الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطر- كأس العالم 2022.. مخاوف بخصوص العمل الإجباري

عبدالوهاب حميد رشيد

2013 / 11 / 23
حقوق الانسان


يشكل العمال المهاجرون 90% من القوى العاملة في قطر. يذكر تقرير جديد لمنظمة العفو الدولية بأن هؤلاء العمال تعرضوا للعديد من الانتهاكات.

عندما كان عمري (كاتب المقالة) عشر سنوات في ليبيا، وعادة ما كنت أزور والدي في السفارة الهندية، حيث كان يشغل منصباً دبلوماسياً، وجدت مكتبه لا يتسع لكثرة العمال ممن يسعون بإلحاح إعادتهم إلى الوطن.

تم جلب هؤلاء الرجال من القرى الهندية مع وعود بوظائف ذات رواتب جيدة في حقول النفط. وبعد استدانتهم لتمويل الرحلة والوصول إلى ليبيا، اٌجبروا على العمل في ظل ظروف وحشية وبأجور أقل مما وعدوا. وعدا سفارتهم، لم يكن عندهم سلطات محلية للجوء إليها لإبداء تظلمهم.

بعد ثلاثة عقود، يجري في قطر سيناريو مماثل، حيث يواجه العمال المهاجرون عدداً لا يحصى من الانتهاكات على أيدي أرباب العمل. مشكلة ظهرت على السطح في سياق تحضير قطر لكأس العالم في كرة القدم للعام .FIFA World Cup in 2022 في تقريرها الجديد، كشفت منظمة العفو الدولية العديد من حالات الانتهاكات التي تصل إلى درجة العمل الإجباري أو الاتجار بالبشر بين العمال المهاجرين الذين يشكلون 90% من مجموع القوى العاملة في قطر، ومعظمهم قدموا من بلدان آسيا والشرق الأوسط، بما في ذلك بنغلاديش، نيبال، باكستان، مصر، سريلانكا، ومن بلدي الهند.

بالعودة إلى التاريخ السابق في ليبيا، تعرض العمال الهنود للإساءة في الحقول التي تنتج النفط للتصدير. اليوم في قطر، ينتهك حقوق العمال في صناعات مرتبطة بمشروعات تطوير البنية الأساسية- استثمارات مكثفة في مشروعات البناء الجاري العمل بها لتكون جاهزة في وقت مبكر من بدء البطولة المرسومة.

القضايا الأساسية المطروحة هنا حسب العاملين المهاجرين: أنهم تعرضوا للخداع بشأن نوع العمل، الأجور، علاوة على القيود المفروضة على حركتهم في موقع العمل. لا يستلمون أجوهم مقابل العمل الذي يقومون به. ظروف غير آمنة في مواقع العمل. والمشكلة التي تواجه كافة العمال عدم قدرتهم على الوصول لأية مؤسسة حكومية للتحقيق في ادعاءاتهم وإيجاد الحلول المناسبة والسريعة للمشكلات التي يواجهونها. حالات الغش، الإكراه التي يواجهونها عناصر تدخل فيما يسمى بـ الاتجار بالبشر، كما هو محدد في القانون الدولي، وتشكل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

يسمح القانون القطري للشركات رعاية/ كفالة العمال ممن يتم استقدامهم للبلاد. لكن هذا القانون يجعل من الصعب جداً على العامل تغيير عمله أو العودة إلى بلده دون إذن من الكفيل. بادرت منظمة العفو الدولية بتوثيق عشرات الحالات لعمال البناء ممن حاولوا تغيير عملهم أو العودة إلى ديارهم، لكنهم منعوا من الانتقال أو مغادرة البلاد بسبب الموقف الرافض لأرباب عملهم/ الكفيل. يمارس أرباب العمل هذه السلطة لتقييد حرية العمال في الانتقال، بل ولجوئهم إلى حجز/ مصادرة جوازات العمال لمنعهم من السفر. هذه الممارسات تُشعر العامل بأن رب العمل لديه سلطات واسعة، مقابل ضآلة خيارات العامل للحصول على معاملة إنسانية على أساس من العدل.

يضاف إلى ذلك، وفي سياق الهرولة/ الاندفاع لإنجاز مشاريع كبيرة وطموحة، هناك مخاطر لا تعد ولا تحصى في مواجهة العمال أثناء عملهم، علاوة على تأثير المناخ الحار جداً، كما ذكر مدير وحدة الصدمة في مستشفى حمد/ الدوحة لباحثي منظمة العفو.
ينبغي على الشركات زيادة جهودها لضمان راحة وسلامة عمالها. يجب على السلطات أن تكون أكثر صرامة في مجال تطبيق القواعد واللوائح المعنية لإجبار الشركات على اتخاذ تدابير السلامة لعمالها وجعلها إلزامية في كافة مجالات البناء.

يمكن التخفيف من مخاطر العمل القائمة إذا مارست السلطات القطرية الضغط على أصحاب العمل لتوفير الحماية الكافية لصحة وسلامة عمالها، وإنشاء آليات للعمال بتقديم الشكاوى بأمان.

لدى الحكومة القطرية القدرة على تصحيح هذه المخاطر الناشئة للعمال في سياق حقوق الإنسان. وبالمثل سيتم عقد دورة الألعاب الاولمبية الشتوية في Sochi- روسيا. وهنا كذلك تزداد المخاوف بشأن حقوق الإنسان المتدهورة. فعلى الرغم من الصيحات العالمية والممارسات الشجاعة للكثيرين داخل روسيا ممن يواصلون المطالبة باحترام حقوق الإنسان، فإن السلطات الروسية لا تزال تثبط الاحتجاجات السلمية وتقاوم تنفيذ الإصلاحات.

مع التحضير المستمر لكأس العالم للعام 2022، لدى الحكومة القطرية فرصة لمعالجة المثالب الواقعة على حقوق الإنسان في البلاد، وذلك من خلال إرساء قوانين ونظم وممارسات لحماية حقوق العمال المهاجرين والآخرين ممن سيتم استقدامهم ويبحثون عن أنظمة عمل بناءة تتصف بالعدل في فترة انتعاش البناء. هناك حاجة للإرادة السياسية لبناء ثقة الزوار العالميين إلى قطر بأن المرافق التي سيتم إنجازها لا تتحقق على حساب حقوق الإنسان . ويجب على الزوار والمستثمرين الضغط على السلطات القطرية في هذا الشأن.
مممممممممممممممممممممممممممـ
Qatar 2022 World Cup: concerns about forced labor,by Samir Goswami, November 18, 2013.
http://www.uruknet.info/?p=m102691&hd=&size=1&l=e








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين: ما رأيته في غزة ي


.. آلاف اليمنيين يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة




.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة