الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسس الفلسفية للقومية العربية

حسين عوض

2013 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


بعض الباحثين العرب يعيد قضية القومية العربية في أصولها إلى نشأتها مع ظهور الإسلام في الجزيرة العربية, ويركز هؤلاء الكتاب على قضية أساسية في تطور مفهوم القومية العربية, وهو تحول مجموعات بشرية عربية المعتمدة على النسب في تكوينها على أساس عرقي إلى اعتبار الرابطة القومية أساسا يقوم عليه مفهوم القومية أي على أساس تراثي ثقافي.
يختلف الكتاب والباحثون في نشأة الفكر القومي العربي, يرى بعضهم أنه يعود إلى ظهور الإسلام, وآخرون يؤكدوا على أن فكرة القومية العربية لا يزيد عمرها عن قرن من الزمان.
كما أن فكرة تطور القومية العربية يعود إلى أحداث الحرب الأهلية اللبنانية سنة 1860 التي قامت بين الموارنة من جهة والدروز والمسلمين من جهة آخرى, والتي أدت لهجرة بعض العرب إلى أوروبا وبالذات إلى فرنسا, وقد أسفرت إقامتهم في فرنسا إلى تأثرهم بالثقافة الغربية التي وجدوا فيها تعبيرا لمصلحتهم, وإلى جانب المثقفين اللبنانيين عبد الرحمن الكواكبي الذي يرى أن الوطنية فوق اختلاف الأديان, لذلك فقد ضم مجلسه بعض النصارى واليهود, له كتاب يتحدث حول الاستبداد وهو (طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد) بالإضافة إلى أن نصوص الطهطاوي والأفغاني ومحمد عبدو تكشف البرهان على السياسي باعتباره مبتدأ النهضة وخبرها المشروع السياسي, وستتبلور معالمه على أساس انه مشروع أمه تطلب التحرر من الاستعمار , إلا أن هذه الأفكار وصلت إلى نهاياتها مع مفكري القومية العربية والرواد الأوائل كساطع ألحصري, وزكي الآرسوزي, وقسطنطين زريق, ومشيل عفلق.
لقد بدأ الشعور القومي العربي في الولايات العربية التي كانت تابعة للدولة العثمانية من خلال الجمعيات السرية, والحركات الوطنية في بلاد الشام تحت قيادة واحدة, والمتتبع للحركة القومية العربية في الفترة ما بين الحربين العالميتين يجد أن المتحمسين من العرب يسعون لاقامة وطن عربي واحد, وبعد مرور ثمانمائة عام على سقوط الحكم الاسلامي في اواخر القرن الخامس كانت مرحلة العرب تتمثل بالتفكك والانحطاط, ونتج عنها استعمار اغلب دول العالم العربي والاسلامي من قبل الغرب الأوروبي بسبب عوامل تاريخية واجتماعية وسياسية واقتصادية.
اتسمت القومية العربية فكرا وأحزابا بتقربها من الاتحاد السوفيتي ومع سقوط الشيوعية وتفكك دول الاتحاد السوفيتي انعكس ذلك على القومية العربية مفكرين وحكام, وكانت الأحزاب القومية التي وصلت إلى السلطة بواسطة الانقلابات العسكرية في النصف الثاني من القرن العشرين تتمثل بالشمولية والفردية والفساد والاستبداد وكبت الحريات وغياب المؤسسات وملاحقة المعارضة وزجها بالسجون, وقد فشلت في مواكبة التطور, وظهر عجزها بعد حرب الأيام الستة (نكسة حزيران عام 1967) لم تكن هزيمة عسكرية فقط وإنما هزيمة الفكر والنهج القومي العربي, وعلى اثر ذلك ارتفع الفكر السلفي وامتد على حساب الفكر القومي العربي, وبعد الحرب العالمية الثانية تحولت الاصولية الاسلامية إلى ظاهرة, ومع انحدار الفكر القومي العربي نتيجة الأسباب السابقة تم غزو العراق للكويت وفيما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 ولم يتمكن العرب من مواجهة الاعتدءات على دولة عربية عضو مؤسس في جامعة الدول العربية, وحينها وضعت كل الدول العربية أجندة خاصة بها, ومن خلال الضعف العربي تمكنت امريكا من غزو الفكر والثقافة العربية واستمرت الولايات المتحدة الأمريكية تقرر ما تراه مناسبا لحماية الكيان الصهيوني.
لقد اعتمدت بعض الدول العربية واقامت علاقات مع العدو الاسرائيلي وتبنى الحكام العرب استراتيجية التفاوض بدل مقاومة الاحتلال واسترداد الأراضي العربية المحتلة, وظهر اختلاف فيما اطلق عليه الصراع العربي الاسرائيلي, ووصل الضعف العربي إلى درجة الاذلال والهوان بسبب اتفاقيات كامب ديفيد واتفاقية اوسلو واتفاقية وادي عربه, وكل هذه الاتفاقيات لم يعد الالتزام بها قائما إلا من قبل الجانب العربي, والمطروح اليوم من قبل اسرائيل الأمن مقابل السلام, وفي ظل هذا الوضع لا يمكن أن يتحقق سلاما عادلا يقوم بالاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة, وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم واملاكهم التي طردوا منها بالقوة عام 1948.
نستخلص من مفهوم القومية العربية التالي:-
إنها فلسفة قومية عربية, أي أنها عقيدة سياسية ترتكز على الحقوق الطبيعية للإنسان العربي, وتهدف إلى الإصلاح الاجتماعي.
إن القومية العربية هي رابطة المحبة والتعاون والاهتمام بمصير الشعب العربي كوحدة تتضمن حكما شعبيا ديمقراطيا, وتلتزم القومية العربية بالكفاح القومي بصفته كفاحا أخلاقيا, ولكن الأحزاب القومية في العالم العربي بعد افلاسها سياسيا اصبحت تشكل عبئا على الشعوب العربية من خلال سياساتها الاقتصادية والأمنية التي دفعت باسرائيل لاحتلال العديد من الأراضي العربية وفرض اتفاقيات الاستسلام المذلة على حساب الشعوب العربية.
أما ثورات الربيع العربي التي انطلقت في بعض الدول العربية من اجل الخلاص من الاستبداد والفساد قامت القوى المعادية للتطور والتغيير ومعها بقايا الأنظمة الشمولية بثورات مضادة ضدها, وما يجري اليوم في العالم العربي هو مخاض عسير وصعب وطويل للخلاص من الأنظمة الاستبدادية والتوريثة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صرخة القومية
فؤاد النمري ( 2013 / 11 / 24 - 07:54 )
صرخة القومية لم تعد بحاجة إلى تفلسف
صرخة القومية العربية إنطلقت لأول مرة في تاريخ العرب من قبل البورجوازية الشامية الناهضة لإقامة رأسمالية شامية وكانت الثورة العربية الكبرى في العام 1916 ونحن نذكر في هذا السياق أن مشروع البورجوازية الشامية في إقامة مملكة عربية متحدة لا تضم مصر أو أياً من بلدان أفريقيا العربية
وفي تهاية الأربعينيات تحدث الأردنيون باستهجان عن مشاركة مصر في الإجتماع التحضيري لتأسيس الجامعة العربية في حيفا بشخص النحاس باشا

الصرخة القومية انطلقت في ألمانيا وفي إيطاليا تأييداً وتحضيراً لإقامة نظام رأسمالي في البلدين

الغباء المطلق يتمثل بتوصيف الخلافات الاسلامية بالقومية حيث يدرسون التاريخ العربي على أن الأمويين أبادوا الهاشميين لآخر طفل توطيدا لحكمهم والعباسيون بدورهم أبادوا الأمويين لآخر رجل

اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح