الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في عرفات الله أعلنت الحادي بالله (12 )

المستنير الحازمي

2013 / 11 / 20
سيرة ذاتية


ليس في عاصمة الإلحاد موسكو ..وليس في مدينة الضباب لندن ..ولا قبلة الشيوعية بيجين..ولا هافانا ..ولا كان ذلك في واشنطن ولا حتى أخف التوقعات فكانت بيروت أو دمشق ..
بل على صعيد عرفات الله ..يوم الحج الأكبر ..في رداء أبيض وإزار أبيض بين جموع الحجيج ..ووسط تلبية وتكبير الحجيج ,في يوم الله الأعظم ..يوم حجه الأكبر .في أقرب مكان . يكون فيه الله ...يتجلى فيه الله . على عرصات الله
في زمان من أزمنة الله . وفي ضيافة الله .كان الحادي بالله ..نهاية الله ..إعدام الله ..موت الله وشنقه وخنقه في ذهني وعقليتي . ونهاية طاغوت كبير ..وديكتاتور كبير ..ومستبد .. قهار جبار ..متكبر متسلط .. وعمل تأشيرة مغادرة من غير ما رجوع لهذا الإله ..الذي جعل حياتي جحيما .. وأيامي كلها أيام للجحيم
شنق الله كما يشنق دائما وأبدا على مقصلة الحرية والعدالة ومجد الإنسان ..وعظمة الإنسان .شنق الله ..وطرد من قاموس حياتي ..وأعدم من وجداني وكياني ..وكانت أخر أيامي مع الله ..فكان يوما تاريخيا لشنق طاغية العراق صدام حسين .

وكان يوما لشنق الله وإعدام الله ...فيا لها من مفارقة أن يتوحد التوقيت ..فيشنق الله يوم يشنق طاغية ..ويعدم الله ..حين يعدم ديكتاتور ..ينتهي طاغوت خرافي سماوي ..حين ينتهى طاغوت حقيقي أرضي ..
و يختفى الله حين يختفي الطغيان ويلد النظام والقانون لتبقي المعادلة قائمة وإلى الأبد..فلا وجود لله إلا بوجود طاغية ديكتاتور يصنع الله ..ويخترع الله ويلد الله في سيفه وبندقيته ومسدسه وسجونه ومعتقلاته..فتولد ممالك الخوف وجمهوريات الخوف وشعوب خائفة مستعبده.. ترنوا إلى جنات تعوضها .. وإلي آلهة تخلصها وخيالات وأوهام تسعدها .. فولد الله وولدت الآلهة ..ومعه كل خرافته وخزعبلاته وهرطقاته
"فالخوف هو وحده من صنع الآلهة في هذا العالم "
أنه الخوف ولا شي غير الخوف ..هو من صنع كل تلك الآلهة ..وجعل لها جنات وجحيم وتماثيل وأصنام ..وحين تفتش عن ممالك الخوف وجمهوريات الخوف .. تجد الله تجد ملكوت الله ..دول إسلامية ..دول دينية ..دول مجد الله كلمة الله إرادة الله .. فلا تجد إلا الفساد والظلم والطغيان والقاذورات والتخلف والانحطاط وعالم من الجرذان والفئران ..
وتلك ممالك الله .
فحيثما وجدت المستنقعات البشرية والمخلفات والفضلات ..ستجد الله ..هو معكم أينما وجدت مستنقعاتكم وحثالتكم ..
هو الأول فلا منتهى لجراثيمه .. وهو الأخر فلا أمد لأمراضه وهلاوسه !!
******
وانتهي طاغوت العراق .. !
على صيحات مكبرين مهللين .. يقولون الله أكبر...يهتفون الله أكبر ,, ينشدون كبرياء الله .. الله أكبر ..الله أكبر
يعدمون مستبد سياسي .. و يقيمون مستبد ديني ..
أعدموا طاغية .. وأقاموا دون أن يشعرون مراسيم تنصيب طاغية جديد ..هو أكبر خطورة وأكثر ديكتاتورية من
ديكتاتور في الأرض !!
فما دام هناك سيد وعظيم وكبير .. فهناك عبيد وذليل وحقير ..مادام لنا سادة في السماء فنحن عبيد في الأرض
ولا أعرف كيف ينشد الإنسان الحرية والكرامة والعدالة . وهو يقيم باختياره آلهه ..ويقوم بمراسم العبودية الأبدية !!
..........
كان يوما في بدايته اختير ليكون يوما لنهاية الإسلام ..ولكن شاءت إرادته لا جل شأنه أن يكون بداية الإلحاد ..
وأن يكون يوما كما شاءت إرادته لا جل جلاله لإعدامه ونفيه ونهايته ..
فبالإمكان اختيار شيئا مع نهاية الإٍسلام .. كالمسيحية أو اليهودية أو البوذية أو شي أخر
لكني اخترت الإلحاد على ذلك الصعيد ..وبين جموع المؤمنين ..وحجاج بيت الله .فليس هنا من شي لتختار .. وأنت على هذا الصعيد الطاهر "كما يمسي" إلا أن تكون مسلما أو لا تكون ..فاخترت أن لا أكون مسلما ..وليكن ما يكون
أكون ملحدا .. لا أدريا ..لا دينيا ..عبثيا ..عدميا المهم أن لا أكون مسلما ؟؟
وماذا عسى الإنسان أن يفكر ويختار وهو يعيش في بلاد الإسلام والتوحيد ووو الخ ..
وأن أكون كذلك ..و في أيام الله وأزمنة الله المقدسة أيام التشريق !!
لهو تحدي قوى لا أعرف كيف كنت جريئا لأن أختار ذلك اليوم ..وكيف شاءت المصادفة وحدها , وكيف قادتني لتكون أياما حقيقة لتصفية الحساب مع الله ومع هذا الدين !! دون أن يكون تخطيطا مسبقا مني !!
ولكن مجد الإنسان فوق كل مجد.. وعلو الإنسان فوق كل علو..وسمو الإنسان فوق كل سمو .. . تجعل الإنسان
قوة لأن يصفع الله بحريته الكاملة . في أعظم مكان يتجلي فيه الله
ويتباهي بهم بين ملائكته في ملكوته الأعظم :
(( فيقول هؤلاء عبادي شعثا غبرا قد جاؤوا من كل فج.. .أشهدكم بأني قد غفرت لهم ))
فينال الله صفعة على وجهه ويتدارك قائلا إلا هذا اللئيم المتحرر المتمرد .."جاء ليصفعني"
فعظمة الإنسان لا تتجلى إلا حين يشنق الله ويعدم الله .. بإزار ورداء أخ حاج وأخر مكبر و ملبي ..
******
أما لماذا أنا ملحد !!
ولما اخترت الإلحاد !!
وما الإلحاد ..حتى يكون هو الاختيار !!
فليس لي إلا أن أكون كذلك .. أن أكون ملحدا عرفت الإلحاد أم لم أعرفه ..فهمته أم لم أفهمه .. ألفت في ذلك اليوم أم لم أؤلف كتابا ومجلدا لأشرح إلحادي وأقول لماذا أنا ملحد كما فعل إسماعيل أدهم
وإن لم أكن ملحدا فالمهم أنني لم أعد مسلما مؤمنا ..اخترت ذلك ."موضه" أو عن اقتناع أو حبا في الشهرة أو أو المهم أني لم أعد مسلما مؤمنا سجلت موقفا رافضا لما كنت عليه سابقا .. مؤمنا أن كونا عبثيا مظلما كهذا يسجدا لخالق مجهول
فكيف لي أكون ملحد وأعرف الإلحاد وقد قضيت أكثر سنين عمري وأنا لا أعرف ما لفرق بين الشيعة والشيوعية مثلا
وأقصي وأكبر ما نعرفه عن العالم من حولنا الواسع والمتعدد عالم يعج بالأفكار التيارات المذاهب ..الأديان
هو أن كل من حولنا كفار .. كفار فقط وهذا كل ما يطلب منك هنا لتعيش ..أن تسلم أنت ..وتؤمن أن كل من حولك كافر وهذا يكفي ..
***
لم أخير ولكنني اخترت ..شيئا ليس هو الإسلام.. ولكن ربما هو الإلحاد ,,أو ربما شيء أخر لا يهم ..المهم إني لن أكون بعد هذه الأيام مسلما.
أما ما هو الإلحاد ؟؟ الذي ربما هو الذي سلكته ..وما الطريق الجديد الذي يبدأ مع نهاية طريق عرفات
فلا أكاد أجزم أني أعرفه أو أفهمه ..حين اخترته كبديل للإسلام ..
وأن سئلت عن معني إلحادي ..وما معني أن تكون ملحدا ؟؟
فإن فهمي عن الإلحاد كفهمي عن اللغة ..الصينية أو التايلندية ..ومع هذا أنا ملحد ..وإن لم يتجلى إلحادي في تعريف أو في مصطلح أو تحت أي مسمى ..المهم أني ملحد " مع القلة المفكرة من البشر "كما أسماهم ..المفكر الفرنسي فولتير
لا إله ولا شهادة تشهد بالكذب والزور لنبي ورسول لم أشهد رسالته ومعجزاته.وكرامته بعد هذا اليوم …لا صلاة لا ركوع ولا سجود ولا خضوع .. لا صيام بعد اليوم .. لا تجويع الجسد وحرمانه من المأكل والمشرب.من أجل ذاك الإله ,, فضلا عن حج وعمرة وتضيع الأموال كما ضاعت وتضيع على مجرد أحجار وأوثان .لم تسجل إلي هذه اللحظة أي فائدة أو قيمة للإنسان ..
فلم تسجل منظمة الصحة العالمية وفاة أية إنسان نظرً لامتناعة عن الصلاة وأداء الطقوس الوثنية الإسلامية لإله قابع لا يسكن في السماء !!
أني يكن ذلك الطريق الجديد المهم اخترت طريقا ليس فيه الإسلام رفيقا .وماذا يهم أن أعرف معني الإلحاد !!.
فإذا كنت قد عشت أكثر من 24 سنة مسلما لا أعرف ..عن الإسلام شيئا.. وأعبد إلها لا يمكن التحقق من وجوده ..وأن الذبابة الممكنة الوجود أفضل من الرهان والارتهان لوجوده وعدمه ..وأن قضايا الإنسان خيرا من إضاعة العمر في سبر أغوار هذا الإله ..والبحث عن ما يثبت وجوده ..وتفنيد الشكوك التي تنفي وجوده !!
فالأدلة التي تثبت وجود الله هي ذاتها الأدلة التي تنفي وجود الله فلا طريق لإثبات ما هو معدوم ولا طريق لنفي ما هو معدوم .
وكم أسخر من نفسي الآن على تلك الوريقات وذلك الأسبوع من العصف الذهني عندما كنت صغيرا في تأليف ذلك الكتيب " البرهان في إثبات وجود خالق الأكوان " فبعد أن قرأت في سن مبكرة من عمري كتبا تتحدث عن منهج الشك الفلسفي لديكارت عن طريق ناقديه وناقدي من نهجوا طريقة الشك الفسلفي كطه حسين .. فكتبت مقالة طويلة جدا بعنوان
" الشك طريق الإيمان " مختارًا فيه الشك طريقا للوصول إلي الإيمان .افترضت علاقة منطقية بين صانع ومصنوع صانع يصنع " مسدس " وصانعة وبعد ما يزيد عن أكثر من عشرين حجة منطقية أوجدها هذا المسدس لصانعه آمنت بوجود هذا الإله ..في استدلالات ظننت أنها منطقية .. ولكن يبدوا أنني عندما كبرت أخذت هذا المسدس وأطلقت عليه النار !!
فالله الذي سعيت جاهدا ..وتغيبت أياما عن الدراسة بسببه لإيجاده, ذهبت كل تلك الاجتهادات سدي .. فأنت تؤمن وأنا أؤمن ..ولكن الدين والقرآن ومحمد يصر علي أن لا أؤمن وأن لا تؤمن ..وأن نعيش أغبيا لكي نؤمن لنقبل خرافته وهرطقته وتجوزاته في العقل والمنطق والتاريخ ..فعندما يقول القصيمي :"إن الإيمان بالله يلوِّث الله ويُسقِط الكون والإنسان. أما الإيمان بالكون والإنسان فإنه يُسقِط الله. وأما الإيمان بالله والكون والإنسان فإنه يحقِّر الإيمان والذكاء"*
فإيمان بالله وبمحمد والقرآن هو قمة الغباء والاستغباء والإستحقار . .أن تؤمن بأن الشمس مثلا تغرب في عين حمئة أي بئر, وأنها تسجد كل يوم عند العرش تسـتأذن ربها في الشروق .. وأن للسماء سقف ..تظل أرضا مسطحه ..وأن العالم كل العالم هو فقط على حدود ونهاية الشرق الأوسط ..وأن السائل المنوي يخرج من ظهر الإنسان لا من البروستات
بل هناك في هذا الإيمان ما أهو أغرب فمحمد نفسه يصف ربه .. وصفا غريبا لا مثيل له .فالله الذي كنت أعبده ..ما كان ربا وإلها حقا...بل كنت أعبد " شابا أجعدا أمردا له وفرة جعد..قطط يستوى في روضة خضراء !!
كما راه محمد ..وشاهدة في قصة إسرائه ومعراجه إلى السماء ..وإن تعمقت في صورة وهئية هذه الإله..فستجد أن لديه ساق وأصبع ويد وعين وإذن ووجه كصورة ووجه كوجه بني آدم يجلس على عرش ..مثلما يجلس أي ملك إسلامي ديكتاتور ..تحمله ملائكة ثمانية ملك على صورة آفعي وآخر على صورة أسد ,,وأخر على هيئة رجل ..الخ
ويمشي ويصفق ويهرول..ويضحك ويستهزئ ويمكر ويخدع ويغضب ويفرح إله بموصفات بشرية " أعرابية بدوية بأمتياز "
فهل هذا إله يستحق التفكير فيه فضلا عن الإيمان به..فهل أحد أن يتصور إلها يغضب ..إلها يمكر ألها يخدع ..يُضِل يُعلم الناس السحر والمكر والكذب والخداع !!
والأعجب من هذا أن محمد لا يثبت أيا من هذه الصفات لنفسه .. يثبتها لربه ويتعالي عن وصفها لنفسه يا له من جنون !!
كان القرار و صدور ذلك الإعلان الصامت .. قرار صعبا ومصيرا في حياتي ..بل هو قرار انتحاري بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معني للانتحار ..انتحار وجودي ..و وأخر انتحار جسدي وحقيقي.. باختصار سنوات من الإعدام و الانتحار
فما قبل عرفات ..وما بعد عرفات هو انتحار وقرار اعدام
فكان علي أن أقبل بالعيش في ظل حياة عدمية من كل شي ..والعيش مع القليل من الأحياء والأشياء والإمكانات .. وأري وأشاهد فرص الحياة تتضاءل وتتضاءل أمامي ..وأن أدرك أن الحياة قد انتهت باكرا ولم يعد لها معني أو قيمة ..
فضبطت ساعتي على مؤقت العد التنازلي ,وبدئت أحسب الدقائق والساعات والأيام ..على مؤقتات النهاية ليس إلا !!
بدئت تدق ساعاته من تلك اللحظة التي قررت فيها هذا القرار ..وربما هي مسألة وقت حتى يكون هذا الانتحار مصيرا موعدا .. فالحياة القاسية سوف تقسوا أكثر .. والطبيعة الغير عادلة ..لن تكون منصفة معي ولو يوما ..
ليس ذلك لتعاسة الملحد وبؤس الإلحاد وجنة المؤمن ونعيمه ..بل إن الجحيم التي أدخلني فيها الإسلام سوف يزداد جحيما .. وذلك السجن ..سجن المؤمن سوف يزداد مساحته وقبضته .. وتلك السنوات التي قضيت فيها معذبا بفضل تعاليم الإسلام المتضاربه وهواجسه ومخاوفه سوف تلاحقني وسوف تزداد ..وبعد سنوات الإسلام ستأتي أيام التخلص من هذا العبء الثقيل ..والثقيل جدا ..
.. بدأت أسئل نفسي أي حياة سأحياها في ظل الإلحاد وظل اللادين واللاعقيدة .وهل سأستطيع العيش بالحادي في سعادة وطمأنينة ؟؟!
ورضي عن الذات..وخلق أعمال ونجاحات تكسب الثقة في الناس .في وسط إيماني متشدد كالوسط الوهابي السعودي محاصر ..مسجون أعيش تحت إقامة أشبه بالإقامة الجبرية .. وكل متنفس لي هو العالم الافتراضي عالم النت فقط
فلا أقرباء ولا أصدقاء ..ولا عملا أجني منه مالا .. فقط أعمالا أجني منها المتاعب والآلام !!
.وكيف سأسعى لعمل الخير وصناعة وفعل الخير ..وأنا لا أجد لعملي الخير ..لا جزاء ولا شكورا .. وأنا المعتاد على فعل الخير لإسعاد ذلك الإله ..
لا ما تمليه عليه إنسانيتي ..ويرضاه ضميري .. بل أجده هباء منثورا ..لا جنات عدن ..ولا فردوس ولا مياه الكوثر .ولا حور عين ولا ولدان مخلدون كاللؤلؤ المكنون.. أنهر من عسل وأخري من خمر ولبن .. وقصور من خيام وجنان عدن مفصلة علي ما يطلبه البدوي ..وما يريده البدوي الأعرابي راعي غنم ..جنات فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت كما يعدني بذلك محمد !!!
ولكن هذه الجنة تخلوا من أبسط متع من متع هذه الحياة ..متع يتمتع أيسر إنسان متوسط الحال في وقتنا هذا إنسان تجد عنده تلفاز ..وثلاجة ..وسيارة وجهاز حاسوب ..ومشروبات ومأكولات .أنها جنان على الأرض لا تقارن ..ولا مجال فيه للمقارنة مع جنان البدو رعاة الغنم
وأن لجنة أحدنا في بيته ومدينته وحديقته لهي أجمل وأفضل من كل جنان السماء وجنان محمد المزعومة ..فمثلا أنت مخير بين الاستماع في جنة الإنسان على هذه الأرض إلى عشرات الموسيقيين والفنانين العظام "" بيتهوفن موزارت ..ياني .. تشافسكي .. سلين ديون ..فيروز ..شاكيرا .. لارا فابين "ومئات الآلات والنوتات والآلحان الموسيقية .وبين سماع مزمار من مزامير رعاة الغنم .. لنبي سيصبح في الجنة موسيقار اسمه داوود
فهل تريد هذه الجنة ..فتقدم آمن بالله وآمن بالإسلام ونبيه ..وأقدم على الانتحار حتى لا تفوتك العروض السنوية التي رصدها الله لمن ينتحر ويقتل مائة علج من العلوج ..
شيئا فشيئا ..وخطوة خطوة ..عرفت ..عظمة أعظم من عظمة الله الواهمة ..ومجدا أجل من مجد الله ..وقدسية أقدس من قدسية الله وجلالة الله .. التي تمن على الإنسان بكل شي .. بأكله بشرابه بلبسه بنومه بكل شي ..حتى الفسوة والفسية التي يطلقها الإنسان كغازات من بطنه يمن الله بها علينا فأي خالق هذا وأي رب هو يدعي أنه غني عن العالمين… وهذه الفسوة والفسية يمن بها على العالمين !!!
أنها عظمة الإنسان وجلالة الإنسان جل جلاله وتقدست أسمائه . وكفى بالإنسان عظيما .كفى به عظيما .هذا الإنسان الذي اخترع وأنجز وفعل ما سيخرس هذه الألهه للأبد . ويلقمها حجرا ويجعلها تصمت للأبد .. ويلقي بها في متحف الأديان
ويعرف أن الجنة الوحيدة هي هنا على هذه الأرض ..وليس هناك من جنان .. أو حياة بعد هذه الحياة
..........................................................................................
ذهبت للحج في نهاية عام مضطرب جدا كعادة أعوامي ..التي لا تتحسن أبد ..كنت لحينها شخصا متدينا أؤدي جميع الفروض الدينية وأم المصلين في مسجد حينا وشارعنا الصغير .. وكنت لحينها قد أديت ثلاثة من فروض وأركان الإسلام ..ولم تبقى علي من أركان الإسلام سوى الزكاة والحج . فقررت هذه المرة أن أخرج زكاة ما تبقي من أموالي ..ربما تكون طهارة ونما ..تنمي ما تبقي من أموال تتبخر بسرعة رهيبة وعجيبة أمام ناظريك !!
فقلت لعل المشكلة في ضياع أموالي هو بخلي وشحي ومنعي لأداء الزكاة ..منذ بدئي التعامل في سوق الأسهم سعودي !!
وبعد جمع وطرح وقسمة ..كان المبلغ 1200 ريال ..فأديته كاملا .. وأبقيت مبالغ للحج ..فإذا لم أحج هذا العام فلن أحج بعده ..إلا أن أموالي لم تنموا أو تزداد كما كنت موعود..بل انهارت أكثر وأكثر ..وانهارت أكثر معنوياتي ونفسياتي
ومما زاد الأمر سوء كان خروجي من أزمة عاطفية حالمة ورديه كنت فيها كعادتي غبيا بامتياز ..
وخضت رهان أخر ولكنه صامت ومهم .. لعبة نرد في صالة قمار مع الله .. فإما أن أكسب ويكسب الله .. أو أن أخسر ويخسر وينهار الله .. و كان على الدين أن يثبت جدارته ..وأهليته وأنه قادر ..أن يفعل شيئا ملموسا وواقعا في حياتي .في وقف ذلك الانهيار الذي كانت تتعرض له معنوياتي..ومحفظتي الاستثمارية" على الأقل " وإله كهذا له كل تلك الأسماء وتلك الصفات ..لا بد أن يكون له أثر ما .فالآلهة ليست ذوات فقط . فإن لم يوجد سلوك إله فلا وجود لذات إله .فالدين وعدني أن ينمي مالي شريطة تأدية الزكاة واستثمار المال في مكان حلال ..فأديت الزكاة واستثمرت أموالي في الأسهم النقية الحلال ..الحلال 100% ..ومثلما كنت مقامرا في سوق الأسهم كنت مقامرا ايضا على تلك الفتاة فالحب في الإسلام .. مثل الإيمان أن تؤمن بما لم تره تسمعه تشعر بوجوده بما لا تستطيع لمسه ..وذلك منتهي الإيمان ومنتهي الغباء !!
فالإيمان الطاغي بالله يؤدي للقيام بعملية انتحارية من أجل حورية في الجنة نصفها السفلي سمكة .. وإلي الحب بامرأة كلها مغطاة بكيس قمامة !!
..واجتمع على الإثنان في النصب والسرقة..وتدخلت عواطفي المتعبة والمرتبكة في قراراتي المالية .
إثر ذلك الخسران العاطفي ..وأصبحت كل قراراتي ردة لذلك الانهيار العاطفي ..كانت خسارتي كبيرة في سوق القمار " الأسهم " والحرامية السعودي" أشبه بجرس انذار في حياتي ..وتنبيه قوى للخروج من عالمي الوردي الذي كنت..أصطنعه للحياة في السعودية وأخلقه للأمل والغد والمستقبل في السعودية فانهارت تلك الأحلام الوردية بأسرع من انهيار ذلك السوق ..و وسقطت تلك الآمال الكبيرة لمستقبل الإنسان على هذه الأرض و سقط معي العشرات والمئات ممن خدعوا ووثقوا في السوق ووثقوا أكثر في القيادة السياسية ورموز هذا البلد ..فما بين ارتفاع نسبة الانتحار ..والجنون وزيادة معدلات الأمراض النفسية واحتجاج العري ومظاهرات العراة ووو الخ
من كوارث سببها ذلك الانهيار الكبير ..وفجأة صرت دائما أتساءل أين نحن نعيش .وما الذي يحدث لنا ؟؟!
ولماذا حياتنا هكذا ؟؟
ومن هؤلاء من يتحكم في مصائرنا ؟؟
هل كل ذلك من الفرد والمجتمع الذي كنت أوجه له اللوم والسبب الرئيس والأول والأخير في كوارثنا مثلي مثل أي ليبرالي سعودي ..لا يرى إلا المواطن والفرد هو السبب
وراء كل المصائب والمشاكل هنا !!
و وتتابعت سقوط أحجار الدمينوا .. واحد تلو الأخر .. وعجل وجود " الشبكة العالمية " النت " من سقوطها فلقد كان الحصول على الكتب الممنوعة والمحظورة..أمرا سهل المنال وحلما لا يخطر على البال وكان علي أن أجد بروكسي وإلا فالنت ليس له قيمة أو فائدة .فأكثر من مليار صفحة من صفحات الانترنت في السعودية هناك صفحة واحدة تجمعها
" الوصول إلي هذه الصحفة غير مسموح به "
وجدت بروكسي ..وكان علي أن أجد الصفحات والمواقع فدخلت الكثير من المواقع وقلبتها صفحة صفحة.وحملت الكثير الكثير من الكتب وعرفت شي مما لم أكن لأعرفه ..وعرفت معني " أن المعرفة قوة " في أن تُسِقط ولا تَسقطْْ فتساقطت الرموز .. وتساقطت الأوثان الإسلامية والوهابية والسعودية واحد تلو الأخر ..وآمنت فقط بالإنسان الذي ليس له مكان في الإعراب هنا ..الإنسان !!
في سنة الرهانات والمشانق كان حجي الأكبر وكان تمردي الأكبر..بعد أن أنهيت ثلاثين يوما من الصيام والقيام وألحقتها بست من شوال..وأديت فرضيت الزكاة ..كان علي البحث وجوبا ولزاما عن شركة للحج وتصريح للحج .
أغلقت الكثير من الشركات أبوابها ولم يتبقى إلا القليل ..وقبيل أيام بل ساعات قلائل من إغلاق الموعد النهائي وجدت منفذ صغيرا في احدي الشركات المتوسطة اسمها شركة "الكاف" وكانت اخر الأوراق المتبقية من نصيبي ونصيب خالتي " أم محمد " التي لم تكن تدري ما الأمر .
دفعت المبلغ كاملا 3500 ريال ما يصل إلي ألف دولار أمريكي للفرد الواحد ..وإن لم يكن لديك مال ..فلا حج عليك
غريب !!!!
فالحج دون الصلاة ...الصيام ... ..فهو حصريا لمن يستطيع إليه سبيلا..وهو الركن الوحيد الذي يشترط "القدرة المالية فقط "فإذا لم تتوفر لديك فلا حج عليك مطلقا .. وأن كنت عاجزا أو مريضا أو كبيرا..هات فلوسك وأدفع ونحن سنحج عنك ..ركن كله نقود في نقود ..ومال في مال !!
ومن يقرأ الأرقام الفلكية التي تصل إلى 60 مليار دولار كمدخولات للحج والعمرة ..سنويا تجنيها الرأسمالية السعودية ..يعرف سر هذه الأيه الكريمة تماما ..ويعرف أن كل شي في مكة الله المطهرة للبيع بدأ من الإحرام ونهاية بماء زمزم المقدس كله للبيع ..لا شي لله ..دفعت المبلغ وأعطيتهم الوثائق الرسمية .. فلا حج بلا تصريح .
وبعد عشر أيام ألتقيتنا وتجمعنا للحج .. في تمام الساعة الرابعة عصرا , وموعد الانطلاق كان الخامسة عصرا .. ولكننا لم نخرج من مكاننا إلي في السادسة , فقضيت أغلب الوقت أوزع الأوراق التوعوية الدينية بالحج بغية الحصول علي الأجر ممن لا تنقصه خزائنه .. وقضيت وفي سماع تلك الفوضي التي يعج بها المكان ..وقام المشرف " الكاف " على الحملة بالاتصال على الحجيج المتأخرين.
أين أنت يا مسلم .. أين أنت يا حاج ؟؟!
وكان لتزامي بالموعد وحرصي الشديد أن رفضت أن أشترى عبوة ماء من أقرب بقاله ..أسد بها رمقي ..فصرت لا أفكر إلا في كيفية الحصول على هذا الماء..وكنت كلما أسئلهم .. أين الماء أريد أن أشرب ..يقولون لي : الآن سياتي ..الآن
ولكن لم أشرب إلا في السابعة أو الثامنة مساء .. بعد أن منوا علينا بزجاجات للشرب ..وبعض الموز .. لنأكله في ذلك الباص .وانتقلت الرحلة على خط الساحل المخيف جدا أحدي خطوط الموت التي تعج بها طرقات وشوارع السعودية التي يهلك في طرقاتها سنويا أكثر من 7500 شخص سنويا فقط ..ممن يتوكلون على الله حق توكله .. ويصلون على النبي أفضل صلاة وأتم التسليم و يحظون بتعهد خطي بحفظ من الله ورعايته .
ولا نعرف كم شخص سيموت إذا هم لم يتوكلوا أو يكونوا في حفظ الله ورعايته !!
وصلنا إلي الميقات عند الثالثة فجرا ..ونزلنا ومن تلك الساعة .و بدأت " الحوصة والحوسة "الدينية , من تلك اللحظة وبدئت الفتاوى تنهمر .فبالرغم أن كل سنين عمرك الدراسية لا تكاد تدرس في المدارس السعودية إلا الدين وأركان هذا الدين ..حتى المواد العلمية تدرس بصبغة دينية .إلا أنه مع أول اختبار تفشل وتحس أنك لا تعرف في هذا الدين اللغز شيئا !
وتبدأ مشوار الأسئلة الفقيهة ,,وتبدأ حسابة الملايين تحسب تلك الملايين التي يجنيها من يسمون أهل الذكر .. مع كل سؤال وكل جواب , فأنت ومالك وحياتك ومصائرك رهن لهذا الفقيه ..وهذا الولي عن الله في الأرض
نزلت إلي الميقات واغتسلت وتطهرت في مكان مكتظ بالبشرية ..وحمامات قذرة جدا جدا ..وبالكاد تجد مكان لك هناك
أغتسلنا ..وتطهرنا .. وخلعنا ملابسنا " المخيطة " ولبسنا الإحرام..وصلينا ركعتين في المسجد..وبقينا نتظر طويلا ما يصل إلى الساعة وصول المرشد الديني لهذه الرحلة ..وصل وتحرك الباص .. وفي الطريق وثب هذا المرشد بطريقة غريبة ..وبدا يشرح لنا مناسك الحج ..والفرق التي بينها..فهذا الدين دين مختلف ومفترق في كل شي !
فأخترت نسك "القران" من بين المناسك الثلاثة..ونويت بالحج والهدي واشترطت على الله !!
بأني نويت لك الحج قارنا ..فأن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني !
وبدأنا في التلبية بالحج :" لبيك اللهم لبيك .... "وكنت ألبي بنشاط وهمه ومن دون فتور ..فا لربما كنت الوحيد الذي يعرف أن هذه التلبية لم تكن من اختراع محمد .وعبقريته الشريرة .. بل كانت كغيرها من أركان هذا الدين وتعاليمه مسروقة
من أديان وأشخاص آخرين ..وأن هذا النبي هو أكثر الأنبياء والرسل على الإطلاق انتهاك لحقوق الملكية الفكرية فلا يجود شي في تعاليم الإسلام وأركانه وحلاله وحرامه إلا وهو مأخوذا من أديان وعقائد ومصلحين ... آخرين

********************
وصلنا مكة .. أدينا طواف القدوم وسعينا في السطح هربا من الازدحام ..وعدنا من حيث انطلقنا ولكن لم نجد أحدا فلقد توقف الطريق وأصبح مرور السيارات والحافلات أمر مستحيل فتوقنا وجلسنا هناك واحتسينا بعض المشروبات الساخنة فلقد كان الجو باردا ..والتحفنا الأرض لساعات طوال ..ولم يأت الباص الخاص بنا ليقلنا إلي مخيمنا في مشعر مني ..وصل المرتزق " قائد الرحلة " الكاف " وهو يتضاحك هو وزوجته فلقد كانا يحجان بالمجان ويسكنا بالمجان وكسب من كل حاج عن طريقة مبالغ كبيرة ، وكنا أخر همه واهتمامته ..
فبقينا لساعات ثلاث وأكثر ونحن لم نتحرك .. فقررنا أن نبحث عن حافلة صغيرة تنقلنا وجدنا الحافلة وصعدنا .. إلي مشعر مني ..وصلنا إلي المخيم ودفع كل واحد منا إلى ما يصل إلي عشرة دولارات من حسابه الشخصي....نزلنا هناك ,, فوق أحد الجسور بالقرب من المسجد "الكويتي " في مني . وكان في استقبالنا قديم من قدامي المجاهدين في أفغانستان ..بلحيته الكثة ..وشعره المنسدل وجسده المفتول ..فأدخل الرعب والرهبة في داخلي .. من أول ما نظرت إليه ..وأحسست أن كل الخيارات في هذه الرحلة انتهت..وإنني صائر إلى خندق من الخنادق الضيقة لا محالة ..مشينا بعض الخطوات
حتى وصلنا إلي مخيمنا في مني في منطقة ( د ) فوق أحد الجبال .. مخيمٌا يقبع فوق جبل .. ويقودنا مقاتل من مقاتلي الحرب في أفغانستان..فيا له من حج !!!
دخلنا المخيم وكان ثاني ما أتفاجأ به أن المخيم والشركة التي تعاقدت معها لم تكن بشركة الكاف بل كانت شركة أخرى شركة " المؤتمن " للحج والعمرة ..فكانت صدمة أيقنت إننا لم نكن أكثر من متاع ساقط من متاع هذه الرحلة ..دخلت المخيم ...المحشور بمئات مؤلفة من الرؤوس الذكورية ..فالرجال في مخيم والنساء في مخيم أخر كما هي العادة في صناعة المثلية الجنسية في السعودية ..ولم يتبق من أمكنة فارغة لنا سوى الممر لنجلس فيه ..استرحنا وبتنا ونمنا في منى في أول يوم لنا من أيام الحج في هذا الممر وفي اليوم التاسع من أيام الحج كان علينا الذهاب للوقوف بعرفة.
وبينما كنت نائم .. فإذا جموع من الحجيج تملئ المكان والإضاءة القوية تفتح والميكروفونات تصدح وبكل قوة في المخيم .. لقد حان موعد آذن صلاة الفجر ..أدينا الصلاة وبعد الصلاة كان لزاما ووجوبا علينا الاستماع والإنصات لأحد البكائيين من شيوخ الوهابية .. وبدئت المحاضرة .. وبدأ المخيم يضج بالبكاء .
وكان ضمن البكائين شاب في سني يبكي بحرقة شديدة وكنت أنظر وأتمعن فيه بشدة وأتساءل !! بذمتك وذمة ربك ..ما لذي أجرمته لتبكي كل هذا البكاء وأنت مازلت في هذا والسن ؟؟!
مجرم حرب سابق .. أم زعيم عصابة في المافيا أم ماذا لتبكي هذا البكاء !! ..وإذا وصلت إلي عرفة !!
فماذا ستفعل هناك هل تنتحر من البكاء حتى يرضى عنك !!
انتهت المحاضرة وبكاء من بكاء .. وأنفض الجمع .. وتحلق كل حاج حول قائدة وكان من سوء حظي أن قائدي كان ذلك المقاتل ..التفينا حوله ..كما كان يفعل المقاتلين في جبهات الحرب في أفغانستان و تخيل إلي مخيلتي المقاتل السعودي الشهير " خطاب " وهو يوجه كتيبته الحربية ..لا فوج من الحجيج..نادي بالأسماء واحد .. واحد
وانطلقت المجموعات نحو الحافلات المخصصة فوج إثر فوج .. سوى مجموعتنا ..ومكثنا لساعات في المخيم وكانت مجموعتنا هي الوحيدة في المخيم..التي بقيت لحالها ..دون أن تعرف ما القصة وما الذي يدور حولها ..
حتى ذلك القائد والمحارب ..اختفي فجاءة ولم يعد له أثر .. بقينا لساعات نظر في الحافلات وهي تنقل الحجيج إلي عرفات .. نظر في الحوامات من فوقنا ..وفي ذهاب وإياب من المخيم إلي المطل ..والي رئيس المخيم نسأله ما الأمر ؟؟؟
وبقينا هكذا نظر في وجوه البعض ..ونتسامر مع البعض ..وكان لوجود المخيم فوق الجبل ميزة ايجابية ..جعلنا نتسلى بعض الشيء بالرؤية والمشاهدة ..وعند الساعة الحادية عشرة أو العاشرة صباحا جاءت الحافلة ..استقلينا الحافلة وتنفسنا الصعداء ..بعد ساعات من التوترات والخوف أن يضيع علينا الحج فالحج عرفة ومن لم يقف في عرفة فلقد ذهب كل شي أدراج الرياح ..
ولكننا لم نقف فلقد ذهب جله في الانتظار .. والجلوس في الحافلة .. حتى قرب الثانية ظهرا .. والأكل ..و النوم العميق حتى الخامسة ..فبعد وصلنا للمخيم مشيا ..وتحت شجرة في المخيم المزدحم بسطت سجادة ..أجريت إيحاء طويلا ومستمرا مع نفسي.. إيحاء أقرب إلى التأنيب والضغط المغناطيسي " إن صح التعبير" من أجل أن لا تظهر سوءتي فلقد تجردنا من كل لباس كما أمر الله وأي حركة يعني تصوير ومشاهد فاضحة ..
وضممت أرجلي إلي بعض ساق فوق ساق .. ونحج ذلك التأنيب المغناطيسي فبعد ساعات من النوم استيقظت من النوم فإذا أرجلي محمرة ومتورمة جدا.. ولم أتحرك أو أتقلب أثناء نومي ..ولكن كان ذلك أهون من أن تكشف عورتي ..بين الحجيج ..
بقيت ساعات قلائل ..و يأفل شمس يوم عرفة اليوم التاريخي عند الله وعند الذين آمنو !!
فانهمرت مع الثلاثة المليون من الداعين والذاكرين .. الواقف يدعوا الجالس يدعوا من في داخل السيارة يدعوا ..لا أحد منشغل بغير الدعاء فالدعاء في ذلك اليوم وتلك الساعة وذلك المكان دعاء مستجاب 99,99 % ..ولا مجال لترك ذلك اليوم من غير دعاء ..فدعوت الله ويا للغباء الكل يدعوا فقط دعوات هلامية ..
((اللهم أغفر لي .. أرحمني .. أرض عني .. انصرني .. تجاوز عني ..تقبل توبتي ..عافني وأعف عني أنصر المجاهدين في كل مكان عليك بالصهاينة المعتدين وغيرها من الألفاظ المحتملة والغير جازمة بالدعوات لا أحد يدعوا يا رب أريد مليون دولار في هذه السنة وأريد وظائف مرموقة لي ولأولادي ..أريد ترقية في خلال ثلاثة أشهر. وأريد الزواج من بنت فلان ابن فلانفي 8 / 8 /2008 .
وأريد يا رب سيارة " ميباخ " وأخري "بنز مردسيس " موديل 2007 , و أريد قصر على مساحة .. ويقع بالقرب من نهر ..ويخت بحري وأريد يا رب ناقلة نفط وأسهم في شركة فيراري وبنك غلودمان ساكس ومورغن ستانلي.
فأنت يا رب من لا يعجزه شي في الأرض ولا في السماء ..ولا تنقص خزائنه شي إلا كما ينقص إبرة المخيط إذا أدخل البحر . لا أحد يدعوا .. إلا بتلك الدعوات المطاطية الفضفاضة ويا لها من آلهه سترضى وتبسط بهذه الدعوات إلى الأخر
فمن يبالي برحمة الجموح المغفلة ..والبشرية الغبية !!
ولو دعوا بهذه الدعوات لوقع هذه الإله في حرج شديد واختبار صعب فهو إن لم يستجيب لهم ويحقق هذه الدعوات فلن تأت هذه الأفواج الغبية كل سنة ..ويدركوا موت هذا الإله . و لن يأتوا من أجل رب لا يسمع دعاء ولا يلبي إجابة ..ولأدركت أنها لا تدعوا إلا نفسها وتلك الصخور والجبال من حولها ..ولكنها الغباء الإسلامي الذي ليس له حدود أبدا

...........................
المستنير الحازمي . كاتب من السعودية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في


.. ماذا تضم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية؟




.. صواريخ إسرائيلية تضرب موقعًا في إيران.. هل بدأ الرد الإسرائي


.. ضربات إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً في جنوب سوريا




.. هل يستمر التعتيم دون تبني الضربات من الجانب الإسرائيلي؟