الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر -رياض محمد - شاعر الدهشة و الجمال ..!!!

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2013 / 11 / 4
الادب والفن



رياض محمد الفنان المسرحي شارك في اعمال مسرحية لفرقة ( المسرح الفني الحديث ) في سبعينات القرن الماضي و الشاعرالذي ظهرت بواكير موهبة الشعر عنده في وقت مبكر من دراسته والمُحِبّ للكلمة الطيبة، العاشق للشعر والمسرح ، المتيَّم بالموسيقى والإيقاع والنغم، يرافقك ذالك في أيقاع القصيدة، يحاصرك برقّة، ثم يحملك برفق على أجنحة شفافة من البهجة إلى أقصى سماوات الفن والإبداعي وتتنسم من حدائق معرفته الغنّاء، و يغريك بالدهشة . شاعر مولع في الموسيقى الداخلية و الخارجية للآلفاظ و العبارات ما يجعل قارئ شعره ينفعل به ويطرب. ولكي ينجح الشاعر رياض محمد في رسم الصورة الشعرية الرائقة يستخدم للوصول الى مبتغاه تقنيات التجريد والتجسيد والتشخيص والمجاز بما فيه من تشبيه واستعارة وكناية وتلميح وغيرها, يقدم الشاعر رياض محمد في أغلب نصوصة التفاصيل الشائكة للصور مثلآ في قصيدة ( غريب ) يقول الشاعر :
لا ترفع صوتك
ايها المذبوح
كي لا تفزع الاشجار
العارية فينا..!!
البياض يطوقنا .....
مثل سجن بلا قضبان..!!
و يسترسل في قصيدته ويقول :
البحر رمادي
مثل فروة الذئب
روحه تتلوى مثل افعى
الصحراء...!!!!
والنوارس ضباب
تخرج من احشاء الماء...
يمكن أعتبار هذا النص الشعري ( غريب ) قصيدتان يرتكزان على مرتكزين مكملين لبعضهما في المقطع الاول نقطة الارتكاز هي حالة الاستلاب للحرية بكل اشكالها ( لاترفع صوتك ) و في المقطع الثاني جنح الشاعر نحو استلاب من نوع أخر الا هو الحلم المسروق و هنا اشارة الى حلم بوطن جميل موسوم بالصفاء و البهاء يحتضن ابناءه الذين تفرقوا في اصقاع الدنيا...؟؟؟ . يقدم الشاعر رياض محمد في أغلب نصوصه تفاصيل شائكة لمجموعة
من ألصور المختلة بحيث لا يمكن أن يتهرب من هذه الغواية الآسرة التي ترغمه على تقديم صور فنية حياتية مبينة وموضحة لمكامن الخلل والعطب في مسار تشكيل الوجود، وصورة مثل "عتمة البحر " أو "ضبابية النوارس" أو "الاشرعة" التي غادرها البياض هذا الاختلال في اللون و الاحلام هي عناصر بارزة في الوجود لكن رياض استطاع ان يستخدمها بشكل ذكي اذ أراد ان يرسم صورأ من صور الضعف و الانكسار وهذ الانكسار هو الذي ألتهم لون البحر وهذ مدلولا يجسد ألموت الذي التهم لون البحر و النوارس!! .
لقد نجح رياض محمد في أطلاق العنان لجوانحه كي تبث مكنوناتها في عمق الوجود و ابدع الشاعر في ان يسجل صورأ تتهادى ضمن أحلام مؤجلة , ويؤطرها البحر و الموت و لوعة الحنين أنها صورأ التقطهأ بوهج الجمال و الابداع. ولآن القصيدة عند الشاعر رياض محمد
مساحة للتعبير الحر عن الذات والأهواء وفسحة للتأمل في العاطفة و جمال الروح عبر الغوص في المشاعر الانشانية النبيلة ؛ فإن قصائده تأخذنا إلى عوالمه الخاصة والمشتركة، من خلال استحضار الذاكرة واستدعاء جملة من الايقاعات و الاصوات و الالوان والتشكيل والموسيقى وغيرها. ينتقل بنا من لغة العين إلى لغة الجسد. تلك اللغة التي تكشف عن تجربة ووعي إنساني وجمالي يراهنان على تجديد الرؤى والأساليب باستمرار. فمع كل قصيدة جديدة يسافر بنا الشاعر من دهشة إلى صدمة أخرى توازيها بنفس القوة و تعاكسها في المعنى ، يتنقل من عالم المرئي المباشر إلى عالم التصوير والشكيل، من عالم الواقعي إلى عوالم المتخيل. ومن ثمة تكتسي الصور الشعرية المبثوثة في كل نص حركة خاصة و ايقاع مختلف و لايشبه القصيدة التي قبلها!! وهذا ما تجسد في نصه ( فضة) حين يقول:
الشمعة تذوب اشتياقا
لعينيك
لنهديك
لهذا الجسد الضوء
مصابيح من فضة
تتدلى ....
كأن السماء هوت
من فرط دهشتها..!!
وانت مثل نجمة
اضاءت الشمس عينيها
يمكن أن نشبه العنوان للقصيدة بمثابة الرأس للجسد ، فهو الأساس الذي تبنى عليه القصيدة لإنه في أغلب الاحيان يختزل النص برمته وعلى هذا ألاساس يعتبر عنوان القصيدة للقارئ كعنصر إثارة تدفـعه لاقتحام النص, فمن خلاله تتجلى جوانب جوهرية تحـدد الدلالات العميقة لأي نص من نصوص الشاعر هكذا يصبح العنوان عنصرا بنيويا يعطي للنص هويته و التي تفضي إلى قراءته، أي يمدنا بمفتاح تحليل النص و قراءته فهو يقدم لنا معونة كبرى لضبط انسجام النص و فهم ما غمض منه إنه المحور الذي يتوالد و يتنامى و يعيد إنتاج نفسه ، وهو الذي يحدد هوية القصيدة ومن هنا يبني القارئ توقعه مــن خلال قراءته للعنوان و يدفعه إلى تحديد جنس النص و مضمونه. وعند الشاعر" رياض محمد" يشكل العنوان عـتبة أساسية في تحديد أثره ألادبي و قراءته !! و في قصيدته " رقصة " القصيدة التي يقول فيها :
تستيقظين ؟؟
ماذا تقول الشراشف ؟؟
والورد
هل ينطق الورد ؟؟
اجمعي اجزائي المبعثرة
من سهرة الأمس ....
يدي فوق قلبك
وفمي يتذوق عسلا
في شفتيك ....
عند النظر في نصوص الشاعر رياض محمد نلتقي بقدراته الابداعية. إنه فنان مسرحي وشاعر مفعم بالآحساس المرهف يمتلك أدواته ببراعة مشهودة. فهي في قصائده تشكيل لفضاء مسرحي حر بكل ما حمل وتوحي الكلمة من معنى!!. فقصائده لوحات تشكيلية فنية بصرية منقولة الى البصيرية الرؤيوية الداخلية وبالذائقة المتلقية التي تقتنص الصورة لتقع في الدهشة المشبوبة بنار التجربة المرسومة بحذاقة وحِرفية عالية لتلقي بنا في حالة من الدهشة يقول في قصيدته (روح) :)
اعزفيني لحنا
ساذوب بين أصابعك
جسدك الكمان
يعزف في روحي .....
نهداك يرقصان
مثل غجري اسكره اللحن..!!
الحب حالة خاصة , يجعلك تحس أنك في عالم آخر ، متعال ، كأنك تعانق السحاب ، يجعلك تتخطى الغيوم وتنسج على دروبها سياجا من خيوط الأمل وهذا ما يصبو الشاعر (رياض محمد ) في أن يتغزل سرا وعلانية أو يجعله أداة لبوحه الشفيف يريد حافزا يكون بالنسية إليه مهدا ومرتعا لعزف ألحانه وخط حروفه المفعمة بالدفء والحنان على الورق !! انه عالم الشاعر( رياض محمد ) الخاص الذي يستنشق فيه عبير الورد , أنه عالم يجعل فية الوردة و الرقصة رعايا للعشق و الانتظار و الخريف شواهدأ على الجمال ووينثر عطره على السرير!! في أغلب نصوصه يكشف فيه كل الاسرار مرة في نص ( روح ) تذوب في الجسد الكمان و اخرى في نص ( وردة ) وهي ألاخيرة في خريفه ولكنه سرعان ما يعود بنا في نص ( رقصة كي يستنطق الورد فيها..!! ومن خلال متابعتي وقراءتي للمنجز الشعري ل (رياض محمد ) اجده شاعر ملهم شفاف أنيق الحرف وفي ذات الوقت ذكي في تصوير المفردة وكذالك أستلهام التاريج و شخصياته و أساطيره و هذا يبرز في قصيدة ( روح ) حين يقول :
تعالي الي
كما انت
حورية من بنات سومر
او ملكة من بابل
او الهة من قرطاج
وفي النص الذي كان عنوانه (وردة ) قرأت فيه نصأ شعريأ يدعو للتأمل و الاحساس بفيض الروح كما يقول الشاعر في مستهل القصيدة ولهذا تمثل للقصيدة كأنها وردة حقيقية بعطرها وشذاها وشكلها الخارجي . إجمالاً تمثل عناصر التعبير جذور القصيدة ولبها ونسغها و تمثل أيضأ عناصر الشعور وكلاهما وجهان لحقيقة واحدة ، وكلاهما أيضأ يحاول التأثير للغير والإيحاء له ، لأن الإيحاء شرط العمل الأدبي وغايته . وقصيدة (وردة) للشاعر رياض محمد قصيدة محتشدة بالإيحاء ، فالشاعر إختار الوردة بوابة للدخول الى الوطن المنفى و المنفى الوطن والعبور من خلال بوابات العشق متجهأ صوب خريف العمر الذي أستطال بأنتظار الربيع و الذي يشكل الخلاص , نص ( وردة ) يمثل نص توق الى الجمال الى صفاء الحب و سموه , انه توق الى الربيع و حقيقة الاشياء الى اليقين في بالضوء و ألامل.
يقول في مقطع من هذه القصيدة الجميلة :
يفيض الضوء
روحي معلقة
في سماواتك
اضيئي وجهي القتيل
لؤلؤتي ....
نسيت طفولتي
وطني
منفاي
عند بوابات عشقك
سجني بين شفتيك
شاعرية رياض محمد مبنية على بساطة المعنى ومباشرته في الأعم الأغلب، مع لمحات توحي بالقدرة على استحضار صور شعرية جميلة غير أنه يبقى الشاعر الذي يركب الصعب للوصول إلى السهل، فأن يكتب الشعر بلغة بسيطة وبمعجم جميل ومفهوم ويصل إلى الإمتاع والإبداع فهو في حد ذاته تفوق أدبي. فالمتكأ في قصيدة الشاعر هو استحضار الكثير من الألفاظ المفعمة بخلق وابداع شعري جميل.
الكاتب - علي المسعود
كاتب عراقي مقيم في المملكة المتحدة
04/11/2013

من نصوص الشاعر ( رياض محمد )
قصيدة " وردة "

يفيض الضوء
روحي معلقة
في سماواتك
اضيئي وجهي القتيل
لؤلؤتي ....
نسيت طفولتي
وطني
منفاي
عند بوابات عشقك
سجني بين شفتيك
وعينيك دهشتي
يا اخر وردة
في خريفي
لقد رحل صيفي
وهو يسحب شمسه
فوق السحب البيضاء
سمعت قلبه الميت
يلهث امام الخريف ....!!!
ما الذي يدفع الاشجار
للتعري امام الله ؟؟
السيقان عارية
مثل قصب يابس
اضاع خضرته ....!!!!
في عينيك
ظلمة النجوم
ولمعانها .....
ليس صعبا
ان ندرك الربيع
انا وانت ....
ليس صعبا
ان نجد الطريق
الى البحر الازرق
انا وانت ......
افتحي بوابات قلبك
وادخليني اليك
انت اخر وردة
في خريفي
خريفي الذي
طال مكوثه
ولم يترك من اشجاره
غير شجرة الروح
التي لاتزال عارية
في انتظارك

رياض محمد

شاعر عراقي
مقيم في السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في