الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الطريق الى جنيف 2

جهاد الرنتيسي

2013 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


المواقف الصعبة ، الاحوج الى قراءات جريئة للواقع ، ومراجعات جادة ، تجرد المشهد من فوائضه ، وتعيد ترتيب الاولويات ، بطريقة تتيح الخروج بمقاربات ، تساعد على تجنب المغامرة ، بالمنجز التاريخي والحضاري والسياسي والسلم الاجتماعي والامن الاقتصادي ، وتفادي تعريض الشعوب لمزيد من الكوارث .
معظم النخب السياسية في العواصم العربية والشتات ، تقف امام سؤال الخطوة التالية بعد المأزق التاريخي ، الا ان الحالة السورية الاكثر حدة وارتهانا ، للعنف والقتل والدمار ، مما يتطلب من اطرافها ،عصفا ذهنيا ، يقود الى آليات تفكير ، تراعي التطورات المتلاحقة .
مسلمات الازمة السورية ، تقود الى نتيجة ، مفادها ان القضية التي خرج السوريون من اجلها الى الميادين ، في بداية حراكهم ، تحولت الى قضايا ، وان الحسابات الدولية والاقليمية ، باتت تغلب على الحسابات المحلية ، بعد عامين من العنف .
تكشفت المواقف الدولية على حقيقتها ، لتختزل الازمة في السلاح الكيماوي ، الذي تحرص الادارة الامريكية ، على التخلص منه ، لضمان الامن الاسرائيلي ، فيما ترى فيها القيادة الروسية فرصتها في مقارعة الولايات المتحدة ، وتحاول دول القارة العجوز ان تجد فيها ما يجدد شبابها .
لا يختلف الامر كثيرا في الحسابات الاقليمية، بين اطراف طامحة لتوسيع دورها في المنطقة ، واخرى باحثة عن تصريف لازماتها الداخلية ، وثالثة تخشى التلاشي عن الخارطة .
بين هذه التناقضات ، تجد ادوات القتل و الموت ، فرصتها لتحويل السوريين الى حالة منكوبة ، تفتك بهم وتشردهم ، وتعيد بلادهم الى العصور الوسطى .
الدم والدمار في سوريا صار معبرا لاصحاب الاجندات الدولية والاقليمية مع انسحاب البساط من تحت اقدام الاطراف السورية وتحويلها الى عامل ثانوي في النزاع ، يكاد ان ينقسم بين وقود او ادوات لحرب ، لم يكن السوريون معنيون في تفجيرها ، لولا دفع النظام للاحداث باتجاه العسكرة .
لا يعيب اطراف الازمة السورية بما في ذلك قوى المعارضة ان تضع في اعتبارها وقف القتل والدمار واعادة اللاجئين المشردين الى بلادهم ووقف التدحرج الى العصور الوسطى اذا كان البديل استمرار دوامة العنف التي تعيد انتاج عملية القتل والدمار والتهجير بين يوميا .
قد يكون الذهاب الى جنيف 2 خطوة غير شعبية ، وقد تكلف المعارضة بعض جمهورها ، وتجبرها على تقديم تنازلات على طاولة الحوار ، الا ان ذلك في جميع الاحوال ، افضل من الاندفاع في دوامة عنف ، لم تعد محسوبة النتائج ، بعد فلتان اطراف الخيوط ، من بين ايدي السوريين ، في ظل تعدد الاجندات الدولية والاقليمية.
الطريق الى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة ، وسقراط شرب السم من اجل احترام القانون ، حقيقتان لا بد ان تضعهما القوى السياسية السورية في عين الاعتبار وهي تدرس خيار التعامل مع جنيف 2 الذي لن ترضي قراراته الجميع ولكنها قد توفر مخرجا من الجحيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع