الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل أن إسرائيل ستجر الولايات المتحدة الأمريكية إلى حرب أخرى؟ إنها مشغولة فعلاً لتحقيق هذا الهدف
عبدالوهاب حميد رشيد
2013 / 11 / 18مواضيع وابحاث سياسية
عاملان يتحركان حولنا في وقت واحد باتجاه كارثة عامة، وكلاهما يتعلقان بإسرائيل. (1) تبذل حكومة رئيس وزراء إسرائيل كل جهودها لتخريب محادثات السلام الجارية بين طهران وبين مجموعة 5+1.. (2) نتينياهو يتخلى في مفاوضاته مع الفلسطينيين عن عملية السلام باتجاه التحرك وبسرعة نحو هدفه بإقامة "إسرائيل الكبرى". تزامن هاتان الحركتان العدوانيتان من قبل الإسرائيليين، يقود العالم إلى حافة خطيرة لا يمكن تصورها..
دعونا نكون واضحين بشأن الرهانات (الإسرائيلية): إن الحرب مع إيران تعني الدمار الاقتصادي الكامل، تصاعد أسعار النفط بشكل صاروخي إلى السماء، لتشكل كارثة على الاقتصاد العالمي، هذا الاقتصاد الذي يترنح أصلاً باتجاه الانفجار. والحصيلة، فهذه الآثار ستخلق أزمة ثقة يبدو الكساد العظيم/1930 مجرد صورة صغيرة على شاشة كبيرة مقارنة بما سيحصل. هذا عدا التكاليف البشرية الضخمة: طهران في حالة خراب. آلاف القتلى والجرحى، وحرب شاملة من قبل الجميع ضد الجميع في الشرق الأوسط. الصراع سيسحب كافة القوى الإقليمية الفاعلة، ليس فقط الولايات المتحدة الأمريكية، بل كذلك إسرائيل، الأردن، المملكة العربية السعودية، وربما، وإلى حد بعيد الروس.. في الواقع: احتمال أن تنفجر الحرب العالمية الثالثة في هذه الحالة أمر محتمل.
لنكن واضحين للتعرف على الجهة التي تريد هذه الحرب، بما تقوم به من مؤامرات ومكائد خلف الكواليس، فضلاً عن دعوتها علناً، وإلى حد بعيد، من أجل أن تبدأ هذه الحرب وبأسرع وقت ممكن.
منذ حوالي العقد من الزمن أو نحو ذلك، قامت الحكومة الإسرائيلية وبشكل صريح الإثارة لهجوم أمريكي على إيران. نتينياهو ليس خجِلاً من إعلان نواياه، ولا هو متردد في دعوة الجماعات الموالية لإسرائيل وفي كافة أنحاء العالم لحشد مناصريها في حملته للحرب، لكن تلك الجهات لم تستجب لحماسته. أخذ اللوبي الإسرائيلي في واشنطن حشد مناصريه لحث الكونغرس فرض مزيد من العقوبات على إيران- خطوة إن نجحت من شأنها أن تضع نهاية سريعة للمفاوضات.
لم يبدأ مؤيدو إسرائيل في واشنطن قرع طبول الحرب، بل بدأتها باريس. يتساءل الجميع عما حصل فجأة لوزير الخارجية الفرنسي في محادثات السلام- جنيف. لوران فابيوس- أحد المفاوضين الغربيين- اتهم فجأة المفاوضين الغربيين الآخرين بالتساهل مع إيران، وخلق شكوك في مشروع الاتفاق الذي تم التوصل إليه وبوجوده.
هذا الهراء بشأن منشأة آراك التي لم يستكمل بناؤها حتى الآن، ومسألة المطالبة الإيرانية منذ أمد بعيد بحق التخصيب، مجرد ستار من الدخان. كافة الأطراف في جنيف، بما في ذلك المفاوض الفرنسي، اتفقوا جميعاً على تأجيل مناقشة مفاعل آراك للمستقبل. ويجري تفتيش هذه المنشأة بانتظام من قبل مفتشي الوكالة. كما أنها سوف تحتاج إلى تعديل كبير قبل أن تتمكن من إنتاج المواد النووية لصنع الأسلحة الذرية. أما بالنسبة لمسألة التخصيب، فهذا ليس بالأمر الجديد: لإيران الحق في تخصيب اليورانيوم في ظل معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية التي وقعت عليها سابقاً، ويمكن الكشف عن أي تجاوز للحد المسموح به.
القصة الحقيقية وراء التحول الفرنسي هي أن رجل نتينياهو الرئيس في باريس- ماير حبيب Meyer Habib- دعا لوران وقال له: إذا سار الاتفاق إلى أمام فإن نتينياهو سيضرب إيران- صحيفة تايمز الإسرائيلية نقلاً عن أخبار القناة 2 الإسرائيلية.
"قال ماير حبيب- النائب الفرنسي- لـ فابيوس: أنا أعرف نتينياهو. سيلجأ إلى استخدام القوة إذا تمت الموافقة على الصفقة في شكلها المعروض. إذا لم تشدد موقفك، فإن نتينياهو سيهاجم إيران. أنا أعرف نتينياهو.. عليك بتشديد موقفك من أجل منع وقوع الحرب."
هنا لفتة جميلة: عليك التوقف عن التحدث بشأن السلام "من أجل الوقاية من الحرب!"
تهديد نتينياهو هذا الذي ابلغه رسوله الفرنسي لوزير الخارجية الفرنسي، عبارة عن خدعة. لا تحارب إسرائيل في غياب (من وراء ظهر) الأمريكان، ولن تخاطر بحياة الإسرائيليين على أرض المعركة ضد خصم هائل مثل إيران. إن المحاولة كانت مجرد ابتزاز. هذه مجرد محاولة ابتزاز واضحة. لكن الفرنسيين كانوا فقط تواقين لإظهار دورهم باصطفافهم المجاني مع إسرائيل لبعض الوقت.
"عندما تقول بأنك تعمل من أجل السلام، وبأنك تريد السلام، وهذه أرض فلسطين حيث يعيش الناس هناك. إذن كيف يمكنك أن تقول بأنك تخطط لبناء مساكن على أرضهم لأناس سيصلون إلى فلسطين؟ هذا يعني أنك تبعث برسالة تعبر عن عدم جديتك في السلام." هل تُريد انتفاضة ثالثة!؟
أثار هذا (تقدم المفاوضات) رد فعل غاضب من اللوبي الإسرائيلي في هذا البلد (فرنسا) مع Abe Foxman، لإظهار الولايات المتحدة في حالة ضعف وتراجع في مواجهة غضب بيبي (نتينياهو).
ما يسببه Foxman من فزع يتمثل في أن التطورات السياسية الداخلية في كل من إسرائيل والولايات المتحدة تجسد موجات متطرفة تجتاح الدولة اليهودية باتجاه تدمير أي فرص للتوصل إلى حل القضية الفلسطينية. بيبي يمارس هذه اللعبة بكل قوته. وهذا اتجاه خطير.
من ناحية أخرى، ينمو داخل أمريكا تمرد ضد وساطتنا في الشرق الأوسط. هذه الوساطة التي توجت بتراجع الإدارة الأمريكية عن خطة قصف سوريا. وهذا التطور يجبر الإدارة الأمريكية، على ما يبدو التخلي عن السياسة الأمريكية التقليدية تجاه إسرائيل أو على الأقل يعطي الانطباع بأن الإدارة الأمريكية تتطلع فعلاً للمصالح الأمريكية أولاً.
صار اللوبي الإسرائيلي في حالة تعبئة قصوى حول قضية سوريا، لكنها واجهت هزيمة فريدة. تجهزوا هذه المرة للفوز، حيث يعبئون قدرات عالية، سواء هنا (داخل أمريكا) أو على الصعيد الدولي، لإفشال المفاوضات. في هذه الحالة، وفي غياب/ ضعف قوى مضادة للوبي الإسرائيلي، فانا (كاتبة المقالة) على استعداد لأراهن بأن محادثات جنيف ستنتهي إلى الفشل. نستطيع أن نتوقع من الكونغرس الرضوخ لأوامر نتينياهو بالسير قدماً لفرض عقوبات جديدة على إيران. كذلك، وعلى نحو مؤكد لا يمكن التعويل على أو الوقوف بحزم في مواجهة ضغط اللوبي الصهيوني هذا.
فشل محادثات جنيف، سيعرض للخطر موقف الرئيس الإيراني المنتخب حديثاً- حسن روحاني- ويمنح المتشددين في بلاده قوة عالية لتوجيه ضربة شديدة على رأسه. من جهة أخرى، فهذا الفشل سيمكن إسرائيل من شن حربها المقدسة ضد إيران وسحب الولايات المتحدة معها.
لا شيء مستحيل، بخاصة الحرب ضد إيران. لكن الحس السليم يمكن أن يسود. فعندما يحين لحظة الحسم، عندئذ يمكن للشعب الأمريكي أن يؤكد ذاته في منع هذه الحرب، كما أثبت وجوده في خطة قصف سوريا. ذلك في رأيي (الكاتبة) هو السبيل الوحيد لتجنب الحرب العالمية الثالثة.
لكن هذا غير ممكن الحدوث إلا إذا كان الأمريكيون متيقظين ومستوعبين لما يحدث. وهذا هو السبب من وجود الحركة المضادة للحرب: Antiwar.com. منذ العام 1995 نمارس ثقافة التوعية للشعب الأمريكي ضد مخاطر تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وفي العالم. فضحنا أكاذيب حزب/ أنصار الحرب. وفي الآونة الأخير سجلنا نصراً من خلال: حملة الهاتف التي تم إطلاقها بالاشتراك مع حلفاء يمثلون مختلف الطيف السياسي، بإجبار إدارة اوباما التراجع عن إعلانه- قصف سوريا. تلك كانت حرباً أخرى تهيأت إدارة اوباما خوضها لحساب إسرائيل. لكن الشعب الأمريكي قال كلمته.. "كفى."
ممممممممممممممممممممممممممـ
Will Israel Drag Us Into Yet Another War?Their amen corner is working overtime to do just that, by Justin Raimondo,November 13, 2013.
http://original.antiwar.com/justin/2013/11/12/will-israel-drag-us-into-yet-another-war/
https://mail.google.com/mail/u/0/?hl=sv&shva=1#inbox/1425e1d380c443df
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ميليشيات إيران في سوريا.. قصة عقد وأكثر | #الظهيرة
.. السلطات الأردنية تؤكد أن التضامن مع غزة عبر مسيرات شعبية لا
.. السلطات الأوكرانية: ثلاث محطات طاقة أوكرانية استُهدفت بقصف ر
.. إسرائيل تلتزم الصمت إزاء اتهامها بشن هجمات جوية على أهداف سو
.. وزارة الصحة بغزة: ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على الق