الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-رجال كالسم- وحلم جميلة

عدنان يوسف

2013 / 10 / 4
الادب والفن


رجال كالسم ،قصة في العدد78 من مجلة الكلمة اكتوبر 2013 للقاصة العراقية ناهدة جابر جاسم
هذا النوع من القصص يتطلب قدرا كبيرا من الوعي والقابلية على التحمل ويحتاج كذلك الى اعمال العقل والخيال والعلم وصولا الى اظهار الحقيقة ،وقد نجحت الكاتبة في كل ذلك بدءا من العنوان الذي يضع القتلة ،على اختلافهم في خانة واحدة مرورا بمقارنة ذكية بين حالتين لضحيتين وان اختلف سبب معاناتهما ظاهرا الا ان الحقيقة ستظهر بجلاء من خلال متابعة القراءة ،حقيقة تشابه الضحايا وايضا تشابه القتلة واعني بالقتلة جلادي عهد صدام الفاشي والخونة الاخرين على اختلاف توجهاتهم وممارساتهم المشينة .( وبهذه المناسبة سادرج شهادتي حول احد جوانب الموضوع بعد اذن الكاتبة العزيزة )
نجاة وجميلة بطلتا قصة ناهدة جاسم فتاتان تتميزان بالجمال والطيبة والصدق كلتاهما تحلم بحياة سعيدة يسودها العدل مع الاختلاف في رؤيتهما لتحقيق ذلك فنجاة متزوجة ترى في الحب والاخلاص طريقا لتحقيق الامل المنشود وجميلة مناضلة تقدمية تعمل بنشاط كبير في صفوف حركة اليسار العراقي لتحقيق الامل نفسه
سنة 1978 تقوم السلطة الدكتاتورية بحملة قمع قاسية ضد القوى الديموقراطية تطال عشرات الالاف من الوطنيين ومنهم جميلة ,(رأيتها تلك الفترة متخفية في بيت الفلاح الشيوعي (ن ع ع ) في قرية باطراف بغداد تمهيدا لهربها الى خارج البلاد وكنا نحن مجموعة من "المتطوعين "نتابع بقلق وحرص شديدين كل خطواتها لضمان سلامة وصولها الى المطار ومغادرتهاالى ايطاليا الا ان انكشاف امرها اصابنا باحباط شديد ومع انها تمكنت بمناورة ذكية من الافلات من امن المطار لكنهم سيقبضون عليها لاحقا في مكان آخر )
تروي الكاتبة جوانب من حكاية جميلة ،صديقتها بعد ان تتحدث عن صفاتها المحببة والمتميزة "جميلة تقاوم بضراوة سم الثاليوم الذي سقوه لها مع اللبن في مديرية الامن العامة في بغداد بعد يأسهم من جعلها تعترف على رفاقها" وتنتقل القاصة بطريقة ذات مغزى الى ذكر صديقتها الاخرى نجاة متسائلة اذا كانت جميلة "الراقدة بكبرياء فتاة عاشقة للحرية ومتمسكة (رغم انها على حافة الموت)بحلم مدينة فاضلة "،قد جرى لها ذلك على يد سلطة غاشمة ،فمن كسر عنفوان نجاة وسحقها بهذا الشكل المرعب "اي جلاد سقطت تحت سوطه "وكأن الكاتبة تقول ضمنا :ونجاة لا تعمل في السياسة .فتترك للقارئ حرية الاكتشاف بعد ان تطلعه على حكاية نجاة :الزوجة الطيبة العاشقة لبيتها يخونها الزوج مع ارملة شقيقه هكذا امامها وبوضح النهار لتموت بعد ذلك كمدا وحزنا وهي في حاة يأس مرير لا علاج له .ما الذي جعله يفعل ذلك ، من خرب النفوس بهذا الشكل المفزع !!
انه السم الذي نشرته الفاشية في ارجاء الوطن ،في كل مفاصل الحياة لتخرب كل شيء بواسطة اشباه رجال وصفتهم الكاتبة برجال السم
ناهدة جابر جاسم كاتبة تتقدم بخطى ثابتة مع كل عمل ابداعي تنتجه وهي بهذه القصة تضع امام القراء موضوعا يؤرخ لمرحلة مهمة في تاريخ العراق الحديث ساسميها تساوقا مع عنوان قصتها "المرحلة السمية "وهو امر يفتح ابوابا واسعة امام المعنيين لكشف وتسجيل ما جرى للوطن وابنائه على ايدي اولئك القتلة المهوسين والمرضى،اسيري العقد والاوهام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبيه عادل ا?مام يظهر فى عزاء الفنانة شيرين سيف النصر


.. وصول نقيب الفنانين أشرف زكي لأداء واجب العزاء في الراحلة شير




.. عزاء الفنانة شيرين سيف النصر تجهيزات واستعدادات استقبال نجوم


.. تفاعلكم : الفنان محمد عبده يطمئن جمهوره على صحته ويتألق مع س




.. المخرج التونسي عبد الحميد بوشناق يكشف عن أسباب اعتماده على ق