الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(3) الانتخابات في شفاعمرو 2013 من أين لكم هذا؟؟

زاهد عزت حرش
(Zahed Ezzt Harash)

2013 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية




في عهد زعيم العروبة، القائد الفذ، الراحل جمال عبد الناصر، صدر مرسوم جمهوري، بموجبه تقوم الدولة بمحاسبة أصحاب رؤوس الأموال، مما يتيح لها امكانية البحث في سجلاتهم لتعرّف من أين لهم هذا؟! وانتشرت مقولة "من أين لكم هذا؟!" انتشار النار في الهشيم، وأصبح الناس يرددونها، في كل ما يلفت انتباههم، لمن يملك مالاً غير معلوم المصدر! ذلك استنادًا الى المثل الشعبي القائل، "حارتنا ضيقة ومنعرف بعض"، وهكذا تناقل الناس اخبار من كانت تظهر عليهم النعمة وكثرة المال، من دون كد او تعب او مجهود مشرف يذكر. وها نحن اليوم في معمعان الانتخابات، نرى كم من السيل المالي، تغدقه بعض القوائم دون غيرها، على تحركها ودعايتها الانتخابية، مما يعيد الى الأذهان تلك المقولة التاريخية، من أين لكم هذا؟

قال جبران خليل جبران "ما أظلم من يعطيك من جيبه ليأخذ من قلبك"! وأقول، ان من يعطيك من جيبه مالاً لخوض الانتخابات، لا يكفيه أن يأخذ من قلبك فقط، لأنه سيأخذ بالمقابل من كرامتك ومن كرامة اهلك ووطنك!! فمن يعطي من جيبه مالاً لتمويل حملة انتخابية لرئيس او لعضوية، لا يعطيه حسنة "لوجه الخالق" ولا زكاة عن روح والديه وامواته، انما يعطيه على أساس تبادلي المصالح. أعطيك الآن لتعطيني غدًا! لم يُطلق على هذا النوع من التداول المالي صفة "التجارة" انما أطلق عليه صفة "المال السياسي"، ولأن السياسة أصبحت تمتاز بمعظمها، بالقذارة والنفاق، فان هذا المال موبوء وقذر ومنافق!!

فمن أين لكم هذا؟
أيها المرشحون لرئاسة البلدية في شفاعمرو، وغيرها من قرانا وبلداتنا العربية عامة، وفي الناصرة خاصة!؟ من أين لكم هذا؟! ومعلوم ان ما ترصده وزارة الداخلية من ميزانية لكل عضو بلدية أو رئيس! هو مبلغ بالكاد يكفي لتغطية المصروفات الأولية والاساسية، كي يتمكن من طرح أفكاره وبرنامجه الانتخابي، وبعضًا من الدعاية كي تصل أفكارهم ووعودهم الى الناس! فكيف ينشرون هذا الكم من الصور على لوحات الإعلان الضخمة، المنتشرة أخيرًا في العديد من الأماكن في كل بلد؟ واعود واعتمد على ما هو موجود في شفاعمرو، حصرًا! من أين لكم كل هذا المال لتنشروا صوركم ذات الطلعة "البهية" بهذا المساحات الكبيرة؟!

في حيفا، في تل ابيب، وفي مدن عديدة في الشارع اليهودي، قلما تجد هذه الكمية من الإعلانات الضخمة للمرشحين فيها، اللهم سوى تلك الإعلانات التجارية السارية الظهور عادة؟ وهي أحزاب كبرى تملك ميزانيات كبيره، إضافة الى تمويل من جمعيات ومتمولين لهم علاقات بهذا المرشح او ذاك!! وهناك، أي في الشارع اليهودي، إذا ما تسرب أي خبر عن مال غير نظيف يوظف لخدمة مرشح ما، فان القضاء يطاله!! اما عندنا فحدث ولا حرج، لا حسيب ولا رقيب! تدخل الأموال الى جيوب المرشحين كيفما شاءوا، وتصرف كيفما شاءوا! ومن يشاءون يعرفون كيف يستردون عوائد هذه الأموال إليهم!

فالمرشح الذي يحصل على دعم من متمولين من افراد عائلته، او من المقربين اليه، لا بد لهم من ان يحصلوا على امتيازات او تسهيلات او وظائف او تعهدات، مقابل دعمهم السابق له! ويصبح الرئيس المنتخب أو العضو، أداة بيد من مولوه ودعموه، ينفذ رغباتهم ويقضي حاجاتهم، وفي النهاية يصل به المطاف الى أن يأتمر بأمرهم. فتصبح البلدية مجرد شركة استثمارية يستأثر بها الرئيس واعوانه، او جماعته وأفراد اسرته! ولقد شهدت شفاعمرو هذا النموذج من الزعماء، الذين أثقلوا كاهل البلدية وميزانياتها، بسلب ملاين الشواقل، ما زال يذكر البعض، ربما؟ انه خلال سنة واحدة دفعت البلدية لإحدى المطاعم مبلغ مليون شاقل ثمن شاورما! فماذا وأي مبلغ سيدفع الرئيس المقبل في بلدية شفاعمرو لمن يقف وراءه؟ كم سيدفع ذلك المدعوم من حزب يجلس على كرسي الحكومة، ولقطعان المتمولين الحائمين حوله وهم على بعد منه؟ إذا ما وصل الى سدة السلطة! التي مارس فيها في يوم من الايام مهنة التسويق والمقايضة؟ وكم سيدفع المدعوم من عميل وسمسار ينشط في بيع أملاك الفلسطينيين لليهود؟ وماذا سيعطي المدعوم من مجموعة البترودولر، إذا ما كانت هي التي تمده بالمال الآتي بشتى الوسائل من خلف الصحراء؟ وماذا ستفرض هذه الفئة المتمولة من فتات موائد الرجعية العربية، على المدينة وأهلها، إذا ما أصبحت جزءًا من الإتلاف الحاكم في البلدية؟! وكيف سيتصرف مرشح الرئاسة الأضعف من بينهم، إذا ما تأكد له استحالة تأثيره على مجرى الانتخابات، وفي أية خانة ستصب أصوات مؤيديه، وما هو ثمن هذه الأصوات التي سيمنحها للرئيس الذي سيدعمه؟! اما من يملك المال والتأثير الفاعل، فهو يحتاج الى تحالفات ما قبل الانتخابات، فبماذا سيلتزم لقاء هذا التحالف؟! وكم من المال او الوظائف سيمنح لهم؟ وأية أخلاقيات هي التي ستهيمن على علاقته بهذه التحالفات، وكيف سيتسنى له تسيير دفة العمل البلدي؟! إذا ما كان موثوقًا منذ ما قبل البداية، بتحالفات طائفية تعمل لسحاب طائفة على أخرى؟! "والله أني في شك من بغداد الى جده"!! "ان القادم أخطر"!!

نعم هي الانتخابات يوم. ولكن نتائج هذا اليوم ستتحكم بمصير البلد لخمس سنوات قادمة، فبأي حال من الأحول تريدونها ان تكون؟!
يا أيها الناس، نعم ان الانتخابات ليوم، لكن عليكم أن تجعلوا منه يوم الحساب، والى أن يأتي هذا اليوم، عليكم ان تسألوا! عليكم ان تبحثوا عما يجري خلف الأبواب المغلقة! والى أي مدى سيصل التآمر بين القوى المتحالفة سرًا "لأن ما يحاك سرًا هو الأخطر"! وماذا ستحمل هذه التحالفات في طياتها للسنوات القامة؟!
اعتدنا أن نقول "أن أهل مكة أدرى بشعابها". وأقول إن أهل المدينة "المدينة المنورة" لا يبعدون كثيرًا عن أهل مكة وشعابها، وهناك الاف الانسجة المتصلة فيما بينهم! فما يحدث في هذه الطائفة يحدث في الطائفة الأخرى، كما يحدث أيضًا في معظم البلدات والقرى العربية!! وأعود الى مثل ذكرته في الفقرة الأولى "حارتنا ضيقة ومنعرف بعض" وبموجبه انا لا اكشف الاسرار، وكأني أعرفها لوحدي، فمعظم الناس يعرفون ويدركون هذه الحقائق التي رويتها في هذا المقال، انما يرفضون طرحها، إما خوفًا، وأما لأنه لهم مصلحة في ذلك "لغرض في نفس يعقوب"! وكم يعقوب موجود في هذه البلد؟ لا يمكن ان يشكل أكثر من خمس أبنائها، بيد أن الأغلبية الساحقة مغيبة، وتعطي أصواتها على "البركه"، او عن قلة وعي ومعرفة وعن طيب خاطر! لكن هي فرصة لاستدراك الأمور ووضعها في سياقها الصحيح!
أيها الناس هذه فرصتكم ليتولى أمركم من فيه الخير لكم / للبلد بكل من فيها!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة


.. قوات الاحتلال تعتقل شابا خلال اقتحامها مخيم شعفاط في القدس ا




.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأمريكية ضد حرب إسرائيل


.. واشنطن تقر حزمة مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل وتحذر من عملية




.. قوات الاحتلال تقتحم بلدة شرقي نابلس وتحاصر أحياء في مدينة را