الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أول شهيد للفكر التنويري في سوريا اليوم

صالح بوزان

2005 / 6 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنت دائماً أنتقد تاريخنا الحديث بأنه يفتقر إلى شهداء الفكر والتنوير كما حدث في أوروبا التي لم تخرج من الظلمات إلى النور إلا على أجساد كبار المفكرين الأوروبيين الذين تمتلئ ساحات عواصم أوربا اليوم بتماثيلهم. واليوم وبعد هذه الجريمة النكراء في اختطاف وقتل الشيخ محمد معشوق الخزنوي بهذه الطريقة التي تدل على أن قاتليه كانوا أجبن من أن يواجهوا هذه القامة الكبيرة، بعد هذه الجريمة تتكون لدي القناعة أن الشعب السوري سيخرج من هذه المحنة الطويلة، وأنه سيكون للأكراد فضل السبق في ذلك، وها هم يقدمون أول ضحية فكرية منذ مقتل المتنور السوري الشهيد عبد الرحمن شهبندر.
لا يهمني البحث في هوية القتلة، ولا الدعوة للجنة تحقيق مستقلة لكشف هؤلاء الجبناء وعرضهم على التلفزيون لكي تعرف البشرية كلها هذه النماذج التي تمثل الوجه القبيح للشعب السوري العظيم، لا يهمني من يدين ومن يسكت بذل، ومن يريد اختطاف شهادة هذا البطل العظيم لمكاسب سياسية رخيصة، لا يهمني من يذرف دموع الكذب على قبره المقدس، ولا تهمني مواقف بعض جهات المعارضة السورية التي تملأ الدنيا صخباً ولم تصدر بيان استنكار حول مقتل الشيخ معشوق السوري، في الوقت الذي سارعت إلى إصدار بيانات بمقتل الصحفي اللبناني سمير قصير( وأنا أدين قتله بشدة). بل يهمني أن محمد معشوق الخزنوي؛ ذلك الكردي الأصيل والأشجع منا جميعاً مات من أجل الحرية والديمقراطية، من أجل رسالة كردية تتضمن الحقوق الأساسية والديمقراطية والإنسانية والتسامح، والمهم من كل ذلك أنه مات من أجل رسالة تنويرية كانت تتسلل لدماغنا جميعاً حتى نحن العلمانيين. لقد برهن مقتله أن سبب تخلفنا ليس الاستعمار ولا إسرائيل، بل الفكر الاستبدادي الذي يترعرع في منظوماتنا السياسية والاجتماعية التي تؤدي إلى تكرار الجريمة الواحدة أكثر من ألف مرة وعبر العصور وحتى تاريخ اليوم. لقد بينت هذه الجريمة أن على الشعب السوري أن يلتفت إلى الداخل، فقط إلى الداخل، فلا قيمة ولا معنى للوطنية عندما يقتل في الوطن المتنورون، ولا قيمة للتضحية من أجل التراب قبل تحرير الإنسان من هذه العبودية السوداء التي تتحول إلى أنياب مسمومة تقتل شخصاً مثل الشيخ معشوق الخزنوي.
لم أستخدم في حياتي كلمات ديدينية في التعامل مع الناس، واليوم أقول من كل قلبي( رحمك الله أيها الشيخ العظيم)، لقد فتحت باب أعظم شهادة، وهي الموت في سبيل الكلمة الحرة. لقد ذرعت في ذاكرة شعبك السوري عامة والكردي خاصة أعظم ينبوع لتزويد الشباب بالإرادة التي لا تنحني من أجل الحق الكردي الذي لا يتنازل عنه أعداء الأكراد إلا بأفظع الكوارث وأغزر الدماء.
لك المجد يا شهيد الحق الأعظم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح