الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شيوعيون من بيوتات و عوائل دينية

صادق البلادي

2013 / 11 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قبل أن تتشكل في العراق أولى الحلقات الماركسية ، وقبل أن يجري التفكير بتأسيس حزب شيوعي قبل ثمانين عاما ، كان الاستعمار البريطاني الذي احتل العراق يفكر بوقت سابق بإيجاد ركائز له تقف في وجه ما سيحدث في مستقبل الأيام في بلاد الرافدين. فأخرج من ترسانة تجربة المستغلين والظلمة عبر التاريخ، بما فيها تجربة الإمبريالية ذاتها في بلدانها ، أخرجت تجربة استغلال الدين لمحاربة الأفكار الوطنية ، خاصة الثورية والتقدمية ، والشيوعية في المقدمة منها .
ولم تكن تلك تجربة خاصة بأوربا فقط ، بل وتجربة الدول الإسلامية أيضا. فكم أسهم بعض رجال الدين المسلمين في تبرير وتوطيد سلطة الظلمة .وقد كشف الأمام السجاد دور واحد من أولئك فكتب إليه : " واعلم أن أدنى ما كتمتَ ، وأخف ما احتملتَ، أن آنست وحشة الظالم ، وسهلت له طريق الغي ، بدنوك منه حين دنوت ، وإجابتك له حين دعيت.. أو ليس بدعائه إياك حين جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم، وسلما إلى ضلالاتهم، داعيا إلى غيهم، سالكا سبيلهم ، يدخلون بك الشك على العلماء ، ويقتادون بك قلوب الجهل إليهم."
نقلا عن الخميني : الحكومة الإسلامية.
ولقد كان من العوامل التي رجحت ترشيح المستعمرين البريطانيين لفيصل إلى عرش العراق كونه إبن الحسين ، شريف مكة ، سليل العائلة الهاشمية ، والذي أراد أن يكون خليفة المسلمين، إضافة إلى ما عرف عن فيصل " كرهه للشيوعية والبلشفية مما سيجعل البلاد نموذجا لجيرانها المسلمين وحاجزا محتملا أمام البلشفية "، كما ورد في مذكرة لوزارة الحرب البريطانية .( مركز الوثائق في لندن). وراحوا ينشرون الافتراءات ضد البلشفية والشيوعيين.
لكن دعايتهم تلك لم تؤت أكلها ، فقد ذكر تقرير للشرطة السرية ، مؤرخ في 27 آذار 1920 خبرا عن كتاب باسم " مبادئ البلشفية " ، جلب إلى العراق من حلب ، وكان بحوزة محمد رضا ، النجل الأكبر للشيرازي ، الذي أصدر ، كما قيل ، فتوى اعتبر فيها البلاشفة من أصدقاء الإسلام. وكان البريطانيون قد وصفوا نجل الشيرازي " بأنه الرجل الحقيقي وراء والده .. وأنه كان على صلة بالبلاشفة " ، كما أورد ذلك د. غسان العطية في كتابه " العراق- نشأة الدولة".
وظل هذا موقف علماء الدين الكبار تجاه الشيوعية ، فالشيخ محمد حسين كاشف الغطاء كتب عام 1954 ردا على دعوة أمريكية لعقد مؤتمر اسلامي مسيحي يبحث في "خطر الشيوعية على المجتمع " ، كتب قائلا :" ألف سلام على الشيوعية على شدة نفورنا منها " ، وعندما ينصح الشباب في الحذر منها فأن ذلك لظنه أن ذلك يعقد الوضع الدولي ويخل بالسلام، وليس لأنها كفر والحاد، كما صدرت بذلك فتوى بعد سنوات ،اصدرها سيد محسن الحكيم في مجرى العداء لثورة 14 تموز، فتوى لم يستفد منها غير أعداء جمهورية 14 تموز ، التي أوقفت التمييز ضد الشيعة ، وفتحت بهذا درب تصفية الطائفية . فجاء انقلاب 14 رمضان / 8 شباط 63 القادم بقطار أمريكي " ثمرة " اتحاد أعداء الشيوعية ، بكل أطيافهم من رجعيين وقوميين واسلاميين، ومنهم أنصار العهد الملكي ، والذي كان أغنى أغنيائه من الشيعة في الأغلب ، مثلما كان أفقر فقرائه من الشيعة أيضا ، الذين كانوا اخوة للفقراء و المضطهدين من السنة وغيرهم.
وفي زمن جمهورية 14 تموز حاول البعثيون إثارة الرأي العام ضد الشيوعيين باستغلال المشاعر الدينية باتهامهم الشيوعيين تمزيق القرآن، وكشف حسن العلوي ضلوع البعثيين في هذه الكذبة، التي ما انطلت على الناس يومها.
و معروف كيف قاد ذلك الانقلاب البعثي الفاشي إلى نظام صدام ، الذي لم يشهد الشعب العراقي ، بما فيهم الشيعة وحتى علماؤهم ، عهدا من القمع والتنكيل والتمييز الطائفي مثيلا له، بل لم يشهد العالم نظاما أجرم مثل إجرامه ، وانتهك كرامة الإنسان ، انتهاكا مسخ إنسانيته بشكل لا سابق له.
إن الحزب الشيوعي في كل تاريخه لم يتخذ موقفا معاديا للدين ، بل استهجن حتى الاعتداء على عقائد الناس ، ولكنه ما كان يخفي أن نظرته إلى الكون والقضايا الاجتماعية نظرة مادية دياليكتيكية، ولكن لم يجعلها شرطا من شروط العضوية. وفي وصايا الحزب لأعضائه طلب من العضو "الحفاظ على تقاليد شعبنا الثورية وعلى أمجاد شعبنا ومفاخره لأننا بحق ورثة تراث شعبنا التاريخي وحماته .. والتحلي بالصفات الحميدة والاستعداد الدائمي لنفع من هم حواليك " ، والصفات الحميدة بالنسبة له هي صفات شيوعية صميمية ، فهو بهذه الوصية يدعو للتمسك بمكارم الأخلاق ، ويتخذ مقياس أن خير الناس من نفع الناس. ويستلهم الشيوعيون في نشيد لهم ظهور المهدي ،الذي سيملأ الأرض عدلا وخيرا كما ملئت ظلما وجورا، فيرددون في نشيد السجن ليس لنا:
" نملأ الأرض عدلا وخيرا لا يعيقنا عائق مدى الحياة "
ومعروف أن شيوعيين كانوا من بين خيرة ردادة المواكب الحسينية ، ويندر أن تجد بيت فيه شيوعي يخلو من نسخة من القرآن أو نهج البلاغة ، أو من لوحة مخطوط فيها آية من القرآن أو قول للإمام علي. ومعروف أن لهم في كربلاء موكب العباسية ، وهو تقليد كانت له جدواه فيما مضى ،ولكن أعتقد أنه يلزم اليوم إعادة النظر في جدوى المشاركة في هذه الطقوس التي أخذت هذه الدرجة من الضخامة والمبالغة، بحيث يمكن ان يضيع في خضمها
شعارات الموكب ، وتعتبر دليلا وتأكيدا على أهمية توسيع هذه الطقوس التي صار لها دورا كبيرا في ترسيخ الطائفية ومواصلة نهج المحاصصات.
وعلمت من رفيق شيوعي أنه عندما كان في الدراسة في أوربا أواسط الخمسينات يوم لم تكن فيها مكتبات تتوفر فيها الكتب العربية فكان أول كتاب يوصي بالحصول عليه من بيروت هو القرآن ، وأول كتاب يستعيره من مكتبة جامعية فيها كتاب قديم من التراث العربي هو "المدينة الفاضلة " للفارابي ، مطبوع في أوربا أواخر القرن التاسع عشر، بينما كان أول كتاب يستعيره في العراق وهو في الدراسة الثانوية كتابا لفريدريك انجلس عن المادية التاريخية، والتي كان قد اطلع عليها قبل ذلك ، ولكن دون أن يعرف يومها شيئا عن المادية التاريخية و الماركسية ، في كتاب عن الأمام الحسين تأليف الشيخ عبد الله العلايلي ، وكان ذاك الكتاب من ضمن مكتبة والده الحاج المتدين ، دون تعصب.
وعلمت من شيوعي عراقي اضطره نظام صدام الفاشي على الهجرة لبلد أوربي أنه بعد انهيار المعسكر الاشتراكي ، والذي كان انعدام الديمقراطية ، الشرط اللازم لبناء الاشتراكية السبب الجوهري الذي قاد الى الإنهيار بنشوء وهيمنة سلطة البيروقراطية الحزبية العسكرية، والذي عجلت حرب المجاهدين الإسلاميين في أفغانستان في ذلك ، نشط في الدفاع عن الإسلام فور أن بدأ تجار الحروب ومنظرو الإمبريالية في جعل الإسلام بعبعا أخضر، بديلا عن بعبع الخطر الأحمر الذي انهار ،ودون أن يجد في دفاعه عن الإسلام أي تناقض مع انتمائه الشيوعي ، بل بالعكس وجد في ذلك مهمة تطرحها عليه مسئوليته الشيوعية في الدفاع عن السلام.
ولا عجب أن نجد مثل هذا الموقف لدى الشيوعيين العراقيين ، فقد كان التراث العربي الإسلامي مصدرا من مصادر ثقافتهم ، بما فيهم مؤسس الحزب فهد ، المسيحي المولد، وأن عددا غير قليل من قادة الحزب قد نشأ وتربى في عوائل دينية أو متدينة.
و لم يكن هذا المنشأ الديني أمرا معروفا وليس مهما ، فالحزب الشيوعي منذ بداية نشأته كان حزبا وطنيا – أمميا ، وهو اختيار طوعي بين أعضاء متساوين . فكان الحزب الشيوعي في تنوع عضويته انعكاسا للفسيفساء القومية والدينية والمذهبية في العراق ، وتعبيرا عن أولوية المواطنة على كل التنوعات القومية والدينية و الطائفية، وتطبيقا لمبدأ المساواة بين العراقيين أيا كان عرقهم أو دينهم أو مذهبهم أو جنسهم. فقد وقف على رأس الحزب قياديون من مختلف الانتماءات . فمن يوسف سلمان يوسف الكلداني المسيحي الأصل ، إلى الصابئي مالك سيف ، الذي خان الحزب لاحقا ، إلي اليهودي ساسون دلال، فإلى الكردي السني بهاء الدين نوري ، إلى الشيعي العربي حسين أحمد الرضي، فالكردي السني عزيز محمد والآن الشيعي العربي حميد مجيد موسى. وكل هؤلاء لم ينتخبوا على أساس الانتماء العرقي أو الديني أو الطائفي ، كما ولم يعر الشيوعيون كافة أي اهتمام لهذا الانتماء ، بل ما كانوا يعرفونه أصلا، فقد عرفوا هؤلاء القادة بأسمائهم الحركية أولا : فهد ، باسم ، سلام عادل ، ناظم علي. عدا الرفيق أبي داود ، حميد مجيد موسى الذي لم يعرف له اسم حركي منذ أن صار سكرتير اللجنة المركزية.
ولم يكن الموقف عند الإيزيديين يختلف عن مثل هذه العلاقة، فحسب معلومات من الأخ صباح كنجي انه لم يكن هناك عداء بين رجال الدين والشيوعيين، بالعكس كان رجال الدين سباقين في نقل الافكار الماركسية الى الناس بحكم جولاتهم بين القرى والمدن الايزيدية التي تشمل انطلاقهم وبدء حركتهم من بحزاني في الموصل الى قرى ومدن يريفان عاصمة ارمينيا واذربيجان وجورجيا التي يتواجد فيها الايزيديون ومرورا بتركيا وايران وهناك معلومات مفصلة عن الموضوع في مقال بداية الفكر الماركسي بين الايزديين في الثقافة الجديدة العدد350-351 سنة 2012
وايضا كان هناك الكثير من القوالين بمن فيهم كبير القوالين سليمان سفو قريبين من الحزب الشيوعي وحملوا عضويته، لا بل ان كبير القوالين وشقيقه خيري سفو ـ ابو فيان كانوا من بين الملتحقين في صفوف الانصار الشيوعيين بعد انقلاب شباط عام 1963 وقبلها كان كبير القوالين من الناشطين في مجال حركة السلم العراقية.و القوالون هم رجال الدين المرافقون للسنجق ممن يحفظون الأدب الشفاهي الأيزيدي ويرددونه في المناسبات الدينية على انغام الناي ونقر الدفوف المقدسة.
ايضا كان البابا شيخ الاب الروحي للايزيدية من المؤسسين لحزب هيوا في كردستان في الاربعينات وما زالت عائلة البابا شيخ تحتفظ بنهجها التقدمي ولها علاقات وطيدة بالاحزاب الكردية والشيوعيين .
كذلك كان القوال اسماعيل شاري ـ ابو خيري عازف الناي المشهور من الشيوعيين المعروفين بين الايزيدية
اما الفقراء الذين يلتزمون مهمة الاشراف على المراسيم الدينية وسدانة لالش فكانوا يستقبلون الثوار الاكراد والشيوعيين سراً في العهد الدكتاتوري وقد اخفوا مفارز الشيوعيين في اروقة المعبد لأكثر من مرة بالرغم من وجود ربايا الجيش المطوقة للجبل ..
ومن عائلة المير عرف عن علي بك وشكري بك التزامهما بصفوف الحزب الشيوعي كذلك كان للفقيد الشاعر سعيد تحسين بك ابن امير الايزيدية الحالي علاقة طيبة بالشيوعيين وكان يعتبر نفسه ماركسياً وقصائده تنضح بالدفاع عن الكادحين وتمجد الحرية وحب وتقدير للمرأة.
وحاياً تسعى العائلة الأميرية الى خلق علاقات طبيعية مع كافة الاطراف وتتجنب اي مظهر من مظاهر العداء للشيوعيين .
اما بالنسبة للمسيحيين فقد كانت علاقة عدد كبير من القسس في القوش وبرطو وعينكاوة وشقلاوة وتللسقف جيدة بالشيوعيين وكان للفقيد توما توماس تأثير كبير على عدد من رجال الدين بمن فيهن الراهبات والماسيرات في الموصل والقوش ..
واثناء الانتفاضة عام 1991 حينما دخلت أول مفرزة انصار الى القوش جرى استقبالها من قبل الشيوعيين ورجال الدين بمن فيهم الذين جرت زيارتهم في الكنيسة.
والحزب الشيوعي تجسدت فيه فسيفاء المجتمع العراقي من مختلف القوميات والأديان و الطوائف، دون أن يلعب هذا التنوع دورا في التنظيم ، فقد
كان لقب الرفيق والإنتساب الى العراق يعلو فوق كل هوية قومية أو دينية أو مذهبية. وسعى ومازال البعض يسعى للعزف على وترالدين لإستغلاله ضد الشيوعيين ليحتفظوا بنظام المحاصصة، والذي لا بد من تقوية التيار الديمقراطي من أجل تغييره، وهذا يحتاج الى عدم إعطاء أية ذريعة تحت ستار الدين تستغلها القوى الظلامية لعرقلة أي تغيير سلمي يحقق المجتمع المدني الديمقراطي.
ومثالا على هذا التنوع المذكور نورد ما جاء في سفر بطاطو عن العراق بعض أسماء أعضاء اللجان المركزية للحزب الشيوعي العراقي المولودين منهم في بيوتات وعوائل دينية ..

1_السيد أحمد جمال الدين 1903 في الناصرية ، محامي ، إبن عالم دين ، اتصل بالحركة الشيوعية عام 1929 مع جماعة فهد في الناصرية ، كان قبل ذلك عضوا في الحزب الوطني : حزب أبي التمن، أصبح فيما بعد عضوا في المحكمة الكبرى ، ورئيس اللجنة الاستشارية للإصلاح الزراعي في عهد ثورة 14 تموز.
2_حسين محمد الشبيبي مواليد 1914 في النجف ابن خطيب المنبر الحسيني الشيخ محمد الشبيبي. عضو المكتب السياسي، أعدمه النظام الملكي العميل مع الرفيق فهد عام 1949 .
3_شريف ملا عثمان عضو اللجنة المركزية الثالثة ( شباط 45 _ كانون ثاني 1947 ) سكرتير الفرع الكردي ، تعليم ديني خاص، ابن رجل دين.
4_موسى محمد نور من مواليد العمارة عضو لجنة فهد المركزية الثالثة ، معلم ، إبن رجل دين.
5_محمد علي الشبيبي ، عضو لجنة فهد المركزية الثالثة ، مسؤول لجنة محلية النجف ، إبن رجل دين شقيق حسين محمد الشبيبي.
6 – بهاء الدين نوري سكرتير الحزب من 49- 53 كردي من مواليد 1927 ابن مدرس دين.
7- عامر عبد الله ، ابن مؤذن في مدينة عانة.
8 – جمال الحيدري عضو المكتب السياسي 1956- 1963 من عائلة سادة ، أعدمه بعثيو 14 رمضان.
9- عزيز الشيخ مواليد 1929 في عانة ابن رجل دين.
10- صالح الحيدري مرشح لجنة مركزية انضم للحزب عام 1943 .
11- عبد الرحيم شريف عضو اللجنة المركزية اغتاله بعثيو القطار الأمريكي في 1963 .
12-شريف الشيخ مواليد عانة 1916 عضو اللجنة المركزية 1957- 1963 ابن واعظ ديني.
13 – محمد حسين أبو العيس مواليد الكاظمية 1917 عضو اللجنة المركزية 1958 - 1961 من عائلة سادة . قتله البعثيون في 7آذار 1963 .
14 – عزيز شريف مرشح اللجنة المركزية 1958-1963 من عائلة سادة.
15-باقر ابراهيم الموسوي من مواليد الكوفة عضو اللجنة المركزية من 63 ثم المكتب السياسي حتى عام 1984 من عائلة سادة،
16 –يوسف حنا شبر من مواليد شقلاوة عام1922 عضو اللجنة المركزية 1965 ابن رجل دين
17- ليلى الرومي عضوة محلية بغداد ايام انقلاب شباط ، ابنة رجل دين مندائي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله ينتقم لمقتل 3 من قادته وإسرائيل تحشد ألوية عسكرية ع


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يسحب اهتمام الغرب من حرب غزة




.. الأردن يؤكد أن اعتراضه للمقذوفات الإيرانية دفاعا عن سيادته و


.. رئيس وزراء قطر: محادثات وقف إطلاق نار بغزة تمر بمرحلة حساسة




.. تساؤلات حول أهلية -المنظومة الإسرائيلية الحالية- في اتخاذ قر