الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بدون مسيحييه!

عبدالوهاب حميد رشيد

2013 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


كتب صلاح نصراوي: افتخر المسيحيون العراقيون ومنذ فترة بعيدة كونهم من السكان الأصليين في بلاد ما بين النهرين (ميزوبوتاميا).. لكنهم حالياً (فترة ما بعد الاحتلال) يهربون من وطنهم هذا..

العنف الطائفي الذي خرّب البلاد ونشر الاضطهاد، أثار المخاوف، وأجبر المجتمع المسيحي في العراق- أحد أقدم المجتمعات المسيحية المستمرة في العالم- الهرب إلى المنفى، وبما قد يؤدي إلى انقراضهم في وطنهم القديم هذا (العراق)..

زعماء الدين والسياسة يلقون اللوم على الدول الغربية لتشجيعها المسيحيين العراقيين الهجرة من البلاد. وهذا ما يثير الاتهامات القديمة للدول الغربية بأنها تخطط لتهجير المسيحيين من أوطانهم في الشرق الأوسط.

انخفض عدد المسيحيين في العراق إلى ما يقرب النصف منذ الغزو/ الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة العام 2003، وفقاً لتقديرات مختلفة، نتيجة الاضطرابات السياسية والهجمات، والطرد الإجباري للمسيحيين من مناطق سكناهم، ومشكلة انحسار الوظائف والفرص الاقتصادية.

وفقاً لمسئولين مسيحيين، هُجمت 61 كنيسة على مدى عقد زمني لما بعد الغزو الأمريكي للعراق، مع أكثر من ألف مسيحي قتلوا في أعمال العنف المكشوفة ضدهم أو بصورة غير مباشرة في سياق العنف الذي يضرب البلاد.

قتل ما يقرب من نصف مليون عراقي بسبب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، وفقاً لدراسة أجرتها مجموعة Body Count التي مقرها لندن ونشرت في الشهر الماضي.. (عدد القتلى في دراسات ميدانية موثقة سابقة تجاوزت المليون..)

ارتفع تدفق هجرة المسيحيين العراقيين خارج البلاد العام 2010 بعد أن هاجمت جماعة إرهابية لتنظيم (القاعدة) كنيسة في بغداد في تشرين الأول من ذلك العام. وكان هذا أسوأ هجوم منفرد على المسيحيين في العراق منذ الاحتلال الأمريكي. خلّف هذا الهجوم 50 من المصلين وكاهنين قتلى.

وفي حين أن العديد من المسيحيين فروا إلى البلدان المجاورة- الأردن/ سوريا/ تركيا- لجأ آخرون إلى بلدان بعيدة مثل: استراليا/ نيوزيلندا/ أوربا/ الولايات المتحدة. بينما انتقل غيرهم إلى الملاذات المسيحية الآمنة في المنطقة الكردستانية.

ما زالت الحياة صعبة للغاية لبقايا المسيحيين في العراق. الباقون في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الاحتلال في بغداد، يعيشون في ظل العنف والإرهاب الروتيني. البطالة مرتفعة بينهم، وهناك أعداد تعرضوا ويتعرضون للتهديد والعنف في معيشتهم، بما في ذلك محلات بيع الخمور التي غالباً ما قصفها مسلحون ينتمون إلى الجماعات الأصولية الإسلامية.

حتى أولئك ممن فرّوا إلى المنطقة الكردية ليسوا أفضل حالاً، رغم أنها آمنة نسبياً من إراقة الدماء الناجمة عن التفجيرات اليومية تقريباً، علاوة على التوتر الطائفي في بقية البلاد. ذلك لأنهم يواجهون أشكالاً متعددة من التهديد، كما في الاستيلاء على أراضيهم والتوتر العرقي.

معظم المسيحيين في كردستان يعيشون في مجتمعات موحدة صغيرة بغية الشعور بدرجة أفضل من الأمان. التقى هذا الأسبوع ممثلون لحقوق الإنسان مع ناشطين سياسيين في أربيل- عاصمة كردستان- لبحث سبل مكافحة ما وصفوه بالتغييرات الديموغرافية للمناطق التي يسكنها المسيحيون في شمال العراق، بما في ذلك تلك الخاضعة للسيطرة الكردية.

في حين أن عواقب انتقال المسيحيين يمكن أن يٌفهم بسهولة، لكن أسبابها تبقى دون معالجة. يدعي الكثير من العراقيين بأن ما حدث للمسيحيين لم يكن بتصرف عامة المسلمين، بل أن الجميع وقعوا ضحايا للانقسام الطائفي- العرقي، علاوة على العنف من قبل الجماعات المتطرفة، مثل تنظيم القاعدة.

ويضيفون بأن المسيحيين (والعراق عامة) سيكونون أفضل حالاً إذا ما تمكن المجتمع العراقي المسلم المتناحر حلّ خلافاته وتشكيل نظام سياسي شامل، ليضم كذلك كافة الأقليات ومنهم المسيجيين.

يرى العديد من المسيحيين بأن هجرة المسيحيين ستتوقف إذا ما استطاعت الحكومة ضمان الأمن وحماية المسيحيين، ووقف الاستيلاء على أراضيهم، وما يتبعها من إحداث التغييرات الديموغرافية في المناطق المسيحية، مع توفير فرص العمل لهم.

دعا بعض المسيحيين إلى تمكينهم إقامة "كيان ذات استقلال ذاتي" ضمن الاتحاد، منفصل في شمال العراق، على أمل أن يضمن لهم مزيداً من الحكم الذاتي ووضعاً سياسياً أفضل.

أدانت قيادات سياسية وإسلامية عراقية صراحة أعمال العنف واستهداف المسيحيين، في حين أن العراقيين ،بعامة، ينتقدون الانتهاكات. ناشد صدر الدين قباني- النجف- هذا الأسبوع- صلاة الجمعة- المسيحيين عدم مغادرة العراق. قال "العراق بلد لجميع أبنائه، ولا ينبغي أن نراهم يهاجرون."

الخوف من النزوح الجماعي للمسيحيين، دفع كذلك قادة الكنيسة والسياسيين المسيحيين المناداة ببذل المزيد من الجهود لمعالجة العوامل التي قد تدفع بالمزيد من الهجرة، بما في ذلك التسهيلات/ الخدمات التي يمكن أن تخفف هجرة المسيحيين العراقيين.

في الأسبوع الماضي، استدعى زعيم الكنيسة الكاثوليكية الرومانية- البابا فرانسيس- العديد من قادة الكنائس في الشرق الأوسط إلى روما بغية مناقشة محنة المسيحيين في العراق ودول الشرق الأوسط الأخرى وحثِهم على البقاء.

جاء هذا التجمع لاحقاً على المقابلة التي تمت مع عشرة رؤساء كنائس في الشرق الأوسط بشأن وضع المسيحيين في العراق وأجزاء أخرى من المنطقة.

قال البابا فرانسيس بأن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية "لن تقبل شرق أوسط من دون المسيحيين، والذين يجدون أنفسهم، غالباً، مجبرين على الفرار من مناطق النزاع والاضطرابات في المنطقة."

حث عدد من الأساقفة الكاثوليك، قبل الاجتماع، على الإجراءات التي يتعين اتخاذها بشأن ما أطلقوا عليه لفظة "ظاهرة" الهجرة الحالية، وتوجهات بعض السفارات الأجنبية تسهيل منح تأشيرات اللجوء للمسيحيين العراقيين.

طالب البطريرك الكلداني الكاثوليكي في العراق- لويس ساكو رافاييل- مناقشة هذه المسألة مع رؤساء الكنائس المسيحية لاتخاذ "تدابير للتعامل مع هذه القضية التي تهدد وجود المسيحيين في العراق."
وفي وقت سابق مبكر، فقد انتقد السفارات الغربية لتسهيلها منح التأشيرات للأقلية التي يتقلص وجودها بسرعة في العراق.

قال في مؤتمر رعته الأمم المتحدة في بغداد في الآونة الأخيرة: "من المؤسف أن بعض السفارات تسهل هجرة المسيحيين، حيث تفتقر البلاد لمهاراتهم، ويضعف إخوانهم ممن يريدون البقاء."

كذلك غريغوري لحام- بطريرك سوريا للكنيسة الكاثوليكية اليونانية، حثّ الدول الغربية على عدم "تشجيع المسيحيين السوريين على الهجرة" من البلاد.

كما عبّر السياسيون المسيحيون العراقيون يوم السبت عن مخاوف مماثلة. فقد حثّ عماد يوخنا- نائب مسيحي عراقي- السفارات الأجنبية والمنظمات الدولية على "التوقف عن مساعدة المسيحين على الهجرة من العراق."
ممممممممممممممممممممممممممـ
Iraq without its Christians,Salah Nasrawi, November 27,2013.
http://www.uruknet.info/?p=m102923&hd=&size=1&l=e








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة