الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معا من أجل حقوق (الملحدين) 2

وليد فتحى

2013 / 11 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


"عندما نشرت مقالة معا من أجل حقوق الملحدين فى موقع الحوار المتمدن نالت العديد من الأنتقادات اللاذعة بسبب العنوان والمثير للجدل ,فمصطلح (الملحد) فى المنطقة العربية معناها مباشرا عند الغالبية
أذراء الدين الأسلامى فقط ,فى حين أن مصطلح الملحد هو رؤية فكرية ضد جميع العقائد والمذاهب الدنية وليس فقط الدين الأسلامى ,لكن أصبح الدين فى المنطقة العربية خطا أحمر لا أحد يتجاوزه وهذا
لأسباب ذاتية ,فتلك المنطقة العربية وخاصا فى الشرق الأوسط هو مهد الأديان والعقائد الأبراهيمية ,فأذن لا يجد الملحد أو اللادينى مكانا مابين المجتمعات العربية ويتم التعامل معه بأحتقار بل سجنه ولربما
قتله بمبرر أذرائه للدين الأسلامى.
ففى المقالة السابقة كنت أكدت بأن لقب الملحد نال المتحررين فى أفكارهم ورؤيتهم التقدمية لمجرد نقدهم فى فقه السلطان الذى يعتبر البوابة الرئيسية للظلم والطغيان وأبتزاز حقوق الشعوب بأسم الدين ,فالشيخ
محمد عبده وعلى عبدالرازق ومفكرين كطه حسين وفرج فوده ونصر حامد أبو زيد وأيضا جمال البنا قد تم أتهامهم بشكل مباشر بالألحاد لمجرد خروجهم من النسق الشعبوى فى فهم الدين والثوره على
التراث الملئ بالأكاذيب والأفتراء .
ففى تراث الثورات ينادى الجماهير بالتغيير الجذرى للأنظمة الحاكمه من أجل الحقوق الأقتصادية والأجتماعية وبالتالى الثقافية والدينية,وقد تشكلت العشرات من الحركات الشبابية من أجل التمرد والثورة
على الأساليب القديمة وفكرة الأستاذية من الأجيال السابقة وكانت تلك التحركات ليست فقط على المستوى السياسى وأنما أيضا شكلوا عالم خاص بهم بدأت من الفيس بوك والعالم الأفتراضى ومن ثم
تصاعدت الفكرة الى العالم الواقعى أنما فى تجماعتهم الخاصة وهذا ما أصفها (عالم وسط البلد)*.
لأن تلك التجمعات الشبابية المتمردة والمتحمسة لأفكارها الثورية والتقدمية تجتمع بأستمرار على مقاهى وسط البلد فى القاهرة والأسكندرية وعواصم المحافظات المصرية ,وبالتالى تشكلت الحركات
والمنتديات العلمانية والتحررية فى تلك التجمعات من أجل الدعوه الى الثورة الفكرية ,وقدموا المناقشات الحرة والحضارية ,وشاركوا فى الأنتفاضات الشعبية لمواجهه السلطة الغاشمة بدءا من مبارك
والمجلس العسكرى ونظام الأخوان ومازالوا متواجدين بأفكارهم الثورية لمناهضة كل أنواع الظلم والطغيان سواء السياسى أو الأقتصادى أو الدينى.
ولكن الأعلام الليبرالى يلعب دورا حقيرا فى هدم تلك التجربة النضالية لأسباب خاصة بسلطة الرأسمالية والتلاعب على وتر الدين وأظهار هؤلاء المتمردين والمبدعين والملحدين واللادنيين بمظهر شاذ
ومخرب ضد المجتمع ,ولكن هؤلاء الملحدين واللادنيين يريدون فقط حريتهم فى الحياه بكل أمان ودون تهديد لهم ولأسرهم كما حدث فى قضية كريم عامر وعلياء المهدى وألبير صابر وشريف جابر
وغيرهم..
فعندما ظهر الملحد المناضل (أسماعيل محمد) على برنامج حوارى فى الأعلام ,فتم التعامل معه بكل حقارة وخسة من معدين البرنامج ومع مقدمة البرنامج لمجرد أنه يطالب فقط بحق الملحدين واللادنيين
بمشاركتهم فى كتابة ومناقشة الدستور المصرى ,ولأن هؤلاء الملحدين واللادنيين أو اللاأدريين يمثلون نسبه لا يستهان بها فى مصر وحدها ,فعددهم كما تم نشره فى أحدى الدوريات المعروفة يتجاوز
تلاثة ملايين نسمة من الشعب المصرى وغالبيتهم من الشباب الجامعى ومن الطبقة المتوسطة.
نعم أنا مقتنع جدا أن حقوق كل طوائف الشعب الدينية والفكرية المتباينة لا تحل تناقضاتها ألا بالحقوق الأقتصادية والمطالبة بها على الدوام ,ولكن لقد ظهرت على الساحة تجمعات هؤلاء الأحرار ,فلا نريد
دفن رؤوسنا فى الرمال وتجاوز مطالبهم .
فلا أحد منهم يريد الوقوف ضد الجماهير المقتنعة بأديانها وعقائدها وأنما يريدون فقط بند فى الدستور المصرى لحمايتهم الشخصية من القتل والسحل والتشريد وتدمير مستقبلهم ,ولا نريد أن نؤكد للجميع
أن المبادئ لا تتجزأ ,فالقوى المدنية وقفت ضد سياسة الأسلام السياسى من الأخوان والسلفيين لمتاجرتهم بالدين وتدمير الوطن بأسم الحقيقة المطلقة ,فؤلاء الملحدين واللادنيين يريدون أتاحة الفرصة لهم
فى التفكير العلمى والمنهج المادى .
فـأتوجه برسالة الى جميع القوى المدنية بالوقوف بجانب حرية الأعتقاد أو اللاأعتقاد وعدم أغفالها بمطالبهم النبيلة ,لأن المطالبة بمثل تلك الحقوق هو جزء من أهداف الثورة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الملحدين العرب وحقوقهم
Amir Baky ( 2013 / 11 / 16 - 23:43 )
الملحد فى الغرب لا يجبره أحد على ذلك. فيمكن أن تكون وجهة نظر. أو فكرة منطقية بالنسبة له و أقتنع بها. فعادة الملحدين هناك لا يهاجمون أى دين أصلا لعدم وجود أى عداء بين الشخص و الدين. أما الملحدين فى الدول الدينية فعادة يلحدون بسبب فاشية الدين الذى يطبقة الكثيرين. فغالبا الملحد العربى بيكون كاره لقيود الدين التى سلبت منه حقوقة الإنسانية بخلاف التعاليم الدينية التى تخالف الفطرة الإنسانية.
أتحدث للملحدين العقلاء. طالبوا بتطبيق حقوق الإنسان فى مجتمعاتكم. طالبوا بها فى دساتير بلادكم. ولا تبحثون عن حقوق الملحدين فقط. أخشى أن تتحول كراهية الملحد للأديان بأن يصبح عنصرى بنفس منطق مدعى التدين. أو يسعى بتفصيل قوانين خاصة به على حساب حقوق باقى مكونات المجتمع الذى يعيش فية.


2 - ملحد وافتخر
بلبل عبد النهد ( 2013 / 11 / 17 - 09:01 )
قل يا ايها المؤمنون لما تقولون ما لاتفعلون وتفعلون ما لا تقولون فما انا قائل ما تقولون ولا فاعل ما تفعلون ولا انتم قائلون ما اقول ولا فاعلون ما افعل لكم اقوالكم وافعالكم ولي افعالي واقوالي


3 - الاسلام
بلبل عبد النهد ( 2013 / 11 / 17 - 09:10 )
المسلمون يخافون من الملحدين لانهم يكشفون عورات الاسلام وعند كشف عورات الاسلام فتلقائيا تكشف عورات الديانات الفضائة الاخرى لان القران فيه جزء كبير من خرافات الديانات التي سبقته


4 - سبعة بقرات عجاف
بلبل عبد النهد ( 2013 / 11 / 17 - 09:22 )
لو ان للمسلم عقل سليم يفكر به لاكتشف ان الكتاب الذي يموت من اجله المسمى القران هو مليء بالمغالطات والاخطاء فعلى سبيل المثال لا الحصر قضية البقرات والسنبلات ويوسف وفرعون مصر هي مجرد خيال فالفراعنة لم يعتمدوا قط على الامطار في فلاحاتهم ولم يعرفوا ابداالقحط لان فلاحتهم وبكل بساطة كانت تعتمد على النيل العجاف هي عقول امة الصلعم


5 - الحل فى العلمانية والاتجاه العقلانى
وليد فتحى ( 2014 / 11 / 28 - 00:14 )
الحل هو العلمانية والإتجاه العقلانى وفضح هؤلاء الغوغائيون الذين يتكسبون من الدين لنشر الجهل والتطرف والنتيجه داعش وغيرها

اخر الافلام

.. نحو 1400 مستوطن يقتحمون المسجد الأقصى ويقومون بجولات في أروق


.. تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون




.. الجزائر | الأقلية الشيعية.. تحديات كثيرة يفرضها المجتمع


.. الأوقاف الإسلامية: 900 مستوطن ومتطرف اقتحموا المسجد الأقصى ف




.. الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي في الخليل بالضفة الغربية