأغشَينَـٰهم فَهُم لا يُبصِرُونَ(9) وَسَوَآء عَليهِم ءَأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ(10)" يسۤ.
فأكثرهم حقَّ عليهم ٱلقول أنّهم لا يؤمنون. وهم لا يبصرون ولا يؤمنون. فليتسلط عليهم ذو شوكة ويدوس على رؤوسهم كما يطلبون.
ولن يكون حال ٱلتونسيين وٱليمنيين وٱلسوريين وغيرهم من قوم ٱلرَّسول مختلفا. ولن ينفعهم ما فعلوه. وضاع عليهم ما خسروه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب هاجم أحد الأساقفة بسكين خلال الصلاة في كنيسة أ


.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا




.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل