الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لصوص ألمدينة

محمد الفهد

2013 / 9 / 23
الادب والفن


هذه المدينة المبتلّة بالاعذار
كم تقلقني..
كنت اعتقد اني حفظت شوارعها المجنونة
وانتصرت على خرائطها
فادمنتني قائدا مكتظّاً بالأنواط
هي قالت لي..
اني احرّك سير مرورها ألأزليّ
أبكيها..
أُسْعِدُ من فيها
أكتب آخر قصائدها بألأسفلت على وجه وعورة مداخلها المكتظة بالقبور
هي قالت لي..
لم تكذب
فالهروب من جحيم الايام
يبيح لها ان تحلم
أو تهرب الى قلب سجنها المتخم بالخزف والساعات الجداريه
هي لم تكذب
إنما تحلم بالفرار بلا سيقان الى مدن ثلجيه
كنت ذات مساء أميرها
عرّاب زمنها حين تبات بدون أبٍ روحي
يصحو صباحها على صوت أقدام لصِّ ظريف
يخدع شفّافية روحها ألمثقلة بأسئلة ألدرس ألأول
يوهمها انه يسرقها لأجلها
لتثرى في زمن الفقر الاسود
أهداها بيت ورثه من أبيه مثقل بأدعية للموتى
وحجاب يلف وجه خطيئتها حين اعتبرته سيد عصر الفرسان
واللص يقصّ كل يوم حكايات النصر على الاشباح
وانه يعرف طرق الارض وزوايا السماوات
حين تنام عيناها المتعبتان يصفعها
أستمعي لبقايا تلك الحكايات
هذه المدينة غارقة بالطاعة لكل الطواغيت
هي لم تكذب
لكنها لم تصغ الى تراتيل قلبي
خوفي..
عالمي المشحون بالشهقات لنجدتها
مدينة تقبل بكل هذه العيوب
تترك صرخاتي في الموانيء كأجنحة النوارس من اجل لصوص
وحضيرة جاموس
تبحر صوب البلاهة واللاجدوى
انا اصرخ
هي تبتعد في عمق المجهول
ستموت في الجزر المخصصة للخيبات
تحسبها أمنا مطلق
هي لم تكذب...
لكنها
تطوق بذراعيها وجه اللص
تلبسه بدلة الثوار
تقلب موازين العدل
لتمسح الرذيلة عن وجهه المصون بفيض جراحها
أيتها المدينة ألمتعبة
لاجدوى من أضوائك الحمراء
أعيدي قراءة مادونه ألزمن على جبينك
ورتّلي معي ...
ألحرية فنٌّ لايتقنه سوى الأحرار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا