الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات اولية عن الاغنية الشبكية

نعمت شريف

2013 / 10 / 22
الادب والفن


ملاحظات اولية عن الاغنية الشبكية
بقلم: نعمت شريف

كم اسعدني عندما سمعت لاول مرة قبل خمسة عشر عاما عن الاغاني الشبكية، لا بد وانها تسد فراغا بين الشبك وتشكل وسيلة ارتباط بعضهم بالبعض والتي لم تكن موجودة سابقا لاجيال عديدة. وهذا تطور ملحوظ في بناء الشبك كأية مجموعة بشرية اخرى. ان اواخر عقد الثمانينات من القرن الماضي يعتبر بلا شك عقد ميلاد وتطور الاغنية والموسيقى الشبكية، ولا يسعنا الا ان نبارك جهود رواد الاغنية الشبكية كعارف الداودي وسالم شبك وغيرهما.

ان كل ولادة لا بد ان يسبقها فترة حمل، وهذه الفترة للاغنية الشبكية هي اواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي، وكل ولادة كهذه تمثل قفزة نوعية في تطور المجتمع البشري وللشبك الحق في ان يفتخروا بهذه المرحلة كبداية تحمل اكثر من دليل على حيوية الشبك كباقي المجموعات البشرية.

رغم الامكانيات المحدودة وندرة المعلومات المتوفرة لدينا، نستطيع كأي مستمع ان ندلي برأينا ونتابع تطورات المستقبل. ان هذه الملاحظات هي بمثابة وضع النقاط على الحروف لا النقد، لان النقد الفني هو من اجتهاد الاختصاصيين والذين لهم المام بالفن والنقد. فهذه الملاحظات ليست الا تسجيلا تاريخيا لنشوء الاغنية الشبكية المعاصرة من جهة، ولتوضيح معالم هذه المرحلة من جهة اخرى. نأمل ان تكون ملاحظتنا هذه جافزا للمواهب الشابة للدخول الى حلبة الخلق والابداع للفنانين كلمات وموسيقى واداءا.

لا يخطئ المستمع الى الاغاني الشبكية في اكتشاف تأثير الموسيقى والالحان الكردية عليها وفي اعتقادنا ان هذا طبيعي حيث ان الموسيقى الشبكية والحانها جزء من الموسيقى والالحان الكردية وارتباطهما عضوي كارتباط الوليد بامه. والتناغم بين كلمات الاغنية والحانها وموسيقاها ما هو الا انعكاس لهذا الترابط فمثلهما كالقالب والمقولب.

ولكن في الاشرطة المتداولة اليوم نجد ان التقليد للاغنية الكردية تطغي على عنصر الخلق والابداع فالالحان والموسيقى لفنانين اكراد يغنون بالكرمانجية مستعارة لتلائم كلمات شبكية، والتشابه في بعض الاحيان واضح حتى في صوت المغني نفسه. كبداية طيبة لايمكن ان يعتبر مأخذا على الاغنية الشبكية، ولكننا نتوقع الاكثر من التقليد البحت ونأمل ان تستطيع الاغنية الشبكية انشاء كيانها المتميز.

أما المضمون في الاغنية الشبكية فلم يتعد المألوف والمعتاد الا نادرا. فالعبارات متداولة ومعانيها مألوفة وواضحة وتعبر في معظم الاحيان عن المعتاد في قصص الحب والغرام. نعتقد ان هذه من علائم النشوء فلا بد من تسجيل الواقع المألوف من جهة وان تعبر عن الفلكلور الشعبي من جهة ثانية. بالرغم من واقعيتها ومألوفيتها، يبحث الفنان في هذه المرحلة (مرحلة الطفولة) عما يدور حواليه ويكتشفها ويعبر عنها في قالب فني يستسيغه عامة الشعب. انها مرحلة لا بد من اجتيازها كي تستطيع الاغنية والموسيقى الشبكية ان تثبت وجودها كلون من الوان الفن والغناء الكردي.

قلنا ما هو المضمون في الاغنية الشبكية والان نركز قليلا على ما ينقصها من مكوناتها الفنية. الفنان بحسه المرهف وعمق اخيلته يسبق الجماهير دون الانفصال عنهم وبذلك يستطيع الفنان ان يرتفع باحساس الجماهير وذوقها الفني الى مرحلة جديدة ويفتح امامها آفاقا جديدة من الاستمتاع بالانتاج الفني ويوسع افق تفكيرها ويزداد اخيلتها الجماعية عمقا ووجدانها ارهافا. هذا هو دور الفنان المبدع فهو امام الجماهير في مقدمتهم وهو مع الجماهير يتغذى بروحها ويطعمها من روحه وحسه المرهف. هذا هو تفاعل الفنان مع الجماهير.

لم تصل الاغنية الشبكية في رأينا الى هذا المستوى بعد، ولا غرو فهي لا تزال طفلة في باكورة حياتها، ينقصها عمق الخيال الفني المبدع. نأمل لرواد الاغنية الشبكية السير قدما على طريق الانعتاق من اساليب التقليد والواقعية الرتيبة. وكلمة اخيرة عن الاداء الفني، لا بد ان نثمن مواهب الفنانين الشبك من ناحية الاداء الطيب والجرأة لفتح هذا الباب الفني امام الاجيال القادمة والمستمعين الشبك.

نعمت شريف
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/