الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شلل وغيبة فكر نوال السعداوي

الحايل عبد الفتاح

2013 / 11 / 3
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



ما كنت أعتقد أن تسقط نوال السعداوي من مقامها الفكري. كنت أتابع من بعيد كتاباتها الداعية لمناهضة للظلم الإجتماعي والإقتصادي والسياسي والفكري بمصر والعالم العربي والمجتمع الإنساني. لمنني بعد ثورة 25 يناير 2011 المصرية تبددت كل أفكاري وتصوراتي لهذه المرأة. أصبحت في نظري امرأة كالعديد من نساء العالم، فقيرة التفكير والفكر، صلدة التعامل مع المنطق. بل تبدو لي الآن كامرة معنفة فكريا واجتماعيا كباقي الرجال والنساء. فهي عبرت بمواقفها من الثورة المصرية عن محدودية منطقها وفكرها.
أبانت عن ضعف عقلها رغم أنها حاصلة على دكتورة. ظهر العميق من أحشاء أفكارها. تجلت بنية منطقها. سقط قناع الهرج والبهرجة التي كانت تقيمها حولها...
فكل كتاباتها اليوم تبدو كمن يؤكد بان الشمس تشرق من الشرق والمطر ينزل من السماء والإنساء يستنشق الهواء... أصبحت نوال السعداوي ظلا لما يجتره الفكر الإنساني هنا وهناك...
ففي حوار لها مع المجلة الإلكترونية 24، تجيب السيدة نوال السعداوي عن أسئلة الصحافي يونس محمد بما يلي :
هل تتوقعين أن يستمر مرسى في السلطة حتى نهاية ولايته؟

الشعب المصري هو من يقرر ذلك فليست هناك قوة تستطيع أن تصده عن رحيل مرسى إذا ما أراد دون نقاش أو مساومة أو رهان على ذلك، فدور الشعب المصري في التحرير مستمر، ولن ينتهي.. هذا هو تاريخه بين الشعوب، فالإجابة رهان الرغبة الشعبية التي ربما ستتجلى وتتبلور في 30 يونيو (حزيران) المقبل، وأعتقد أن أنها ستكون صفعة قوية على خد النظام الذي يسمى بالحاكم على الرغم من أنه لا يدرك شيئاً عن متطلبات حكم مصر، ودعونا ننتظر ماذا ستقول مصر.

هل توافقين على تدخل عسكري لحل الأزمة المصرية وتخليصها مما هي فيه؟

على الرغم من أن الحكم العسكري لمصر يعد أخف وطأة من الحكم الديني أو الإخواني أو السلفي أو غيره، إلا أنني لا أوافق على التدخل العسكري في الصراع السياسي في مصر أو سوريا أو أي بلد، لكني مع استمرار الثورات الشعبية وتقويتها وتوحيدها حتى تحقق أهدافها، وأعتقد كما قلت أن الشعب المصري قادر على تقويض أو إبادة أو التخلص من أي وباء قد يصيبه.
إنتهى الحوار مع السيدة نوال السعداوي.
لن نعلق على هذا الحوار ولا مضمونه بتفصيل وتمعن، بل نلخص فكر ومنطق السيدة نوال جملة بما يلي :
من يقرأ هذا الإستجواب وغيره من كتابات السيدة نوال ( قبل وبعد ثورة 25 يناير) يفهم جيدا أن نوال السعداوي لها عقدة دينية أقبح من العقد التي تحرك المتدينين المتطرفين.
وأنها تفضل حكم العسكر على حكم متدينين سياسيين.
وأنها لا تفقه معنى الشرعية...
وأن لها مفهوما غريبا وشادا ومنحرفا في فهم الديمقراطية بمعناها العالمي.
وأنها كانت تدافع عن حقوق النساء بمرجعية خاطئة ولا أساس لها...
وأنها تعيش بأفكار تجعل منها تحلم بقصص ألف ليلة وليلة والقضيب السحري وفارس الأحلام...إنها تجهل أو تتجاهل الواقع وصيرورته وإكراهاته...وتود أن تغسل دماغ الناس كافة بمجرد جرعة ماء سحري المفعول...هيهات لها من فهم الواقع...
إن نوال السعداوي بمواقفها المعادية للشرعية والديمقراطية مزقت كل كتاباتها ووضعتها في مزبلة النسيان التاريخي. تحاملها على الشرعية جعل منها امرأة لا دراية لها بالسياسة ولا بالديمقراطية ولا بالعدالة الإجتماعية ولا حتى بالعلمانية.
ومما يزيد في سقوط فكرها في منزلق الغلط مناصرتها للظلم والعبودية والدكتاتورية هو سكوتها النسبي المعبر عن تأييد العسكر. وهي لا تتحرج حين تفضل حكم العسكر الدكتاتوري على حكم سياسي متدين شرعي ديمقراطي. فهي تطلب لمصر العمى عوض العور وتفضل الخراب والهلاك على المرض...
أين أنت أيتها المثقفة من حرية التعبير وحرية الرأي والمحاكمة العادلة بمفهومها الديمقراطي الإنساني...فالسيسي فعل أشد من ذلك بالمصريين. وأنت ساكتة ومؤيدة له. فهو كما تعلمين اعتقل الآلاف من المصريين لمجرد تعبيرهم عن رأيهم، ومنع كل التظاهرات، بل قتل كل من له رأي آخر غير رأيك ورأيه...وأغلق أزيد من عشرة قناة تلفزيونية... وأقال الرئيس محمد مرسي الشرعي وحل المجلس المنتخب ديمقراطيا...
أين أنت يا نوال من كل هذا ؟
عقلك مغيب أو غائب؟
هل لك القمع والقتل والظلم يبرر حكم المغتصب ؟
هل هذه هي الديمقراطية التي كنت تبنين عليها أفكارك لمحاربة الظلم الإجتماعي ؟
وهل عزل مرسي تصرف ديمقراطي ؟
وما هي الديمقراطية بعد عزل محمد مرسي ؟
ومن من المصريين بعد 30 يوليوز سيثق بك وبديمقراطيتك وديمقراطية السيسي؟
بأفكارك المغلوطة عن مصر والمصريين، خلال هذه المرحلة الحرجة والخطيرة من مسار الشعب المصري والعربي قاطبة، تساهمين في التفرقة والتقتيل والظلم والدكتاتورية...فأنت منذ الآن أصبحت لا تؤثرين إلا في ضعاء العقول أو منعدميه ممن لا يفقهون في الديمقراطية ولا العلمانية ولا الإنسانية...
تدافعين عن حقوق المرأة من منطلق العسكر حين لا تنددين بوضوح بحكم العسكر.
تخرسين حين تشاهدين وتعيشين القمع والظلم والتخويف الذي تعيش فيه مصر والمصريون الآن...
تتحالفين، بطريقة ضمنية، مع أعداء الديمقراطية حين تثمنين حركة تمرد التي خانت الثورة المصرية والشعب العربي...
تشجعين إعلاما منتقى ومشترى ومرتشى...
تؤيدين النظم الدكتاتورية القائمة؟
وحين لا تجدين في عقلك منطقا لفهم الوضع بمصر، تسلطين غضبك على الغرب وعلى الولايات المتحدة الأمريكية...تبعدين وتغيبين العقل العربي...تهجريه ليناقش التافه وتنسين المهم والأهم...
فنحن نعرف موقفك من الإخوان وعقدة الدين لديك، لكن المهم هو أن تقولي لنا ما هو موقفك من السيسي وشرذمته العسكرية ؟ هل تخافين من العسكري أكثر من خوفك من المتدين أو العكس ؟ حددي موقفك بصراحة حتى نزيدك تفقها في فهم نفسك وإدراك ما يحيط بك سيدي.
كوني على يقين من أن محاربة الدين حربا شرسة وقتل الأبرياء ممن هم متدينين وشيطنتهم ليس هو الحل الأنجع للسلم الإنساني والإستقرار العالمي والديمقراطية التي يطمح لها الشعب المصري والعربي...

الحايل عبد الفتاح، محام مغربي. الرباط، 03 11 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما هذا الهراء؟
ميس اومازيغ ( 2013 / 11 / 3 - 17:36 )
ما هذا الهراء يا رجل؟ الا تعلم ان الشجرة المثمرة هي التي ترشق بالحجارة؟ هل تعتقد انك بدفاعك عن جماعة الأخوان المجرمين قد تنال من شخص امراة ليست كالنساء اللائي تعمل الجماعة المذكورة على ان يكن مواطنات انظمتهم الديكتاتورية الخرافية. ان كنت ترغب في تبليغ رايك بشان، الأسطوانة المشروخة لجماعة الأخوان المجرمين فهاتي ما لديك وبعيدا عن المساس بشخص امراة عبرت عن رايها وهو الراي السديد الذي يقول به العقلاء ليس في مصر فقط بل في العالم باسره . ان كنت تعتبر الصندوق الذي استغله الخرافيون لصعود السلم المعد سلفا من قبل اعداء الديموقراطية وحقوق الأنسان بتجهيلهم وتفقيرهم للشعب المصري اقول ان كنت تعتبره هو الديموقراطية فانك يا عزيزي تهذي وما قلته بشان العظيمة نوال السعداوي انما اسقاطا لنقائصك انت شخصيا علىيها.اعد النضر وبعين العقل في اجوبة المراة وبعد مراجعتك لأساليب ابداء الراي عند العقلاء.ان الجماعة التي تدافع عنها هي اليوم بصدد استئصالها ومن الجذورم انها سرطان خبيث في جسم البشرية وان كان هناك مغفلين يعتقدون انهم سيمررون خزعبلاتهم على ابناء القرن 21 فانهم لا يدركون بعد ان مزبلة التاريع واسعة ونتنة


2 - عتب وشكر
مكارم ابراهيم ( 2013 / 11 / 4 - 13:08 )
الزميل الفاضل الحايل
تحية طيبة
انا قبل سنوات واول مرة قرات للسيدة نوال السعداوي انتقدتها ولهذا انا قلت نفس ماتفضلت به عليها بانها كانت تدافع عن حرية المراة من مرجعية خاطئة وهذا مااكدته رغم هجموم العديد من القراء وانتقادي اتصور كان في عام 2010
لكني اعاتبك لانك تقول التلي ؟ أصبحت في نظري امرأة كالعديد من نساء العالم، فقيرة التفكير والفكر، صلدة التعامل مع المنطق.-
ياسيدي الفاضل هل تعتبرنا جميعا نحن النساء لانا نساء بهذه المواصفات هل تقصد كما يقول الدين الاسلامي بان النساء ناقصات عقل ودين ؟
اعاتبك لهذا التعميم والاتهام لاني انا امراة ايضا وانتقدت فكرها رغم دفاعها عن حرية المراة لكني اكدت انها توجه صراع المراة في ساحة خاطئة
تقبل تحياتي رغم المي من انتهامك للنساء جميعا بتهم جحفاء

اخر الافلام

.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز


.. طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز




.. يوم الأرض بين الاحتفال بالإنجازات ومخاوف تغير المناخ


.. في يوم الأرض.. ما المخاطر التي يشكلها الذكاء الاصطناعي على ا




.. الجزائر: هل ستنضمّ جبهة البوليساريو للتكتل المغاربي الجديد؟