الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حِوارٌ مع الأطفال في مهرجان اللومانتيه

رابحة مجيد الناشئ

2013 / 9 / 22
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


حِوارٌ مع الأطفال في مهرجان اللومانتيه

مثل كل عام، ومنذ أكثر من عقدين، زوجي وأنا اعتدنا المجيئ من مَدينة فرنسية بعيدة عن ﭙ-;-اريس لنعيش لثلاثة أيام مُتتالية مِتعة ونشوة " مهرجان الإنسانية "، عيد جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي ــــ اللومانتيه. نعيش هذا المهرجان الشعبي السنوي الذي يزاوج بشكل رائع ما بينَ السياسة والاقتصاد والثقافة والتسلية والترفيه.

في هذا العام، أردنا أن نعرف ماذا يعني هذا المهرجان بالنسبة للأطفال المحتفلين والمبتهجين به، كما أردنا معرفة آمالهم وأحلامهم وطموحاتهم. لذا التقينا ببعض الأطفال في القرية الأممية للمهرجان وطرحنا عليهم بعض الأسئلة وكانت أجوبتهم رائعة ومدهشة.

في شارع تشي ﺠ-;-ﯿ-;-ﭬ-;-اﺭ-;-ا، وأمام الخيمة العراقية ‹‹ طريق الشعب ›› كان اللقاء الأول ﺒ-;-ِ " رَند " وهو طالب متوسطة بعمر 14 سنة.

قَدِمَ رَند مع والدته من السويد ليعيش احتفالات عيد اللومانتيه وليلتقي بأبيه الذي جاءَ من العراق لنفس الغرض.

يقول رَند: هذه المرة الثانية التي أَحضر فيها هذِه الاحتفالات.....أَخي الكبير" رَوى" لم يستطع المجيء بسبب الدراسة. ثم يواصل مبتسماً: سأحدث أَخي عن متعة هذا الاحتفال وربما ستصيبه الغيرة.

ورَند لاعب كرة قدم ماهر، وهو يعتز ويفتخر بمهارته الرياضية: لقد فزتُ في عدة مُسابقات، وأملي أَن أصبح بطل كرة قدم عالمي وأحصل على مداليات ذهبية في بطولات عالمية.

حدثنا رَند عن إعجابه بعيد الإنسانية الذي يَود أَن يعود إليه ثانية: كل شيء هنا جميل، هنا ناس من مختلف الجنسيات، كبار وصغار، بنات وأولاد.... وكلهم فرحين ويحب أحدهم الآخر.....هنا لا أحد يعتدي على الآخرين، وهم سعيدون... وفجأة يصبح رَند جاداً ومسحة من الحزن ترتسمُ على وجهه: أتمنى أن يكون العراقيون أَيضاً سعداء، ويعيشون في أمان ولا يوجد عنف وانفجارات وقتل في كل يوم. هكذا عبّرَ رَند عن هموم العراقيين جميعاً.

ثم تابع حديثه بابتسامة عريضة قائلاً: هذه الخيمة، خيمة طريق الشعب، أحبها، هي حلوة مثل العراق..... أنا آكل فيها كل يوم كباب لأنه لذيذ جداً.

ويختتِم " رَندو " حديثه بالقول: أتمنى للعراق السلام والأمان ولأَطفال العراق والعالم أَجمع الحب والسعادة والنجاح.

في شارع آخر كان اللقاء بالطفلة " أَيما " بعمر 12 سنة.

بالنسبة ﻟ-;- أَيما، عيد اللومانتيه هو أجمل الأعياد، لأنه عيد لكل الناس ولكل العالم...وستعود إليه في كل سنة.

تمارس أَيما العزف على القيثارة وتتمنى أن تصبح عازِفة مَشهورة وتطوف في العالم. وهي تعبر عن مشاعرها الإنسانية بالقول: أَطفال أفريقيا ليس لهم شيء يفرحونَ به، ونحن لنا الكثير..... هذه ليست عَدالة، وَيجب أن نتقاسم الثروات وكل شيء.

الطفل " داميا " عمره 10 سنوات.

يقول داميا: جئتُ إلى هذا الاحتفال في العام الماضي مع عائلتي، فوجدته رائعاً وكنت سعيداً جداً ولهذا قررتُ المجيء هذهِ السنة وكل السنوات القادمة.

يمارس داميا الرياضة بأنواعها ويحبها كثيراً، لكن أمنيته أن يصبح طياراً لكي يزور كل دول العالم ويتعرف على الشعوب الأخرى وعلى عاداتها وَتقاليدها ولربما يتعلم لغاتها. والأمنية الأخرى لـِ داميا، هي أن يعم السلام في العالم.

الطفلة " إِيناس " عمرها 7 سنوات.

هذهِ المرة الأولى التي تأتي بها إِيناس للمهرجان: ماما عرضت عليَّ المجيء، فوافقتُ دون أن أُفكر، فجئتُ مع أُختي " مَلوغا " وعمرها 5 سنوات ولقد تمتعنا كثيراً، فهنا موسيقى وألعاب كثيرة وكتب ومأكولات طيبة ورقص، وقد قررنا أن نأتي في السنة القادمة. أمنية إِيناس أن تكون كل الأيام أعياد، وأن يكون كل الأطفال سعداء.

الطفلة " مَرجان " عمرها 11 سنة، تأتي مع أبيها كل عام للتمتع بالموسيقى والأكلات اللذيذة، وهي تحب أَن تصبح طبيبة لكي تساعد الناس وَتقضي على الأمراض، والأمنية الثانية لمَرجان هي أَن يختفي الفقر من العالَم، وأَن يأكل كل طفل حين يجوع.

التوأم " مايَل " وأُخته " لِيلا " ، 8 أعوام.

حدثنا مايَل طويلاً عن مشاعره: بفضل جدي عَرفتُ هذا الاحتفال منذ ثلاث سنوات... هذا عيد للناس جميعاً، عيد للحرية وعيد للسلام، وآمل أن يكون العيد القادم أكثر زهواً... جدي يعمل في السياسة وهو يقول بأني رفيق صغير.

يتمنى مايَل أَن يصبح خبازاً ماهراً ويعمل الخبز بأشكال مختلفة. وتتسارع الكلمات على شفاه هذا الصغير المسيَّس وينهي حديثه بالقول: يجب عمل احتفالات لكل أطفال العالم، لأَن هناك الملايين من الناس الذين لا يعرفون غير العنف والحروب والجوع والأَلم .

أَما أُخته لِيلا، فهي تُشاطر أَخيها في كل أفكاره، وتتمنى لكل الناس النجاح والسعادة.

الطفلة الصغيرة " سالومة " وعمرها خمس سنوات وستة أَشهر فتقول: هذهِ المرة الثانية التي أَجيء بها لهذا الاحتفال.....المرة الأولى عندما كنتُ صغيرة !

سالومة، تجد كل شيء جميل في مهرجان اللومانتيه: سوف أحدث صديقاتي في المدرسة عن هذا العيد المملوء بالألعاب حتى يأتين جميعاً في السنة القادِمة.... وأنا أتمنى أن أكون معلمة.

" ﮔ-;-ﺍ-;-بريَّل " عمره 11 سنة.

هذهِ الزيارة الأولى ﻟ-;-ﮔ-;-ﺍ-;-بريل: إن الذي يعجبني في هذا الاحتفال هو الألعاب والموسيقى والكتب....وبشكلٍ خاص أُحب المأكولات المختلفة التي تقدمها شعوب مختلفة، وقد ذقت الكباب وهو لذيذ جداً. طموح ﮔ-;-ﺍ-;-بريَّل أن يصبح كاتب عدل: في أحد الأيام رأيت في التلفزيون كاتب عدل، وقد أعجبني عمله كثيراً، لذا قررت أن أكون كاتب عدل وأساعد الناس . يتمنى ﮔ-;-ﺍ-;-بريَّل، أن يكون لكل إنسان الحق في الدراسة والعِلاج والعمل، وأن يتساوى الناس في الحقوق.

" إِينَّس " 6 أعوام: جئتُ مع جدتي، وهذه المرة الأولى... أَنا سعيدة جداً، هنا أطفال كثيرون وألعاب كثيرة ومأكولات لذيذة وأنا أحب أن أذوق كل شيء.

" دنيا " 9 سنوات: عرض عليَّ أبي هذهِ المرة المجيء ولكنني قررت أن أعود إلى هذا الاحتفال كل عام. أخي الصغير معنا وهو في عمر 10 أشهر واسمه إِلياس وأنا أحبه كثيراً. وتؤكد دنيا على أن المأكولات لذيذة والموسيقى في كل مكان.

أَما أُختها " لئينا " وعمرها 7 سنوات فانبرت تقول: أحب كل شيء هنا، وقد ذقنا الشوربة الإيرانية وهي لذيذة جداً. ثم تستطرد الأُختان في الحديث: في مدرستنا نعمل فعاليات ونجمع نقود وَنرسلها إلى مدرسة أفريقية في " بركينا فاسو " لكي يعملوا بها غذاء لأطفال أحد صفوف المدرسة، وبعدها نجمع النقود لصفٍ آخر في المدرسة وهكذا.

وتتمنى الأختان أَن يَعم السلام في العالم وتنتهي المجاعة وأن لا تحدث الحرب في أي مكان، لأن الأطفال هم ضحايا الحروب.

" إِيناس " عمرها 5‚8 سنة: كل عام نأتي إلى هنا، وأنا أُحب الألوان الزاهية الجذابة لهذا العيد وأحب الألعاب المختلفة. وإيناس تُحب الرقص والغناء: المعلمة تقول أن صوتي جميل وربما سأصبح مُطربة في المستقبل... أتمنى ذلك. وتعبر إيناس عن مشاعرها الإنسانية بالقول: البلدان الأفريقية فقيرة جداً وليس عندَهم أعياد يفرحون بها مثلنا، فيجب مساعدتهم لكي يعملوا هم أيضاً احتفالات وأعياد. ثم تواصل الحديث: أنا أكره الحروب لأنها لا تحب الأطفال وتقتل آباءهم.

الصغيرتان " آيلا " وَ " لَيا " جاءَتا لهذا المهرجان متطوعتان للعمل في الخيمة العراقية ـــ طريق الشعب. لم يكن بالإمكان سرقة الكثير من وقتهما، لأنهما كانتا مُنشغلتان بتحضير وبيع لفات الفلافل العراقي اللذيذ وبالحديث مع المشترين.

المتطوعتان الصغيرتان لهما آمال مشتركة، أن يعم السلام في العالم وتختفي المجاعة ويندحر الفقر.

يقول المثل اليوناني " الحقيقة تخرج من أفواه الأطفال "

ان براءة الأطفال تسمح لهم بادراك الحقائق. ونفس هذه البراءة، تمكنهم من قول الأشياء التي يفضل البالغون أحياناً تخطيها والتزام الصمت عنها أو حتى عدم سماعها. فالأطفال لا يعرفون التملق والنفاق.

تحدثَ الأطفال الذين التقينا بهم عن مشاعِرهم الرقيقة بالنسبة لمهرجان اللومانتيه، وعن البهجة والسعادة التي يدخلها هذا المهرجان إلى قلوبهم الغضة.

ها هُم الأطفال وبكل براءةٍ وَصدق يوجهون انتقاداتهم لِما يحدث في هذا العالم من ظلمٍ وعنفٍ واضطهادٍ واحتكار، رافضين الحروب وداعين للسلام وللتضامن الأممي مع الشعوب المحرومة.

في أجوبة الأطفال حِكَم ورسائل. الأطفال يحلمون بغدٍ أفضل تسوده العدالة الاجتماعية والمساواة، خالٍ من العنفِ والفقرِ والجهل وتسودَهُ المودة. ومَن لا يُدرِك هذا، فهو الفاشل والخاسِر في حسابات الزمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تصحيح
AL-BAIDHAWE ( 2013 / 9 / 23 - 17:03 )
يرجى من الحوار المتمدن تصحيح الكلمات الواردة في المقال
ـ الكلمة جيفارا بعد كلمة تشي في السطر التاسع وكذلك الحرف
ـ الإسم كَابريَّل في الأسطر59،60،61 مع الشكر الجزيل.

اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة