الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو مفهوم ٱلدِّين؟ وما هو مفهوم ٱلشّرع منه؟

سمير إبراهيم خليل حسن

2013 / 11 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




لكلمة "ٱلدِّين" فى كتاب ٱللَّـه "ٱلقرءان". مفهوم ٱلشرع ٱلمسنون (قانون) فى ٱلوجود للهيمنة على خطوط سير ٱلموجودات بسلام لا ينقطع.
وواضع ٱلكلمة. هو ٱللَّـه ٱلخالق ٱلعليم ٱلقدير ٱلبديع ٱلصانع ٱلمتقن. وهو ٱلحكيم ٱلمهيمن ٱلمحيط بما خلق وصنع. وهو ٱلمالك لما صنعه وشيَّأه وٱلمؤمن له فى سيره بسلام. وهو مَن يسمّى ٱلأشيآء فى فضآء سمّىٰه "ٱلسَّمآء". وهو مَن يحكم سير ٱلشىء فى ٱلسّمآء إلى نهاية يستقرّ فيها بسلام. وجعل لكلِّ شىء شرعة ومنهاجا وحدودا يسير داخلها. فلا يتعدّ على شرعة ومنهاج وحدود سير ٱلأشيآء ٱلأخرى.
هذا ٱلمفهوم لكلمة "ٱلدِّين" مبيّن فى ٱلقول ٱلعربىّ:
"إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّـه ٱلإِسلَـٰـمُـ" 19 ءال عمران.
ولكلمة "ٱلإسلـٰـم" مفهوم ٱلسَّلام ٱلقآئم فى ٱلوجود قياما لا قعود عنه:
"ذٰلك ٱلدِّين ٱلقيِّم ولكن أكثر ٱلناس لا يعلمون" 30 ٱلروم.
وٱلدِّين ٱلقيِّم فى ٱلوجود هو شرع مسنون قيِّم:
"فَلَن تَجِدَ لِسُنّتِ ٱللَّـه تبدِيلا ولن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّـه تَحوِيلا" 43 فاطر.
فلا تبديل ولا تحويل فى ٱلشرع ٱلمسنون. إذ فى ٱلتبديل وٱلتحويل لعب. يفحش ويعبث فى حركة سير ٱلوجود ويدمّره. وهذا ما يبيّنه ٱلقول ٱلعربىّ:
"وَمَا خَلَقنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرضَ وَمَا بَينَهُمَا لَـٰـعِبِينَ" 16 ٱلأنبيآء.
فٱللَّـهُ بما عنده من دِين قيِّم. خلق وسمَّى ما خلقه. وعبَّده بوضع شرعة ومنهاج له Data. وحدّد له خط سير ليسجد له فيه بسلام ولا يستكبر:
"وللَّـه يسجُدُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ ومَا فِى ٱلأَرضِ مِن دَآبَّةٍ وٱلملـٰۤئِكةُ وهم لا يستكبرونَ" 49 ٱلنَّحل.
ولكلٍّ شرعة ومنهاج من ٱلدِّين (ٱلقانون ٱلأعلى).

فما هو ٱلدِّين عند ٱلبشر؟
وما هو ٱلشرع منه عندهم؟

ما يبيّنه ٱللَّـه فى كتابه. أنَّه نفخ من روحه فى واحد من ٱلعبيد. وجعله يشفع نفسه بأسمآئه ٱلحسنى. وحمّله مسئولية عن سجوده وإسلامه وٱستكباره. فمَن شفع نفسه بٱسم عليم وأسلم وخضع لما علم به من ٱلدِّين ٱلمسنون. هو "مسلم طَوعًا". ومَن لا يعلم من ٱلدِّين ٱلمسنون أمرا. ومَن يعلم ويظنُّ أنّه يستطيع ٱلفسق عليه. هو "مسلم كَرهًا":
"أَفَغَيرَ دِينِ ٱللَّـه يَبغُونَ وَلَهُ أَسلَمَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَإِلَيهِ يُرجَعُونَ" 83 ءال عمران.
هذا ٱلفهم للدِّين. يبيّن مَلِكًا يحكم فى ملكٍ ذى شرعات ومنهاج مختلفة. بشرع معروف أعلى لا تبديل ولا لَعِب فيه ولا لهو عنه. وهو ما يريده أن يفهمه ٱلمسئول عن سجوده. ويقيم لنفسه ملكا وحكما لا يتعدَّى به حدود غيره من ٱلمالكين ٱلحاكمين. فلا يقيم حكمًا يدَّعىۤ أنَّ ما عنده من دينٍ هو ما عند ٱللَّـه. وبيّن له سبيله إلى ٱلحكم فيما يملك وإلى قيام ٱلأمن وٱلسلام فيه. وسبيله إلى قيام ٱلسلام بينه وبين غيره من ٱلمالكين ٱلحاكمين:
"يٰۤأيُّها ٱلَّذين ءَامَنُواْ ٱدخُلُواْ فِى ٱلسِّلمِـ كآفَّةً ولا تَتَّبِعُواْ خُطُوَٰتِ ٱلشَّيطَـٰـنِ إِنَّهُ لَكُم عَدُوّ مُّبِين" 208 ٱلبقرة.
وبيّن له أنَّ دخوله فى ٱلسِّلم كآفّة. هو فى ٱتحاده بشرع معروف من ٱلدِّين مع غيره من ٱلمسئولين عن سجودهم:
"شَرَعَ لكم مِّن ٱلدِّين ما وصَّىٰ بهِ نوحًا وٱلَّذىۤ أوحينآ إليكَ ومآ وصَّينا بهِ إبرٰهيمَ وموُسَىٰ وعيسىٰۤ أن أقيمواْ ٱلدِّين ولا تَتَفرَّقواْ فيهِ كَبُرَ على ٱلمُشركينَ ما تدعوهم إليهِ ٱللَّـه يجتبىۤ إليه مَن يشآءُ ويهدىۤ إليه مَن يُنيبُ" 13 ٱلشُّورىٰ.
فلكلّ منهم خطُّ سير وحدود. ولكلٍّ شرعة ومنهاج:
"... لِكُلٍّ جَعَلنَا مِنكُم شِرعَةً ومِنهاجًا وَلَو شَآءَ ٱللَّـه لَجعَلَكُم أُمَّةً وٰحِدَةً وَلَـٰـكِن لِّيَبلُوَكُم فى مَآ ءَاتىٰـكُم فٱستَبِقُواْ ٱلخَيرَٰتِ إِلَى ٱللَّـه مَرجِعُكُم جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمـ فِيهِ تَختَلِفُونَ" 48 ٱلماۤئدة.
فيقوم لهم حكم أعلى بشرع ومنهاج أعلى. يهيمن على شرعة ومنهاج كلِّ منهم ولا يعتدى عليه وعلى حدوده. يوحّد بينهم ويحفظ حدودهم وشرعاتهم ومناهجهم. وجميعهم يخضعون لشرع حكمهم ٱلاتحادىّ فيما يختلفون وفيما يهّدد ملكهم وأمنهم وسلامهم.

هذا هو ٱلمفهوم لكلمة "ٱلدِّين" فى كتاب ٱللَّـه "ٱلقرءان". وما يظنّه ٱلكثير من ٱلبشر مفهوما له. يُوقعهم فى نزاع وشقاق وتفريق. فٱلدين هو ٱلقانون ٱلأعلى (ٱلدستور) ٱلمهيمن على شرعات من ٱلدِّين ومناهج مختلفة فى ٱلبلد ٱلواحد. فما يقوم فى ٱلبلد من دين مهيمن. إمَّا هو دين كافرين بشرعات من ٱلدِّين ومناهج غيرهم. لا يقبلون بمفهوم ٱلقول "لكم دينكم ولىَ دٍينِ". فيظلمون أنفسهم ويظلمون مَن معهم فى ٱلبلد. ويتحاربون ويتفرّقون إلى بلاد متعادية متحاربة. وإمّا هو دين مؤمنين بشرعات من ٱلدِّين ومناهج غيرهم. ويقبلون بمفهوم ٱلقول "لكم دينكم ولىَ دٍينِ". فينيرون لأنفسهم سبيل ٱلسَّلام لهم ولمَن معهم فى ٱلبلد. فيقيمون حكمًا بشرع معروف من ٱلدِّين. يوحّد بين شرعات من ٱلدين مختلفة فى ٱلبلد ويقيم ٱلأمن وٱلسلام فيه.
لهذا ٱلحكم أمثلة فى ٱلهند وفى ٱلولايات ٱلمتحدة وفى ٱلمملكة ٱلمتحدة وفىۤ ألمانيا وفى ٱلإمارات ٱلعربية ٱلمتحدة. ولهذا ٱلحكم فى لسان ٱلإنكليز ٱسم "federation".
ٱلفيدرالية هى شرع ٱلحكم ٱلمهيمن عند ٱللَّـه. وهى شرع ٱلحكم ٱلمهيمن عند عباده ٱلمخلصين.
أما عباد إبليس. فٱلاستبداد وطغوى ٱلكافرين هو شرع ٱلحكم ٱلمهيمن عندهم.
فلا لأىّ مفهوم عن ٱلدِّين وٱلشرع منه. يختلف عمَّا له من مفهوم فى كتاب ٱللَّـه. فلكلِّ طآئفة دينها وشرعها. ودين ٱلحكومة ٱلاتحاديّة وشرعها هو ٱلمهيمن. وكلُّ ما يُكتب من شرع (دستور) لا يفرّق بين دين ٱلطآئفة ودين ٱلحكومة. هو شرع طغوى كافرين فاسقين. وٱلمثل عليه ما تكتبه لجنة ٱلخمسين فى مصر. إذ تصرّ على هيمنة شرع طآئفة على ما تكنبه للمصريين من شرع للحكومة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد